واشنطن تحاكم 4 باكستانيين لنقلهم أسلحة إيرانية «متقدمة» للحوثيين

البحرية الأميركية ضبطتهم مع «مكونات مهمة» لصواريخ باليستية و«كروز» المضادة للسفن

المركب الشراعي الذي سيطرت عليه البحرية الأميركية في عملية فقد فيها اثنان من جنودها حياتهما في 11 يناير الماضي (أ.ب)
المركب الشراعي الذي سيطرت عليه البحرية الأميركية في عملية فقد فيها اثنان من جنودها حياتهما في 11 يناير الماضي (أ.ب)
TT

واشنطن تحاكم 4 باكستانيين لنقلهم أسلحة إيرانية «متقدمة» للحوثيين

المركب الشراعي الذي سيطرت عليه البحرية الأميركية في عملية فقد فيها اثنان من جنودها حياتهما في 11 يناير الماضي (أ.ب)
المركب الشراعي الذي سيطرت عليه البحرية الأميركية في عملية فقد فيها اثنان من جنودها حياتهما في 11 يناير الماضي (أ.ب)

وجهت محكمة فيدرالية أميركية اتهامات لـ4 بحّارة باكستانيين، بتهمة نقل أسلحة تقليدية متقدمة، إيرانية الصنع، إلى الحوثيين في اليمن.

وكانت البحرية الأميركية ألقت القبض في 11 يناير (كانون الثاني) الماضي، على المتهمين خلال عملية للسيطرة على مركب شراعي، في بحر العرب، فقد فيها اثنان من جنود البحرية حياتهما.

ووفقاً لسجلات المحكمة، فقد صعد فريق من البحرية، التابعة للقيادة المركزية الأميركية، ليلة 11 يناير على متن مركب شراعي صغير لا يحمل علماً في بحر العرب قبالة سواحل الصومال، ووجد الفريق 14 بحّاراً على متن السفينة. وفي أثناء تفتيش المركب، عثر على أسلحة تقليدية متقدمة، إيرانية الصنع، وصادرها.

صواريخ مضادة للسفن

وقال وزير العدل الأميركي، ميريك غارلاند: «نعرب عن خالص التعازي لعائلتَي وأحباء جنديَّي البحرية اللذين فقدا حياتهما في أثناء قيامهما بعملية في بحر العرب». وأشار إلى أن «الوزارة ستستخدم كل سلطة قانونية لمحاسبة أولئك الذين يسهّلون تدفق الأسلحة من إيران إلى قوات الحوثيين، و(حماس)، والجماعات الأخرى التي تعرّض أمن الولايات المتحدة وأمن الحلفاء للخطر».

وتشير التحليلات الأولية للأسلحة التقليدية المتقدمة، إلى أنها تتضمن مكونات مهمة للصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وصواريخ «كروز» المضادة للسفن، مع رأس حربي ومكونات الدفع والتوجيه. وتبين أن نوع الأسلحة التي تم العثور عليها، يتوافق مع الأسلحة التي استخدمها الحوثيون في الهجمات الأخيرة على السفن التجارية، والسفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن.

أسلحة صادرتها البحرية الأميركية من المركب الشراعي في بحر العرب قالت إنها كانت متجهة إلى الحوثيين (أ.ب)

لا تسامح مع «الحرس»

وقال ديفيد ساندبرغ، مساعد المدير المسؤول لمكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن، إن «المحاكمة، تبعث برسالة مفادها بأن حكومة الولايات المتحدة لن تتسامح مع مَن يعمل وكيلاً للحرس الثوري الإيراني في محاولة لإلحاق الضرر بالمواطنين الأميركيين في الخارج».

وأضاف أن «نقل المواد المتفجرة التي يُقصد استخدامها للتهديد والتسبب في الضرر هو مثال آخر على الأعمال التخريبية والعدائية التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني (...) سيواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي وشركاؤنا في الحكومة الأميركية تعطيل الجهود التي تبذلها الحكومات الأجنبية المعادية التي تسعى إلى الترهيب، والتسبب في الأذى من خلال العنف».

وبحسب سجلات المحكمة، فقد ألقت البحرية الأميركية القبض على البحارة الـ14، وأحضرتهم إلى السفينة «يو إس إس بولر»، بعدما تبيّن أن المركب الشراعي غير آمن وغير صالح للإبحار.

وفي 11 فبراير (شباط) الحالي، حصلت الولايات المتحدة على أوامر اعتقال بحق 4 من البحّارة الذين كانوا على متن المركب الشراعي، وهم: محمد بهلوان، ومحمد مظهر، وغفران الله، وإزهار محمد، الذين يحملون بطاقات هوية باكستانية.

كما حصلت الولايات المتحدة أيضاً على 10 أوامر بحق الأفراد المتبقين على متن السفينة؛ للمثول شهوداً ماديين.

صورة الرأس الحربي المتقدم الذي صادرته البحرية الأميركية من المركب الشراعي (أ.ب)

وتم نقل المتهمين والشهود إلى المنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا، حيث مثل المتهمون الـ4، وكذلك 8 من الشهود الأساسيين الـ10، للمرة الأولى أمام قاضي التحقيق الأميركي.

وسيواجه محمد بهلوان عقوبة قصوى بالسجن 20 عاماً إذا أُدين بنقل رأس حربي بشكل غير قانوني، كما يواجه المتهمون الـ4 عقوبة قصوى بالسجن لمدة 5 سنوات إذا أُدينوا بجريمة «البيانات الكاذبة».

وسيحدد قاضي محكمة المقاطعة الفيدرالية في فيرجينيا الحكم بعد النظر في إرشادات إصدار الأحكام الأميركية والعوامل القانونية الأخرى.


