ضرب زلزال بلغت شدته 5.1 درجة جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية، شمال لوس أنجليس، أمس الأحد، ليهزّ معظم أنحاء المنطقة، بالتزامن مع وصول العاصفة المَدارية «هيلاري» إلى الولاية.
ولم تردْ أنباء حتى الآن عن أضرار أو إصابات جرّاء الزلزال، الذي وقع في الساعة 2:41 بالتوقيت المحلي، على بُعد 7 كيلومترات تقريباً، شمال شرقي مدينة أوجاي في كاليفورنيا، وفق ما أوردته وكالة «رويترز». وأعقب الزلزال عدة هزات ارتدادية أقل في الشدة.
وقال «المركز الأميركي للتحذير من أمواج المد العاتية (تسونامي)» إنه لم يصدر أي تحذير باحتمال حدوث تسونامي جراء الزلزال.
ووصلت العاصفة المدارية «هيلاري» إلى ولاية كاليفورنيا الأميركية، مساء أمس الأحد، مع تحذيرات من خبراء الأرصاد الجوية من فيضانات كارثية محتملة، بعدما أغرقت شبه جزيرة باخا كاليفورنيا في المكسيك بأمطار غزيرة.
ولقي شخص حتفه في المكسيك، وسط أنباء عن سيول في شبه جزيرة باخا كاليفورنيا، حيث غمرت المياه بعض الطرق. وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي الأمطار الغزيرة وهي تنهمر على شوارع المدينة التي تحولت إلى أنهار، وفق «رويترز».
وأعلن جافين نيوسم، حاكم كاليفورنيا، حالة الطوارئ في معظم أنحاء جنوب الولاية، مع تحذيرات من سيول في أنحاء منطقة أكثر اعتياداً لموجات الجفاف.
ومن المتوقع هطول أمطار يتراوح منسوبها بين 6 و10 بوصات، جرّاء العاصفة على مدينة بالم سبرنجز التي تبعد نحو 160 كيلومتراً شرق لوس أنجليس.
وقالت «خدمة الأرصاد الجوية» إن العاصفة «هيلاري» وصلت إلى ما يبعد 40 كيلومتراً جنوب غربي بالم سبرنجز، في منتصف الليل بتوقيت غرينتش، محمَّلة برياح تصل سرعتها إلى 85 كيلومتراً في الساعة، وتُواصل التحرك نحو الشمال.
وأعلنت «وكالة الحماية المدنية المكسيكية»، السبت، أن مستويات الأنهار والجداول ارتفعت بشكل كبير في لوريتو وموليج على الساحل الشرقي لباخا كاليفورنيا، الذي تضرّر أيضاً من الانهيارات الأرضية وإغلاق الطرق.
والأحد، واصل الإعصار تقدمه باتجاه الشمال، متسبباً بأمطار قد يبلغ منسوبها 25 سنتيمتراً في بعض المناطق المكسيكية وكاليفورنيا ونيفادا، كما من المحتمل أن تهبَّ أعاصير بعد ظهر الأحد، في أجزاء من كولورادو أو صحراء موهافي.
على الرغم من تراجع شدته، فلا يزال الإعصار هيلاري يشكل خطراً. وأرسلت «وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية» الأميركية فِرقاً إلى المناطق المعرّضة للعاصفة قبل هبوبها. وأعلن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم حالة الطوارئ في جزء كبير من المنطقة الجنوبية للولاية.
في منتجع كابو سان لوكاس السياحي، أقام السكان والعاملون هناك دعامات حماية، ووضعوا آلاف الأكياس المعبّأة بالرمال استعداداً لوصول العاصفة.
وفي بلدة تودوس سانتوس على الساحل الغربي لشبه الجزيرة، بدت الشوارع مهجورة بشكل كبير، بينما جرى إغلاق الشاطئ القريب في لوس سيريتوس بسبب الأمواج العاتية.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن العامل ماركو سيغورا (57 عاماً) قوله: «شعرنا باشتداد الرياح. لم تكن قوية كما كنّا نتوقّع، لكنها أثارت قلقنا».
ونشرت الحكومة المكسيكية نحو 19 ألف جندي في الولايات الأكثر تأثّراً بالعاصفة، بينما أرسلت شركة الكهرباء الفيدرالية أكثر من 800 عامل ومئات المركبات؛ للاستجابة لأيّ انقطاعات في التيار.
وأكّدت نانسي وارد، مديرة «مكتب خدمات الطوارئ»، التابع لحاكم الولاية، أنّ «هيلاري» قد تكون واحدة من أسوأ العواصف التي تضرب الولاية منذ أكثر من عقد.
وحذَّرت، في مؤتمر صحافي، السبت، من أن «هذه العاصفة بالغة الخطورة».
وجرى إبلاغ الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان يقضي عطلته مع أسرته في منزل مُطلّ على بحيرة تاهو، على الحدود بين كاليفورنيا ونيفادا، بالاستعدادات للعاصفة، وفقاً للبيت الأبيض.
ومن المقرّر أن يزور بايدن، والسيدة الأولى جيل أرخبيل، هاواي، اليوم الاثنين؛ لتفقُّد المناطق المنكوبة بالحرائق، ولقاء ناجين ومُسعفين، بعد الحرائق الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة.
وأُلغيت مباريات في «دوري البيسبول» و«دوري كرة القدم» كانت مقرَّرة، الأحد، في المنطقة، مع اقتراب العاصفة.
في سان دييغو، أعلنت «البحرية» الأميركية أن السفن والغواصات ستبحر قبل هبوب العاصفة.
وقال قائد الأسطول الثالث الأميركي مايكل بويل، في بيان، إن «الأمن يظل أولويتنا المطلقة، وإنّ نشر كل السفن الممكنة في البحر يسهل علينا إدارة الوضع على الأرض».
وتضرب الأعاصير المكسيك، كل عام، على سواحلها الواقعة على المحيطين الهادئ والأطلسي، عادة بين مايو (أيار)، ونوفمبر (تشرين الثاني).
ورغم أنّ تبعاتها تطول أحياناً ولاية كاليفورنيا، فإنّه من النادر أن تضرب الأعاصير الولاية الأميركية بقوة تُناهز عاصفة مَدارية.