نحو 100 قتيل في حرائق ماوي والحصيلة مرشحة للارتفاع

TT

نحو 100 قتيل في حرائق ماوي والحصيلة مرشحة للارتفاع

طائرة هليكوبتر لمكافحة الحرائق تلقي بالمياه بينما يقوم رجال الإطفاء في مقاطعة ماوي بإطفاء حريق بالقرب من المنازل أثناء حرائق الغابات في ماوي في هاواي الأحد 13 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر لمكافحة الحرائق تلقي بالمياه بينما يقوم رجال الإطفاء في مقاطعة ماوي بإطفاء حريق بالقرب من المنازل أثناء حرائق الغابات في ماوي في هاواي الأحد 13 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

اقتربت حصيلة حرائق غابات ماوي في هاواي، وهي الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة، من مائة قتيل، الاثنين؛ مما أثار انتقادات للسلطات بسبب إدارتها المأساة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

أدت هذه الحرائق غير المسبوقة في شدتها وسرعة انتشارها إلى مقتل 96 شخصاً في ماوي، وفقاً لحصيلة مؤقتة صدرت مساء الأحد، مع جثث يصعب التعرف على هوية أصحابها.

أقرّ قائد شرطة ماوي جون بيليتيه «لا أحد منا يعرف بعد حجم» الكارثة.

وقال قائد شرطة ماوي: إن الحريق الذي حول بلدة لاهاينا الساحلية رماداً «صهر حتى المعدن»، داعياً أقارب المفقودين إلى الخضوع لاختبار الحمض النووي للمساعدة في التعرف على الضحايا.

والكلاب البوليسية التي تبحث عن مفقودين قد يتجاوز عددهم المئات، ما زال عليها مسح مساحة كبيرة. وقال رئيس الشرطة: «نحن نتقدم بأسرع ما يمكن. ولكن لأخذ العلم، فإن الكلاب بحثت في 3 في المائة فقط من المساحة».

منازل وسيارات مدمّرة في أحد الأحياء الأحد 13 أغسطس 2023 في لاهاينا في هاواي بالولايات المتحدة بعد حريق غابات مميت تسبب في أضرار جسيمة قبل أيام (أ.ب)

«على حين غرة»

لا تزال ملابسات هذه الحرائق المروعة مجهولة.

لقد أخذت السكان على حين غرة، وهذا ما يأخذه الكثيرون على السلطات. وقالت فيلما ريد لوكالة الصحافة الفرنسية: «أتعلمون متى أدركنا أن هناك حريقاً؟ عندما وصل إلى الجانب المقابل لبيتنا».

مثل الكثير من السكان، لم تتلق ريد أي تحذير أو أمر بالإخلاء؛ بسبب سلسلة من الأعطال.

وبقيت صفّارات الإنذار التي عادة ما يتم تفعيلها في حالات تسونامي، صامتة. هل يعود ذلك إلى خطأ فني أو لقرار المشغل؟ لا أحد يعلم.

أما التحذيرات التي بثتها السلطات عبر التلفزيون والإذاعة فكانت عديمة الجدوى بالنسبة للسكان المحرومين من التيار الكهربائي.

كما لم تتمكن الهواتف المحمولة من المساعدة بسبب انعدام التغطية. وقال بعض السكان: إن التحذير الذي يتم إرساله عادة في حالة وجود خطر مناخي، لا يظهر على أجهزتهم.

تم فتح تحقيق في طريقة تعامل السلطات مع الحرائق.

متطوعون يشحنون الإمدادات والمساعدات من جزيرة كاواي في هاواي في شاحنات صغيرة في محطة الشحن بمطار كاهولوي في أعقاب حرائق الغابات في ماوي في هاواي في 13 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

وأقرّت عضو الكونغرس عن هاواي جيل توكودا بأن السلطات «أساءت تقدير خطورة النيران وسرعتها».

وقالت مازي هيرونو، السيناتورة الديموقراطية عن الأرخبيل، على شبكة «سي إن إن» إنها لا تريد «إيجاد أعذار لهذه المأساة».

وقال جون بيليتيه: «لم يتوقعه أحد. هذا كل شيء».

وتفاقمت حدة النيران بسبب رياح عاتية في جنوب غرب الجزيرة وشتاء جاف بشكل غير طبيعي.

حرائق غابات ماوي

تأتي حرائق ماوي في أعقاب ظواهر مناخية قاسية أخرى في أميركا الشمالية هذا الصيف، حيث لا تزال حرائق الغابات مستعرة في أنحاء كندا، فضلاً عن موجة حر شديد في جنوب غرب الولايات المتحدة.

