زيلينسكي إلى واشنطن للقاء بايدن وقادة الكونغرس

مساعٍ حثيثة لإقناع المشرعين الأميركيين بإقرار تمويل أوكرانيا

يسعى زيلينسكي لإقناع المعارضين للتمويل بإقراره سريعاً (د.ب.أ)
يسعى زيلينسكي لإقناع المعارضين للتمويل بإقراره سريعاً (د.ب.أ)
TT

زيلينسكي إلى واشنطن للقاء بايدن وقادة الكونغرس

يسعى زيلينسكي لإقناع المعارضين للتمويل بإقراره سريعاً (د.ب.أ)
يسعى زيلينسكي لإقناع المعارضين للتمويل بإقراره سريعاً (د.ب.أ)

يتوجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن في زيارة مصيرية لبلاده يسعى من خلالها إلى الإفراج عن المساعدات التي فشل الكونغرس في إقرارها.

ويلتقي زيلينسكي، خلال الزيارة التي تأتي بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في بوينس آيرس، بالرئيس الأميركي جو بايدن ومجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ضمن جهوده الرامية إلى إقناع المعارضين للمساعدات بتمريرها في أسرع وقت ممكن.

وبينما شدد البيت الأبيض في تصريح صادر عن المتحدثة باسمه كارين جان بيير على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) على «التزام الولايات المتحدة الصلب بدعم الشعب الأوكراني في الدفاع عن أنفسهم ضد الغزو الروسي الوحشي»، يكمن التحدي الأكبر بوجه زيلينسكي في إقناع المعارضين بضرورة إقرار مبلغ الـ60 مليار دولار الذي طلبه بايدن من الكونغرس، إذ يقف الرئيس الأوكراني بمواجهة انقسامات داخلية عميقة أدت إلى إصرار الجمهوريين على ربط ملف تمويل أوكرانيا بملف أمن الحدود الأميركية، وهو من أصعب الملفات التي فشلت الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة في إيجاد تسوية حولها.

وبالإضافة إلى اجتماعه مع بايدن في البيت الأبيض، يلتقي زيلينكسي، الذي يزور الكونغرس للمرة الثالثة منذ بدء الحرب، بزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الجمهوريين ميتش مكونيل، كما يعقد لقاءً مع رئيس مجلس النواب الجديد مايك جونسون.

زيلينسكي مع زعيمي الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي في 21 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

اتهامات متبادلة

لكن هذه الاجتماعات مع المشرعين لن تكون بالسهولة نفسها، فعلى الأرجح أن يصطدم زيلينسكي خلالها بحائط التجاذبات الحزبية، التي دفعت بالجمهوريين إلى رفض أي تمويل لكييف من دون تسوية متعلقة بأزمة المهاجرين غير الشرعيين. وهي أزمة لم تنجم عنها حتى الساعة أي انفراجات تذكر، وهذا ما أشار إليه المسؤولان عن ملف المفاوضات حول الحدود السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، والجمهوري جيمس لانكفورد.

ميرفي اتهم الجمهوريين بالعرقلة فقال: «لو كنت متشائماً لقلت إن الجمهوريين قرروا ربط دعم أوكرانيا بإصلاحات في ملف الهجرة لأنهم يريدون لأوكرانيا أن تفشل». وتابع ميرفي في مقابلة مع شبكة «إن بي سي»: «لكنني لست متشائماً، ونحن لا نزال نسعى لحل بعض الاختلافات الجذرية».

ومن ناحيته، شدّد لانكفورد على أن الجمهوريين لن يوافقوا على فصل تمويل أوكرانيا عن أمن الحدود فقال: «نسمع من الكثيرين أسئلة عن تركيزنا على الأمن القومي لبلدان أخرى في وقت نتجاهل فيه الأمن القومي الأميركي». وتابع لانكفورد في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»: «يمكننا أن نقوم بالأمرين معاً في الولايات المتحدة».

بايدن مع زيلينسكي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في 21 سبتمبر 2023 (أ.ب)

وفي ظل غياب تسوية حتى الساعة، كرر البيت الأبيض تحذيره من الفشل في إقرار التمويل؛ إذ قالت شالاندا يونغ مديرة مكتب الموازنة في مقابلة على شبكة «سي بي إس»: «ماذا سيحدث لو بسط (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين سيطرته على أوكرانيا؟ بلدان (الناتو) وأبناؤنا في خطر الدخول في صراع أوسع».

