معارضة ديمقراطية متزايدة لسياسات بايدن تجاه إسرائيل

مشرّعون يطالبون بوقف المساعدات العسكرية لتل أبيب إذا اجتاحت رفح

متظاهرون داعمون لغزة في بنسلفانيا في 2 مارس 2024 (أ.ف.ب)
متظاهرون داعمون لغزة في بنسلفانيا في 2 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

معارضة ديمقراطية متزايدة لسياسات بايدن تجاه إسرائيل

متظاهرون داعمون لغزة في بنسلفانيا في 2 مارس 2024 (أ.ف.ب)
متظاهرون داعمون لغزة في بنسلفانيا في 2 مارس 2024 (أ.ف.ب)

في ظل المعارضة المتزايدة من الناخبين الديمقراطيين لتوجه إدارة بايدن في حرب غزة، صعّد الديمقراطيون في الكونغرس من ضغوطاتهم على البيت الأبيض مستهدفين سياساته تجاه إسرائيل. وطالبت مجموعة كبيرة من النواب الديمقراطيين الرئيس الأميركي بوقف المساعدات العسكرية لتل أبيب في حال اجتياح رفح، فكتب 37 نائباً رسالة إلى البيت الأبيض أشاروا فيها إلى أن أي اجتياح إسرائيلي من شأنه أن يخرق شروطه القاضية باستعمال المساعدات العسكرية من دون انتهاك القوانين الدولية.

يواجه بايدن دعوات من حزبه للضغط على إسرائيل (أ.ف.ب)

وذكر المشرعون في رسالتهم مذكرة التفاهم التي وقع عليها الرئيس الأميركي الشهر الماضي والتي تتطلب من أي دولة تحصل على المساعدات الأميركية توفير ضمانات موثوقة وذات مصداقية بأنها ستلتزم بمعايير القوانين الدولية.

وتشير الرسالة في نصها الذي نشرته «أكسيوس» إلى أن اجتياح رفح من شأنه أن يخالف المذكرة في غياب خطة موثوقة لحماية المدنيين، فقال المشرعون لبايدن فيها: «نحن نستمر بدعوة إسرائيل لتجنب عملية موسعة في رفح، ونشارك قلقك حيال غياب خطة موثوقة تضمن سلامة ودعم أكثر من مليون مدني يحتمون في رفح».

النواب، وعلى رأسهم الديمقراطي جايمي راسكين وجواكين كاسترو وجين ساوكوفشكي، وهم من المقربين لبايدن، دعوه إلى «استعمال كل الأدوات التي بحوزته للحرص على عدم انتهاك القيم الأميركية والقوانين الدولية خلال هذا الصراع وأن يتم تحميل كل المتلقين للمساعدات الدولية مسؤولية احترام الالتزامات الواردة في المذكرة».

تظاهرات داعمة لفلسطين أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن في 2 مارس 2024 (أ.ف.ب)

توقيت مهم:

تأتي هذه الرسالة في وقت يواجه فيه الديمقراطيون غضب الناخب الأميركي الديمقراطي، الذي احتج بشكل واضح في ولاية ميشيغان في انتخاباتها التمهيدية، فصوّت نحو 13٪ هناك لصالح عدم الالتزام لبايدن بسبب سياساته في غزة، كما شهدت ولاية مينيسوتا موجة مماثلة في الثلاثاء الكبير حيث صوت 19% من الديمقراطيين هناك لصالح عدم الالتزام وذلك في رسالة تحذير واضحة ليس لبايدن فحسب، بل للديمقراطيين في الكونغرس الذين هم أيضاً يخوضون انتخابات تشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني) ويتخوفون من خسارتهم لمقاعدهم في مجلسي الشيوخ والنواب.

السيناتور كريس كونز المقرب من بايدن يدعو إلى تقييد المساعدات لإسرائيل (أ.ب)

وانعكس هذا التخوف في تصريحات أقرب المقربين لبايدن في مجلس الشيوخ كالسيناتور كريس كونز الذي دعا لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل في حال اجتياح رفح. وأضاف كونز أن الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل بمستوياته الحالية «لا يمكن أن يستمر إذا أثبتت إسرائيل أنها غير مستعدة للاستماع إلينا».

ولم تتوقف الاعتراضات عند هذا الحد، بل تخطتها لتشمل السيناتورة البارزة باتي موراي التي تحتل مقعد رئيس مجلس الشيوخ الفخري فقالت: «على إسرائيل أن تفهم أن الإصابات التي تسببت فيها في غزة، والدمار الذي خلقته لا يمكن أن يستمر... هذا لا يتناسب مع قيم أميركا ولن يجعل إسرائيل أكثر أماناً».

يُشار إلى أنه وبناء على المذكرة التي وقع عليها بايدن، أمام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حتى تاريخ 25 مارس (آذار) الحالي للمصادقة على أن إسرائيل وقّعت على الالتزام الوارد في المذكرة، وفي حال عدم المصادقة سيتم تجميد نقل الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل.