وأعلن الرئيس جو بايدن، الأحد، أنه يعتزم التوجه إلى هاواي في ضوء فداحة الكارثة.

أشجار محترقة وأنقاض منازل هي ما تبقى بعد حريق اندلع في مدينة لاهاينا في هاواي بالولايات المتحدة الأميركية الأحد 13 أغسطس 2023 (أ.ب)

«الشعور بالخسارة»

انتظر بعض السكان عند حاجز على الطريق لساعات على أمل أن يُسمح لهم بالدخول للبحث عن أحبائهم المفقودين وحيواناتهم وأغراضهم.

وبعد أن خدم 50 عاماً في كنيسة لاهاينا، استأنف القس أرزا براون الصلاة الأحد في مقصف بالقرب من كاهولوي أمام ما يقرب من 200 من السكان، بعد أن أتت النيران على الكنيسة وعلى منزله أيضاً.

وقال القس لوكالة الصحافة الفرنسية: «نجتمع اليوم لنكون معاً ونشجع بعضنا بعضاً»، مشيراً إلى أنه «يشعر بالخسارة لأول مرة» مثل رعيته، على الرغم من تمضية حياته في «مساعدة الكثير من الناس على اجتياز كوارث عدة».

وأشارت الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن الاستجابة للكوارث الطبيعية إلى تضرر أو تدمير نحو 2207 مبانٍ، معظمها سكني.

وتقدر تكلفة إعادة الإعمار بنحو 5.52 مليار دولار في لاهاينا وحدها.


مقالات ذات صلة

حرائق الغابات في كندا تصل إلى مدينة جاسبر... ومحاولات لحماية خط أنابيب

العالم تصاعد الدخان جراء حرائق الغابات في إقليم ألبرتا الكندي (رويترز)

حرائق الغابات في كندا تصل إلى مدينة جاسبر... ومحاولات لحماية خط أنابيب

قالت السلطات الكندية إن حريق غابات وصل إلى مدينة جاسبر الكندية في إقليم ألبرتا، أمس، بينما يكافح رجال الإطفاء لإنقاذ منشآت رئيسية مثل خط أنابيب ترانس ماونتن.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
العالم اقتراب حرائق الغابات من متنزه جاسبر الوطني بكندا (رويترز)

إخلاء متنزه جاسبر الوطني في كندا بسبب حرائق غابات

أمرت السلطات في مقاطعة ألبرتا بغرب كندا بإخلاء متنزه جاسبر الوطني الشهير والبلدات المجاورة بسبب اقتراب حرائق الغابات.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
الولايات المتحدة​ النيران تلتهم مرأباً للسيارات بينما يشتعل حريق طومسون في أوروفيل بكاليفورنيا (أ.ب)

إجلاء الآلاف شمال كاليفورنيا بسبب حرائق الغابات (صور)

جرى وضع السلطات في ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى، بعد اندلاع عدة حرائق غابات كبرى، مما أدى لإجلاء آلاف السكان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رجال الإطفاء يكافحون النيران خلال حريق غابات في منطقة سكنية في ستاماتا بالقرب من أثينا (إ.ب.أ)

«تُشبه نهاية العالم»... حرائق اليونان تُجبر السياح على الفرار (صور)

أجْلَت السلطات اليونانية العديد من السياح من الفنادق بعد اندلاع حرائق الغابات في جميع أنحاء البلاد.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
بيئة وصل معدّل حرائق الغابات إلى مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي (أ.ف.ب)

​الأمازون البرازيلية شهدت خلال النصف الأول من 2024 أسوأ مستوى من الحرائق منذ عشرين عاماً

سجلت البرازيل 13489 حريقاً بغابة الأمازون خلال النصف الأول من العام الحالي في أسوأ مستوى منذ عشرين عاماً.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

ترمب يرد على مزاعم تشكك بإصابته برصاصة في أذنه

الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضمادة على أذنه بعد محاولة اغتياله (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضمادة على أذنه بعد محاولة اغتياله (رويترز)
TT

ترمب يرد على مزاعم تشكك بإصابته برصاصة في أذنه

الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضمادة على أذنه بعد محاولة اغتياله (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضمادة على أذنه بعد محاولة اغتياله (رويترز)

ردّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، (الجمعة)، على ما أثير من شكوك بشأن الجرح الذي أصاب أذنه خلال محاولة اغتياله بأن أعاد نشر بيان لطبيبه السابق يؤكد فيه أنّ الجرح ناجم عن رصاصة وليس «شظية»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكتب روني جاكسون، طبيب ترمب السابق الذي بات الآن عضواً جمهورياً في الكونغرس عن ولاية تكساس، على منصة «تروث سوشال» الاجتماعية التي يملكها الرئيس السابق: «لا يوجد دليل على الإطلاق على أنه كان أيّ شيء آخر غير رصاصة»، وأعاد ترمب نشر البيان.