وكان بايدن قد أرسل طلب الموازنة الإضافية الطارئة إلى الكونغرس الشهر الماضي، مدرجاً تمويل إسرائيل وتايوان ضمن الموازنة نفسها التي وصلت قيمتها إلى 106 مليارات دولار. وفي حال لم يتمكن المشرعون من التوصل إلى تسوية الأسبوع الحالي، ستُرْفع الجلسات حتى مطلع العام المقبل من دون أي تمويل لكييف.


مقالات ذات صلة

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض (أرشيفية - رويترز)

واشنطن: لا نرى «أيّ سبب» لتعديل العقيدة النووية الأميركية

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم الخميس أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية بعد ما قامت به روسيا في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»
TT

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، وفق ما أعلنت الناطقة باسم «الناتو» اليوم (السبت).

وقالت فرح دخل الله في بيان مقتضب: «ناقشا كل القضايا الأمنية العالمية التي تواجه حلف شمال الأطلسي».

وكان رئيس الوزراء الهولندي السابق أشار إلى رغبته في لقاء ترمب بعد يومين من فوز الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأكّد وقتها أنه يريد أن يبحث معه «التهديد» الذي يمثّله تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية.

وقال في 7 نوفمبر على هامش قمة للزعماء الأوروبيين في بودابست «أنا أتطلع إلى الجلوس مع الرئيس ترمب للبحث في كيفية ضمان مواجهة هذا التهديد بشكل جماعي».

ومذاك يحذّر روته بصورة متواصلة من التقارب بين الصين وكوريا الشمالية وإيران، وهي ثلاث دول متهمة بمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا.

واختار ترمب يوم الأربعاء مات ويتاكر، القائم بالأعمال السابق بمنصب المدعى العام، سفيرا لبلاده لدى حلف شمال الأطلسي.

وأوضح الرئيس المنتخب في بيان إن ويتاكر «محارب قوي ووطني وفي، وسيضمن الارتقاء بمصالح الولايات المتحدة والدفاع عنها، وتعزيز العلاقات مع حلفائنا في الناتو، والوقوف بثبات في مواجهة التهديدات للأمن والاستقرار».

ويعد اختيار ويتاكر ممثلا للبلاد لدى الحلف العسكري اختيارا غير اعتيادي، نظرا لخلفيته كمحام وعدم تمتعه بخبرة في السياسة الخارجية.

مبعوث خاص لأوكرانيا

كشفت أربعة مصادر مطلعة على خطط انتقال السلطة أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرس اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية خلال ولايته السابقة مبعوثاً خاصاً للصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ومن المتوقع أن يلعب غرينيل، الذي شغل منصب سفير ترمب لدى ألمانيا وكان أيضاً قائماً بأعمال مدير المخابرات الوطنية خلال فترة ترمب من 2017 إلى 2021، دوراً رئيساً في جهود ترمب لوقف الحرب إذا تم اختياره في نهاية المطاف لهذا المنصب، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

ورغم أنه لا يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معني بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترمب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقاً للمصادر الأربعة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)

وقالت المصادر إن ترمب قد يقرر في نهاية المطاف عدم تعيين مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جدياً في القيام بذلك. وإذا فعل ذلك، فقد يختار في النهاية شخصاً آخر لهذا الدور، ولا يوجد ما يضمن أن يقبل غرينيل هذا المنصب. وكان ترمب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع سريعاً، رغم أنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.

وقد تؤدي بعض مواقف غرينيل إلى إثارة حفيظة زعماء أوكرانيا. فخلال مائدة مستديرة عقدتها وكالة «بلومبرغ» في يوليو (تموز)، دعا إلى إنشاء «مناطق ذاتية الحكم» كوسيلة لتسوية الصراع، الذي بدأ بعد غزو روسيا للأراضي الأوكرانية ذات السيادة. كما أشار إلى أنه لن يؤيد انضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، وهو الموقف الذي يتقاسمه مع العديد من حلفاء ترمب.

ويشير أنصار غرينيل إلى أنه يتمتع بمسيرة دبلوماسية طويلة ولديه معرفة عميقة بالشؤون الأوروبية. فبالإضافة إلى عمله سفيراً لدى ألمانيا، كان غرينيل أيضاً مبعوثاً رئاسياً خاصاً لمفاوضات السلام في صربيا وكوسوفو.

ورفضت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق ترمب الانتقالي، التعليق، وقالت إن القرارات المتعلقة بموظفي إدارة الرئيس المنتخب «سوف يستمر في الإعلان عنها بنفسه عندما يتخذها».