مَن المرشحون المتنافسون في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024؟

صورة من مركز الاقتراع في حرم جامعة ويسكونسن ماديسون في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 بمقاطعة داين ويسكونسن في الولايات المتحدة - 3 نوفمبر 2020 (رويترز)
صورة من مركز الاقتراع في حرم جامعة ويسكونسن ماديسون في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 بمقاطعة داين ويسكونسن في الولايات المتحدة - 3 نوفمبر 2020 (رويترز)
TT

مَن المرشحون المتنافسون في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024؟

صورة من مركز الاقتراع في حرم جامعة ويسكونسن ماديسون في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 بمقاطعة داين ويسكونسن في الولايات المتحدة - 3 نوفمبر 2020 (رويترز)
صورة من مركز الاقتراع في حرم جامعة ويسكونسن ماديسون في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 بمقاطعة داين ويسكونسن في الولايات المتحدة - 3 نوفمبر 2020 (رويترز)

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب بعضهما في الانتخابات الرئاسية المقرَّرة في الخامس من نوفمبر، في منافسة ستكون مثيرة للانقسام ومحتدمة فيما يبدو. ويخوض السباق أيضاً عدد من المرشحين المنتمين إلى طرف ثالث.

وفيما يلي قائمة بالمرشحين أعدَّتها وكالة «رويترز» للأنباء:

جمهوري

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يحضر تجمعاً انتخابياً في بلدة وترفورد بولاية ميتشيغان الأميركية في 17 فبراير 2024 (أ.ب)

دونالد ترمب

حصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي تولى السلطة بين عامي 2017 و2021 على عدد كافٍ من المندوبين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، مما يمهِّد لأول سباق عودة رئاسية في نحو 70 عاماً. واستغل ترمب الدعاوى القضائية غير المسبوقة التي يواجهها لتعزيز شعبيته بين قاعدته الانتخابية وتصوير محاولته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض، في جانب منها، على أنها ثأر من الخصوم السياسيين. ويصف ترمب أنصاره المسجونين بسبب الهجوم على مبنى «الكابيتول» في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 بأنهم «رهائن»، ويستخدم بشكل متزايد خطابات عن الواقع الفاسد في حملته الانتخابية.

ويواجه ترمب (77 عاماً) 88 تهمة في 4 قضايا جنائية تتعلق بمحاولاته لتشويه انتخابات 2020 والاحتفاظ بشكل غير قانوني بوثائق سرية تتعلق بالأمن القومي وتزوير سجلات تجارية. ومن المقرر أن تبدأ محاكمته الجنائية الأولى في 15 أبريل (نيسان).

ويدعي، من دون أن يُبرِز أدلة، أن الاتهامات الجنائية ضده مؤامرة من الديمقراطيين هدفها منعه من الفوز، مع وصول بعض الدعاوى القانونية ضده إلى المحكمة العليا الأميركية. وتنفي وزارة العدل أي تدخل سياسي.

ويتوعد ترمب بالثأر من خصومه السياسيين إذا ما انتُخِب لولاية أخرى مدتها 4 سنوات، وقال إنه لن يكون ديكتاتوراً إلا «في اليوم الأول». ويتطلع إلى تعيين موالين له في بعض مواقع الخدمة المدنية الاتحادية.

وأثار ترمب انتقادات من قادة غربيين عندما قال إن الولايات المتحدة لن تدافع عن أعضاء «حلف شمال الأطلسي» الذين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع، وأنه سيشجع روسيا على مهاجمتهم. وضغط على الجمهوريين في الكونغرس لوقف حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا.

وجعل ترمب من الهجرة أهم القضايا المحلية لحملته، وقال إنه سينفذ عمليات ترحيل جماعي وسينشئ معسكرات احتجاز وسيستخدم الحرس الوطني وينهي حق المواطنة بالولادة وسيوسع حظراً للسفر على الأفراد من دول بعينها. وأشار إلى المهاجرين على أنهم «حيوانات».

