جزر المحيط الهادي... ساحة حامية للصراع بين واشنطن وبكين

علما الولايات المتحدة (يمين) والصين يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي بالصين في 16 نوفمبر 2021 (رويترز)
علما الولايات المتحدة (يمين) والصين يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي بالصين في 16 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

جزر المحيط الهادي... ساحة حامية للصراع بين واشنطن وبكين

علما الولايات المتحدة (يمين) والصين يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي بالصين في 16 نوفمبر 2021 (رويترز)
علما الولايات المتحدة (يمين) والصين يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي بالصين في 16 نوفمبر 2021 (رويترز)

انطلقت اليوم (الاثنين) قمة الولايات المتحدة مع دول جزر المحيط الهادي، في وقت تشتد فيه المنافسة بين واشنطن وبكين في جنوب المحيط الهادي، حيث تسعى كل واحدة منهما إلى تعزيز نفوذها في دول هذه المنطقة التي تتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية.

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقط صورة مع قادة منتدى جزر المحيط الهادي في البيت الأبيض بواشنطن الاثنين 25 سبتمبر 2023 (أ.ب)

موقع استراتيجي يزيد الاستقطاب

تقع دول جُزر المحيط الهادي بين الولايات المتحدة والصين وأستراليا، وتتمتع بأهمية استراتيجية أمنية دفاعية. لقد حافظت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على نفوذها ووجودها العسكري في منطقة المحيط الهادي. في المقابل، وعلى مدى العقد الماضي، ركّزت الصين على تعزيز علاقاتها في هذه المنطقة من خلال زيادة المساعدات والتنمية والدبلوماسية والتعاون الأمني، وفق تقرير سابق لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

لا تشكل جزر المحيط الهادي كتلة واحدة، بل هي منطقة متنوعة تتكون من كثير من البلدان والثقافات. وتختلف بلدان المنطقة من حيث الحجم، بدءاً من بابوا غينيا الجديدة التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة، إلى دول مثل ناورو وتوفالو، حيث يقترب عدد السكان من 10 آلاف نسمة.

صورة من قرية سيروا في جزيرة فيجي إحدى دول جزر المحيط الهادي في 15 يوليو 2022 (رويترز)

على الرغم من صغر مساحة هذه الدول، تتمتع كل دولة بصوت متساو في الأمم المتحدة. كما تسيطر على مصايد الأسماك ومعادن قاع البحر على مساحة من المحيط أكبر بثلاث مرات من مساحة الولايات المتحدة القارية. وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية في أي صراع يتعلق بالصين، وفق تقرير سابق لصحيفة «واشنطن بوست».

وقال الأمين العام لمنتدى جزر المحيط الهادي، هنري بونا، في مناسبة أقيمت في نيويورك الأسبوع الماضي، إن منطقة جزر المحيط الهادي انتقلت من فترة الإهمال الاستراتيجي قبل عقد من الزمن فقط لتصبح موضع اهتمام ومنافسة و«تلاعب» اليوم، في إشارة إلى التنافس الجيوسياسي على النفوذ في المنطقة بين الولايات المتحدة والصين.

وتتعدد أنظمة الحكم في هذه المنطقة، من دول هي جمهوريات، وديمقراطيات برلمانية، ونظام ملكي في دولة وحيدة هي «تونغا». ثلاث دول فقط من جزر المحيط الهادي لديها جيوش. من هذا المنطلق، فإن الولايات المتحدة ستركز لفهم ومعالجة الاحتياجات المحددة لكل من هذه الدول في قمة الاثنين، على تنظيم اجتماعات ثنائية بين الجانب الأميركي وكل من قادة هذه الدول، وفق ما أفاد به «معهد الولايات المتحدة للسلام» الفيدرالي في تقرير له صدر الخميس.

طائرة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تقترب من الهبوط في مطار بوهنباي الدولي في كولونيا في دولة ميكرونيزيا إحدى دول جزر المحيط الهادي في 5 أغسطس 2019 (رويترز)

صعود النفوذ الصيني

أفاد تقرير صدر في سبتمبر (أيلول) عن مؤسسة «فردريش إيبرت» الألمانية للدراسات السياسية، أن الاهتمام الدبلوماسي الغربي تلاشى بمنطقة المحيط الهادي بعد الحرب الباردة، وفي فترة ما بعد 11 سبتمبر 2001، وبدأت المصالح الصينية وقتذاك في النمو بالمنطقة حيث دعمت الصين مجموعة من الاقتصادات النامية من خلال مبادرة «الحزام والطريق»، من خلال تقديم قروض للبنى التحتية منخفضة الفائدة لهذه الدول التي تعاني من ضعف البنى التحتية. وقد سمح ذلك بتوسيع النفوذ الصيني في المحيط الهادي.

وقد أثارت القروض المقدمة من الصين لهذه الدول مخاوف دبلوماسية؛ لأن هذه القروض تجلب معها النفوذ الصيني، وفق تقرير «فردريش إيبرت»، حيث إن خبراء يرجحون أن تستخدم الصين نفوذها المتزايد في المحيط الهادي لزيادة عزل تايوان عن الدعم الدبلوماسي الذي تتلقاه من المنطقة. إذ يعترف كثير من دول المحيط الهادي (جزر مارشال، وناورو، وبالاو، وتوفالو) بتايوان بوصفها دولة ذات سيادة. وبالتالي فإن التواصل الصيني ومناورات التنمية يمكن أن يساعد ذلك بكين في تقليل الدعم الإقليمي لاستقلال تايوان.

وتمكنت الصين بالفعل من أن تنتزع اعتراف عدد من دول جزر المحيط الهندي بتايوان لصالح بكين، وهو مطلب صيني أساسي. وحصلت بكين على وصول موسع لأسطول الصيد الخاص بها، وفق تقرير «واشنطن بوست».

وفقاً لأرقام الحكومة الصينية، توسعت تجارة بكين مع المنطقة، ومعظمها من تجارة المأكولات البحرية والأخشاب والمعادن لتصل إلى 5.3 مليار دولار في عام 2021، من 153 مليون دولار فقط في عام 1992.

رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري ورئيس الحكومة الصينية لي تشيانغ يصفقان بينما يتبادل مسؤولو البلدين الوثائق الموقعة على اتفاق في قاعة الشعب الكبرى في بكين الاثنين 10 يوليو 2023 (رويترز)

ولكن أكثر ما يقلق المراقبين الغربيين، وفق تقرير «فردريش إيبرت»، هو إمكانية استفادة بكين من نفوذها المتنامي في جزر المحيط الهادي لزيادة انتشار الجيش الصيني. ويخشى بعض القادة العسكريين الغربيين من أن يؤدي النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة إلى بناء المزيد من القواعد العسكرية الصينية في الخارج مما يهدد بعزل أستراليا، وقطع خطوط الإمداد من الخارج عنها، في حين أن كانبيرا هي حليف حيوي للولايات المتحدة في المحيط الهادي.

ففي مارس (آذار) الماضي، أعلن رئيس ميكرونيزيا آنذاك ديفيد بانويلو، أن بكين انخرطت في حرب سياسية للسيطرة على البنية التحتية الاستراتيجية لبلاده، والتي تقع على مسافة قريبة من قاعدة عسكرية أميركية رئيسية في غوام، وفق تقرير لـ«واشنطن بوست».