مقالات ذات صلة

لافروف: ليس واقعياً تدمير «حماس» كلية كما يريد نتنياهو

المشرق العربي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

لافروف: ليس واقعياً تدمير «حماس» كلية كما يريد نتنياهو

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد، إنه ليس واقعياً تدمير «حماس» كلية كما يريد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في مستشفى «شهداء الأقصى» في أعقاب غارة إسرائيلية بدير البلح (رويترز)

«روما الرباعي»... زخم يتصاعد نحو هدنة في غزة

يلتقي الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) في اجتماع رباعي، الأحد، بروما بمشاركة إسرائيلية، وسط مخاوف من «تجدد العراقيل الإسرائيلية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي طائرة مسيرة أطلقها «حزب الله» اللبناني في إحدى عملياته (لقطة من فيديو)

«حزب الله» يستهدف قوة إسرائيلية شمال ثكنة «يفتاح» بالمسيرات

أعلن «حزب الله» اللبناني أن عناصره استهدفوا قوة مدرعات إسرائيلية تمركزت مؤخرا شمال ثكنة «يفتاح» الإسرائيلية بالمسيرات الانقضاضية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة سبق أن وزَّعها إعلام «حزب الله» لباخرة الحفر «إنرغين» قرب حقل «كاريش» بين لبنان وإسرائيل (أ.ف.ب)

«حزب الله» يلوّح باستهداف منصات الغاز في إسرائيل خلال «الحرب الشاملة»

عاد «حزب الله» ليهدد باستهداف حقول الغاز في إسرائيل في حال قررت الأخيرة توسعة الحرب على لبنان، بعدما بلغت الضغوط والتهديدات من قبل الطرفين مراحل غير مسبوقة.

بولا أسطيح (بيروت)

«عجوز غريب» و«ليبرالية مجنونة»... حرب التصريحات تشتعل بين هاريس وترمب

دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
TT

«عجوز غريب» و«ليبرالية مجنونة»... حرب التصريحات تشتعل بين هاريس وترمب

دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

وصفت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي نفسها بأنها «ليست المرشحة للفوز» في الانتخابات الرئاسية، ووصفت خصمها الجمهوري دونالد ترمب بأنه «غريب تماماً»، في حين وصف ترمب هاريس بأنها «ليبرالية مجنونة» بينما بدأ المتنافسان سلسلة من الفعاليات في إطار حملتهما الانتخابية.

ويأتي هذا التراشق بعد أسبوع عاصف شهد صعود هاريس إلى قمة بطاقة الترشيح عن الحزب الديمقراطي بعد أن تخلى الرئيس جو بايدن (81 عاماً) عن مسعاه للفوز بولاية ثانية تحت ضغط متزايد من رفاقه الديمقراطيين.

وتشير سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أن دخول هاريس السباق محا التقدم الذي كان يتمتع به ترمب على بايدن في غضون أيام، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

عجوز غريب للغاية

وقالت هاريس في كلمة لها في فعالية خاصة لجمع التبرعات شارك فيها المغني وكاتب الأغاني جيمس تايلور في بيتسفيلد بولاية ماساتشوستس، إن الكثير مما يقوله ترمب والسيناتور الأميركي جيه دي فانس المرشح نائباً على بطاقته الانتخابية «غريب تماماً».

ويعد استخدامها لكلمة «غريب» لوصف خصومها جزءا من استراتيجية جديدة من الديمقراطيين. ووصفت حملة هاريس ترمب بأنه «عجوز وغريب للغاية» بعد ظهوره على قناة «فوكس نيوز»، يوم الخميس، وظهر مؤيد واحد على الأقل خلال فعالية، أمس السبت، حاملاً لافتة مكتوب عليها «ترمب غير طبيعي».

ومثلما فعلت خلال سلسلة من فعاليات الحملة الانتخابية خلال الأيام القليلة الماضية، قارنت هاريس مرة أخرى بين سجلها كمدعية عامة وسجل ترمب كمجرم مدان، وقالت إن مسعاها يتعلق بالمستقبل بينما يريد ترمب إعادة البلاد إلى «الماضي المظلم».

«أسوأ» من بايدن

وبعد ساعات، أطلق ترمب وابلاً من الهجمات في تجمع حاشد في سانت كلاود بولاية مينيسوتا، حول قضايا تتراوح من السلامة العامة إلى الهجرة.

وقال ترمب «إذا تمكنت ليبرالية مجنونة مثل كاملا هاريس من الوصول إلى السلطة، فإن الحلم الأميركي سيموت»، مضيفاً أن هاريس «أسوأ» من بايدن.

ووصف قرار بايدن بالتخلي عن مسعاه الرئاسي بأنه «انقلاب» دبره الحزب الديمقراطي.

وجاءت الفعالية التي شارك فيها الرئيس السابق في ساحة لهوكي الجليد تضم ما يقرب من ثمانية آلاف مقعد متوافقة مع توصية جهاز الخدمة السرية الأميركي بتجنب الأحداث الكبيرة في الهواء الطلق بعد محاولة اغتياله في تجمع جماهيري في بنسلفانيا قبل أسبوعين.

وقال ترمب، أمس السبت، على موقعه «تروث سوشيال» إنه سيستمر في عقد التجمعات في الهواء الطلق وإن جهاز الخدمة السرية «وافق على تكثيف عملياته بشكل كبير» لحمايته.

تنشيط الحملة الديمقراطية

ولم تختر ولاية مينيسوتا مرشحاً رئاسياً من الحزب الجمهوري منذ 52 عاماً، لكن حملة ترمب تعتقد على نحو متزايد أن بالإمكان الفوز بأصوات الولاية بعد تراجع التأييد لبايدن في أعقاب أدائه الكارثي في المناظرة التي جرت في 27 يونيو (حزيران).

لكن ظهور هاريس على الساحة بدلاً من بايدن، أعاد تنشيط حملة الحزب الديمقراطي التي تعثرت بشدة وسط شكوك الديمقراطيين بشأن احتمالات فوز بايدن على ترمب البالغ من العمر (78 عاماً) أو قدرته على الاستمرار في الحكم إذا قدر له النجاح.

وجمعت هاريس، أول امرأة سوداء وأول أميركية آسيوية تشغل منصب نائب الرئيس، أكثر من 100 مليون دولار في غضون 36 ساعة بعد أن قرر بايدن عدم خوض السباق. وقالت حملتها إن حملة جمع التبرعات، أمس السبت، جمعت أكثر من 1.4 مليون دولار من حوالي 800 مشارك.

وتجرى انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).