وصلت السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن إلى العاصمة الفرنسية باريس صباح الاثنين برفقة ابنتها آشلي بايدن، للمشاركة في الحفل المقام يوم الثلاثاء في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، بمناسبة عودة الولايات المتحدة إلى عضوية المنظمة الدولية بعد غياب خمس سنوات.
وقد انسحبت الولايات المتحدة من المنظمة في عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي ادعى أن منظمة اليونيسكو كانت منحازة ضد إسرائيل.
وتحت إدارة ترمب توقفت الولايات المتحدة وإسرائيل عن تمويل اليونيسكو بعد أن صوتت لإدراج فلسطين كدولة عضو في عام 2011.
وسعت إدارة بايدن للانضمام مجددا للمنظمة، بسبب مخاوف من أن الصين تملأ الفراغ في القيادة الذي خلفه غياب الولايات المتحدة.
وأعلنت الإدارة الديمقراطية في يونيو (حزيران) الماضي أنها ستتقدم بطلب للانضمام إلى المنظمة المكونة من 193 عضواً، التي تؤدي أيضاً دوراً رئيسياً في وضع المعايير الدولية للذكاء الاصطناعي والتعليم التكنولوجي. وصوت مجلس إدارة المنظمة في وقت سابق من الشهر الجاري على الموافقة على انضمام الولايات المتحدة لتصبح العضو الرقم 194 في اليونيسكو.
ووافقت إدارة بايدن على دفع 150 مليون دولار لميزانية 2024 لتذهب إلى اليونيسكو، إضافة إلى الأموال المستحقة والمتأخرات حتى يتم سداد الدين الكامل البالغ 619 مليون دولار.
وتشكل الأموال الأميركية جزءاً كبيراً من ميزانية التشغيل السنوية لليونيسكو البالغة 534 مليون دولار. وقبل انسحاب إدارة ترمب من المنظمة، ساهمت الولايات المتحدة بنسبة 22 في المائة من تمويل الوكالة.
* أهمية العودة
وقال كبار مسؤولي إدارة بايدن إن العودة إلى اليونيسكو تتناسب مع هدف الرئيس جو بايدن المتمثل في تعزيز الشراكات العالمية وإعادة الالتزام بالقيادة الأميركية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. وشدد المسؤولون على أن جيل بايدن هي الأنسب لتمثيل الولايات المتحدة في الاحتفال بعودة البلاد إلى عضوية المنظمة الدولية.
وقالت إليزابيث ألكسندر، المتحدثة باسم جيل بايدن، إن «السيدة الأولى، بصفتها معلمة ومؤمنة بقوة الفرص التعليمية في جميع أنحاء العالم، تشرفها المساعدة في الاحتفال بهذا الإنجاز المهم، وهي تتطلع إلى رفع علم الولايات المتحدة مجدداً في مقر اليونيسكو، مما يدل على التزام بلادنا بالتعاون الدولي في التعليم والعلوم والثقافة».
ووفقاً للبيت الأبيض، تشمل أجندة جيل بايدن زيارة عدة أماكن تاريخية وثقافية في فرنسا تشمل دير مون سان ميشال، وهو دير عمره 1000 عام تم إدراجه بوصفه موقعاً للتراث العالمي في عام 1979، يقع على جزيرة في نورماندي في شمال البلاد.
وتزور مقبرة ونصب بريتاني الأميركية لتكريم أكثر من 4400 جندي أميركي دفنوا هناك، سقط معظمهم في معارك نورماندي وبريتاني خلال الحرب العالمية الثانية. كما ستتوقف في قصر الإليزيه في باريس يوم الثلاثاء للقاء السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون.
يذكر أن الولايات المتحدة قد انسحبت سابقاً من اليونيسكو تحت إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان في عام 1984 لأنها اعتبرت الوكالة سيئة الإدارة وفاسدة وتستخدم لتعزيز المصالح السوفياتية. وعادت إلى عضوية المنظمة في عام 2003 خلال رئاسة جورج دبليو بوش.