كيف سترد واشنطن على مقتل جنود أميركيين بهجوم في الأردن؟

الخيارات تتراوح بين ضربات لأهداف إيرانية أو استهداف «أقوى» لوكلاء طهران

صورة مجمعة للجنود الثلاثة القتلى في هجوم قاعد التنف بالأردن (أ.ف.ب)
صورة مجمعة للجنود الثلاثة القتلى في هجوم قاعد التنف بالأردن (أ.ف.ب)
TT

كيف سترد واشنطن على مقتل جنود أميركيين بهجوم في الأردن؟

صورة مجمعة للجنود الثلاثة القتلى في هجوم قاعد التنف بالأردن (أ.ف.ب)
صورة مجمعة للجنود الثلاثة القتلى في هجوم قاعد التنف بالأردن (أ.ف.ب)

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن لحظة محورية في وقت لاحق من مساء اليوم، وهو يدرس خيارات الانتقام لمقتل جنود في هجوم بطائرة مسيرة على الحدود الأردنية-السورية.

وسيقرر بايدن طبيعة الرد من بين الخيارات التي وضعها مستشاريه العسكريين وهي تتتراوح بين الرمزية والعقابية القاسية، في واحدة من أهم القرارات التي يتخذها خلال رئاسته حسبما أوردت «سكاي نيوز».

ويأمل بايدن أن يؤدي اختياره في الساعات المقبلة إلى ردع أي تصعيد، لكن العواقب ليس مؤكدة، في ظل مخاوف من أن تؤدي إلى حرب أوسع.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس هوية الجنود الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم، فيما تعهّد بايدن، الردّ «بالطريقة الملائمة»، متهماً فصائل مدعومة من إيران بالوقوف وراء الهجوم.

والتقى بايدن أمس (الاثنين)، أعضاء فريق الأمن القومي، وبينهم وزير الدفاع لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي جيك ساليفان، وبريت ماكغورغ مستشاره لشؤون الشرق الأوسط، لمناقشة الوضع.

وقال بايدن: «بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أنّ جماعات مسلّحة متطرّفة مدعومة من إيران تنشط في سوريا والعراق هي من نفّذته». وتابع: «سنواصل التزامنا محاربة الإرهاب. لا يُساوِرَنّكُم شكّ في أنّنا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت المناسب والطريقة التي نختارها»، حسبما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، إن الرئيس بايدن «سيرد» على الهجوم «بالطريقة الملائمة»، مضيفاً: «لكننا لا نسعى إلى حرب مع إيران. لا نريد نزاعاً أوسع في الشرق الأوسط». وأكد كيربي أمس (الاثنين)، مجدداً للصحافيين، أن واشنطن «لا تسعى إلى حرب مع إيران».

وفسر كيربي في تصريحات مماثلة لشبكة «سي بي إس»: «نحن لسنا مهتمين بصراع أوسع في المنطقة، نحن لا نبحث عن حرب أخرى، لكننا بالتأكيد سنفعل ما يتعين علينا القيام به لحماية أنفسنا».



وأكّد ناطق باسم البيت الأبيض الاثنين، أن الولايات المتحدة تعمل على الردّ «بالطريقة الملائمة» على الهجوم.

من هم الجنود القتلى؟

وقالت واشنطن إن الهجوم تسبّب بمقتل 3 جنود وجرح أكثر من 40 آخرين. وقد طال الهجوم «برج 22» في شمال شرقي الأردن، وهو قاعدة لوجيستية تقع قبالة منطقة الركبان السورية.

وقالت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم «البنتاغون»، إن هذه الحصيلة تضاف إلى 80 شخصاً أصيبوا في أعمال عنف سابقة. وذكرت سينغ أن الهجوم يحمل «بصمة كتائب حزب الله»، وهي جماعة عراقية مدعومة من إيران، اتهمها «البنتاغون» بالوقوف وراء أعمال عنف سابقة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن القتلى هم الرقيب ويليام ريفرز (46 عاماً)، من كارولتون في ولاية جورجيا، والمتخصصة كينيدي ساندرز (24 عاماً)، من وايكروس في ولاية جورجيا، والأخصائي بريونا موفيت (23 عاماً)، من سافانا في ولاية جورجيا، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

الجندية الأميركية كينيدي ساندرز (24 عاما) التي قتلت في هجوم المسيرة في الأردن (رويترز)

وأفادت وزارة الدفاع بأنه تم تعيينهم جميعاً في سرية «المهندسين 718»، وهي وحدة احتياطية تابعة للجيش الأميركي مقرها فورت مور في ولاية جورجيا، حسب سينغ في مؤتمر صحافي.

وأعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران، أنها نفّذت هجمات «بطائرات مسيرة» فجر الأحد، استهدفت 3 قواعد في الأراضي السورية، بينها قاعدتا التنف والركبان القريبتان من الحدود مع الأردن، وذكرت أن الهجوم في إطار «مقاومة الاحتلال الأميركي بالعراق والمنطقة»، و«الرد على مجازر» إسرائيل في قطاع غزة.

كيف وقع الهجوم؟

نقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر رسمية، أن القوات ربما فشلت في إحباط الهجوم؛ لعدم قدرتها على تحديد ما إذا كانت الطائرة بلا طيار معادية، أم أنها طائرة أميركية «صديقة» عائدة إلى قاعدتها. ولم يؤكد البنتاغون هذا الأمر، قائلاً إن التحقيق لا يزال مستمراً، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.

وقال أحد المسؤولين لشبكة «سي إن إن»، إن طائرة مسيرة تبعت الطائرة المسيرة الأميركية أثناء اقترابها، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت طائرة العدو قد اتبعت الطائرة الأميركية عمداً، أم أنها كانت مصادفة.

وقال مسؤولون إن الطائرة المسيرة المعادية حلقت أيضاً على ارتفاع منخفض، مما قد يسمح لها بتجنب الدفاعات الجوية للقاعدة. كما لا يزال المسؤولون الأميركيون يقيمون الوضع.

صورة بالأقمار الصناعية لـ«برج 22» والذي يحوي قرابة 350 عسكريا من الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

ويضم «تاور 22» (برج 22) نحو 350 عسكريّاً من سلاحَي البرّ والجوّ الأميركيَّيْن، ينفّذون مهمّات دعم لقوّات التحالف ضدّ تنظيم «داعش».

وذكرت شبكة «سي بي إس» أن الضربة هي الأكثر دموية على أفراد الخدمة الأميركية منذ مقتل 13 أميركياً بتفجير انتحاري في كابل عام 2021، مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. فيما عدت وكالة «الصحافة الفرنسية» أن هذه هي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون بالمنطقة منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل نحو 4 أشهر.

خيارات واشنطن للرد

ونقل موقع «بوليتيكو» الإخباري عن مسؤولين أميركيين لم يسمهم، اليوم (الثلاثاء)، القول إن الرئيس بايدن أمر مستشاريه بتقديم خيارات للرد على هجوم استهدف عسكريين أميركيين في قاعدة على الحدود بين سوريا والعراق، أودى بحياة 3 من عناصر الجيش الأميركي.

وذكر الموقع أن من بين الخيارات المطروحة أمام «البنتاغون»، استهداف أفراد إيرانيين في سوريا أو العراق، أو أصول بحرية إيرانية في الخليج. وتوقعت «بوليتيكو» أن الرد الأميركي على قصف قاعدة التنف سيبدأ على الأرجح خلال يومين من موافقة بايدن، وسيكون على شكل موجات من الهجمات ضد مجموعة من الأهداف.

ومن المرجح أن يكون رد الولايات المتحدة أقوى من الضربات الانتقامية الأميركية السابقة في العراق وسوريا، حسبما قال مسؤولون لشبكة «سي إن إن». وأفادت الشبكة بأن الرئيس بايدن يتعرض لضغوط مزدادة للرد بطريقة توقف هذه الهجمات إلى الأبد.

ونقلت الشبكة الأميركية أن كثيراً من المشرعين الجمهوريين دعوا الولايات المتحدة إلى ضرب داخل إيران مباشرة لإرسال رسالة واضحة.

ويقول السيناتور الجمهوري روجر ويكر إنه «يجب أن نرد على هذه الهجمات المتكررة من قبل إيران ووكلائها من خلال ضرب أهداف إيرانية وقيادتها مباشرة»، حسبما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وعدّت الصحيفة أن الضربات المباشرة على إيران تخاطر بإشعال حرب إقليمية شاملة، وتوقعت وقوع مزيد من التدابير الاقتصادية كعقوبة محتملة على إيران.

ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤول إيراني لم تسمه، أنه لا يتوقع أي ضربات في إيران. وقال: «لكن ستكون هناك هجمات على الميليشيات الموالية لإيران»، محذراً من أن مثل هذه الضربات «ستغذي دورة من الانتقام يمكن أن تخرج عن السيطرة».

