خلافات أميركية - إسرائيلية حول توقيت الغزو البري ونقاشات حول الخطة «ب»

إدارة بايدن تضغط لتأجيل الهجوم لإتاحة الوقت لتحرير الرهائن لدى «حماس»

الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ظهر الاثنين (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ظهر الاثنين (أ.ب)
TT

خلافات أميركية - إسرائيلية حول توقيت الغزو البري ونقاشات حول الخطة «ب»

الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ظهر الاثنين (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ظهر الاثنين (أ.ب)

أشارت مصادر أميركية عدة إلى نقاشات مكثفة يجريها مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن مع الجانب الإسرائيلي، حول خطط الحرب البرية المنوي تنفيذها وسط خلافات وضغوط أميركية على حكومة بنيامين نتنياهو لتأجيل الغزو، لإتاحة الوقت للمفاوضات حول إطلاق سراح مزيد من الرهائن الذين تحتجزهم «حماس».

وأشار 4 من كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين إلى أنه «تم تأجيل الغزو البري مرات عدّة، مع تسريبات بأن المفاوضات تجري حالياً لإطلاق سراح 50 رهينة من مواطني عدة دول، إضافة إلى مواطنين إسرائيليين، ولذا تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، وبخاصة بريطانيا وفرنسا، لتأجيل الغزو، لأن البدء فيه سيعرقل فرص إطلاق سراح هؤلاء».

الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ظهر الاثنين (أ.ب)

ويزداد قلق مسؤولي إدارة بايدن «حول مدى الالتزام الإسرائيلي بقوانين الحرب، وتجنب سقوط مزيد من المدنيين، وبخاصة أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يدعم شن عملية عسكرية واسعة النطاق تشمل حزب الله في الشمال وغزة في الجنوب، وهو ما يعارضه نتنياهو. وفي الوقت نفسه، تزداد الدعوات الأممية والدولية إلى إدخال مزيد من شاحنات المساعدات إلى المدنيين في غزة».

ويمثل القصف الإسرائيلي لمناطق مكتظة بالسكان، أحد التحديات الرئيسية لخطط إسرائيل لتنفيذ هجوم بري... ويدعم وزراء حكومة الطوارئ الأمنية الإسرائيلية، البدء في الغزو البري بأسرع وقت «لأن الضربات الجوية ليست كافية لملاحقة (حماس)».



وتريد الإدارة الأميركية تحقيق 3 أهداف رئيسية من الضغط على إسرائيل لتأجيل الغزو البري؛ وهي: إتاحة الوقت للمفاوضات لإطلاق مزيد من الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، حيث تضغط العائلات الأميركية على إدارة بايدن لبذل الجهد «لضمان تحريرهم» قبل الغزو البري، مع الاستعداد لحرب دموية طويلة الأمد وتداعياتها السياسية الموسعة.

وتستهدف الإدارة الأميركية وضع حدود واضحة لمدى ونطاق الغزو البري وأسلوب تنفيذه، للتأكد من تقليل سقوط ضحايا مدنيين، وهو ما تطلق عليه الإدارة الأميركية لفظ «الأسئلة الصعبة». إضافة إلى التأكيد على ضمان وصول مزيد من الغذاء والماء والدواء إلى المدنيين الفلسطينيين، وهو ما اتفق عليه بايدن ونتنياهو في اتصال مساء الأحد.

دبابة إسرائيلية تطلق قذائفها باتجاه غزة (أ.ف.ب)

أما الهدف الثالث فيتمثل في تأجيل الغزو البري لرفع حالة الاستعداد الأميركية، وخطط الطوارئ للتعامل مع ردود الفعل المتوقعة من وكلاء إيران في المنطقة. وتشعر إدارة بايدن بالقلق من صراع إقليمي واسع قد يشمل إيران... ويريد المسؤولون الأميركيون مزيداً من الوقت للاستعداد لهجمات محتملة من جماعات مدعومة من إيران. ويعدّون أن تلك الجماعات «ستكثف هجماتها بعد بدء الغزو البري».

وأمرت الخارجية الأميركية موظفيها بمغادرة السفارة في بغداد والقنصلية في أربيل، وحذرت من السفر إلى العراق، فيما أرسل «البنتاغون» مزيداً من أنظمة الدفاع الصاروخي للمنطقة.