ووعد بإجراء تغييرات شاملة تتضمن إلغاء برنامج «أوباما كير» للتأمين الصحي والتراجع عن كثير من جهود إدارة بايدن لمكافحة تغير المناخ.

ولم يعلن ترمب بعد عن مرشح لمنصب نائب الرئيس، لكن تم طرح عدد من الاحتمالات. ورفض مايك بنس الذي ترشح إلى جانب ترمب في عامي 2016 و2020 دعم ترمب في الانتخابات المقبلة. واستهدف ترمب وأنصاره بنس بالنقد في غمرة هجوم السادس من يناير.

ديمقراطيان

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في مركز تشافيس المجتمعي في 26 مارس 2024 في رالي بولاية نورث كارولينا (أ.ف.ب)

جو بايدن

وصف الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ترشيحه عام 2020 بأنه محاولة عاجلة للدفاع عن الحريات الأميركية وحماية الديمقراطية، ووضع محاولة إعادة انتخابه في الإطار نفسه، وقال إن ترمب يهدد مستقبل الديمقراطية الأميركية.

ولم يواجه بايدن أي منافس جدي على ترشيح الحزب الذي فاز به في مارس.

وستكون انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) أكثر صعوبة، حيث يظهر أحدث استطلاع لـ«رويترز/ إبسوس» أن دعم الناخبين لبايدن يبلغ 39 في المائة، بفارق نقطة مئوية واحدة عن الدعم لترمب الذي يبلغ 38 في المائة.

وسيتعين على بايدن (81 عاماً)، وهو أكبر رئيس للولايات المتحدة على الإطلاق، إقناع الناخبين بأنه يتمتع بالقوة للبقاء في منصبه لـ4 سنوات أخرى، في ظل ضعف معدلات تأييده وتقرير مستشار خاص لمح إلى أنه يعاني من ضعف في الذاكرة. وانتقد بايدن التقرير، ويقول حلفاؤه إنه يرى أنه المرشح الديمقراطي الوحيد القادر على هزيمة ترمب وحماية الديمقراطية.

وسيكون الاقتصاد عاملاً أساسياً في حملة إعادة انتخابه. ورغم أن الولايات المتحدة نجت من الانزلاق إلى دائرة ركود متوقع وتُحقق نمواً أسرع مما تنبأ به خبراء الاقتصاد، فقد وصل التضخم لأعلى مستوياته منذ 40 عاماً في 2022. وتثقل تكلفة الاحتياجات الأساسية كاهل الناخبين.

وفي وقت سابق من ولايته، دفع بايدن بحِزم ضخمة من التحفيز الاقتصادي والإنفاق على البنية التحتية لتعزيز الإنتاج الصناعي الأميركي. لكن اعتراف الناخبين بتحقيقه ذلك الهدف لا يكاد يُذكر حتى الآن. وجدد جهوده لتسليط الضوء على المنافع المتحققة من إنجازات مثل إقامة مصانع جديدة لتصنيع أشباه الموصلات وخطط معالجة تكلفة الإسكان، إلى غير ذلك من الجهود الاقتصادية.

وتعرضت إدارة بايدن لملف الهجرة لانتقادات من جمهوريين وديمقراطيين، إذ بلغ عبور المهاجرين للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مستويات قياسية خلال إدارته.

وقاد بايدن رد الحكومات الغربية على الغزو الروسي لأوكرانيا، عبر إقناع الحلفاء بفرض عقوبات على موسكو ودعم كييف. كما أنه داعم لإسرائيل في حربها مع مقاتلي حركة «حماس» في غزة، في الوقت الذي يضغط فيه من أجل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.

المرشحة الرئاسية الأميركية ماريان وليامسون (رويترز)

ماريان وليامسون

أعادت ماريان ويليامسون المؤلِّفة الأكثر مبيعاً والخبيرة في تحسين الذات البالغة من العمر 71 عاماً إطلاق حملتها للترشح ببرنامج قائم على «العدل والحب»، بعد أقل من شهر من انسحابها.

