أبناء ترمب أمام المحكمة في قضية تهدد إمبراطورية العائلة العقارية

ترمب يخاطب الصحافيين خارج قاعة المحكمة في نيويورك 25 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
ترمب يخاطب الصحافيين خارج قاعة المحكمة في نيويورك 25 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

أبناء ترمب أمام المحكمة في قضية تهدد إمبراطورية العائلة العقارية

ترمب يخاطب الصحافيين خارج قاعة المحكمة في نيويورك 25 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
ترمب يخاطب الصحافيين خارج قاعة المحكمة في نيويورك 25 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

يمثل ثلاثة من أبناء دونالد ترمب أمام محكمة في نيويورك ابتداء من اليوم الأربعاء في قضية «احتيال» مالي تهدد الإمبراطورية العقارية للعائلة، على أن يمثل الرئيس السابق الذي يخوض عدة معارك قضائية أخرى في وقت لاحق.

ووفق البرنامج المرتقب ينتظر أن يبدأ هذا المسلسل القضائي الأربعاء بالاستماع إلى دونالد ترمب الابن (45 عاماً)، ليتواصل الخميس مع شقيقه إريك (39 عاماً)، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ويشغلان معاً منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة في «منظمة ترمب» التي تضم عدة شركات تتولى تسيير ناطحات سحاب ومساكن ومكاتب وفنادق فخمة وملاعب غولف عبر العالم. وهما متهمان، مثل والدهما من قبل المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيسيا جيمس بتضخيم قيمة أصول هذه المجموعة بمليارات الدولارات من أجل الحصول على قروض مصرفية بأفضل الأسعار وشروط تأمين امتيازية.

ومن المقرر أن تتواصل مجريات هذه المحاكمة، ما لم يطرأ طارئ على البرنامج، باستجواب دونالد ترمب (77 عاما) الاثنين، أي قبل سنة تحديدا من موعد الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر 2024، والتي يأمل ترمب خوضها للعودة إلى البيت الأبيض.

وبعد يومين يتم الاستماع أيضاً لابنته إيفانكا، رغم أنها غير معنية بتهم الاحتيال حيث كانت غادرت المجموعة في عام 2017 لتعمل مستشارة لوالدها الرئيس.

وكان الأخوان دونالد (الابن) وإريك تسلّما زمام منظمة ترمب بعد تولي والدهما الرئاسة، وهما منخرطان في مشاريع وأعمال العائلة منذ وقت طويل.

على المستوى السياسي يعد الابنان حليفين قويين ووفين لوالدهما، ويعبران يوميا عن دعمهما له في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.

وينتظر ألا يحيدا عن الخطة التي ينتهجها الدفاع منذ بدء هذه المحاكمة قبل شهر.

وتقوم هذه الخطة، كما يؤكد محامو الدفاع، على أن تقدير قيمة الأصول المكونة للإمبراطورية العائلية، مثل برج ترمب الشهير في نيويورك، استند على حسابات طبيعتها ذاتية لكنها كانت صادقة. وعلى أن المصارف لم تخسر أي شيء في القروض التي منحتها لمنظمة ترمب.

من جهته، يدين الرئيس السابق محاكمة «غير عادلة» تقودها مدعية يصفها «بالفاسدة للغاية». فيما يتهم القاضي آرثر إنغورون الذي يتولى البث في الملف بأنه «مارق»، ويعمل لحساب خصومه الديمقراطيين لمنعه من العودة إلى البيت الأبيض.

ويقيم ترمب الذي يحضر جلسات هذه المحاكمة بانتظام، ما يشبه مؤتمرات صحافية مصغرة في أروقة المحكمة ويطرح نفسه بوصفه ضحية لمخطط قضائي يستهدفه، تماما كما يفعل في أربع محاكمات جنائية أخرى يخوضها، تتعلق أبرزها باتهامه بمحاولة قلب نتائج انتخابات الرئاسة في 2020 التي فاز بها منافسه الديمقراطي جو بايدن.

ورغم هذه المحاكمات، تمنح استطلاعات الرأي حاليا ترمب الأفضلية في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.

إزاء أسلوبه هذا قرر القضاة في عدة ملفات منعه من التهجم شخصياً على أفراد الهيئة القضائية أو الشهود وتجنب تعريضهم لضغوط. وحكم عليه القاضي إنغورون في محاكمة نيويورك بدفع غرامتين قيمتهما 5 آلاف و10 آلاف دولار، أداهما دفعة واحدة، بعد تهجمه على كاتبة الضبط في المحكمة.

ويدل حضور ترمب الجلسات على الأهمية التي يوليها لهذه المحاكمة رغم أنه لا يواجه فيها عقوبات بالسجن. لكنها يمكن أن تسبب فقدانه التحكم في جزء من ثروته العقارية، إضافة إلى غرامة 250 مليون دولار والمنع من تسيير شركاته في نيويورك.