وفي عام 2022، وقعت جزر سليمان اتفاقية أمنية مع الصين، مما أثار قلقاً دولياً بشأن إمكانية بناء بكين أول قاعدة عسكرية لها في المنطقة.

علما دولتي جزر سليمان والصين يرفرفان بالقرب من بوابة تيانانمن في بكين بالصين في 11 يوليو 2023 (رويترز)

 

الرد الأميركي

عززت الولايات المتحدة دبلوماسيتها في منطقة المحيط الهادي في مواجهة الصين، واستضافت قمة تاريخية لزعماء منطقة المحيط الهادي وجولات سريعة لكبار المسؤولين، بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس، وتعهدت بتقديم مزيد من المساعدات. وفي فبراير (شباط)، أعادت الولايات المتحدة فتح سفارتها في جزر سليمان بعد غياب دام 30 عاماً. كما قامت أستراليا، التي اتُهمت بإهمال علاقتها مع دول المحيط الهادي، بحملة دبلوماسية وسط مخاوف من تنامي النفوذ الصيني في المنطقة، وفق صحيفة «الغارديان».

قررت الولايات المتحدة في مايو (أيار) 2023 إجراء أول زيارة لرئيس أميركي إلى بابوا غينيا الجديدة، إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر إلغاء الزيارة المخططة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي بما فيها إلى بابوا غينيا الجديدة، بالإضافة إلى إلغاء زيارة إلى أستراليا للاجتماع مع زملائه قادة الشراكة الرباعية (الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان)، حتى يتمكن من التركيز على محادثات الحد من الديون في واشنطن، وفق تقرير صدر الأحد عن وكالة «أسوشييتد برس».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوقع اتفاقية تعاون دفاعي مع وزير دفاع بابوا غينيا الجديدة وين داكي في 22 مايو 2023 (وزارة الخارجية الأميركية)

ودعا الرئيس الأميركي بالمقابل زعماء دول جزر المحيط الهادي إلى البيت الأبيض يومي 25 و26 سبتمبر الحالي - وهي القمة الثانية من نوعها خلال عامين - لمناقشة «الأولويات الإقليمية المشتركة»، مثل أزمة المناخ وتغير المناخ والنمو الاقتصادي، وفق «واشنطن بوست».

ووقعت الولايات المتحدة في مايو الماضي اتفاقية عسكرية مع بابوا غينيا الجديدة، سمحت بنشر قوات وسفن أميركية في ستة موانئ ومطارات رئيسية في الدولة الواقعة في منطقة المحيط الهادي، بما في ذلك في المرافق في العاصمة بورت مورسبي. وحصلت واشنطن بموجب الاتفاقية على «الوصول دون عوائق» إلى المواقع «للتجهيز المسبق للمعدات والإمدادات والمواد»، وبات بإمكانها «الاستخدام الحصري» لبعض المناطق، حيث يمكن تنفيذ التطوير و«أنشطة البناء»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان زعماء الجزر قد شعروا بالغضب في الماضي عندما قلل الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب ورئيس الوزراء الأسترالي آنذاك سكوت موريسون من آثار تغير المناخ، الذي تعده دول جزر المحيط الهادي تهديداً وجودياً بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. وقد تعهد الرئيس بايدن وسكوت موريسون، ورئيس الوزراء الأسترالي الحالي أنتوني ألبانيز، بالتزامات جديدة للحد من انبعاثات الكربون. كما غطت اتفاقية البيت الأبيض العام الماضي قضايا التنمية والأمن، والوعد ببناء بعض السفارات الأميركية الجديدة. وتم افتتاح سفارات أميركية جديدة في جزر سليمان في فبراير (شباط)، تلاه في مايو في تونغا. وقد انهارت محاولة الصين السابقة لإبرام معاهدة أمنية مع دولة فيجي، بسبب ما وصفه بعض المسؤولين الإقليميين بمحاولات بكين للتعجيل بتنفيذها، وفق «واشنطن بوست».

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش «قمة قادة مجموعة العشرين» في بالي بإندونيسيا في 14 نوفمبر 2023 (رويترز)

من جهتها، تفوقت أستراليا على الصين على اعتبار أنها «المصدر الرئيسي للقروض الثنائية لمنطقة المحيط الهادي»، وفقاً لبيانات عام 2022 الصادرة عن «معهد لووي» (مقره في سيدني بأستراليا). وقد انخفض حجم التمويل التنموي الذي قدمته الصين للمنطقة منذ عام 2016، وفقاً للبيانات، التي قال المعهد إنها «لا تتعارض مع التصورات الأخيرة بأن الصين سعت إلى (زيادة انخراطها) مع دول جزر المحيط الهادي»، حيث يبدو أن الصين تركز على تعزيز التعاون الأمني، كما كانت الحال مع الصفقة مع جزر سليمان، وزيادة الأنشطة التجارية مع دول جزر المحيط الهادي.

وفي قمة «منتدى جزر المحيط الهادي» بين الولايات المتحدة ودول جزر المحيط الهادي العام الماضي، كشف البيت الأبيض عن استراتيجيته، وهي الخطوط العريضة لخطته لمساعدة قادة المنطقة في القضايا الملحة، مثل تغير المناخ والأمن البحري وحماية المنطقة من الصيد الجائر. وتعهدت الإدارة الأميركية بأن تضيف الولايات المتحدة 810 ملايين دولار مساعدات جديدة لدول جزر المحيط الهادي على مدى العقد المقبل، بما في ذلك 130 مليون دولار للجهود الرامية إلى إحباط آثار تغير المناخ، وفق «أسوشييتد برس».

الرئيس الأميركي جو بايدن (في الوسط) وقادة من منطقة جزر المحيط الهادي يلتقطون صورة في الرواق الشمالي للبيت الأبيض في 29 سبتمبر 2022 في العاصمة الأميركية واشنطن (أ.ف.ب)

 

انطلاق القمة

انطلقت قمة «منتدى جزر المحيط الهادي» بين الولايات المتحدة ودول المحيط الهادي الإثنين. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اعتراف الولايات المتحدة رسميا بجزر كوك ونيوي في المحيط الهادي، الاثنين، خلال استضافته قادة المنطقة، في مسعى للحد من نفوذ الصين. وأكد بايدن أن واشنطن تعترف بهما بوصفهما دولتين «مستقلتين ولهما سيادة»، وستقيم علاقات دبلوماسية معهما، مشيراً إلى أن الخطوة ستساهم في دعم «منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومنفتحة». وأضاف في بيان أن تاريخ ومستقبل جزر المحيط الهادي والولايات المتحدة «مرتبطان بشكل لا ينفض، والاعتراف بجزر كوك ونيوي وإقامة العلاقات الدبلوماسية لن يؤدي إلى تعزيز العلاقات فحسب، بل سيساعد في ضمان أن يكون مستقبلنا المشترك أكثر أمنا وازدهارا»، وفق ما أفادت الاثنين وكالة «رويترز» للأنباء.