ونفت إيران الاثنين، ضلوعها في الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في بيان، إنّ «إيران لا تريد أن يتوسّع الصراع في الشرق الأوسط». وأكد أن «جماعات المقاومة في المنطقة لا تتلقّى أوامر من إيران في قراراتها وتصرّفاتها»، حسبما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية».

وفي السياق، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن الرد الأميركي «يمكن أن يكون متعدد المستويات، ويأتي على مراحل ويستمر بمرور الوقت»، عادّاً «البيئة في الشرق الأوسط خطيرة»، كما كانت في المنطقة «منذ عام 1973 على الأقل، ويمكن القول حتى قبل ذلك».

ويمكن أن تقرر إدارة بايدن ضرب الجماعات المسلحة في العراق أو سوريا أو كلا البلدين مرة أخرى، ويمكن أن تستهدف أيضاً قيادة الميليشيات الإقليمية. ووفقاً لـ«سي إن إن» في حالة واحدة على الأقل بأوائل يناير (كانون الثاني)، استهدفت الولايات المتحدة عضواً بارزاً في حركة النجباء، وهي أحد وكلاء إيران في المنطقة التي هاجمت القوات الأميركية. وأشار المسؤولون إلى أن الهجوم السيبراني خيار آخر.

وقال مسؤولون إن الهجوم يحمل كثيراً من السمات المميزة للضربات السابقة التي شنها المسلحون المدعومون من إيران، والتي يزيد عددها على 160 غارة - والفرق الوحيد أن هذه الضربة أصابت بنجاح حاوية سكنية في القاعدة الأميركية، عندما كان أفراد الخدمة لا يزالون في أسرتهم، ولم يكن لديهم سوى قليل من الوقت للإخلاء.

ورداً على سؤال حول رد الولايات المتحدة على الهجوم المميت، قال أوليفر ساندرز، والد كينيدي ساندرز، لشبكة «سي إن إن»: «أياً كان ما سيتم تحديده لن يخفف من آلامنا على أي مستوى. لا يزال لدى كينيدي رفاق معركة لا يزالون هناك (...)، مهما حدث لن يغير وضعنا على الإطلاق».

واستُهدفت القوات الأميركيّة بأكثر من 150 هجوماً منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، في سوريا والعراق، وفق وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون).


مقالات ذات صلة

«جي إف إتش بارتنرز» تستحوذ على محفظة أصول سكنية للطلاب في الولايات المتحدة

عالم الاعمال «جي إف إتش بارتنرز» تستحوذ على محفظة أصول سكنية للطلاب في الولايات المتحدة

«جي إف إتش بارتنرز» تستحوذ على محفظة أصول سكنية للطلاب في الولايات المتحدة

أعلنت شركة «جي إف إتش بارتنرز ليمتد» ذراع إدارة الأصول التابعة لمجموعة «جي إف إتش» المالية التي تتخذ من مركز دبي المالي العالمي مقراً لها، عن نجاحها في…

الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

سيفرض الرئيس الأميركي المنتخب -فور تسلّمه السلطة- رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10% الرسوم المفروضة على الواردات من الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

القضاء يردّ دعوى التآمر المرفوعة ضد ترمب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات

وافقت قاضية أميركية، الاثنين، على طلب النيابة العامة ردّ الدعوى المرفوعة ضدّ الرئيس المنتخب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها قبل 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل الرئيس المنتخب دونالد ترمب في البيت الأبيض في 13 نوفمبر 2024 (أ.ب)

لن يرد بالمثل... بايدن يحضر حفل تنصيب ترمب

أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أنّ الرئيس جو بايدن سيحضر حفل تنصيب دونالد ترمب في يناير، على الرغم من أنّ الأخير تغيّب قبل 4 سنوات عن مراسم أداء القسم الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي تصاعد دخان كثيف وألسنة لهب جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في الطيونة ببيروت الاثنين 25 نوفمبر 2024 (أ.ب)

واشنطن وباريس: محادثات وقف النار في لبنان حققت تقدماً كبيراً

قال البيت الأبيض، الاثنين، إن المناقشات التي أجرتها الحكومة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إيجابية، وتمضي في الاتجاه الصحيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
TT

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

استعرضت صحيفة «الغارديان» البريطانية وجهات نظر بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، تجاه كثير من التحالفات الأميركية الرئيسة؛ مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودول حليفة مثل تركيا، ومؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، في كتابين صدرا مؤخراً.