وخلف الأبواب المغلقة والمحادثات بين الجانبين، يحرص المسؤولون الأميركيون على صياغة عباراتهم بعناية، واستخدام لفظ النصائح مع الإسرائيليين، وهو ما أكد عليه مايكل هيرزوغ السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، الذي شدد على أن «الولايات المتحدة أثارت أسئلة مهمة حول خطط الحرب الإسرائيلية، لكنها لم تحاول إملاء عملية صنع القرار... ولا توجد ضغوط». وقال لشبكة «سي إن إن» الاثنين: «إنهم (الأميركيون) يقدمون لنا النصائح، لكنهم لا يخبروننا بما يجب أن نفعله أو ما لا يجب أن نفعله».

آليات إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)

ومع تصاعد المخاطر لهذه الحرب التي دخلت الاثنين يومها السابع عشر، وتعد الأكثر دموية من بين 5 حروب سابقة في غزة، تدور النقاشات المكثفة حول الخطة «ب» والبدائل العسكرية المتاحة لتنفيذ أهداف إسرائيل في «القضاء على حماس»، وهو الهدف المشترك لكل من واشنطن وتل أبيب.

الرهائن والمساعدات الإنسانية

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إلى أن إدارة بايدن «تريد كسب قدر كبير من الوقت لتوصيل مزيد من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، والاستعداد لهجمات محتملة على المصالح الأميركية في المنطقة من قبل جماعات مدعومة من إيران».

وقال جون كيربي المتحدث باسم «مجلس الأمن القومي»، إن تركيز إدارة بايدن ينصب على عودة الرهائن. وقال في تصريحات لشبكة «سي إن إن» صباح الاثنين: «نتحدث مع الإسرائيليين حول خططهم ونواياهم واستراتيجيتهم، وما يتعين عليهم القيام به قبل القيام بعملية برية كبيرة». وأضاف: «لم يتغير شيء فيما يتعلق بتركيزنا على هؤلاء الرهائن. نحن سعداء بعودة اثنين منهم إلى منزلهما ونريد إخراج البقية... يجب أن تكون لديك القدرة على مواصلة التفاوض، ومحاولة العمل لتحقيق هذه النتيجة. نحن بالتأكيد نريد تحقيق ذلك». وشدد كيربي على أن «قوات الدفاع الإسرائيلية هي التي تتخذ القرارات بنفسها».

واستخدمت القوات الإسرائيلية لأول مرة نظام أسلحة يطلق عليه اسم «اللدغة الحديدية»، ونشرت مقطع فيديو يظهر أنه نظام أسلحة لقذائف الهاون الدقيقة التي تستخدم لتدمير قاذفات صواريخ «حماس».

المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي (أ.ب)

ونشر سلاح الجو الإسرائيلي لقطات يوم الأحد لذخائر تستخدمها وحدة كوماندوز «ماجلان» الإسرائيلية المتخصصة في مكافحة الدبابات. وأشارت إلى «أول استخدام» لسلاح اللدغة الحديدية (Iron Sting weapons). وقال الجنرال عمر كوهين قائد قوات «ماجلان» الإسرائيلية، إن الوحدة «استخدمت أسلحة حديثة معروفة بالدقة والقوة الفتاكة لإحباط عشرات الهجمات الإرهابية من قبل (حماس)... ومن بين هذه الأسلحة، سلاح اللدغة الحديدية الدقيقة، التي تستخدم توجيهات الليزر ونظام تحديد المواقع (GPS) لتحديد الأهداف وقصفها بدقة، مع تقليل احتمالية وقوع أضرار جانبية ومنع إصابة غير المقاتلين».

فلسطينيون يتفقدون منطقة مدمرة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة (رويترز)

وتدور النقاشات الأميركية - الإسرائيلية أيضاً حول نشر مبكر لأسلحة تسمى الشعاع الحديدي (Iron Beam). وهو مدفع ليزر دفاعي تم تطويره ليتكامل مع أنظمة «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ وهجمات الطائرات من دون طيار. وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أسلحة جديدة مثل طائرة «فالكيري» وهي من دون طيار، ذاتية التحكم، يخطط الجيش الإسرائيلي لاستخدامها في حال توسيع الهجوم الإسرائيلي وضرب أهداف بعيدة المدى.

وتحدث بايدن مع نتنياهو يوم الأحد، واتفقا على السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال البيت الأبيض إنهما ناقشا أيضاً «الجهود المستمرة لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس - بما في ذلك المواطنون الأميركيون - وتوفير ممر آمن لهم ولغيرهم من المدنيين في غزة الذين يرغبون في المغادرة». كما تحدث بايدن وزعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يوم الأحد. ودعوا إلى «إطلاق سراح جميع الرهائن الذين يعتقد أنهم محتجزون في غزة، مع التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».