وتستمر القمة حتى الثلاثاء، وهي تعقد للمرة الثانية، وتركز بشكل كبير على تأثيرات التغير المناخي، إلا أن الصين كانت محور النقاشات بشكل كبير وسط تزايد المخاوف الأميركية بشأن النفوذ العسكري والاقتصادي المتنامي للصين، والقلق المتزايد بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وكانت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، قالت إن بايدن سيستخدم القمة لتعزيز «العلاقات مع جزر المحيط الهادي ومناقشة كيفية مواجهة التحديات العالمية المعقدة، مثل معالجة التهديد الوجودي المتمثل في تغير المناخ، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية المستدامة».

الرئيس الأميركي جو بايدن متوسطاً قادة من دول جزر المحيط الهادي عقب قمة «منتدى جزر المحيط الهادي» في الرواق الجنوبي للبيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن في 25 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويضم المنتدى أستراليا وجزر كوك وميكرونيزيا وفيجي وبولينيزيا الفرنسية وكيريباتي وناورو وكاليدونيا الجديدة ونيوزيلندا ونيوي وبالاو وبابوا غينيا الجديدة وجمهورية جزر مارشال وساموا وجزر سليمان وتونغا وتوفالو وفانواتو.

وسيستضيف وزير الخارجية أنتوني بلينكن والمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الزعماء في وزارة الخارجية الأميركية لتناول العشاء.

أشخاص يتنقلون على متن قوارب بعد إعصار بام إلى بورت فيلا عاصمة جزيرة فانواتو في المحيط الهادي في 17 مارس 2015 (رويترز)

ومن المقرر أن يستضيف جون كيري المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ، وسامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، زعماء دول جزر المحيط الهادي يوم الثلاثاء لإجراء محادثات بشأن المناخ مع أعضاء المجتمع الخيري. ويخطط الزعماء أيضاً للقاء أعضاء الكونغرس. وستستضيف وزيرة الخزانة جانيت يلين اجتماع مائدة مستديرة مع قادة وأعضاء مجتمع الأعمال.

سافرت باور الشهر الماضي إلى فيجي لافتتاح مهمة جديدة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية ستتولى إدارة برامج الوكالة في تسع دول جزر في المحيط الهادي: فيجي، وكيريباتي، وناورو، وساموا، وتونغا، وتوفالو، وجمهورية جزر مارشال، وولايات ميكرونيزيا الموحدة، وبالاو. وفتحت الولايات المتحدة هذا العام سفارتين في جزر سليمان وتونغا، وهي في طريقها لفتح سفارة في فانواتو أوائل العام المقبل.

صورة تظهر سقوط كميات كبيرة من الرماد فوق نوموكا في دولة تونغا بعد أن تعرضت الدولة الجزيرة الواقعة في المحيط الهادي لموجة تسونامي ناجمة عن ثوران بركاني تحت البحر في 17 يناير 2022 (رويترز)

وقال البيت الأبيض إن معظم أعضاء المنتدى المؤلف من 18 عضواً يرسلون كبار مسؤوليهم المنتخبين أو وزير خارجيتهم إلى القمة.

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، شعرت الإدارة «بخيبة أمل كبيرة» لأن رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري، الذي كان في نيويورك الأسبوع الماضي لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اختار عدم الاستمرار في حضور قمة البيت الأبيض، وفقاً لمسؤول في الإدارة الأميركية. وكانت جزر سليمان في 10 يوليو (تموز) الماضي وقعت مع الصين اتفاقا بشأن التعاون الشرطي في إطار رفع مستوى العلاقات بينهما إلى «شراكة استراتيجية شاملة»، وذلك بعد أربع سنوات من تحويل الدولة الواقعة في المحيط الهادي علاقاتها من تايوان إلى الصين.


مقالات ذات صلة

القيادة المركزية الأميركية: طائرة أميركية تعترض مسيّرة إيرانية فوق مياه الخليج

المشرق العربي حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)

القيادة المركزية الأميركية: طائرة أميركية تعترض مسيّرة إيرانية فوق مياه الخليج

أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان اليوم السبت أن طائرة تابعة لحاملة الطائرات دوايت أيزنهاور اعترضت مسيّرة إيرانية فوق مياه الخليج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم بايدن ومودي خلال لقاء في البيت الأبيض في 23 يونيو الماضي (أ.ب)

الهند تتعهّد بالتعاون مع الولايات المتحدة بعد اتهامها بالتخطيط لاغتيال معارض

تعهّدت الهند بالتعاون مع الولايات المتحدة التي تلاحق مواطناً هندياً يُشتبه في أنّه خطّط لاغتيال زعيم انفصالي من السيخ في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي - واشنطن)
المشرق العربي محمد شيّاع السوداني مستقبلاً أنتوني بلينكن في وقت سابق (أ.ف.ب)

تجدد الجدل حول الوجود الأميركي في العراق

في وقت جددت الولايات المتحدة دعوتها الحكومة العراقية لحماية الوجود الأميركي في العراق، رفضت بغداد قيام واشنطن بقصف منطقة جرف الصخر التي تضم فصائل عراقية مسلحة.

حمزة مصطفى (بغداد)
العالم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال قمة «كوب 28» (د.ب.أ)

السيسي وهاريس يؤكدان خطورة الموقف في غزة... وضرورة عدم اتساع النزاع

ذكرت الرئاسة المصرية اليوم (السبت) أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أكدا خطورة الموقف الحالي في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - القاهرة)
الولايات المتحدة​ الشرطي الأميركي ديريك شوفين (أ.ب)

الشرطي المدان بقتل جورج فلويد طُعن 22 مرة في السجن

تعرض الشرطي ديريك شوفين المدان بتهمة قتل الأميركي جورج فلويد للطعن أكثر من 20 مرة بسكين على يد نزيل آخر في السجن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الشرطي المدان بقتل جورج فلويد طُعن 22 مرة في السجن

الشرطي الأميركي ديريك شوفين (أ.ب)
الشرطي الأميركي ديريك شوفين (أ.ب)
TT

الشرطي المدان بقتل جورج فلويد طُعن 22 مرة في السجن

الشرطي الأميركي ديريك شوفين (أ.ب)
الشرطي الأميركي ديريك شوفين (أ.ب)

تعرض الشرطي ديريك شوفين المدان بتهمة قتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد الذي تسبب مقتله بموجة احتجاج واسعة مناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، للطعن أكثر من 20 مرة بسكين على يد نزيل آخر في سجن، حسبما أعلن ممثلو ادعاء أميركيون أمس (الجمعة)، مع إعلان اتهامات بالشروع في القتل، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

في 25 مايو (أيار) 2020، قضى الأميركي الأسود جورج فلويد الذي كان يبلغ 46 عاما اختناقا في مينيابوليس بعدما ضغط الشرطي الأبيض بركبته نحو عشر دقائق على عنقه غير آبه بتدخل المارة المصدومين.

بحسب مقطع مصور نشر على الإنترنت، أبقى ديريك شوفين ركبته على رقبة جورج فلويد، حتى بعدما فقد الرجل الأسود البالغ من العمر أربعين عاماً الوعي وأصبح نبضه خافتا. وساعد شرطيان آخران في إبقائه مثبتا إلى الأرض.

وقال المشتبه به جون تورسكاك (52 عاما) للمحققين إن تاريخ هجومه، في يوم التسوّق الأميركي الشهير «بلاك فرايدي»، كان يهدف إلى استحضار حركة «بلاك لايفز ماتر» بحسب الشكوى الجنائية.