مقالات ذات صلة

رئيسة «المفوضية الأوروبية»: الرسوم الجمركية على «الاتحاد» لن تمر دون رد

أوروبا رئيسة «المفوضية الأوروبية» أورسولا فون ديرلاين تتحدث خلال مؤتمر ميونيخ للأمن 14 فبراير 2025 (د.ب.أ)

رئيسة «المفوضية الأوروبية»: الرسوم الجمركية على «الاتحاد» لن تمر دون رد

قالت رئيسة «المفوضية الأوروبية» أورسولا فون ديرلاين، اليوم الجمعة، إن الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي «غير مبرَّرة» ولن تمر دون رد.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
الولايات المتحدة​ الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

إيلون ماسك والخارجية الأميركية يردان على تقارير عن خطة لشراء سيارات «تسلا» مدرعة

قال موقع «أكسيوس» إن إيلون ماسك ووزارة الخارجية الأميركية ردا على تقارير تفيد بأن الوزارة من المقرر أن تشتري سيارات «تسلا» مدرعة بـ400 مليون دولار. وذكر…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك (أ.ب)

أوكرانيا تسلم أميركا مسودة اتفاق بشأن المعادن النادرة

قال مصدر من الوفد الأوكراني المشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن لـ«رويترز» اليوم الجمعة إن أوكرانيا انتهت من العمل على مسودة اتفاق بشأن المعادن وسلمتها لأميركا

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع الصحافيين أثناء توقيعه على أوامر تنفيذية بالمكتب البيضاوي في واشنطن 13 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

قاضٍ يعلّق قرار ترمب تجميد أموال المساعدات الخارجية الأميركية

علّق قاضٍ أميركي قرار الرئيس دونالد ترمب في نهاية يناير تجميد أموال المساعدات الخارجية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أعلام الصين والولايات المتحدة في شارع بنسلفانيا بالقرب من مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)

الصين: على أميركا المبادرة إلى خفض نفقاتها العسكرية

أكّدت الصين أنّه يتعيّن على أميركا أن تبادر إلى خفض نفقاتها العسكرية، غداة إعلان الرئيس الأميركي نية إجراء محادثات مع موسكو وبكين لخفض الإنفاق العسكري.

«الشرق الأوسط» (بكين)

إيلون ماسك والخارجية الأميركية يردان على تقارير عن خطة لشراء سيارات «تسلا» مدرعة

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

إيلون ماسك والخارجية الأميركية يردان على تقارير عن خطة لشراء سيارات «تسلا» مدرعة

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

قال موقع «أكسيوس» إن إيلون ماسك ووزارة الخارجية الأميركية ردا على تقارير تفيد بأن الوزارة من المقرر أن تشتري سيارات «تسلا» مدرعة بـ400 مليون دولار.

شعار شركة «تسلا» في محل لبيع السيارات ببرلين (د.ب.أ)

وذكر الموقع أن ماسك، الذي يمكن القول إنه أقوى موظف في إدارة الرئيس دونالد ترمب، واجه أسئلة متزايدة حول تضارب المصالح المحتمل أثناء عمله داخل الحكومة، بصفته رئيساً لوزارة الكفاءة الحكومية حيث يقود جهود إدارة ترمب لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية بشكل جذري.

وفي الوقت نفسه، تتلقى شركات ماسك - مثل «سبيس إكس» و«تسلا» و«نيورالينك» - عقوداً حكومية مربحة.

الرئيس دونالد ترمب يتحدث مع الصحافيين وبدا إيلون ماسك مستمعاً في المكتب البيضاوي بواشنطن (أ.ب)

يذكر أن إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، تبرع بما لا يقل عن 288 مليون دولار للمساعدة في انتخاب ترمب ومرشحين آخرين للحزب الجمهوري في انتخابات 2024.

ورفض ماسك الإجابة عن أسئلة حول تضارب المصالح المحتمل خلال مؤتمر صحافي عقده، يوم الثلاثاء، مع ترمب، مشيداً بشفافية أفعاله أثناء توليه منصبه.

ونفى ماسك، عبر منصة «إكس» التي يمتلكها، وجود هذا العقد المزعوم، وكتب: «أنا متأكد تماماً من أن (تسلا) لن تحصل على 400 مليون دولار. لم يذكر لي أحد ذلك، على الأقل».

كما نفى مسؤول في وزارة الخارجية تلك التقارير، قائلاً إنه «لم يتم منح أي عقد حكومي لشركة (تسلا) أو أي شركة أخرى لتصنيع المركبات لإنتاج مركبات كهربائية مدرعة لوزارة الخارجية».

مبنى وزارة الخارجية الأميركية (أرشيفية)

وقال المسؤول إن إدارة الرئيس السابق جو بايدن استكشفت اهتمام الشركات الخاصة بإنتاج مركبات كهربائية مدرعة، لكن الخطة لم تصل أبداً إلى مرحلة الطلب الرسمي، وأضاف: «الطلب معلق ولا توجد خطط حالية لإصداره».

وتنص توقعات المشتريات لوزارة الخارجية لعام 2025 على أن الوزارة مستعدة لشراء «سيارات كهربائية مدرعة» بقيمة 400 مليون دولار.

ويظهر الإدخال الخاص بتوقعات المشتريات، الذي نُشر في البداية خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل تولي ترمب منصبه أنه تم تحريره مساء الأربعاء.

ومع ذلك، أظهرت نسخة سابقة من التوقعات اطلع عليها «أكسيوس» إدخالاً للمبلغ نفسه مدرجاً باسم «تسلا المدرعة (وحدات الإنتاج)»، ويبدو أن الوصف يشير إلى شاحنات سايبر تراك المغطاة بالفولاذ من «تسلا».