وقالت في بيان أصدرته في فبراير، إنها علقت حملتها لأنها تخسر «سباق الخيول»، لكنها عادت لمكافحة «رؤية ترمب المظلمة والاستبدادية».

ورغم تجاوز بايدن عدد المندوبين اللازم للفوز بالترشيح، فإنها لم تنهِ حملتها بعد.

وترشحت ويليامسون سابقاً عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2020، لكنها انسحبت من ذلك السباق قبل بدء أي تصويت.

مستقلون

المرشح الرئاسي المستقل روبرت إف كيندي جونيور متحدثاً في 30 مارس 2024 في لوس أنجليس - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

روبرت إف كيندي الابن

يخوض كيندي (70 عاماً)، الناشط المناهض للقاحات، السباق مرشحاً مستقلاً بعد أن نافس بايدن في البداية على ترشيح الحزب الديمقراطي، لكنه يحتل مرتبة متأخرة كثيراً في استطلاعات الرأي.

وقد يسحب كيندي أصواتاً من ترمب وبايدن، وفقاً لأحدث استطلاع أجرته «رويترز/ إبسوس» في 14 مارس (آذار)، الذي أظهر أن 15 في المائة من الناخبين المسجلين يدعمون كيندي.

وكيندي هو نجل السيناتور الأميركي روبرت إف كيندي الذي اغتيل عام 1968 أثناء حملته الانتخابية الرئاسية. وأثار إعلان مفاجئ خلال مباراة نهائي دوري كرة القدم الأميركية (سوبر بول) ركز على علاقته بعمه الرئيس السابق جون إف كيندي غضب أفراد عائلته، ودفعه إلى الاعتذار.

وفي يوم القديس باتريك، التقط كثيرون من أفراد عائلة كيندي صوراً مع بايدن في البيت الأبيض، وتشير تقارير إلى أن أقاربه على استعداد لتكثيف جهودهم لدعم الرئيس علناً.

وأبدى كيندي دعماً قوياً لإسرائيل، وشكَّك في الحاجة لوقف إطلاق النار لستة أسابيع الذي يدعمه بايدن. وقال إنه ينظر إلى الوضع على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بوصفه أزمة إنسانية، ويعارض جدار ترمب الحدودي.

وتعهَّد بإلغاء بنود رئيسية في مشروع قانون المناخ الذي وقَّعه بايدن بشأن الإعفاءات الضريبية التي يقول إنها تساعد صناعة النفط.

وفيما يتعلق بالصحة، اتخذ كيندي مواقف مختلفة بشأن الإجهاض. وقد تعرض لانتقادات بسبب تقديمه معلومات طبية مضلّلة على مدار سنوات بشأن اللقاحات، لكنه يقول إنه سيظل يسمح للأميركيين بالحصول عليها.

واختار المحامية الثرية نيكول شاناهان لمنصب نائب الرئيس.

المرشح الرئاسي كورنيل ويست (رويترز)

كورنيل وست

قال الناشط السياسي والفيلسوف والأكاديمي كورنيل وست في يونيو (حزيران)، إنه سيدشن مسعى من طرف ثالث للوصول لمنصب الرئيس قد يجتذب الناخبين التقدميين ذوي الميول الديمقراطية.

وسعى وست (70 عاماً) في البداية للترشح عن حزب الخضر، لكنه قال في أكتوبر (تشرين الأول)، إن الناس «يريدون سياسات جيدة بدلاً من السياسات الحزبية»، وأعلن ترشحه مستقلاً. ووعد بالقضاء على الفقر وتوفير السكن.