وبحسب الشكوى «أخبر تورسكاك ضباط السجن أنه كان سيقتل (شوفين) حال لم يقوموا بالاستجابة بهذه السرعة».

وقال مكتب المدعي العام الأميركي في توسون إنه وجه تهما لتورسكاك بمحاولة القتل، والاعتداء بقصد ارتكاب جريمة قتل، والاعتداء بسلاح خطير، والاعتداء الذي أدى إلى إصابة جسدية خطيرة.

وأكد المكتب في بيان: «قام تورسكاك بطعن نزيل آخر (...) أدين في وقت سابق بجرائم فيدرالية في منطقة أخرى، نحو 22 مرة بسكين بدائي».

ولم يذكر البيان ولا الشكوى الجنائية اسم شوفين. بينما أكد مصدر رسمي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه الشرطي السابق في شرطة مينيابوليس.

ولم تتوفر معلومات حول حالة شوفين الصحية.

أدان قضاء مينيسوتا شوفين بتهمة القتل بعد محاكمة كانت محط اهتمام عام 2021 وحكم عليه بالسجن 22 عاما ونصف عام.

ورفضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الشهر الماضي استئنافا قدمه شوفين ضد هذه الإدانة.

وطلب الشرطي السابق إلغاء الحكم باعتبار أن التغطية الإعلامية الواسعة للملف ومخاطر اندلاع أعمال شغب حرمته من محاكمة «عادلة».

أثار مقتل جورج فلويد مظاهرات كبرى في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم تحت شعار «حياة السود مهمة».


محكمة أميركية ترفض منح ترمب الحصانة في «هجوم الكابيتول»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال اليوم الثالث من محاكمته بتهمة الاحتيال المدني في نيويورك في 4 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال اليوم الثالث من محاكمته بتهمة الاحتيال المدني في نيويورك في 4 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

محكمة أميركية ترفض منح ترمب الحصانة في «هجوم الكابيتول»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال اليوم الثالث من محاكمته بتهمة الاحتيال المدني في نيويورك في 4 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال اليوم الثالث من محاكمته بتهمة الاحتيال المدني في نيويورك في 4 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

قضت محكمة استئناف أميركية أمس (الجمعة) بوجوب مواجهة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب دعاوى قضائية مدنية بشأن دوره في الهجوم الذي شنه أنصاره على مبنى الكونغرس «الكابيتول» في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، رافضة ادعاء ترمب بأنه يتمتع بالحصانة.

وخلصت لجنة من محكمة الاستئناف الأميركية لدائرة مقاطعة كولومبيا إلى أن ترمب كان يتصرف «بصفته الشخصية كمرشح رئاسي» عندما حث أنصاره على السير إلى المبنى حيث اندلعت أعمال شغب.

ويتمتع الرؤساء الأميركيون بالحصانة من الدعاوى المدنية في حالة ممارسة مسؤولياتهم الرسمية ولكن عندما لا يتصرفون بهذه الصفة فإن الحصانة لا تنطبق عليهم، وفقا لوكالة (رويترز) للأنباء.

ويمهد الحكم الطريق أمام ترمب لمواجهة دعاوى قضائية من شرطة الكابيتول والمشرعين الديمقراطيين الذين يسعون إلى تحميل ترمب المسؤولية عن أعمال العنف التي ارتكبها أنصاره خلال أعمال الشغب، والتي كانت محاولة لإلغاء هزيمته في انتخابات عام 2020.

والقضية واحدة من عدة تحديات مدنية وجنائية تواجه المرشح الأبرز لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لمنافسة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في انتخابات 2024.

وركز القرار بالإجماع فقط على ما إذا كان من الممكن مقاضاة ترمب، ولم يذكر شيئا عن حيثيات القضايا نفسها.

وقال ترمب إن خطابه الذي حض فيه أتباعه على «القتال بشدة» ضد التصديق على الانتخابات كان مرتبطا «بمسألة تهم الجمهور» وتقع ضمن مسؤولياته الرسمية.

ووصف متحدث باسم ترمب الحكم بأنه «محدود وضيق وإجرائي» وقال إن ترمب كان «يتصرف نيابة عن الشعب الأميركي» في يوم الهجوم.

وقدم ترمب حجة حصانة مماثلة في القضية الجنائية الاتحادية التي اتهم فيها بالتآمر بشكل غير قانوني لإلغاء نتائج انتخابات 2020. ولم يحكم القاضي بعد في هذه القضية.

وفي حين أن الحكم الصادر أمس نص صراحة على أنه لا يؤثر على الحصانة الجنائية المحتملة لترمب، فإن الحالتين تتعلقان بسلوك ترمب قبل وأثناء أعمال الشغب في الكابيتول.


تقرير: أميركا زوّدت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

تقرير: أميركا زوّدت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أفاد تقرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى لاستخدامها في الحرب ضد حركة «حماس» في غزة، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس (الجمعة) نقلا عن مسؤولين أميركيين أنه تم تزويد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات برأس حربي «بي إل يو-109» مصمم لاختراق الخرسانة قبل أن ينفجر.

وقد بدأت عملية تزويد إسرائيل بأسلحة وذخائر إضافية، تشمل 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، بعد وقت قصير من هجوم «حماس» على إسرائيل، ولا تزال العملية مستمرة.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الولايات المتحدة التي زودت أهم حلفائها في المنطقة بأسلحة حتى قبل حرب غزة، لم تفصح من قبل عن عدد الأسلحة المقدمة لإسرائيل أو عدد القنابل الخارقة للتحصينات.

دخان يتصاعد من المباني التي لا تزال مشتعلة بعد أن تعرضت للقصف الإسرائيلي في غزة (أ.ف.ب)

ويُظهر الجسر الجوي للذخائر بمئات الملايين من الدولارات، خاصة على متن طائرات شحن عسكرية من طراز C-17 تحلق من الولايات المتحدة إلى تل أبيب، التحدي الدبلوماسي الذي يواجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وتحث الولايات المتحدة حليفها الأكبر في المنطقة على النظر في منع وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين أثناء إمدادها بالعديد من الذخائر.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن أمس (الجمعة): «لقد أوضحت أنه بعد فترة توقف، كان من الضروري أن توفر إسرائيل حماية واضحة للمدنيين، ولاستدامة المساعدات الإنسانية في المستقبل».

من بين الذخائر التي نقلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل أكثر من 5 آلاف قنبلة غير موجهة من طراز Mk82، وأكثر من 5400 قنبلة ذات رؤوس حربية من طراز Mk84 تزن ألفي رطل، وحوالي ألف قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39، وحوالي 3 آلاف قنبلة JDAM، التي تحوّل القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة «ذكية»، وفقًا لقائمة داخلية للحكومة الأميركية للأسلحة التي وصفها المسؤولون الأميركيون لصحيفة «وول ستريت جورنال».

ويقول المسؤولون الأميركيون إن إسرائيل استخدمت قنبلة قدمتها أميركا بحمولة كبيرة في واحدة من أكثر الضربات دموية في الحرب بأكملها، وهو الهجوم الذي أدى إلى تسوية مبنى سكني في مخيم جباليا للاجئين في غزة بالأرض، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وتحدثت إسرائيل عن أن الغارة قتلت أحد قادة «حماس».

