أخبر ضابط رفيع المستوى في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، الكونغرس أن الوكالة عرضت على المسؤولين في فريق يحقق في أصول فيروس كورونا «حافزاً مالياً كبيراً» من أجل تغيير النتائج التي توصلوا إليها، التي تشير على الأرجح إلى تسرب الفيروس من مختبر في ووهان بالصين.
ووفقاً لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد قال الضابط، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، للكونغرس إن وكالة الاستخبارات المركزية حاولت دفع أموال لستة محللين وجدوا أن «كورونا» نشأ على الأرجح في مختبر ووهان، مقابل تغيير موقفهم والإعلان أن الفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر.
وتمكنت «فوكس نيوز» من التوصل لهذه المعلومات بعد حصولها على رسالة أرسلها النائبان، مايك تيرنر، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، وبراد وينستروب، رئيس اللجنة الفرعية المعنية بوباء فيروس «كورونا»، إلى مدير «سي آي إيه» ويليام بيرنز، أمس (الثلاثاء) قالا فيها: «تلقت اللجنة المختارة المعنية بجائحة فيروس كورونا واللجنة المختارة الدائمة للمخابرات بمجلس النواب شهادة جديدة ومقلقة لأحد المبلغين عن المخالفات فيما يتعلق بتحقيق الوكالة في أصول كوفيد - 19».
وأضافا: «لقد جاء مسؤول رفيع المستوى في (سي آي إيه)، يعمل بها منذ عدة عقود، لتقديم معلومات إلى اللجان فيما يتعلق بتحليل الوكالة حول أصول كوفيد - 19».
وتابعا: «وفقاً لهذا المسؤول المبلغ عن المخالفات، فقد اعتقد 6 من أعضاء فريق (اكتشاف أصول كورونا) التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، الذي كان يتكون من 7 ضباط ذوي خبرة علمية كبيرة، أن الذكاء والعلم كانا كافيين لمعرفة أن فيروس كورونا نشأ من مختبر في ووهان. أما العضو السابع في الفريق، الذي تصادف أنه الأعلى منصباً أيضاً، فهو الضابط الوحيد الذي كان يعتقد أن الفيروس نشأ من خلال مرض حيواني المنشأ».
وقالا: «يؤكد المبلغ عن المخالفات أيضاً أنه من أجل التوصل إلى تقييم عام نهائي يؤكد عدم اليقين بشأن هذه النتائج، فقد عرضت الوكالة دفع إعطاء الستة الآخرين حافزاً مالياً كبيراً لتغيير موقفهم».
وطالب تيرنر ووينستروب «سي آي إيه» بتسليمهما جميع المستندات والاتصالات والمدفوعات الخاصة بفريق «اكتشاف أصول كورونا التابع لوكالة الاستخبارات المركزية بحلول 26 سبتمبر (أيلول).
ومن جهتها، نفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية هذه الاتهامات.
وقالت المتحدثة باسم وكالة المخابرات المركزية، تامي كوبرمان ثورب: «في (سي آي إيه)، نحن ملتزمون بأعلى معايير الدقة التحليلية والنزاهة والموضوعية. نحن لا ندفع للمحللين للتوصل إلى استنتاجات محددة».
وفي يوليو (تموز) الماضي ألقى تقرير استخباراتي أميركي حول أصول جائحة «كوفيد - 19» ظلالاً من الشك على النظريات القائلة إن التفشي، الذي أودى بحياة الملايين حول العالم، بدأ في مختبر ووهان.
وأكد مكتب مديرية الاستخبارات الوطنية أنه «لا دليل لديه» يشير إلى أن «كوفيد - 19» صُنع في مختبر للبحوث تابع للحكومة الصينية.
مع ذلك، أضاف التقرير، أن علماء من المختبر أجروا عمليات تلاعب جينية على فيروسات تاجية مماثلة لـ«كوفيد - 19»، كما أن الولايات المتحدة «ليست لديها معلومات»، تفيد بأنهم قاموا بذلك تحديداً على فيروس «سارس - كوف - 2» المسبب لـ«كوفيد - 19»، أو على سلالة قريبة جداً منه.