المرشحة الرئاسية الأميركية جيل ستاين (رويترز - أرشيفية)

جيل ستاين

في التاسع من نوفمبر الماضي، كررت الطبيبة جيل ستاين مسعى الترشح عن حزب الخضر كما فعلت في عام 2016. واتهمت الديمقراطيين بالحنث بوعودهم «تجاه العمال والشباب والمناخ مرات كثيرة، بينما لم يقدم الجمهوريون حتى مثل هذه الوعود أصلاً».

وجمعت ستاين (73 عاماً) ملايين الدولارات لإعادة فرز الأصوات بعد فوز ترمب المفاجئ في انتخابات 2016. ولم يسفر ذلك سوى عن إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن التي أظهرت فوز ترمب.


مقالات ذات صلة

معسكر البرهان يرفض «العودة القسرية» إلى المفاوضات

شمال افريقيا الفريق عبد البرهان في زيارة إلى أحد المستشفيات في ولاية القضارف يوم 10 أبريل (أ.ف.ب)

معسكر البرهان يرفض «العودة القسرية» إلى المفاوضات

أعلن «مجلس السيادة» السوداني رفضه القاطع للعودة «القسرية» إلى المفاوضات مع «قوات الدعم السريع» في سياق رده على طلب أميركي وجه إلى رئيس المجلس الفريق البرهان.

أحمد يونس (أديس ابابا) علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

بلينكن: إسرائيل بحاجة إلى خطة لمرحلة ما بعد الحرب «في أسرع وقت»

شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الأربعاء)، على أن إسرائيل بحاجة لوضع خطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة «في أسرع وقت ممكن».

«الشرق الأوسط» (كيشيناو)
المشرق العربي متظاهر مؤيد للفلسطينيين خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)

طرد ممرضة أميركية من عملها بسبب وصفها أحداث غزة بـ«الإبادة الجماعية»

تعرضت ممرضة أميركية من أصل فلسطيني للطرد من عملها بمستشفى في ولاية نيويورك الأميركية، بسبب وصفها للأحداث في قطاع غزة بـ«الإبادة الجماعية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤيدون لترمب خارج مبنى محكمة مانهاتن بنيويورك الثلاثاء (أ.ف.ب)

محاكمة ترمب تدخل مرحلة النطق بالحكم

دخلت المحاكمة الجنائية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مرحلتها الفاصلة مع مباشرة أعضاء هيئة المحلفين مداولاتهم قبل النطق بالحكم في قضية «أموال الصمت»،

علي بردى ( واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يصف خصومه بـ«الحثالة البشرية»

شن دونالد ترمب هجوما شرسا، الاثنين، على خصومه السياسيين، حيث استغل مناسبة «يوم الذكرى» الذي تحيي فيه أميركا ذكرى جنودها القتلى ليصف مناوئيه بأنهم «حثالة بشرية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترقّب أميركي للحكم على ترمب... فماذا سيكون مصيره؟

خروج ترمب من قاعة المحكمة بعد بدء مداولات المحلفين في 29 مايو (رويترز)
خروج ترمب من قاعة المحكمة بعد بدء مداولات المحلفين في 29 مايو (رويترز)
TT

ترقّب أميركي للحكم على ترمب... فماذا سيكون مصيره؟

خروج ترمب من قاعة المحكمة بعد بدء مداولات المحلفين في 29 مايو (رويترز)
خروج ترمب من قاعة المحكمة بعد بدء مداولات المحلفين في 29 مايو (رويترز)

يواجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لحظة مصيرية، لم يسبقه إليها أي من نظرائه السابقين، إذ باشرت هيئة المحلفين لدى محكمة الجنايات في نيويورك مداولاتها، الأربعاء، لاتخاذ قرار حاسم في شأن الادعاءات عن تورّطه المحتمل في تزوير سجلات تجارية خلال انتخابات عام 2016، لإخفاء علاقة وجيزة مزعومة مع الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز.

