المؤسسات الأميركية الحكومية على وشك الإغلاق من جديد

مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن يوم 15 أغسطس 2023 (رويترز)
مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن يوم 15 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

المؤسسات الأميركية الحكومية على وشك الإغلاق من جديد

مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن يوم 15 أغسطس 2023 (رويترز)
مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن يوم 15 أغسطس 2023 (رويترز)

بعد أقلّ من شهرين من تفادي أزمة مالية ذات جذور سياسية، يجد الكونغرس الأميركي المنقسم بشدّة، نفسه مرة جديدة في سباق مع الزمن، إذ لم يتبقّ أمامه سوى أسبوع واحد للموافقة على ميزانية جديدة وتجنب شلل الإدارات الفيدرالية.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، لم يقر مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أو مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون مشروع قانون لتمديد ميزانية الحكومة الفيدرالية تنتهي مدته منتصف ليل الجمعة السبت المقبل.

وفي حال عدم التوصل إلى أي اتفاق بحلول 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، ستتوقف محركات أكبر اقتصاد في العالم، وسيُحرم 1.5 مليون موظف حكومي من أجورهم وستُغلق معظم المرافق الفيدرالية بما فيها الحدائق الوطنية، وقد تُضطر بعض القطاعات مثل قطاع السفر الجوي إلى إبطاء وتيرة عملها.

ويأمل معظم الديمقراطيين والجمهوريين في تجنّب هذه النتيجة المعروفة باسم «الإغلاق الحكومي».

«التعاون بين الحزبين»

وكانت المفاوضات الأخيرة حول الميزانية الفيدرالية الأميركية في نهاية سبتمبر (أيلول) قد أغرقت الكونغرس في حالة من الفوضى.

ولجأ حلفاء جمهوريون للرئيس السابق دونالد ترمب إلى الإطاحة برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي الذي أغضبهم لتوصله إلى اتفاق مع الرئيس الديمقراطي جو بايدن بشأن الميزانية.

أدى ذلك إلى حالة شلل في مجلس النواب على مدى ثلاثة أسابيع تقريباً فيما حاول الجمهوريون انتخاب زعيم جديد، في الوقت الذي دفعت الحرب بين إسرائيل و«حماس» والحرب في أوكرانيا إلى اتخاذ الكونغرس إجراءات سريعة.

في نهاية المطاف، اختار الحزب الجمهوري مايك جونسون رئيساً جديداً لمجلس النواب، وهو غير معروف لعامة الشعب الأميركي ويمتلك خبرة محدودة في المناصب القيادية.

ولم يتحدّث جونسون بعد بشكل صريح عمّا ينوي فعله لتجنب الإغلاق الحكومي.

على غرار سلفه، يواجه جونسون مهمّة دقيقة تتطلّب منه الموازنة بين مطالب مجموعة صغيرة لكن مؤثرة من الجمهوريين المتشددين الذين يطالبون بتشديد مالي صارم، والديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ والبيت الأبيض.

الخميس، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن «الطريقة الوحيدة لتجنّب الإغلاق الحكومي هي التعاون بين الحزبين، تماماً كما كان الوضع في سبتمبر، وما سيكون عليه في المستقبل».

أزمة دين في يونيو

واعتادت واشنطن على معارك اللحظة الأخيرة بشأن التمويل والموازنة، وغالباً ما باتت تجد حلّاً وسطاً قبل ساعات من انقضاء المهلة أو بعدها بفترة قصيرة.

وكان النائب الأميركي الجمهوري من الجناح اليميني المتشدّد مات غايتز الذي قاد حملة عزل مكارثي، قد عدّ أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سبتمبر هو «القشّة الأخيرة (التي قصمت ظهر البعير)».

وشهدت الولايات المتحدة أطول فترة إغلاق حكومي في تاريخها في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب واستمرت أسابيع عدة بدءاً من ديسمبر (كانون الأول) 2018، ما كلّف البلد أكثر من ثلاثة مليارات دولار من إجمالي ناتجه المحلي.

في يونيو (حزيران)، واجهت الولايات المتحدة سباقاً مع الزمن لرفع سقف الدين الفيدرالي في البلد، ما أدّى إلى مخاطرة غير مسبوقة بالتخلف عن سداد الديون الأميركية.

وبموجب الاتفاق المبرم بين رئيس البرلمان آنذاك كيفن مكارثي والبيت الأبيض، لن يتمّ الوصول إلى ما يسمّى بسقف الدين إلّا بعد انتخابات نوفمبر 2024.


