أدى انخفاض درجات الحرارة والرياح العاتية وتساقط الثلوج بكثافة إلى تعطيل تنظيم المرحلة الأخيرة من الحملات الانتخابية في ولاية أيوا الأميركية الجمعة، فيما ألقى المرشحون الجمهوريون الطامحون لخوض الانتخابات الرئاسية آخر خطاباتهم، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وحذّر خبراء الأرصاد من «عاصفة ثلجية قوية» في معظم أنحاء الولاية الواقعة في وسط البلاد الغربي. وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن الرياح التي تراوح سرعتها من 80 إلى 89 كيلومتراً في الساعة، مصحوبة بتساقط الثلوج، قد تخفض الرؤية إلى 400 متر.
وبسبب سوء الأحوال الجوية، ألغى المرشحان رون ديسانتيس ونيكي هايلي تجمعاتهما قبل أيام قليلة من المجلس الشعبي الانتخابي الجمهوري (كوكس) المقرر الاثنين في ولاية أيوا، وهو أول اقتراع تمهيدي قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال ديسانتيس للصحافيين في عاصمة الولاية دي موين: «نريد أن نضمن سلامة الجميع»، فيما كانت الرياح تصفر في المدينة، حيث انخفضت درجة الحرارة إلى 14 درجة مئوية تحت الصفر.
وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية أن يتبع العاصفة هبوب رياح قطبية وموجة من البرد القارس، محذرة من «رياح باردة على نحو خطر» تصل إلى 43 درجة مئوية تحت الصفر في ولاية أيوا وفي جميع أنحاء المنطقة خلال نهاية الأسبوع.
ومن المتوقع أيضاً تساقط ثلوج تصل سماكتها إلى 5 سنتيمترات أو أكثر في الولاية، حتى 25 سنتيمتراً في بعض المناطق.
وشوهدت عشرات السيارات والشاحنات مقلوبة في دي موين، وقالت شرطة ولاية أيوا على وسائل التواصل الاجتماعي إنها تدخلت 436 مرة لمساعدة السائقين الجمعة قبل العاشرة مساءً.
وحذّرت مصلحة الأرصاد في الولاية على وسائل التواصل الاجتماعي من خطورة القيادة على الطرق، وتوقعت أن تستمر الظروف المصاحبة للعاصفة الثلجية السبت، «يليها برد خطر ورياح شديدة خلال نهاية الأسبوع وأوائل الأسبوع المقبل».
وأثار الطقس مخاوف جدية بشأن نسبة المشاركة في المجالس الانتخابية، فيما تأمل هايلي وديسانتيس في التقدم على الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي يتصدر استطلاعات الرأي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة.
ووعد الحاكم الجمهوري للولاية، كيم رينولدز، بعدم الاستسلام للطقس وإيصال الناخبين إلى مراكز الاقتراع.
ونظّمت هايلي، سفيرة الأمم المتحدة السابقة وحاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية، فعاليات الجمعة عبر الإنترنت، مع أنها ناشدت سكان أيوا ألا يدعوا الطقس يمنعهم من الحضور الاثنين.
وقال ديسانتيس، البالغ من العمر 45 عاماً، للصحافيين الذين كانوا يقفون في الخارج تحت الثلج: «سأتحدى أي شيء... نريد الفوز، نحن هنا للحصول على كل صوت يمكن أن نحصل عليه».
لكن ترمب الذي تعهد لمؤيديه أن يصل إلى ولاية أيوا قبل التصويت على الرغم من الطقس، يعول على فوز ساحق في الولاية لكي يحصل بسرعة على ترشيح الحزب، في حين يواجه 4 قضايا جنائية.
وفي مقطع فيديو نُشر على منصته «تروث سوشال»، قال ترمب: «ستكون رحلة شاقة بعض الشيء. لا أحد يعرف بالضبط كيف سنصل إلى هناك، لكننا سنجد طريقة لذلك. لن نفوت الأمر».
إلغاء رحلات جوية
ألغيت الرحلات الجوية التي كانت ستقل آلاف المراسلين والمراقبين السياسيين إلى ولاية أيوا، أو أعيد توجيهها إلى الولايات المجاورة التي تأثرت أيضاً بتداعيات العاصفة الهائلة.
وفي جميع أنحاء البلاد، ألغي أكثر من 2000 رحلة طيران، بما في ذلك أكثر من 400 رحلة في مطار أوهير بشيكاغو، وفقاً لموقع «فلايت أوير».
وبحلول مساء الجمعة، أعيدت الكهرباء إلى معظم المشتركين في إلينوي بعدما عانى من انقطاعها أكثر من 100 ألف شخص بسبب الرياح والثلوج.
وإلى الغرب، قالت مصلحة الأرصاد الجوية إن مونتانا وداكوتا قد تشهدان درجات حرارة منخفضة تصل إلى 45 درجة مئوية تحت الصفر.
وحذّرت الوكالة من أن «درجات الحرارة القصوى هذه تعني أن هناك خطر الإصابة بقضمة الصقيع على الجلد المكشوف وبانخفاض حرارة الجسم».
ويهدد الطقس الشتوي أيضاً مباريات كرة القدم الرئيسية خلال نهاية الأسبوع.
ومن المتوقع أيضاً أن تتساقط الثلوج على غرب الولايات المتحدة مع اصطدام العاصفة بهواء القطب الشمالي المتجمد.
وقال خبراء الأرصاد إنه قد يكون هناك تراكم كبير للثلوج في أجزاء من أوريغون وأيداهو ويوتا، في حين من المتوقع هطول أمطار ثلجية ومتجمدة السبت في الجنوب والشمال الشرقي.
وتأتي العواصف في أعقاب طقس شديد البرودة، ضرب معظم أنحاء الولايات المتحدة في وقت سابق من الأسبوع، ما تسبب في مقتل عدد من الأشخاص وانقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف من المنازل والشركات.