مقالات ذات صلة

ترمب يحذر من «عواقب وخيمة» بالشرق الأوسط ما لم يُفرج عن رهائن غزة قبل تنصيبه

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يحذر من «عواقب وخيمة» بالشرق الأوسط ما لم يُفرج عن رهائن غزة قبل تنصيبه

قال الرئيس الأميركي المنتخب الاثنين إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) فستكون هناك «مشكلة خطيرة» في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)

مؤتمر القاهرة لـ«إغاثة غزة»... مساعٍ لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية

شهدت العاصمة المصرية، الاثنين، مؤتمر «القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، بتنظيم مصري - أممي وحضور فلسطيني، ومشاركة 103 وفود لدول ومنظمات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي وخلفه طائرة «إف 35» (آدير) في إحدى القواعد الجوية (أرشيفية - موقع الجيش الإسرائيلي)

تقرير: إسرائيل تثبّت قواعد عسكرية في وسط غزة

وسّعت القوات الإسرائيلية وجودها العسكري في وسط قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة.

المشرق العربي جنود إسرائيليون في نوبة حراسة بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ف.ب)

«الأونروا» توقف إيصال المساعدات لغزة عبر معبر كرم أبو سالم بسبب العقبات الإسرائيلية

أعلن المفوض العام لوكالة «أونروا»، الأحد، أن المنظمة الأممية علّقت إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة بسبب مخاوف أمنية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية موشيه يعلون وبنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)

وزير دفاع إسرائيلي سابق يندد بـ«تطهير عرقي» في غزة

عدّ وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، اليوم السبت، أن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات «تطهير عرقي» في قطاع غزة، ما أثار غضباً داخل الطبقة السياسية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

دعوى جديدة تتهم «أبل» بإسكات الموظفين والتجسس على أجهزتهم الشخصية

شعار شركة أبل (رويترز)
شعار شركة أبل (رويترز)
TT

دعوى جديدة تتهم «أبل» بإسكات الموظفين والتجسس على أجهزتهم الشخصية

شعار شركة أبل (رويترز)
شعار شركة أبل (رويترز)

اتهمت دعوى قضائية جديدة شركة أبل بالمراقبة غير القانونية للأجهزة الشخصية لموظفيها وحساباتهم على «آيكلاود»، بالإضافة إلى منعهم من مناقشة رواتبهم وظروف العمل.

ووفقاً لـ«رويترز»، تقول الدعوى التي رفعها آمار بهاكتا أمام إحدى محاكم ولاية كاليفورنيا، أمس الأحد، إن الشركة تلزم الموظفين بتثبيت برمجي على أجهزتهم الشخصية التي يستخدمونها من أجل العمل، ما يسمح لـ«أبل» بالوصول إلى بريدهم الإلكتروني ومكتبات صورهم وبياناتهم الصحية وبيانات «المنزل الذكي» ومعلومات شخصية أخرى. ويعمل بهاكتا في مجال الإعلانات الرقمية في شركة أبل.

وتذكر الدعوى في الوقت نفسه أن «أبل» تفرض سياسات سرية تحظر على الموظفين مناقشة ظروف العمل، بما في ذلك مع الإعلام، وتحظر أيضاً المشاركة في الإبلاغ عن المخالفات الذي يحميه القانون.

ويقول بهاكتا، الذي يعمل في «أبل» منذ 2020، إنه محظور عليه التحدث عن عمله في مقاطع البث الصوتي على الإنترنت، ولديه توجيهات بإزالة المعلومات عن ظروف عمله من ملفه الشخصي على منصة «لينكد إن».

وقالت «أبل»، في بيان نقله متحدث باسم الشركة، إن الاتهامات في القضية لا أساس لها، وإن موظفيها يجري تدريبهم سنوياً على حقوقهم في مناقشة ظروف عملهم.

وأضافت الشركة: «نركز في (أبل) على تقديم أفضل المنتجات والخدمات في العالم، ونعمل على حماية الاختراعات التي تبتكرها فرقنا من أجل المستهلكين».

وتقدمت امرأتان تمثلان هيئة الدفاع عن بهاكتا، بدعوى في يونيو (حزيران)، وتتهمان فيها «أبل» بدفع رواتب أقل من المستحقة بشكل ممنهج للموظفات في أقسام الهندسة والتسويق و«أبل كير» في الشركة. وتقول «أبل» إنها ملتزمة بالشمول والمساواة في الرواتب.