وأضافت أن هيغسيث الذي سيقود الجيش الأميركي ربط السياسة الخارجية الأميركية بالكامل تقريباً بأولوية إسرائيل، التي يقول عنها: «إذا كنت تحب أميركا، فيجب أن تحب إسرائيل».

وذكر أن الجيش الأميركي يجب أن يتجاهل اتفاقيات جنيف وأي قوانين دولية تحكم سلوك الحرب، وبدلاً من ذلك «يجب إطلاق العنان له ليصبح قوة قاسية وفتاكة ومجهزة لكسب حروبنا وفقاً لقواعدنا الخاصة».

وقالت إن وجهات نظر هيغسيث السياسية قد تثير مخاوف بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي، وتصعيد التوترات مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل، وإفلات مجرمي الحرب الأميركيين من العقاب، مثل أولئك الذين أقنع ترمب بالعفو عنهم في ولايته الأولى.

وقال توم هيل، المدير التنفيذي لمركز السلام والدبلوماسية، لـ«الغارديان»، إن ترشيح هيغسيث يعكس حقيقة مفادها أن «أحد أسس الدعم التي يدين بها دونالد ترمب هي الحركة الإنجيلية القومية المسيحية».

وقال هيل إن هيغسيث «يقدم سياسة إسرائيل وتشويه السياسة الخارجية لصالح إسرائيل مكافأة لهذه القاعدة القومية المسيحية».

وفي كتابه «الحملة الصليبية الأميركية»، الذي نُشر عام 2020، يسأل هيغسيث: «لماذا نمول الأمم المتحدة المناهضة لأميركا؟ لماذا تركيا الإسلامية عضو في (الناتو)؟».

وفي هذا الكتاب، ينتقد هيغسيث قوة حفظ السلام التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي أُرسلت إلى أفغانستان في عام 2006، مع ادعاءات تستند إلى خدمته الخاصة في أفغانستان: «على زي التمويه الخاص بي، ارتديت العلم الأميركي على كتفي وشارة إيساف على الآخر»، يكتب، مضيفاً: «كانت النكتة الجارية للقوات الأميركية في أفغانستان أن شارة إيساف تعني في الواقع (رأيت الأميركيين يقاتلون)».

ومثل ترمب، يصف هيغسيث حلفاء «الناتو» بأنهم لا يدفعون أموالاً: «حلف (الناتو) ليس تحالفاً، إنها ترتيبات دفاعية لأوروبا، تدفعها وتمولها الولايات المتحدة».

كما يدمج هيغسيث انتقاداته لحلف شمال الأطلسي في مزاعم عن نهاية العالم على غرار «الاستبدال العظيم» للهجرة الأوروبية.

ويقول: «لقد سمحت أوروبا لنفسها بالفعل بالغزو. لقد اختارت عدم إعادة بناء جيوشها، وتقبلت بسعادة استعداد أميركا للقتال والفوز بالحروب».

ويشعر هيغسيث بالغضب بشكل خاص من ضم تركيا إلى حلف شمال الأطلسي، ويزعم أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «يحلم علانية باستعادة الإمبراطورية العثمانية»، وهو «لديه رؤى إسلامية للشرق الأوسط».

وكتب هيغسيث: «إن الدفاع عن أوروبا ليس مشكلتنا؛ لقد كنا هناك وفعلنا ذلك مرتين»، مضيفاً: «حلف شمال الأطلسي هو من بقايا الماضي ويجب إلغاؤه وإعادة صياغته من أجل الدفاع عن الحرية، وهذا ما يقاتل من أجله ترمب».

من ناحية أخرى، يصف الأمم المتحدة بأنها «منظمة عالمية بالكامل تعمل بقوة على تعزيز أجندة معادية لأميركا وإسرائيل والحرية، وهذه مجموعة من القواعد للولايات المتحدة وإسرائيل، ومجموعة أخرى للجميع».

وعن وصف هيغسيث لتركيا بأنها «إسلامية»، وهو الوصف نفسه الذي يستخدمه لتنظيمات مسلحة مثل «داعش»، قال هيل: «هذا خطاب متطرف يحاول تصوير الحلفاء باعتبارهم جهات فاعلة غير شرعية».

ويعكس اعتقاد هيغسيث بتحيز الأمم المتحدة ضد إسرائيل أعمق التزاماته الواضحة: أي رؤية للتعاون الدولي متجذرة في دعمه لإسرائيل، الذي يصوغه في بعض الأحيان بمصطلحات دينية.