حتى قبل افتتاح هذه المحاكمة في 2 أكتوبر (تشرين الأول) عدّ القاضي إنغورون أن الادعاء العام يقدم «أدلة دامغة على أن المتهمين رفعوا قيمة الأصول بين 2014 و2021» من «812 مليون إلى 2,2 مليار دولار».

ونتيجة لهذه «الاحتيالات المتكررة» أمر بتصفية هذه الشركات، في قرار بمثابة قنبلة قضائية، لكن تنفيذه علق أمام الاستئناف.

وتنظر المحكمة أيضاً في انتهاكات أخرى لقوانين المالية، وفي قيمة الغرامة التي يطلبها الادعاء.


مقالات ذات صلة

هاريس تستمع لنصائح هيلاري كلينتون حول استفزاز ترمب

الولايات المتحدة​ صورة مركَّبة للمرشحَين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب (أ.ب)

هاريس تستمع لنصائح هيلاري كلينتون حول استفزاز ترمب

تتوجه الأنظار إلى المناظرة الرئاسية الأولى التي تقام مساء الثلاثاء، بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: هاريس وترمب متعادلان تقريباً قبل نهاية الحملات الانتخابية

أظهر استطلاع للرأي أن مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب ومُنافسته مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس متعادلان تقريباً في آخِر أسابيع الحملات الانتخابية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بايدن يتحدث إلى أعضاء النقابات العمالية حول أجندته الاستثمارية في أميركا خلال زيارة إلى مركز التدريب المحلي التابع لاتحاد العمال في آن أربور بولاية ميشيغن (أ.ب)

إدارة بايدن تدرس إنشاء صندوق ثروة سيادي أميركي

يعمل البيت الأبيض على تطوير خطط لإنشاء صندوق ثروة سيادي أميركي قادر على القيام باستثمارات كبيرة في القطاعات الاستراتيجية، في خروج عن العقيدة الاقتصادية لواشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وكامالا هاريس (رويترز)

ترمب أم هاريس؟ مؤرخ تنبأ بنتائج 9 من آخر 10 انتخابات أميركية يكشف عن توقعاته

قال مؤرخ سبق أن تنبأ بشكل صحيح بنتائج 9 من آخر 10 انتخابات رئاسية أميركية، إن الديمقراطيين «أصبحوا أذكياء أخيراً» من خلال التجمع حول كامالا هاريس مرشحةً لهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال خطابه بولاية ويسكونسن (أ.ف.ب)

ترمب: «نظام هاريس - بايدن» استورد قتلة ومعتدين على الأطفال من كل أنحاء العالم

جدد المرشح الجمهوري دونالد ترمب أمس (السبت) في ولاية ويسكونسن هجماته على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس قبل 3 أيام من أول مناظرة تلفزيونية بينهما.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مدير «سي آي إيه»: نعمل على مقترح «أكثر تفصيلا» بشأن وقف إطلاق النار في غزة

جريح فلسطيني يظهر الى جانب جثامين لأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
جريح فلسطيني يظهر الى جانب جثامين لأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مدير «سي آي إيه»: نعمل على مقترح «أكثر تفصيلا» بشأن وقف إطلاق النار في غزة

جريح فلسطيني يظهر الى جانب جثامين لأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
جريح فلسطيني يظهر الى جانب جثامين لأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

كشف مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز إن العمل جار على تقديم مقترح «أكثر تفصيلا» بشأن وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة.

وقال بيرنز خلال فعالية لصحيفة «فاينانشال» تايمز في لندن اليوم (السبت): «نأمل أن يتم ذلك في الأيام المقبلة وهذه مسألة إرادة سياسية».

وأضاف «سنواصل العمل بأقصى ما نستطيع مع الوسطاء الآخرين بشأن وقف إطلاق النار في غزة لأنه لا يوجد بديل مناسب».

مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز (رويترز)

وكتب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس جهاز المخابرات السرية ريتشارد مور اليوم مقالاً في صحيفة «فايننشال تايمز» أكدا فيه أن الجهازين «استغلا أيضاً قنواتنا الاستخباراتية للضغط بقوة لضبط النفس وخفض التصعيد» في الشرق الأوسط، ويعملان على التوصل إلى هدنة في غزة يمكن أن توقف «الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين الفلسطينيين»، وتسمح لحركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم في هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وبيرنز هو كبير المفاوضين الأميركيين في المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق.

 

 

عاجل فوز تبون بفترة رئاسية ثانية في الجزائر بحصوله على 94.65% من الأصوات