وأوضح مستشار قانوني سابق في وزارة الخارجية الأميركية «من المحتمل أن يكون هناك استخدام مشروع لهذه الأشياء، لتدمير المخابئ تحت الأرض... المشكلة هي أن هناك مخيمًا ضخمًا للاجئين يضم مئات الآلاف من المدنيين فوق تلك الأنفاق عندما تسقط القنبلة. عليك أن تأخذ في الاعتبار الضرر الذي يلحق بالمدنيين».


أميركا تتعهد بـ3 مليارات دولار لصندوق المناخ الأخضر

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي (أ.ب)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي (أ.ب)
TT

أميركا تتعهد بـ3 مليارات دولار لصندوق المناخ الأخضر

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي (أ.ب)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي (أ.ب)

أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس اليوم (السبت) بعد وصولها إلى دبي لحضور قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28)، أن الولايات المتحدة تتعهد بتقديم ثلاثة مليارات دولار لصندوق المناخ الأخضر، وفقاً لوكالة «رويترز».

ويعد الصندوق أكبر صندوق دولي مخصص لدعم العمل المناخي في الدول النامية، وحصل على تعهدات تزيد على 20 مليار دولار.

وسيكون التعهد الأميركي الجديد، الذي كانت «رويترز» أول من أورده، إضافة إلى ملياري دولار أخرى قدمتها الولايات المتحدة في السابق للصندوق.

وقالت مصادر إن التعهد مرهون بتوافر الأموال. ويتعين أن يوافق الكونغرس الأميركي المنقسم على التمويل.

وأعلنت هاريس عن التعهد في مقتبسات تم الكشف عنها مسبقاً من كلمتها في «كوب 28». وحثت هاريس القادة على تسريع العمل وزيادة الاستثمارات والقيادة «بشجاعة وقناعة» لمعالجة تغير المناخ.

وأفادت: «اليوم أنا فخورة بأن أعلن أننا سنقدم تعهداً جديداً بثلاثة مليارات دولار لصندوق المناخ الأخضر الذي يساعد البلدان النامية في الحصول على رأس المال الذي تحتاجه للاستثمار في المرونة والطاقة النظيفة والحلول القائمة على الطبيعة».

وقال منسقو الصندوق في أكتوبر (تشرين الأول) إن الجولة الثانية الحالية من تجديد الموارد جمعت تعهدات بتقديم نحو 9.3 مليار دولار لتمويل المشاريع في المناطق المعرضة لتداعيات تغير المناخ بين عامي 2024 و2027.

ومع ذلك، تقول الأمم المتحدة إن التعهدات تمثل حتى الآن نزراً يسيراً من قرابة 250 مليار دولار ستحتاجها البلدان النامية سنوياً بحلول عام 2030 لمجرد التكيف مع عالم أكثر دفئاً. وبالإضافة إلى دعم التكيف مع المناخ، يمول الصندوق أيضاً مشروعات لمساعدة البلدان على التحول إلى الطاقة النظيفة.

وأوضح مسؤول أميركي معنيّ بالمناخ أن نائبة الرئيس ستبلغ القمة أن العالم بحاجة إلى «التأكد من جلوس الجميع إلى الطاولة، وأن الجميع يكثفون (جهودهم)».

وهاريس، التي تمثل الولايات المتحدة في «كوب 28» بدلاً من الرئيس جو بايدن، جزء من وفد أميركي يضم أيضاً مبعوث المناخ جون كيري وعشرات من كبار المسؤولين.

وأفاد مسؤول: «كان من الضروري أن يتأكد الرئيس ونائبة الرئيس من وجود زعيم من الولايات المتحدة في مؤتمر الأطراف»، مضيفاً أن هاريس تريد «التأكد من أننا نخبر العالم بقصة التقدم الذي أحرزناه في الولايات المتحدة».


السوداني يؤكد لبلينكن رفض العراق لأي «اعتداء» على أراضيه

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال لقاء سابق بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العراق (أرشيفية - الرئاسة العراقية)
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال لقاء سابق بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العراق (أرشيفية - الرئاسة العراقية)
TT

السوداني يؤكد لبلينكن رفض العراق لأي «اعتداء» على أراضيه

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال لقاء سابق بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العراق (أرشيفية - الرئاسة العراقية)
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال لقاء سابق بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العراق (أرشيفية - الرئاسة العراقية)

قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اليوم (السبت) لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الهجوم الذي تعرضت له منطقة جرف النصر مثّل «تجاوزاً» على السيادة العراقية. وأشارت وكالة الأنباء العراقية إلى أن السوداني تلقى اتصالاً هاتفياً من بلينكن أكد خلاله «موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية».

في الوقت ذاته، جدد رئيس الوزراء العراقي التزام حكومته بحماية مستشاري التحالف الدولي الموجودين في العراق، بحسب الوكالة.

وكان بلينكن قد طالب الحكومة العراقية بالوفاء بالتزاماتها في حماية جميع المنشآت التي يوجد بها أفراد أميركيون، وبملاحقة المسؤولين عن مهاجمة الأميركيين في العراق.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن بلينكن تحدث مع رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني؛ إذ بحثا الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» والحاجة لمنع امتداد الصراع.

وذكرت أيضاً أن بلينكن ناقش خلال الاتصال الموقف الإنساني في غزة، والتعاون مع العراق والشركاء الآخرين في المنطقة لتحديد الخطوات التي يمكن القيام بها لوضع أسس سلام عادل ودائم.


هل تفرض الولايات المتحدة شروطاً على المساعدات لإسرائيل؟

يتراجع دعم الديمقراطيين الشباب للرئيس جو بايدن بسبب موقفه من إسرائيل (أ.ف.ب)
يتراجع دعم الديمقراطيين الشباب للرئيس جو بايدن بسبب موقفه من إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

هل تفرض الولايات المتحدة شروطاً على المساعدات لإسرائيل؟

يتراجع دعم الديمقراطيين الشباب للرئيس جو بايدن بسبب موقفه من إسرائيل (أ.ف.ب)
يتراجع دعم الديمقراطيين الشباب للرئيس جو بايدن بسبب موقفه من إسرائيل (أ.ف.ب)

تتعالى أصوات بعض المشرعين الداعية لفرض شروط على المساعدات الأميركية لإسرائيل. فالأزمة الإنسانية في قطاع غزة ألقت بظلالها على أروقة الكونغرس بشكل خاص والولايات المتحدة بشكل عام، وقادت إلى تحذيرات متزايدة من انعكاساتها على صورة أميركا وقيمها. يأتي ذلك بالتزامن مع استطلاعات الرأي الأخيرة التي عكست شرخاً كبيراً بين الديمقراطيين في دعمهم لموقف الرئيس الأميركي جو بايدن المؤيد لإسرائيل، ناهيك عن التظاهرات والاحتجاجات في ولايات مختلفة للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، بالإضافة إلى تصاعد في جرائم الكراهية ضد العرب في الولايات المتحدة.

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، خلفية المطالبات بتعديل سياسة «الشيك على بياض» الأميركية تجاه إسرائيل، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغيير في لهجة بايدن حيال تل أبيب.

