ترمب يعزّز أفضليته بعد فوز سهل في الانتخابات التمهيدية بنيفادا

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يرقص على خشبة المسرح بعد أن تحدث في تجمع انتخابي بلاس فيغاس الخميس 8 فبراير 2024 (أ.ب)
المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يرقص على خشبة المسرح بعد أن تحدث في تجمع انتخابي بلاس فيغاس الخميس 8 فبراير 2024 (أ.ب)
TT

ترمب يعزّز أفضليته بعد فوز سهل في الانتخابات التمهيدية بنيفادا

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يرقص على خشبة المسرح بعد أن تحدث في تجمع انتخابي بلاس فيغاس الخميس 8 فبراير 2024 (أ.ب)
المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يرقص على خشبة المسرح بعد أن تحدث في تجمع انتخابي بلاس فيغاس الخميس 8 فبراير 2024 (أ.ب)

عزّز الرئيس السابق دونالد ترمب أفضليته في السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، بتحقيقه فوزاً سهلاً في انتخابات المجالس الشعبية التي أُجريت في ولاية نيفادا الخميس.

وكان ترمب المرشح البارز الوحيد على بطاقات الاقتراع التي صوّت بها أعضاء الحزب الجمهوري في الولاية الواقعة جنوب غربي الولايات المتحدة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأظهرت النتائج الأولية أن الرئيس السابق حقق فوزاً كاسحاً في مقابل منافسه الوحيد، وهو رجل أعمال من مدينة تكساس. وأكدت شبكات التلفزة الأميركية أن ترمب سيحصل على أصوات جميع مندوبي الحزب عن الولاية.

وكانت هذه ثاني عملية اقتراع تمهيدية للجمهوريين في نيفادا هذا الأسبوع.

وأقيم اقتراع عادي الثلاثاء حلّت فيه المنافسة الجدية الوحيدة لترمب، نيكي هايلي، ثانية في خيارات المقترعين خلف «لا أحد من هؤلاء المرشحين»، وهو ما يُعدّ ضمنياً تصويتاً لصالح ترمب. إلا أن هذا التصويت لن يتم أخذه في الحسبان، إذ إن اللجنة المحلية للحزب الجمهوري أكدت منذ أشهر أن أصوات المندوبين ستُحتسب بناء على التصويت الذي أجري الخميس.

ويتقدم ترمب بفارق كبير على هايلي في السباق الجمهوري، ويُتوقع أن يعزز أفضليته بشكل إضافي في انتخابات ولاية كارولاينا الجنوبية التي تتحدر منها السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، المقررة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وشددت هايلي الأربعاء على أنها لن تنسحب من السباق رغم أن نتيجته تبدو محسومة لصالح ترمب.

وقالت أمام مهرجان انتخابي في كاليفورنيا ليل الأربعاء: «أنا باقية على المدى الطويل»، مضيفة: «سيكون الأمر فوضوياً، ومؤلماً، وسيترك بعض الكدمات، لكن في نهاية المطاف، أنا لا أمانع تلقّيها إذا كنتم إلى جانبي».

ورأى ترمب أن استمرار هايلي في السباق الجمهوري لا يثير امتعاضه.

وقال الخميس: «لا أعرف لماذا تواصل (الترشُّح)، لكن دعوها تقُم بذلك»، مضيفاً: «لا أكترث لذلك فعلاً».

وتابع: «أعتقد أن ذلك سيئ للحزب. أعتقد أنه سيئ بالنسبة إليها».

وأجريت الخميس كذلك انتخابات المجالس الشعبية في الجزر العذراء الأميركية. ورغم أنها ليست ولاية ولن يكون لها دور حاسم في الانتخابات المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني)، فإن هذه الجزر تشارك في اختيار المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفاز ترمب بأصوات الحزب بهامش 3 مقابل 1 لصالح هايلي؛ ما منحه كل المندوبين المتوفرين للمؤتمر العام للحزب المقرر في ويسكونسن، يوليو (تموز) المقبل، الذي سيتمّ خلاله اختيار مرشح الحزب لخوض الانتخابات في مواجهة المرشح الديمقراطي الذي يُرجَّح أن يكون الرئيس الحالي، جو بايدن.


مقالات ذات صلة

6 أسباب أدت إلى فوز ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية

الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري آنذاك دونالد ترمب يلوح بيده خلال فعالية انتخابية بساحة دورتون في رالي بولاية نورث كارولينا  - الولايات المتحدة الأميركية 4 نوفمبر 2024 (رويترز)

6 أسباب أدت إلى فوز ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية

أشار تحليل لـ«وكالة الأنباء الألمانية» أن العامل الشخصي والمال والتبعيات والخوف وأسباباً إضافية أخرى، قادت إلى فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث خلال حملته الانتخابية في أتلانتا 15 أكتوبر 2024 (رويترز)

هل يكرر ترمب سياسات الإنفاق المفرط ويزيد ديون أميركا؟

على مدى العقود الماضية، شهد الاقتصاد الأميركي تسارعاً ملحوظاً في وتيرة تراكم الدين العام ليصبح سمة «تاريخية» وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الاقتصادية الأميركية.