ففي فقرة بكتابه «العالم في زمن الحرب»، يقدم دعمه لإسرائيل باعتباره تجديداً للحروب الصليبية في العصور الوسطى.

وذكر: «لحظتنا الحالية تشبه إلى حد كبير القرن الحادي عشر، ونحن لا نريد القتال، ولكن مثل إخواننا المسيحيين قبل ألف عام، يجب أن نفعل ذلك. نحن بحاجة إلى حملة صليبية أميركية».

ويضيف: «نحن المسيحيين - إلى جانب أصدقائنا اليهود وجيشهم الرائع في إسرائيل - بحاجة إلى الدفاع عن أنفسنا، وبالنسبة لنا كصليبيين أميركيين، تجسد إسرائيل روح حملتنا الصليبية الأميركية».

وتابع: «إذا كنت تحب هذه الأشياء: الإيمان، والأسرة، والحرية، فتعلم أن تحب دولة إسرائيل».

صورة أرشيفية لبيت هيغسيث خلال توجهه إلى المصعد للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب بنيويورك في 15 ديسمبر 2016 (أ.ب)

وقال هيل إن القومية المسيحية التي يتبناها هيغسيث، والتي ترجع جذورها إلى المسيحية الأصولية، تشكل مفتاحاً لفهم وجهة نظره بشأن إسرائيل.

وأضاف: «هو يركز على إسرائيل في كل شيء بسبب اللاهوت ونهاية العالم وتفسير نبوي لسفر الرؤيا - المجيء الثاني، وهرمجدون، وعودة المسيح، وهو أمر مهم حقاً، وإسرائيل تشكل محوراً لهذا العلم نهاية العالم».

وذكرت الصحيفة في وقت سابق أن هيغسيث، يحمل وشماً لشعار الصليبيين على نحو مماثل للصراع ضد «الأعداء الداخليين» بوصفه «حملة صليبية» أو «حرباً مقدسة».

وفي كتابه «الحرب الصليبية»، يربط بشكل صريح بين هذه الحملة الصليبية المحلية ودعمه لإسرائيل، فكتب: «لدينا أعداء محليون، ولدينا حلفاء دوليون، لقد حان الوقت للوصول إلى الأشخاص الذين يقدرون المبادئ نفسها، وإعادة تعلم الدروس منها، وتكوين روابط أقوى».

وأضاف أن «النزعة الأميركية حية في إسرائيل، حيث يقف بنيامين نتنياهو بجرأة ضد معاداة السامية الدولية والإسلاموية».

وتابع: «النزعة الأميركية حية في قلوب مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالمملكة المتحدة الذين يتوقون إلى السيادة الوطنية. والنزعة الأميركية حية في أماكن مثل بولندا، التي ترفض الرؤى العالمية للبيروقراطيين اليساريين في أوروبا القديمة، وفي الوقت نفسه تواصل إسرائيل هزيمة أعدائها الإسلاميين - بفضل الجدار الكبير الجميل والجيش الكبير الجميل الذي بنته».

وفي كتاب «الحرب على المحاربين» الصادر في عام 2024، يزعم هيغسيث أن القوات الأميركية لا بد أن تتجاهل اتفاقيات جنيف وغيرها من عناصر القانون الدولي التي تحكم سلوك الحرب.

ويتساءل هيغسيث: «إن السؤال الرئيسي الذي يطرحه جيلنا عن الحروب في العراق وأفغانستان أكثر تعقيداً: ماذا تفعل إذا لم يحترم عدوك اتفاقيات جنيف؟ ولم نحصل على إجابة قط، فقط المزيد من الحروب، والمزيد من الضحايا ولا انتصار»، وكانت إجابة هيغسيث أنه لا بد أن نتجاهل الاتفاقيات.

وقال: «ماذا لو تعاملنا مع العدو بالطريقة التي تعاملوا بها معنا؟ وألا يشكل هذا حافزاً للطرف الآخر لإعادة النظر في همجيته؟ مهلاً، أيها القاعدة: إذا استسلمتم فقد ننقذ حياتكم، وإذا لم تفعلوا فسوف ننزع أسلحتكم ونطعمها للخنازير».

وكتب هيغسيث، الذي أقنع ترمب في عام 2019 بالعفو عن الجنود الأميركيين المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم حرب: «سترتكب قواتنا أخطاء، وعندما تفعل ذلك، يجب أن تحصل على الاستفادة الساحقة من الشك».