وبعد أسابيع من استدعاء الشهود وتقديم المطالعات في قضية «أموال الصمت»، بات مصير ترمب عهدة هيئة المحلفين، المؤلفة من 12 عضواً و6 بدلاء من سكان نيويورك، التي يمكن أن تصدر قراراً في أي لحظة. كما يمكن أن يتطلب الأمر أسابيع، في مهمة تاريخية تتوج محاكمة أول رئيس أميركي بتهم جنائية.

رسم للرئيس السابق خلال حضوره جلسة الأربعاء 29 مايو (رويترز)

ويواجه ترمب 34 تهمة تتمحور حول تزوير سجلات شركته «منظمة ترمب» لإخفاء دفع 130 ألف دولار لدانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، من أجل إسكاتها خلال انتخابات عام 2016. وفي ذلك العام، فاز ترمب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

7 رجال و5 نساء

وبعدما أطلع القاضي خوان ميرشان هيئة المحلفين، المكونة من 7 رجال و5 نساء، على التعليمات والأصول الإجرائية المتعلقة بالمداولات، دخل هؤلاء إلى غرفة خاصة قبيل الساعة 11:30 قبل ظهر الأربعاء (بالتوقيت المحلي) للبدء في عملية تقييم الحكم، على أن تكون مناقشاتهم سرية، علماً بأنه يمكنهم إرسال ملاحظات إلى القاضي ميرشان يطلبون فيها إعادة الاستماع إلى الشهادة أو الاطلاع على الأدلة. وهذه أيضاً هي الطريقة التي سيقومون بها بإخطار المحكمة بالحكم، أو إذا لم يتمكنوا من التوصل إليه. وقال لهم ميرشان: «ليس من مسؤوليتي الحكم على الأدلة هنا (...) إنها مهمتكم».

وغالباً ما بدا المحلفون – وهم شريحة متنوعة من سكان مانهاتن وخلفياتهم المهنية – منشغلين بالشهادة في المحاكمة، بما في ذلك شهادة كوهين ودانيالز. وقام الكثيرون بتدوين الملاحظات، وشاهدوا باهتمام بينما كان الشهود يجيبون عن أسئلة المدعين العامين في مانهاتن ومحامي ترمب.

تجمع لأنصار ترمب خارج مقر المحكمة في مانهاتن في 29 مايو (أ.ف.ب)

ولإدانة ترمب، يجب على المحلفين أن يجدوا بما لا يدع مجالاً للشك أنه قام بتزوير سجلات الأعمال أو تسبب في إدخالها بشكل خاطئ، وفعل ذلك بقصد الخداع وقصد ارتكاب جريمة أخرى أو إخفائها. وبموجب القانون، إذا لم يجدوا أن المدعين أثبتوا أحد هذين العنصرين أو كليهما، فيجب عليهم تبرئة ترمب.

ويزعم ممثلو الادعاء أن ترمب قام بتزوير سجلات الأعمال لإخفاء انتهاكات قانون تمويل الحملات الانتخابية وانتهاك قانون انتخابات الولاية بدعوى وجود مؤامرة للترويج للانتخابات أو منعها.

شروط «مهينة»

قبل ساعات فقط من بدء المداولات، نشر ترمب خطاباً آخر شاملاً حول المحاكمة والقاضي ميرشان وكذلك محاميه السابق مايكل كوهين على شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة به، قبل مغادرة برج ترمب متوجهاً إلى المحكمة صباح الأربعاء.

وأطلق على محكمة الجنايات في نيويورك لقب «محكمة الكنغر!»، مدعياً زوراً أن القاضي ميرشان منعه من الدفاع عن نفسه بدعوى أن أفعاله المزعومة اتخذت بناءً على نصيحة محاميه آنذاك كوهين. وأبلغ محامو ترمب المحكمة في مارس (آذار) الماضي أنهم لن يعتمدوا على هذا الدفاع. وقال ترمب: «لم تكن هناك جريمة، باستثناء المشرد الذي قبض عليه وهو يسرق مني!»، في إشارة إلى كوهين.