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد سبائك ذهبية في متجر «جينزا تانكا» في طوكيو (رويترز)

الذهب يتراجع مع تقييم تأثير رئاسة ترمب على الفائدة الأميركية

انخفضت أسعار الذهب اليوم الجمعة وتتجه نحو انخفاض أسبوعي ثانٍ على التوالي مع تقييم المتداولين لتأثير رئاسة دونالد ترمب على أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقف إلى جانب محاميه تود بلانش في محكمة مانهاتن الجنائية (أ.ب)

تقرير: قراصنة صينيون تنصتوا على هاتف محامي ترمب

أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أحد كبار محامي الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن هاتفه الجوال كان تحت مراقبة قراصنة صينيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني يدعو أوروبا لإظهار القوة قبل ولاية ترمب الجديدة

دعا فريدريش ميرتس، زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، أوروبا إلى إظهار القوة واتخاذ موقف صارم خلال الولاية الثانية من رئاسة دونالد ترمب للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (برلينلممبر)

خطوات «البطة العرجاء» قد تترك أثراً عميقاً على حربَي غزة ولبنان

تعهد ترمب بإنهاء حروب غزة ولبنان وأوكرانيا فور تسلّمه الرئاسة (أ.ف.ب)
تعهد ترمب بإنهاء حروب غزة ولبنان وأوكرانيا فور تسلّمه الرئاسة (أ.ف.ب)
TT

خطوات «البطة العرجاء» قد تترك أثراً عميقاً على حربَي غزة ولبنان

تعهد ترمب بإنهاء حروب غزة ولبنان وأوكرانيا فور تسلّمه الرئاسة (أ.ف.ب)
تعهد ترمب بإنهاء حروب غزة ولبنان وأوكرانيا فور تسلّمه الرئاسة (أ.ف.ب)

يمكن للرئيس الأميركي جو بايدن أن يتّخذ الكثير من القرارات البالغة الأهمية، وربما الراديكالية، خلال الأسابيع العشرة الأخيرة من عهده، بما في ذلك في رسم مستقبل السياسات الخارجية للولايات المتحدة، من دون أن يفرض التزامات على الإدارة المقبلة أو يقيّد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي يعود إلى البيت الأبيض رسمياً في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.

لم يتضّح بعد مدى تطابق التصريحات الانتخابية والتجارب السابقة مع السياسات الخارجية الفعلية التي سيعتمدها ترمب، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه سيحظى بقوة استثنائية لم يتمتع بها أي رئيس في التاريخ الأميركي. غير أن الرئيس بايدن يمكنه، على رغم كونه في فترة «البطة العرجاء» بحسب الوصف التقليدي في السياسة الأميركية، اتخاذ قرارات حازمة على غرار ما فعله الرئيس السابق باراك أوباما عندما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن رقم 2234 في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2016 باعتبار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد 5 يونيو (حزيران) 1967 «غير شرعي ويشكل انتهاكاً صارخاً بموجب القانون الدولي».

تجارب سابقة

بايدن لدى إلقائه خطاباً بالبيت الأبيض في 7 نوفمبر (أ.ب)

كذلك، تعيد المواقف المتشدّدة التي اتّخذها الرئيس ترمب من إيران خلال عهده الأول بين عامي 2016 و2020، إلى الأذهان فضيحة «إيران كونترا»، وهي مؤامرة سرية لبيع أسلحة لإيران واستخدام العائدات لتمويل متمردي «الكونترا» في نيكاراغوا خلال إدارة الرئيس رونالد ريغان. ولكن التداعيات استمرت خلال عهد الرئيس جورج بوش الأب، الذي خسر المعركة الرئاسية عام 1988 أمام الرئيس السابق بيل كلينتون. وعلى رغم ذلك، أصدر بوش في 24 ديسمبر 1992 عفواً عن ستة من المتهمين أو المدانين، من دون أن يواجه أي منهم عقوبة السجن.

يأتي فوز ترمب الآن في وقت تلوح فيه سلسلة من المواقف الضرورية، وخيارات دبلوماسية صعبة وتهديدات بالتصعيد في الشرق الأوسط وأوكرانيا وخارجها.

