عشية بدء عام الانتخابات والمحاكمات في الولايات المتحدة، هاجم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، خصومه بحدة متمنياً لهم أن «يتعفنوا في الجحيم». بينما واصل عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي «إف بي آي» تحقيقاتهم في تهديدات تعرض لها قضاة المحكمة العليا في كولورادو الذين حكموا الأسبوع الماضي بـ«عدم أهليته» بصفته مرشحا في انتخابات الولاية لعام 2024.
ويواجه ترامب خلال عام 2024 أربع محاكمات جنائية تشمل ما مجموعه 91 تهمة جنائية، بالإضافة إلى حملته الرئاسية. ويبذل فريقه القانوني جهوداً متضافرة لمحاولة تأخير أو رفض هذه القضايا. واستأنف محاموه السبت الماضي قضية التدخل في الانتخابات الفيدرالية لعام 2020 طالبين إسقاطها لأسباب تتعلق بالحصانة الرئاسية.
«عيدية» ترمب
واحتفل ترمب بعيد الميلاد على طريقته، فنشر عبر منصته «تروث سوشال» مقاطع فيديو لخطبه الرئاسية الاحتفالية بعد أن أمضى ساعات في الحديث عن الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ومشاكله القانونية ونشر تحية موسمية مفادها أن خصومه «يتعفنون في الجحيم». وكتب: «عيد ميلاد سعيد للجميع، بما في ذلك الأمل الوحيد للمحتال (الرئيس) جو بايدن، والمختل جاك سميث، المجنون الخارج عن السيطرة الذي قام للتو بتعيين محامين خارجيين، من الذين خرجوا للتو من المستنقع... لمساعدته في مطاردة الساحرات السيئة الصيت ضد ترمب وماغا». و«ماغا» هي شعاره المختصر لـ«جعل أميركا عظيمة مجدداً».
وكذلك شملت التهنئة زعماء العالم، «وبينهم الصالحون والأشرار على حد سواء»، والبلطجية «المرضى» في الداخل «الذين يتطلعون إلى تدمير الولايات المتحدة التي كانت عظيمة ذات يوم. فليتعفنوا في الجحيم. مرة أخرى، عيد ميلاد سعيد!».
تحقيقات كولورادو
في غضون ذلك، أفاد الناطق باسم إدارة شرطة دنفر بأن ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» والشرطة في مدينة دنفر بكولورادو يحققون في تهديدات صدرت ضد قضاة المحكمة العليا في الولاية، غداة إصدارهم حكماً بحرمان ترمب من الترشح للانتخابات التمهيدية في كولورادو، بعدما وجدوا أن بند التمرد في التعديل الرابع عشر من الدستور الأميركي ينطبق على الرئيس السابق فيما يتعلق بأفعاله المحاطة بأعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021. وأضاف أن المسؤولين «يوفرون دوريات إضافية حول مساكن قضاة» هذه المحكمة العليا.
وأظهر تحليل أجرته منظمة «أدفانس ديموكراسي» البحثية غير الحزبية «خطاباً عنيفاً كبيراً» من أنصار ترمب عبر الإنترنت ضد القضاة والديمقراطيين بعد الحكم. وطالبت المنشورات بالكشف عن المعلومات الشخصية للقضاة، وبدا أن أحد مستخدمي موقع يميني متطرف مؤيد لترمب يشير إلى القضاة في منشور بقوله: «يجب شنق كل الجرذان».
وقال الناطق إن «مكتب التحقيقات الفيدرالي على علم بالوضع ويعمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية». وأضاف: «سنتابع التحقيقات بقوة في أي تهديد أو استخدام للعنف يرتكبه شخص يستخدم آراء متطرفة لتبرير أفعاله بغض النظر عن الدافع».
أضاف المتحدث باسم إدارة شرطة دنفر أن الضباط «يحققون في الحوادث الموجهة إلى قضاة المحكمة العليا في كولورادو وسيواصلون العمل مع شركائنا في إنفاذ القانون على المستويات المحلية والفيدرالية لإجراء تحقيق شامل في أي تقارير عن تهديدات أو مضايقات». وأكد أن الشرطة «ستوفر دعماً إضافياً للسلامة إذا استوجب الأمر»، رافضاً التعليق أكثر بسبب التحقيقات المفتوحة واعتبارات السلامة والخصوصية.