وقال خبراء دستوريون إن الإدانة لن تمنعه ​​من الترشح للمنصب أو العمل رئيساً إذا تم انتخابه. ويجب أن يكون أي حكم يصدر عن هيئة المحلفين بالإجماع. وأثناء المداولات، سيتم الاحتفاظ بـ6 محلفين مناوبين جلسوا أيضاً خلال كل دقيقة من المحاكمة في قاعة المحكمة في غرفة منفصلة في حالة الحاجة إليهم ليحلوا محل محلف أصيب بالمرض، أو كان غير متاح. إذا حدث ذلك، ستبدأ المداولات من جديد بمجرد تعيين المحلف البديل.

وإذا أدين ترمب، يمكن أن يواجه شروطاً تعد «مهينة» له، ومنها المراجعة المطلوبة للسجين من إدارة المراقبة في مدينة نيويورك. ويقوم مكتب المراقبة لدى المحكمة بإعداد تقارير العرض للقضاة. وهناك، سيتم إجراء مقابلة مع ترمب حول تاريخه الشخصي، وصحته العقلية، والظروف التي أدت إلى إدانته.

إدانة ترمب المحتملة لن تمنعه ​​من الترشح للرئاسة أو العمل رئيساً إذا تم انتخابه

خبراء دستوريون

هل يسجن؟

رسم المدعون السابقون مزيجاً من التجارب المحتملة لترمب، إذا ثبتت إدانته بأي تهمة في القضية، ومنها المعالجة الروتينية للمجرمين المدانين في نظام العدالة الجنائية في نيويورك، وإطلاعه على الجدول الزمني للاستئناف المحتمل. وستكون هناك أيضاً اعتبارات استثنائية - مثل كيفية حماية الخدمة السرية له إذا تم إرساله إلى السجن، وما إذا كان سيتم السماح له بالسفر لحضور فعاليات الحملة إذا حكم عليه بالإقامة الجبرية - بالنظر إلى مكانة ترمب بوصفه رئيساً سابقاً ومرشحاً جمهورياً مفترضاً للانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ترمب مخاطباً الصحافيين بعد انتهاء جلسة الأربعاء في 29 مايو (أ.ب)

وكان ميرشان قد أعلن منذ اليوم الأول لاستدعاء ترمب في 4 أبريل (نيسان) 2023 أنه يكره التدخل في قدرة ترمب على القيام بحملته الانتخابية. وقال: «إنه مرشح لرئاسة الولايات المتحدة. ومن الواضح أن حقوق التعديل الأول تلك ذات أهمية بالغة».

وفي 6 مايو (أيار)، عبّر عن تردده في إصدار حكم سجن محتمل وعبر عن قلقه حيال الأشخاص الإضافيين، الذين سيتحملون عبء سجن ترمب في حال إدانته، واصفاً (خيار) السجن بأنه «حقاً الملاذ الأخير بالنسبة لي». وقال أيضاً: «أنا قلق بشأن الأشخاص الذين سيتعين عليهم تنفيذ هذه العقوبة: ضباط المحكمة، وضباط الإصلاحيات، وتفاصيل الخدمة السرية، من بين آخرين». ومع ذلك، حذّر من أن «السجن ليس أمراً مستبعداً».

وقال ميرشان لترمب خلال المحاكمة أيضاً: «أريدك أن تفهم أنني سأفعل ذلك، إذا كان ذلك ضرورياً ومناسباً».

ومع ذلك، قال خبراء قانونيون إن السجن يبدو غير مرجح بالنسبة لترمب (77 عاماً) الذي ليس له سجل إجرامي. ويُعاقب على التهم الجنائية من الدرجة «إي» بالسجن لمدة تتراوح بين 16 شهراً و4 سنوات. ومن القضايا الرئيسية التي سيتم تحديدها في حالة إدانة ترمب ما إذا كان سيواجه شكلاً من أشكال السجن، في منشأة حكومية أو في مكان خاص، أو تجربة أقل تقييداً من خلال المراقبة.