حشد عسكري إسرائيلي على حدود قطاع غزة الخميس (أ.ف.ب)

شروط على المساعدات العسكرية؟

يقول المستشار العسكري السابق لوزارة الخارجية، الكولونيل عبّاس داهوك، إن المساعدات العسكرية الأميركية تكون عادة مرتبطة بقيود محددة، مشيراً إلى أن أي دولة تتلقى هذه المساعدات يجب أن تتقيد بالقوانين الإنسانية الدولية وقوانين الصراعات وبعض القوانين الأميركية. واقترح داهوك أن تعطي الإدارة الأميركية إسرائيل لائحة بالمواقع التي لا يجب استهدافها، تشمل مواقع الأمم المتحدة والمدارس والمستشفيات والشبكات الكهربائية وغيرها.

من ناحيته، لم يستبعد آدم إيرلي، السفير الأميركي السابق لدى البحرين، احتمال فرض شروط على المساعدات العسكرية، مشيراً إلى وجود «تحول جذري في الرأي العام في الولايات المتحدة حول إسرائيل». وأضاف إيرلي: «نرى آلاف الأميركيين الذي يحتجون ويتظاهرون ضد إسرائيل ولصالح الفلسطينيين... متى كانت آخر مرة يحصل فيها ذلك؟ لم يحصل ذلك أبداً».

وتحدّث المستشار السابق للمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وائل الزيّات، عن الدعوات الديمقراطية لوقف إطلاق نار وفرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل، مشيراً إلى وجود آراء مختلفة في الحزب الديمقراطي. وقال إنه «حزب معقد ومتنوّع ويضم ديمقراطيين معتدلين ويساريين، من ضمنهم الاشتراكيون. يضم مجتمعات عرقية ودينية مختلفة، من المسلمين واليهود والأميركيين من أصل أفريقي أو لاتيني أو آسيوي. لذا، هناك آراء عديدة مختلفة حول هذا الصراع». لكن الزيّات عدَّ أن سبب الاعتراضات لدى البعض هو الاختلاف بين ما قاله بايدن فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية عندما كان مرشحاً رئاسياً، وبين سياسته اليوم. وأوضح: «لقد رأوا أنه مارس هذا التوجه في أماكن مثل أوكرانيا، لكن ليس في العالم العربي، تحديداً في فلسطين».

السيناتور التقدمي برني ساندرز هو من أبرز الداعين لفرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل (أ.ف.ب)

وفي ظل هذه الدعوات والاعتراضات، يحذّر البعض من انعكاسات سياسة بايدن الداعمة لإسرائيل على قيم الولايات المتحدة وصورتها، وهذا ما كرره الكولونيل داهوك الذي شدّد على ضرورة فرض القيود على المساعدات لإسرائيل. وقال: «إذا ما استمرت الولايات المتحدة بتوفير هذا النوع من الدعم، في نهاية المطاف يجب أن تتحمل مسؤولية بعض هذه النتائج في غزة».

وتحدّث إيرلي عن انعكاسات الصراع على صورة الولايات المتحدة، مشيراً إلى فترة خدمته نائباً للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية في عام 2006 خلال «حرب تموز» في لبنان. وقال: «لقد وجّه لي الصحافيون حينها الأسئلة نفسها... كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل في حين أنها تتسبب بكل هذا الدمار؟»، مضيفاً: «ما يجري في غزة الآن هو أسوأ بعشر مرّات... وبالمناسبة، إن قام (حزب الله) بالهجوم على إسرائيل، ستكون الأمور أسوأ بثلاثين مرة عما هي في غزة. ولهذا السبب، فإن الجميع قلق في واشنطن».

مظاهرة داعمة للفلسطينيين أمام مبنى الكابيتول في 4 نوفمبر 2023 (أ.ب)

تباين الأجيال

تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة شرخاً كبيراً بين الديمقراطيين في دعمهم لإسرائيل. ففيما يعارض 69 في المائة من الشباب تحت سن الـ35 سياسة بايدن مع إسرائيل، يدعمه 77 في المائة من الديمقراطيين فوق سن الـ65، حسب استطلاع لجامعة «كينيبياك»، كما أن 74 في المائة من الديمقراطيين الشباب يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقابل 25 في المائة فقط من الديمقراطيين فوق سن الـ65.

ويقول الزيّات إن الشباب في الولايات المتحدة ينشأون في عصر يسلّط فيه الضوء على العدالة الاجتماعية والعرقية، موضحاً: «لقد رأينا ذلك هنا بعد مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد في مينيسوتا، وما حصل بعد ذلك من رفع للوعي حول الحاجة للمساواة بين الشعوب. اليوم، يقارن الشباب هنا بين ظروف الفلسطينيين والاحتلال والفصل والتمييز وما يرونه هنا. لذلك، بسبب هذه المقارنات والتجارب في عصر منصات التواصل الاجتماعي، ليس من الصعب عليهم رؤية الروابط». وتابع: «لهذا السبب، نرى جهوداً حثيثة لترهيب أصوات طلاب الجامعات والموظفين الشباب في كبرى الشركات، لإسكاتهم وإخافتهم لكي لا يتحدثوا عن حقوق الفلسطينيين أو إنسانيتهم، ومساواة ذلك بطريقة خطيرة جداً مع المعاداة للسامية».

ناشطون يدعون لوقف إطلاق النار أمام البيت الأبيض في 15 نوفمبر 2023 (أ.ب)

من جهته، يقول الكولونيل داهوك إن الجيل الأكبر سناً «ما زال يعد إسرائيل حليفةً يجب دعمها للدفاع عن نفسها. بينما الجيل الجديد ينظر إلى الأمر بمنظور مختلف، ويعارض المقاربة العسكرية». وتحدث داهوك عن أن هذا التباين في الآراء يؤدي إلى صعوبة في إدراج شباب في الجيش الأميركي، «لأن الجيل الجديد لا يعد أن الخيار العسكري خيار جيد للعلاقات الدولية، ويفضل توظيف الدبلوماسية والمعلومات الاستخباراتية والاقتصاد في إدارة شؤوننا الخارجية».

ومع تعالي أصوات الشباب المطالبة بتغيير في سياسة بايدن مع إسرائيل، يستبعد إيرلي أن يؤدي ذلك إلى تغيير جذري وفوري في السياسة. ويفسّر أن «أعضاء الكونغرس وأي مسؤول منتخب، لا يهتمون إلا بأمرين: المتبرّعون والناخبون. الشباب بين الـ20 و30 من العمر، رغم آرائهم، إلا أنهم لا يتبرعون بالمال ولا يصوّتون كثيراً. لهذا السبب، فإن استطلاعات الرأي لن تطيح بالسياسيين حتى يقوم الأفراد المؤيدون لفلسطين بالتصويت بأعداد كبيرة وتقديم الأموال إلى السياسيين».

حظوظ بايدن وسياسة ترمب

الناخب الشاب ليس الوحيد الذي يعترض على سياسة بايدن تجاه إسرائيل، فقد أدت هذه السياسة إلى انتقادات متزايدة للإدارة الديمقراطية من قبل الناخبين المسلمين والعرب. ويقول الزيّات، وهو يشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لمؤسسة «إيمغايج» المعنية بتنسيق جهود الناخبين الأميركيين المسلمين، بأن هذه الفئة الانتخابية «تشعر بالغضب وخيبة الأمر والخيانة من قبل إدارة بايدن التي دعمها الكثيرون مالياً وعبر التصويت لها».