وفي خضم حرب غزة ولبنان وخلال اليوم الانتخابي الطويل في الولايات المتحدة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجأة إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، المعروف بعلاقته الوثيقة مع المسؤولين الكبار في إدارة بايدن، علماً أنه مضطر إلى مواصلة العلاقة معهم إلى حين تسلم ترمب المقاليد الرئاسية. وستكون هذه الفترة حرجة، وربما حاسمة، في ظل استعار حربي إسرائيل مع «حماس» في غزة ومع «حزب الله» في لبنان، ومخاطر اتساع نطاقها لتشمل إيران، وحاجة إسرائيل إلى استمرارية تدفق شحنات الأسلحة الأميركية. وقد يستخدم بايدن أيضاً أيامه الأخيرة في منصبه لإنهاء حرب غزة وإطلاق الرهائن، فضلاً عن وضع حد نهائي لحرب لبنان، وبالتالي لتسوية الحسابات مع حكومة نتنياهو بعدما عانت الإدارة الحالية طويلاً من إساءات وإهانات على يد نتنياهو طوال الفترة الماضية.

وقف النار... والحرب

وعلى غرار ما حصل في عهد أوباما، يمكن لبايدن اغتنام فرصة انعقاد مجلس الأمن قريباً للنظر في كيفية وقف الحرب في الشرق الأوسط. ويمكنه أن يختار عدم استخدام حقّ النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أعدّته فرنسا منذ أشهر للمطالبة بوقف النار، وربما فرض عقوبات ضد الأطراف الرافضة لقبول التهدئة.

ولا أحد يمكنه أن يعرف الآن ما إذا كان ترمب سيتدخل لمنع اتخاذ خطوة كهذه من «البطة العرجاء»، علماً أن الرئيس السابق استشاط غضباً من نتنياهو عندما هنأ بايدن على فوزه في انتخابات 2020. لكن نتنياهو أطلق مبكراً حملة لاستعادة حظوة ترمب، وزار مارالاغو في يوليو (تموز) الماضي، وتحادث معه عبر الهاتف مرات في الأسابيع الأخيرة من الحملة الرئاسية. وكان نتنياهو بين أوائل زعماء العالم الذين هنأوا ترمب على فوزه الانتخابي الأخير، واصفاً ما حصل بأنه «أعظم عودة في التاريخ» بين جميع الرؤساء الأميركيين.

وستواجه إدارة بايدن، الأسبوع المقبل، اتخاذ قرار لمعالجة مهلة الأيام الـ30 التي فرضتها على الحكومة الإسرائيلية لتخفيف المخاوف الإنسانية أو المخاطرة بتعليق شحنات الأسلحة الأميركية وغيرها من المساعدات. ولعل أحد العوامل التي تُعقّد قرار الإدارة هو معرفة أنه إذا قطع بايدن الإمدادات العسكرية عن إسرائيل، فإن ترمب يمكن أن يعيد على الفور عمليات نقل الأسلحة عندما يصل إلى البيت الأبيض في 20 يناير المقبل.

غموض ترمب

ترمب ونتنياهو في مارالاغو 26 يوليو (أ.ب)

وكان ترمب تحدث مراراً عن إنهاء إسرائيل للحرب في غزة، وقال الأسبوع الماضي الأمر نفسه عن القتال في لبنان. ولكنه توعد باتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه إيران وطموحاتها النووية، من دون أن يُظهر أي رغبة في خوض حرب معها. كما أكد نائب الرئيس المنتخب جيمس ديفيد فانس، الأسبوع الماضي، أن «مصلحتنا تكمن في عدم الذهاب إلى حرب مع إيران. سيكون ذلك بمثابة تشتيت كبير للموارد. وسيكون مكلفاً للغاية لبلدنا»، متفقاً بذلك مع المواقف العامة للسياسة الخارجية لترمب.

وكذلك لا تزال خطط ترمب الفعلية في السياسية الخارجية غامضة، فهو يدرك أن حل حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة ليس واقعياً، والتراجع عن دور أميركا بصفتها «شرطي العالم» بحسب تعبير فانس، الذي لم يحدد ما إذا كانت الإدارة المقبلة ستتخذ إجراءات فيما يتعلق بتوسيع اتفاقات إبراهيم في الشرق الأوسط.

ومع انتصار ترمب، تواجه أوكرانيا وضعاً صعباً للغاية بسبب إعلان الرئيس المنتخب في مناسبات عدّة أنه سيتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيوقف الدعم الأميركي الكبير الذي تقدمه إدارة بايدن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الحرب مع روسيا.

وربما يقرر بايدن خلال هذه الفترة شحن أكبر قدر ممكن من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في سياق الحزمة البالغة 61 مليار دولار التي وافق عليها الكونغرس في أبريل (نيسان) الماضي. ولا يزال بايدن يواجه مسألة ما إذا كان سيسمح لأوكرانيا باستخدام أنظمة صواريخ أميركية بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية، وهو الأمر الذي طالب به الأوكرانيون منذ أشهر. لكن البيت الأبيض تجنبه وسط مخاوف من أن بوتين سيُصعّد الحرب أو يعقّد الأولويات الأخرى للسياسة الخارجية الأميركية.