هل انتهت الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري؟

بعد فوز ترمب في ولاية نيو هامبشاير

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)
TT

هل انتهت الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري؟

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)

شكّل فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في الانتخابات التمهيدية الأولى للحزب الجمهوري بولاية نيو هامبشاير، أمس (الثلاثاء)، خطوة إضافية نحو انتزاع الرئيس السابق بطاقة الترشيح الحزبية للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. فهل انتهت الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري بالفعل؟

ووفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، يبدو أن ترمب اليوم على المسار الصحيح للفوز دون منافسة جادة. وبعد الانتهاء من جميع عمليات الفرز تقريباً، حصل على 55 في المائة من الأصوات. وحصلت منافسته الوحيدة المتبقية، السفيرة الأميركية السابقة نيكي هايلي على 44 في المائة.

هامش فوز ترمب البالغ 11 نقطة ليس كبيراً في حد ذاته. في الواقع، لقد فاز بهامش أصغر مما أشارت إليه العديد من استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات. ما يجعل فوز ترمب مهماً للغاية - وما يثير التساؤل حول ما إذا كان السباق قد انتهى - هو أن نيو هامبشاير كانت أفضل فرصة لهايلي لتغيير مسار السباق بل يمكن القول إنها كانت أفضل فرصة لها للفوز بولاية.

السفيرة الأميركية السابقة نيكي هايلي (إ.ب.أ)

وبحسب التقرير، إذا لم تتمكن هايلي من الفوز في نيو هامبشاير، فقد لا تتمكن من الفوز في أي مكان، ولا حتى في ولايتها كارولينا الجنوبية؛ حيث يتجه السباق بعد ذلك. وحتى لو فازت في مسقط رأسها، فإنها ستظل تواجه طريقاً شاقاً أمامها.

يتقدم ترمب في استطلاعات الرأي الوطنية بأكثر من 50 نقطة مئوية مع بقاء 6 أسابيع فقط حتى يوم «الثلاثاء الكبير»، عندما يصوّت ما يقرب من نصف المندوبين في المؤتمر الجمهوري. ومن دون تحول هائل، فإن ترمب سيضمن الترشيح في منتصف مارس (آذار).

لماذا كانت نيو هامبشاير فرصة ممتازة لهايلي؟

الانتخابات

كانت نيو هامبشاير الولاية الوحيدة التي أظهرت استطلاعات الرأي أن هايلي على مسافة قريبة من ترمب. لقد تأخرت بفارق 15 نقطة فقط في الولاية، مقارنة بعجزها الذي يزيد على 50 نقطة على مستوى البلاد. إنها ليست ضمن 30 نقطة في أي ولاية أخرى، بما في ذلك ولاية كارولينا الجنوبية موطنها.

تاريخ

تتمتع الولاية بسجل طويل في دعم المرشحين الجمهوريين المعتدلين والتيار السائد، بمَن فيهم جون ماكين وميت رومني. فاز ترامب بالولاية بنسبة 35 في المائة من الأصوات في عام 2016، ولكن في الغالب بسبب انقسام الأصوات المعتدلة.

الناخبون

أداء هايلي هو الأفضل بين خريجي الجامعات والمعتدلين، ودائرة الناخبين في نيو هامبشاير مليئة بهؤلاء الناخبين. تحتل الولاية المرتبة الثامنة في نسبة المتعلمين بالجامعات من السكان، وعلى عكس العديد من الولايات، يُسمح للناخبين غير المنتسبين بالمشاركة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

التأييد

وعلى النقيض من معظم الولايات، لم تتجمع النخبة السياسية في نيو هامبشاير خلف ترمب. حتى إن هايلي حظيت بدعم حاكم الولاية الجمهوري الذي يتمتع بشعبية كبيرة، كريس سونونو.

وسائل الإعلام

تحظى الانتخابات التمهيدية الأولى في نيو هامبشاير باهتمام إعلامي أكبر بكثير من الانتخابات اللاحقة. لقد عرضت إمكانية - ولو كانت ضعيفة - أن يؤدي الفوز إلى تغيير حظوظها في مكان آخر.

استفادت هايلي من كل هذه المزايا أمس، وفازت بنسبة 74 في المائة من المعتدلين، وفقاً لاستطلاعات الرأي، إلى جانب 58 في المائة من خريجي الجامعات و66 في المائة من الناخبين الذين لم يكونوا جمهوريين مسجلين. لكنها لم تكن قريبة بما فيه الكفاية. خسرت هايلي الجمهوريين بنسبة مذهلة بلغت 74 في المائة مقابل 25 في المائة - وهي مجموعة ليست ذات أهمية كبيرة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، خصوصاً في الولايات التي لا يستطيع التصويت فيها إلا الجمهوريون المسجلون.