دونالد ترمب خلال حدث انتخابي في نيوهامشير في 11 نوفمبر 2023 (رويترز)

وأضاف: «نحتاج إلى وقف إطلاق نار مستمر وحل دائم وأكثر واقعية لهذه الأزمة، يؤدي إلى مسار أكثر مصداقية بالنسبة للفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم».

وشدد الزيات على أن هؤلاء الناخبين لن يمتنعوا عن التصويت، مشيراً إلى أن الامتناع يعني دعم مرشح آخر، على الأرجح أن يكون في هذه الحالة الرئيس السابق دونالد ترمب، ومضيفاً: «سنحرص على تثقيف الناس أن التصويت لمرشّح من حزب ثالث أو البقاء في المنزل هو ليس حل وقد يؤدي إلى إدارة أكثر سوءاً في نوفمبر».

وقارن إيرلي بين سياسات بايدن وترمب في الملف الإسرائيلي - الفلسطيني، فقال محذراً: «إذا كان الديمقراطيون أو الأميركيون أو غيرهم يعتقدون بأن بايدن لا يعمل لصالح الفلسطينيين، انتظروا حتى يصبح ترمب رئيساً لتروا الفرق». وفسّر إيرلي ما يقصده عارضاً سياسة ترمب مع الفلسطينيين فقال: «لكان اعتمد الآن على سياسة الأرض المحروقة، فجاريد كوشنر والسفير الأميركي في إسرائيل ووزير الخارجية الأميركي في عهده صرحواً علناً بأن السلطة الفلسطينية لا قيمة لها، ولا يمكن التعامل معها. هو نقل السفارة إلى القدس، وقطع كل تمويلنا للأونروا، وكان ذلك خلال فترة سلام وليس فترة حرب مثل اليوم».

جرائم الكراهية

ومع تصاعد لهجة الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية بحق العرب في الولايات المتحدة، كان آخرها حادثة إطلاق النار على 3 شبان فلسطينيين - أميركيين في ولاية فيرمونت، وجه الزيات اللوم إلى البيت الأبيض.

الشبان الفلسطينيون الذين تعرضوا لإطلاق نار في فيرمونت في 25 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

وقال: «يمكن لوم البيت الأبيض جزئياً على ذلك بسبب الطريقة التي يصفون بها ما يجري في إسرائيل. فهم يشبهونه بأحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وكانت هناك تعابير مأخوذة من اللغة المستخدمة للحديث عن (داعش). وبالطبع استفادت إسرائيل من ذلك، لأن ذلك يصب لمصلحتها ويبرر تحركاتها ضد غزة». وأضاف الزيات: «هذه لغة الإبادة الجماعية... هذه اللغة التي يتم استخدامها لتبرير المذابح الجماعية وقتل الناس. ورأينا ذلك في نزاعات أخرى. ورؤية ذلك هنا في الولايات المتحدة ليس أمراً مؤسفاً فحسب، بل إنه أمر خطير أيضاً».

وشدد إيرلي على ضرورة تغيير لهجة المسؤولين في هذا الإطار، قائلاً: «يجب أن يقولوا بوضوح إن ما قامت به (حماس) هو أمر خاطئ، لكن (حماس) لا تمثل الشعب الفلسطيني. وإذا أردت استهداف (حماس)، لا تدن وتعاقب وتقتل الشعب الفلسطيني بأكمله».


البيت الأبيض: إسرائيل ستسمح بدخول شاحنات المساعدات إلى غزة

جون كيربي (رويترز)
جون كيربي (رويترز)
TT

البيت الأبيض: إسرائيل ستسمح بدخول شاحنات المساعدات إلى غزة

جون كيربي (رويترز)
جون كيربي (رويترز)

قال البيت الأبيض، الجمعة، إنه يعتقد أن إسرائيل ستسمح لشاحنات المساعدات الإنسانية بدخول غزة بعد فترة توقف بسبب استئناف القتال بين إسرائيل و«حماس»، لكن من المرجح أن ينخفض ​​عدد الشاحنات.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، نقلا عن تقارير واردة من الجانب الإسرائيلي، إن إسرائيل وافقت على استئناف السماح بمرور شاحنات المساعدات بناء على طلب من الولايات المتحدة. لكنه استدرك أن عدد الشاحنات من المرجح أن ينخفض ​​إلى العشرات يوميا بدلا من مئات الشاحنات التي دخلت غزة يوميا خلال هدنة استمرت أسبوعا وانتهت اليوم.

وقال كيربي إن غزة بحاجة إلى مزيد من المساعدات، لكن قرار استئناف تسليمها بعد عمليات تفتيش صارمة «يبدو وكأنه علامة جيدة للمضي قدما».

ويضغط المسؤولون الأميركيون من أجل استئناف الهدنة بهدف إطلاق المزيد من المحتجَزين لدى «حماس» في غزة. وقال كيربي إن الحركة هي المسؤولة عن انهيار الهدنة. وأضاف «بسبب حماس انتهت هذه الهدنة. المسؤولية تقع على عاتق حماس».

وعدل كيربي العدد الذي أعلنه في وقت سابق للمحتجزين الأميركيين الذين أطلقت حماس سراحهم حتى الآن من ستة إلى أربعة، وفق ما اوردته وكالة «رويترز» للأنباء.


محكمة أميركية تقضي بإمكانية مقاضاة ترمب بشأن هجوم «الكابيتول»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ب)
TT

محكمة أميركية تقضي بإمكانية مقاضاة ترمب بشأن هجوم «الكابيتول»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ب)

قضت محكمة استئناف فيدرالية أميركية، اليوم (الجمعة)، بإمكانية مقاضاة الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن الاعتداء على مبنى «الكابيتول» الذي نفذه أنصار له في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، رافضين نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن.

وقد يواجه ترمب الآن دعوى مدنية بسبب أعمال العنف التي اقتحم خلالها أنصاره مقرّ الكونغرس الأميركي. وتم توقيف أكثر من 1200 شخص خلال المواجهات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقام شرطيان من «الكابيتول» وعدد من النواب الديمقراطيين بمقاضاة ترمب في 2021، عادّين أنه قد يكون قام بالتحريض على العنف في تصريحات علنية أمام مناصريه قبل توجههم إلى «الكابيتول».

وقال فريق ترمب القانوني إن الرئيس الأميركي السابق كان يتمتع، بصفته رئيساً، بالحصانة عن أفعاله، بما في ذلك تعليقات أدلى بها وطلب فيها من أنصاره «القتال بشراسة»، في حين كان الكونغرس يستعد للمصادقة على فوز الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية متغلباً على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب.

وقال الحكم الصادر عن لجنة مؤلفة من ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف في واشنطن: «عندما يختار رئيس في فترة ولايته الأولى الترشح لولاية ثانية، فإن حملته للفوز بإعادة انتخابه ليست عملاً رئاسياً رسمياً».

وأضاف الحكم: «عندما يتحدث رئيس يترشح لولاية ثانية (...) في تجمع انتخابي تموله وتنظمه لجنة حملة إعادة انتخابه، فهو لا يقوم بواجبات رسمية رئاسية. إنه يتصرف كباحث عن منصب وليس كصاحب منصب».

وأشار الحكم إلى أن ترمب «أقرّ بأنه شارك في حملته للفوز بإعادة انتخابه، بما في ذلك جهوده بعد الانتخابات لتغيير النتائج المعلنة لصالحه، بصفته الشخصية كمرشح رئاسي، وليس بصفته الرسمية كرئيس حالي».

