من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم، خلال حفل في حديقة الورود بالبيت الأبيض، رسمياً ترشيح الجنرال تشارلز براون، الرئيس الحالي لأركان القوات الجوية، رئيساً للأركان المشتركة، ليصبح بذلك أكبر قائد عسكري أميركي.
وإذا جرت المصادقة عليه من قِبل «مجلس الشيوخ»، فسيكون براون ثاني أميركي من أصل أفريقي، بعد الجنرال كولن باول، يتولى منصب رئيس الأركان المشتركة، ومستشاراً عسكرياً مباشراً للرئيس.
وفاز الجنرال براون على أقرب منافسيه، قائد مشاة البحرية الجنرال ديفيد بيرغر، في الحصول على هذا المنصب، ليخلف الجنرال مارك إيه ميلي، الذي امتدت ولايته على مدى 4 سنوات مضطربة، شملت جهود الرئيس السابق دونالد ترمب، لاستخدام الجيش ضد المتظاهرين، خلال أحداث العنف بعد مقتل الرجل الأسود جورج فلويد عام 2020، وأعمال الشغب في مبنى «الكابيتول»، في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، والانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وحرب أوكرانيا.
وفي حال تأكيد تعيينه، سيعمل براون، الذي يتمتع بخبرة واسعة في الشرق الأوسط وآسيا، تحت إمرة وزير الدفاع لويد أوستن، وهو أيضاً من أصل أفريقي، في سابقةٍ أولى بتاريخ الولايات المتحدة، وسيقدمان معاً المشورة لبايدن، بشأن مسائل الأمن القومي، من الحرب في أوكرانيا، إلى التوسع العسكري الصيني بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الجنرال براون كان على دراية عميقة بالتحديات التي تطرحها الصين، وكان لديه وعي قوي بقدرات «الناتو». ووصفت وسائل إعلام أميركية هذا التعيين بأنه حدث بارز في إدارة التنوع الأميركي. فالجنرال براون هو رئيس أركان القوات الجوية، ويشغل منصب كبير ضباط القوات الجوية النظامية المسؤولة عن تنظيم وتدريب وتجهيز 685 ألف رجل، من القوات الفعلية والحرس والاحتياط والقوات المدنية التي تخدم داخل الولايات المتحدة وخارجها. وبصفته عضواً في «هيئة الأركان المشتركة»، يعمل الجنرال ورؤساء الخدمات الآخرون مستشارين عسكريين لوزير الدفاع، و«مجلس الأمن القومي»، والرئيس الأميركي.
ووفقاً لسيرته الذاتية على موقع «القوات الجوية»، بدأ براون خدمته العسكرية طياراً، وفي رصيده أكثر من 3 آلاف ساعة طيران، بما في ذلك 130 ساعة قتالية، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة تكساس للتكنولوجيا، وتخرَّج في عام 1991 من كلية الأسلحة القتالية، التابعة للقوات الجوية الأميركية في قاعدة نيليس الجوية بولاية نيفادا. وسُمّي الجنرال براون، في عام 1984، بصفته خريجاً متميزاً من برنامج تدريب ضباط الاحتياط، التابع لجامعة تكساس للتكنولوجيا، كما كان مدرباً لطائرات «إف-16» لدى كلية الأسلحة القتالية، التابعة للقوات الجوية الأميركية، وشغل منصب زميل الدفاع الوطني في «معهد تحليلات الدفاع» في ولاية فيرجينيا.
ويُعرَف عن براون أنه قليل الكلام ولا يتحدث كثيراً، على عكس الجنرال ميلي، الذي كان يفضّل الحديث عن التحديات العسكرية الحاضرة، ويقارنها بتجارب الماضي، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز». وأضافت أن براون قادر على الاستجابة لما تتطلبه الوظيفة في اللحظة المناسبة.
وبرز اسمه في غمرة المظاهرات، التي شهدتها الولايات المتحدة ضد العنصرية في أعقاب مصرع جورج فلويد، والتي جَرَت تحت شعار «حياة السود مهمة». وحين كان على بُعد أيام فقط من التصويت على ترشيحه لمنصب رئيس أركان القوات الجوية في «مجلس الشيوخ»، الذي يقوده الجمهوريون، لم يمنعه ذلك من نشر مقطع فيديو مُدّته 5 دقائق على الإنترنت عن قضية فلويد، وقال فيه: «أفكِّر بعاطفة؛ ليس فقط في جورج فلويد، ولكن تجاه كثير من الأميركيين من أصل أفريقي، الذين عاشوا مصير فلويد نفسه»، وهو تصريح علنيّ غير عادي من قِبل قائد عسكري رفيع المستوى، حول قضية حساسة ومشحونة سياسياً، وفق الصحيفة. وقال إنه في سلاح الجو، «غالباً ما كنت الأميركي من أصل أفريقي، الوحيد في سِربي، وبصفتي ضابطاً كبيراً، الأميركي من أصل أفريقي الوحيد في الغرفة».
ومع ذلك يتوقع أن تشهد جلسة تثبيت تعيينه مناقشات واعتراضات من بعض الجمهوريين في «مجلس الشيوخ»، بعدما أبدى بعضهم شكوى من جهود إدارة بايدن لتوسيع التنوع في الجيش.
ورأى السيناتور الجمهوري تومي توبرفيل، قبل أسابيع، أن تلك الجهود تؤدي إلى إضعاف الجيش، وقال: «نحن نخسر في الجيش، وبسرعة كبيرة، استعدادنا من حيث التجنيد. لماذا؟ لأن الديمقراطيين يهاجمون جيشنا قائلين إننا بحاجة إلى إخراج المتطرفين البيض، القوميين البيض». وأضاف أنه في حين أن الديمقراطيين يَعتبرون القوميين البيض عنصريين، «أنا أسمِّيهم أميركيين».