أعطى المحافظون ترمب نسبة 70 في المائة كاملة من الأصوات. وقد دعم الناخبون الذين لا يحملون شهادة جامعية ترمب بنسبة 2 إلى 1. وفي الانتخابات التمهيدية الأخرى للحزب الجمهوري، فإن مثل هذه الأرقام ستؤدي إلى هزيمة ساحقة. وسيمثل المحافظون والجمهوريون والناخبون الذين لا يحملون شهادات جامعية نسبة أكبر بكثير من الناخبين.

لو فازت هايلي بولاية نيو هامبشاير، لكان لديها زخم إضافي في انتخابات الولايات التالية. لكن بدلاً من ذلك، فإن ترمب هو الذي يمتلك الزخم. لقد حقق مكاسب على الصعيد الوطني في استطلاعات الرأي التي أُجريت منذ المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا. وحتى المسؤولون الجمهوريون المتشككون الذين كان يُنظر إليهم على أنهم حلفاء هايلي المحتملين، مثل تيم سكوت أو ماركو روبيو، دعموا الرئيس السابق في الأيام الأخيرة.

وسواء «انتهى» السباق أم لا، فإن نتيجة نيو هامبشاير تضع ترمب على طريق مريح للفوز بترشيح الحزب الجمهوري.

وتضيف التحديات القانونية التي يواجهها ترمب تطوراً إضافياً - إذا أُدين بارتكاب جريمة، فربما يخسر الترشيح في المؤتمر. ولكن وفقاً للقواعد المعتادة للانتخابات التمهيدية، ليس هناك متسع من الوقت لتغيير السباق. وإذا لم يحدث ذلك، فقد يتمكن ترمب بسهولة من اكتساح جميع الولايات الخمسين.


مقالات ذات صلة

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)

روسيا: تصرفات بايدن بشأن أوكرانيا محاولة لـ«إفساد» عمل إدارة ترمب

نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله (الجمعة) إن تصرفات إدارة الرئيس بايدن بشأن أوكرانيا محاولة لـ«إفساد» عمل إدارة ترمب.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

لاغارد تجدد دعوتها لتعزيز التكامل الاقتصادي في أوروبا

جدّدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، دعوتها لتعزيز التكامل الاقتصادي في أوروبا يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
آسيا تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد عملة «البتكوين» في صورة توضيحية تم التقاطها في «لا ميزون دو بتكوين» بباريس (رويترز)

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

لامست «البتكوين» أعلى مستوى قياسي جديد، يوم الجمعة، مع توجه أنظارها نحو حاجز 100 ألف دولار، في ارتفاع مذهل للعملة المشفرة مدفوع بتوقعات بيئة تنظيمية أكثر ودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الجمعة، أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية والتوصيل وآخرين من العاملين في المجال الإنساني، الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

وقال المكتب إن إراقة الدماء في الشرق الأوسط كانت أكبر سبب لحالات الوفاة البالغة 281 بين العاملين في المجال الإنساني على مستوى العالم هذا العام.

وأضاف المتحدث باسم المكتب ينس لاركه: «حتى قبل انتهاء العام، أصبحت 2024 السنة الأكثر فتكاً التي يجري تسجيلها للعاملين في المجال الإنساني حول العالم».

وأوضح للصحافيين في جنيف أن الرقم تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 280 وفاة للعام بأكمله في 2023.

وتابع أن العاملين في المجال الإنساني «يعملون بكل شجاعة وإيثار في أماكن مثل غزة والسودان ولبنان وأوكرانيا... إلى آخره، ويظهرون أفضل ما يمكن أن تقدمه الإنسانية، ويُقتلون في المقابل بأرقام قياسية».

وقالت الأمم المتحدة إن الأرقام تأتي من «قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة»، وهو مشروع بتمويل أميركي تديره منظمة تسمى «هيومنيتاريان أوتكامز»، ومقره بريطانيا.

ومن بين الـ268 فرداً من عمال الإغاثة الذين قُتلوا - بما في ذلك من منظمات لا تتبع الأمم المتحدة مثل «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر»- هم من الطاقم الوطني، بينما 13 من الطاقم الدولي.

وأظهرت قاعدة البيانات، الجمعة، أن نحو 230 من عمال الإغاثة قُتلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم توضح ما إذا كان ذلك في غزة أم في الضفة الغربية.

وقال لاركه إن التهديدات لعمال الإغاثة «تمتد لما وراء غزة، حيث توجد مستويات مرتفعة من العنف والإصابات نتيجة عمليات الخطف والمضايقات والاحتجاز التعسفي» في أفغانستان والكونغو ودولة جنوب السودان والسودان وأوكرانيا واليمن وأماكن أخرى.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن إجمالي 333 من عمال الإغاثة قُتلوا منذ اندلاع الحرب الجارية حالياً بين إسرائيل و«حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).