قالت مصادر مطلعة لشبكة «سي إن إن» الأميركية إن موظفاً في منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في منتجع مارالاغو بفلوريدا قام في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بإغراق غرفة يتم تخزين خوادم الكومبيوتر التي تحتوي على سجلات فيديوهات المراقبة بها، أثناء عمله على تجفيف حوض السباحة في المنتجع، في حادث يراه المدعون الفيدراليون «مريبا».
وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كانت الغرفة قد غُمرت عن عمد أو إذا كان ذلك قد حدث عن طريق الخطأ، إلا أن هذا الحادث، الذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، جاء بعد شهرين تقريباً من استرداد مكتب التحقيقات الفيدرالي لمئات الوثائق السرية من منزل ترمب في مارالاغو، ومن حصول المدعين العامين على لقطات من فيديوهات المراقبة لتتبع كيفية نقل سجلات البيت الأبيض إلى المنتجع.
ووفقا للمصادر، فقد سأل المدعون شاهداً واحداً على الأقل عن غرفة الخادم التي غمرتها المياه كجزء من تحقيق وزارة العدل في تعامل ترمب مع الوثائق السرية، إلا أنه قال إن «المعدات التكنولوجية الموجودة في الغرفة لم تتضرر في هذا الحادث».
ومع ذلك، فإن الغرفة التي غمرتها المياه لفتت انتباه المدعين العامين، والذين يشكون في أنها أحد الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل ترمب وموظفيه لعرقلة التحقيق وطمس الأدلة.
وتم استدعاء ما لا يقل عن عشرين شخصاً من موظفي منتجع مارالاغو للإدلاء بشهادتهم أمام هيئة المحلفين الفيدرالية الكبرى التي تحقق في تعامل ترمب مع الوثائق السرية، ووفقا للمصادر، فقد طرح المحققون أسئلة تشير إلى أنهم يحاولون تحديد ما إذا كان العمال في مارالاغو قد تلقوا توجيهاً محدداً من رؤسائهم، لا سيما من ترمب نفسه، لعرقلة التحقيق.
كما سأل المحققون موظفي ترمب في الأسابيع الأخيرة عما إذا كان من الممكن وجود ثغرات في لقطات المراقبة التي تم تسليمها، وما إذا كان من الممكن العبث بها، وفقا للمصادر.
وفي المجموع، استعادت الحكومة أكثر من 300 وثيقة بعلامات سرية من ترمب منذ تركه منصبه. ويشمل ذلك الدفعة الأولى من الوثائق التي أعيدت في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي إلى الأرشيف الوطني، ومجموعة أخرى قدمها مساعدو ترمب إلى وزارة العدل في يونيو (حزيران) من ذلك العام، والمواد التي عثر عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي في أغسطس (آب) في منتجع مارالاغو، وتلك التي تم جمعها في عمليات بحث إضافية أواخر العام الماضي.
وقبل أيام، قالت شبكة «سي إن إن» إن المدعين الاتحاديين لديهم تسجيل صوتي يعود لعام 2021 يعترف فيه ترمب باحتفاظه، بعد مغادرته منصبه، بوثيقة سرية لوزارة الدفاع (البنتاغون) تتعلق بهجوم محتمل على إيران.
ولم تستمع «سي إن إن» للتسجيل لكنها نقلت عن مصادر متعددة قدمت وصفاً لمحتوى التسجيل. وقالت الشبكة الإخبارية إن ترمب بدا في التسجيل أنه كان يدرك أنه يحتفظ بمواد سرية بعد مغادرته البيت الأبيض في عام 2021.
ويحقق جاك سميث، المستشار الخاص في وزارة العدل في طريقة تعامل ترمب مع الوثائق السرية وفي مدى ضلوعه في مساعي إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 التي خسرها ترمب أمام جو بايدن. كما يحقق أيضاً في الجهود المبذولة للانقلاب على خسارة ترمب في انتخابات 2020 والتي بلغت ذروتها بالهجوم الدامي في السادس من يناير 2021 على مبنى الكابيتول الأميركي.