مقالات ذات صلة

فانس في تصريحات قديمة: النساء العاملات «اخترن طريق البؤس» ورجال أميركا «مقموعون»

الولايات المتحدة​ جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي (أ.ب)

فانس في تصريحات قديمة: النساء العاملات «اخترن طريق البؤس» ورجال أميركا «مقموعون»

قال المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي إن النساء العاملات «يخترن طريق البؤس» بإعطاء الأولوية لمهنهن على حساب إنجاب الأطفال كما ادعى أن الرجال «مقموعون».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

خلاف بين محامي ترمب والمحقق الخاص بشأن الجدول الزمني لقضيته

ظهرت خلاف بين المدعي الخاص الذي يلاحق ترمب بتهمة محاولة إلغاء نتائج انتخابات 2020 وفريق الدفاع عن الرئيس السابق بشأن الجدول الزمني لإجراءات النظر في القضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وابنته إيفانكا (إ.ب.أ)

ترمب: إيفانكا رفضت أن تصبح سفيرة لدى الأمم المتحدة وفضّلت توفير فرص عمل للملايين

قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إن ابنته إيفانكا كان ينبغي أن تكون سفيرة للأمم المتحدة، و«القادة الأكثر روعة» يأتون من أسكوتلندا مثل والدته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص إيثان غولدريتش خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط) play-circle 00:45

خاص غولدريتش لـ «الشرق الأوسط»: لا انسحاب للقوات الأميركية من سوريا

أكد إيثان غولدريتش، مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن الملف السوري في الخارجية، أن القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا.

رنا أبتر (واشنطن)
العالم عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

تأمل نساء من السكان الأصليين بكندا وقفَ أعمال البناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال، يعتقدن أنه قد يكشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب تعرّضوا لها.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)

فانس في تصريحات قديمة: النساء العاملات «اخترن طريق البؤس» ورجال أميركا «مقموعون»

جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي (أ.ب)
جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي (أ.ب)
TT

فانس في تصريحات قديمة: النساء العاملات «اخترن طريق البؤس» ورجال أميركا «مقموعون»

جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي (أ.ب)
جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي (أ.ب)

قال المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، إن النساء العاملات «يخترن طريق البؤس» عندما يعطين الأولوية لمهنهن على حساب إنجاب الأطفال كما ادعى أيضاً أن الرجال في أميركا «مقموعون»، وذلك في مقابلة صوتية (بودكاست)، أجراها خلال سبتمبر (أيلول) 2021، يتم استدعاؤها على نطاق واسع هذه الأيام، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال السيناتور بمجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو عن النساء (مثل زميلاته في كلية الحقوق بجامعة ييل) إن «السعي إلى المساواة العرقية أو المساواة بين الجنسين يمثل القيمة التي تعطي لهن معنى لحياتهن... [لكن] يجدن جميعاً أن البحث عن هذه القيمة يؤدي بهن إلى البؤس».

كما انتقد فانس عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا الديمقراطية إلهان عمر، وهي لاجئة صومالية سابقة، مدعياً أنها أظهرت «جحوداً» لأميركا، وأنها كانت «ستعيش في حفرة قذرة» لو لم تنتقل إلى الولايات المتحدة.

وفي رد عبر البريد الإلكتروني على صحيفة «الغارديان»، انتقدت إلهان عمر ما وصفته بـ«الخطاب الجاهل والكاره للأجانب الذي يبثه السيد فانس»، ووصفته بأنه «خطير وغير أميركي».

ومنذ أن اختاره المرشح الرئاسي دونالد ترمب، تعرض فانس لعدة فضائح بسبب تعليقاته السابقة، خصوصاً تلك المتعلقة بالنساء، وتصوره لدورهن في المجتمع.

والأسبوع الماضي، هزت تعليقات سابقة له انتقدت رئيسة نقابة المعلمين لعدم إنجابها «بعضاً من الأطفال» الحملة الجمهورية. كما أزعجت توصيفاته السابقة لقادة الحزب الديمقراطي من السيدات بعدّهن «قططاً بلا أطفال» جهود حملة ترمب لجذب النساء.

ويثير هذا التسجيل الأخير تساؤلات متجددة حول تأثير فانس على الحملة الجمهورية، التي تتخلف عن حملة كامالا هاريس التي تحاول أن تصبح أول رئيسة أميركية من ذوي البشرة الملونة.

وفي مقابلة خلال عام 2021، زعم فانس أيضاً أن الرجال في الولايات المتحدة «مقموعون» في رجولتهم، كما أدلى بتصريحات عنصرية حول بعض المدن الأميركية وخصومه السياسيين.

وتعليقاً على تصريحات فانس، قالت صوفي بيورك جيمس، الأستاذ المساعد في جامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأميركية: «يمثل فانس صياغة جديدة للسياسة اليمينية التي تربط بين اليمين المسيحي والاتجاه المحافظ المفرط في الذكورة المتأثر بالتكنولوجيا».

وأضافت: «إنه يناشد الإنجيليين برسالة مفادها أننا نجد السعادة من خلال الوفاء بالأدوار الجنسانية التقليدية، وهو حجر الزاوية للمسيحية الإنجيلية البيضاء. كما يتحدث عن اتجاه معادٍ للنساء متأثر بعالم التكنولوجيا، يقوده أشخاص يفضلون عدم الحديث عن أي نوع من أنواع التنوع على الإطلاق».

وأوضحت: «ما يشتركون فيه هو الرأي القائل بأن النساء لا ينبغي أن يعملن بأجر، بل يجب أن يكن في المنزل ويربين الأطفال... لا يقولون صراحة (نحن نكره النساء)، بل (ستكون النساء أكثر سعادة إذا بقين في المنزل)».

واتصلت صحيفة «الغارديان» بحملة فانس للتعليق، لكنها لم تتلقَّ أي رد.