صورة قريبة لأذن ترمب المصابة بمحاولة الاغتيال بعد إزالته الضمادة (أ.ب)

والجمعة نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي بياناً أكّد فيه أنّ «أذن ترمب أصيبت برصاصة سواء أكانت كاملة أو مجزّأة إلى أجزاء صغيرة».

وكان مدير الـ«إف بي آي» كريستوفر راي قال لمشرعين أميركيين، الأربعاء، إنّ هناك بعض الشكوك إن كانت رصاصة أو شظية، كما تعلمون، ما أصاب أذنه».

وأصيب ترمب في أذنه اليمنى خلال تجمّع انتخابي في 13 يوليو (تموز) في بنسلفانيا، ونجا ممّا وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه محاولة اغتيال، عندما أطلق مسلّح ثماني رصاصات عليه في أثناء إلقائه خطاباً.

ولم يصدر أيّ تأكيد لطبيعة جرح ترمب من أي جهة طبية أو من سلطات إنفاذ القانون، وكانت تعليقات راي هي أول تفصيل رسمي مدوّن بهذا الشأن من مسؤول كبير.

ترمب يتحدث في تجمع انتخابي يوم الأربعاء 24 يوليو بعد إزالة الضمادة الكبيرة البيضاء (أ.ب)

وردّاً على بيان مكتب التحقيقات الفيدرالي، قال ترمب في منشور على منصّته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»: إنّ «هذا على ما يبدو لي أفضل اعتذار سنحصل عليه من المدير راي، لكنّه اعتذار مقبول بالكامل».

وأصيب اثنان من المشاركين في التجمّع بجروح خطيرة في الهجوم، كما قُتل رجل إطفاء يبلغ 50 عاماً من ولاية بنسلفانيا برصاصة، وفقاً لمسؤولين. وقُتل مطلق النار برصاصة قناص من جهاز «الخدمة السرية»، الحرس الرئاسي الأميركي.

وجعل ترمب من محاولة اغتياله مدماكاً رئيسياً في حملته الانتخابية؛ إذ قال أمام حشد في ميشيغان إنّه «تلقى رصاصة من أجل الديمقراطية».

وفي تجمعاته الانتخابية، لجأ العديد من أنصاره إلى وضع ضمّادات على آذانهم اليمنى، في إشارة إلى الهجوم.

والخميس، نفى ترمب تعليقات راي واتّهمه بالانحياز السياسي.

يرتدي بليك فونج ضمادة فوق أذنه تكريماً لترمب في أثناء حضوره حملة المرشح الجمهوري (رويترز)

وقال: «لقد كانت، للأسف، رصاصة أصابت أذني بقوة. لم يكن هناك زجاج، ولم تكن هناك شظايا».

وأورد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، نُشر الجمعة، أنّ «تحليلاً تفصيلياً لمسارات الرصاصات واللقطات المصورة والصور والصوت (...) يشير بقوة إلى أن ترمب أصيب بأول رصاصة من ثمانٍ أطلقها المسلّح».

ولم تنشر حملة ترمب أيّ تقارير طبية، بل نقلت أقوالاً عن جاكسون، طبيب البيت الأبيض السابق والحليف الوثيق للرئيس السابق.

تظهر صورة لترمب التقطها مصور وكالة «أسوشييتد برس» إيفان فوتشي بينما تدلي مديرة جهاز الخدمة السرية للولايات المتحدة كيمبرلي شيتل بشهادتها أمام لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب (أ.ف.ب)

وكان جاكسون موضع جدل في الماضي، إذ توصل تحقيق أجرته وزارة الدفاع الأميركية عام 2021 إلى أنه «استخفّ بمرؤوسيه وتنمّر عليهم وأذلّهم» في أثناء خدمته في البيت الأبيض.

كما قال التحقيق إنه «أدلى بتصريحات جنسية ومهينة حول إحدى مرؤوساته»، إضافة إلى مخاوف بشأن تناوله حبوباً منومة في أثناء الخدمة.

وذكرت وسائل إعلام أميركية في مارس (آذار)، أنّ البحرية الأميركية خفضت رتبة جاكسون من رتبة نائب أميرال إلى نقيب عقب التحقيق.