وسيُحاكَم ترمب في مارس (آذار) في واشنطن بتهمة التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020.


وفاة القاضية الأميركية الأولى في المحكمة العليا

عضو المحكمة العليا الأميركية ساندرا داي أوكونور (أ.ب)
عضو المحكمة العليا الأميركية ساندرا داي أوكونور (أ.ب)
TT

وفاة القاضية الأميركية الأولى في المحكمة العليا

عضو المحكمة العليا الأميركية ساندرا داي أوكونور (أ.ب)
عضو المحكمة العليا الأميركية ساندرا داي أوكونور (أ.ب)

تُوفيت القاضية الأميركية السابقة ساندرا داي أوكونور، المرأة الأولى التي انضمت إلى المحكمة العليا، واعتبرت لفترة طويلة صوتاً لا يتزعزع للمحافظين المعتدلين، الجمعة، عن 93 عاماً في مدينة فينيكس، بعد مضاعفات مرتبطة بأمراض الخرف والجهاز التنفسي.

وكانت أوكونور قاضية في ولاية أريزونا، عام 1981، عندما اختارها الرئيس الجمهوري سابقاً رونالد ريغان؛ تنفيذاً لتعهده خلال حملته الانتخابية بكسر احتكار الذكور للمحكمة العليا، لتحل محل القاضي المتقاعد بوتر ستيوارت. وكان تعيينها بمثابة بشرى للنساء أوائل الثمانينات من القرن الماضي، جنباً إلى جنب مع رائدة الفضاء الأميركية الأولى سالي رايد، والمرأة الأولى على تذكرة رئاسية لحزب كبير جيرالدين فيرارو.

صورة من الأرشيف للرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان يقدم مرشحته للمحكمة العليا ساندرا داي أوكونور في البيت الأبيض، في 15 يوليو (تموز) 1981 (أ.ب)

وعبّر رئيس المحكمة العليا جون روبرتس عن حزنه، وقال، في بيان، إن «أوكونور، ابنة الجنوب الغربي الأميركي، شقت طريقاً تاريخية بصفتها قاضية هي الأولى في بلادنا. واجهت هذا التحدي بتصميم لا يهاب، وقدرة لا جدال فيها، وصراحة جذابة».

وفي عام 2018، أعلنت أوكونور أنه جرى تشخيص إصابتها بـ«المراحل الأولى من الخرف، وربما مرض ألزهايمر»، علماً بأن زوجها جون أوكونور تُوفي أيضاً بسبب مضاعفات ألزهايمر عام 2009.

وقد أنهى ترشيح أوكونور عام 1981، من قِبل الرئيس رونالد ريغان، ثم المصادقة عليه لاحقاً في «مجلس الشيوخ»، 191 عاماً من حصرية الذكور في المحكمة العليا.

وهي من مواليد أريزونا، ونشأت في مزرعة عائلتها المترامية الأطراف، لم تهدر أوكونور كثيراً من الوقت في بناء سُمعتها بصفتها عاملة مجتهدة تتمتع بنفوذ سياسي كبير في المحكمة المكوَّنة من تسعة أعضاء.


مجلس النواب الأميركي يطرد نائباً جمهورياً

النائب الجمهوري جورج سانتوس يتحدث مع الصحافيين بعد طرده من مجلس النواب في 1 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
النائب الجمهوري جورج سانتوس يتحدث مع الصحافيين بعد طرده من مجلس النواب في 1 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

مجلس النواب الأميركي يطرد نائباً جمهورياً

النائب الجمهوري جورج سانتوس يتحدث مع الصحافيين بعد طرده من مجلس النواب في 1 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
النائب الجمهوري جورج سانتوس يتحدث مع الصحافيين بعد طرده من مجلس النواب في 1 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

في خطوة استثنائية، طرد مجلس النواب النائب الجمهوري جورج سانتوس إثر تصويت رسمي، دفع خلاله 311 نائباً لطرده مقابل معارضة 114.

وبات سجلّ سانتوس، الذي يمثل مقاطعة نيويورك الثالثة في مجلس النواب، مشبعاً بالفضائح المتعلقة بالفساد، التي أدت إلى توجيه وزارة العدل الأميركية تهماً بحقه، وإصدار لجنة النزاهة في مجلس النواب تقريراً صارخاً عن ممارساته غير القانونية، شمل الاحتيال والكذب وغسل الأموال وسرقة الأموال الفيدرالية.

ورفض سانتوس، البالغ من العمر 35 عاماً، الاستقالة رغم دعوات القيادات الجمهورية، وذلك في محاولة منها لتجنب إحراج علني للحزب من خلال التصويت. لكن النائب الجمهوري رفض الانصياع لهذه المطالبات، داعياً زملاءه إلى الانتظار حتى محاكمته وإدانته رسمياً لطرح تصويت من هذا النوع.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون خلال مؤتمر صحافي الخميس (رويترز)

وحذّر سانتوس من أن هذه الخطوة من شأنها أن تخلق سابقة في التاريخ الأميركي. فهذه هي المرة السادسة في التاريخ الأميركي التي يطرد فيها مجلس النواب أحد أعضائه، والأولى قبل إدانته رسميا في المحكمة. وقد تمهّد هذه الخطوة لإطلاق تحرّك في الكونغرس يسعى لطرد السيناتور الديمقراطي بوب مينانديز، الذي تم توجيه تهم بالتعامل مع جهات أجنبية بحقه.

وينفي سانتوس التهم الموجهة ضدّه من قبل المدعين الفيدراليين في نيويورك، بعدما أصدروا في مايو (أيار) 23 تهمة بحقه تتراوح ما بين النصب على المانحين، والكذب على لجنة الانتخابات الفيدرالية، والحصول على فوائد البطالة بشكل غير قانوني. ويتوقع أن تتم محاكمته في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

ناشطون أمام الكونغرس يدعون لطرد سانتوس في 28 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

كما أصدرت لجنة النزاهة في المجلس، المعنية بالتحقيق بممارسات أعضائه، تقريراً شاملاً يدين أفعال سانتوس ويقول إنها «تمسّ بمكانة الكونغرس وتؤثر على سمعته»، الأمر الذي أدى إلى إعلان عدد كبير من النواب الجمهوريين عن تغيير موقفهم ودعمهم لمساعي الطرد.

وبحسب قوانين المقاطعة التي يمثّلها سانتوس، أمام حاكمة نيويورك كاثي هوتشل فترة 10 أيام قبل الدعوة لإجراء انتخابات خاصة لشغر المقعد بعد طرد سانتوس، على أن تجري الانتخابات في موعد لا يتخطى 80 يوماً من هذا الإعلان.

وقد واجه سانتوس موجة من الانتقادات منذ عام 2022 بعد انتخابه، إذ تسربت أنباء عن أنه كذب بشأن تعليمه وتاريخه المهني، وردد روايات مغلوطة عن ارتباط عائلته بضحايا الهولوكست. يشار إلى أن آخر مرة صوّت فيها المجلس لطرد نائب منه كانت في عام 2002، عندما طرد المجلس النائب الديمقراطي جايمس ترافيكانت بعد إدانته بتهم الرشاوى والتهرب الضريبي.