المستشار الأميركي الخاص دورهام: تحقيق «إف بي آي» في علاقات ترمب مع روسيا «كان معيباً وناقصاً»

المستشار الخاص جون دورهام (رويترز)
المستشار الخاص جون دورهام (رويترز)
TT

المستشار الأميركي الخاص دورهام: تحقيق «إف بي آي» في علاقات ترمب مع روسيا «كان معيباً وناقصاً»

المستشار الخاص جون دورهام (رويترز)
المستشار الخاص جون دورهام (رويترز)

انتقد تقرير أصدره المستشار الخاص جون دورهام، المكلف بمراجعة التحقيق في علاقات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بروسيا، تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» بشأن إيجاد صلة بين موسكو والحملة الانتخابية لترمب في 2016، قائلة إنه «كان معيبا وناقصا».

ووفقا لشبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد هاجم تقرير دورهام، المكون من 300 صفحة والذي جاء بعد تحقيق استمر 4 سنوات، الطريقة التي تعامل بها مكتب التحقيقات الفيدرالي مع هذا التحقيق الخاص بعلاقات ترمب مع روسيا متهماً كبار المسؤولين في المكتب بالاعتماد على معلومات «أولية غير محللة وغير مؤكدة» لمواصلة التحقيق.

وأشار التقرير إلى اختلافات كبيرة في الطريقة التي تعامل بها مكتب التحقيقات الفيدرالي مع تحقيق ترمب مقارنة بالتحقيقات الحساسة الأخرى، مثل تلك التي تتعلق بمنافسته في انتخابات 2016، هيلاري كلينتون.

وأوضح دورهام أن كلينتون وآخرين تلقوا «إحاطة دفاعية» تستهدف «أولئك الذين قد يكونون أهدافاً لأنشطة شائنة من قبل قوى أجنبية»، في حين أن هذا الأمر لم يحدث مع ترمب.

«إف بي آي» اعتمد على معلومات «أولية غير محللة وغير مؤكدة» لمواصلة التحقيق

دورهام

وقال التقرير إن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يعتمد بشكل مفرط على نصائح من خصوم ترمب السياسيين ولم يحلل بدقة المعلومات التي تلقاها، الأمر الذي تسبب في تمديد التحقيق وأدى إلى تعيين المستشار الخاص روبرت مولر للتحقيق مع ترمب.

وأدى التحقيق الذي أجراه مولر إلى توجيه عشرات التهم الجنائية ضد موظفي حملة ترمب السابقين، وخلص إلى أن روسيا حاولت التدخل في انتخابات عام 2016. ومع ذلك، لم يجد أن حملة ترمب وروسيا تآمرتا سوياً للتأثير على الانتخابات.

وخلص تقرير دورهام إلى أن «وزارة العدل الأمريكية وإف بي آي أخفقا في دعم مهمتهما المتمثلة في الإخلاص التام للقانون»، مقترحا إنشاء منصب في مكتب التحقيقات الفيدرالي لتوفير الإشراف على التحقيقات الحساسة سياسياً.

ومن جهته، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان إنه «نفذ بالفعل عشرات الإجراءات التصحيحية، وإن هذه الإصلاحات لو كانت مطبقة في عام 2016 لكان من الممكن تفادي الأخطاء التي تم تحديدها في التقرير».

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

 

أما ترمب، فقد علق على التقرير على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» بقوله إنه يظهر أن «الرأي العام الأمريكي تعرض للخداع». واستشهد بنتيجة التقرير بأنه لا توجد أدلة كافية لتبرير تحقيق كامل من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وكان الرئيس السابق قد صرح العام الماضي بأنه يعتقد أن تقرير دورهام سيقدم دليلاً على أنشطة «سيئة وشريرة وغير قانونية وغير دستورية ويكشف الفساد على مستوى لم يسبق له مثيل في بلادنا».

وتم تعيين دورهام مستشارا خاصا في عام 2019 من قبل المدعي العام آنذاك ويليام بار.


مقالات ذات صلة

ترمب يلقي نظرة الوداع على نعش كارتر

الولايات المتحدة​  الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا يلقيان نظرة الوداع على نعش الرئيس الأسبق جيمي كارتر المسجّى في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن (أ.ف.ب)

ترمب يلقي نظرة الوداع على نعش كارتر

ألقى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا الأربعاء نظرة الوداع على نعش الرئيس الأسبق جيمي كارتر المسجّى في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

أعرب مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعهم في ديسمبر (كانون الأول) عن قلقهم بشأن التضخم والتأثير الذي قد تخلفه سياسات ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ) play-circle 00:36

بلينكن: مسعى ترمب للسيطرة على غرينلاند «لن يحدث»

نصح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العالم «بعدم إهدار الكثير من الوقت» على ما يقوله الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سفينة شحن تَعبر قناة بنما في سبتمبر الماضي (أ.ب)

«قناة بنما»: ما تاريخها؟ وهل يستطيع ترمب استعادة السيطرة عليها؟

يستنكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الرسوم المتزايدة التي فرضتها بنما على استخدام الممر المائي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع حاشد للانتخابات عام 2024 في فلوريدا (رويترز)

ترمب يحضّ المحكمة العليا على وقف «حكم نيويورك» ضده

قدَّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب طلباً غير معتاد من المحكمة العليا للتدخل لوقف إصدار حكم ضده بقضية «أموال الصمت» من محكمة في نيويورك.

علي بردى (واشنطن)

قتيلان إثر حرائق غابات مستعرة في لوس أنجليس

حريق يشتعل بسبب الرياح القوية التي أصابت مدينة لوس أنجليس (رويترز)
حريق يشتعل بسبب الرياح القوية التي أصابت مدينة لوس أنجليس (رويترز)
TT

قتيلان إثر حرائق غابات مستعرة في لوس أنجليس

حريق يشتعل بسبب الرياح القوية التي أصابت مدينة لوس أنجليس (رويترز)
حريق يشتعل بسبب الرياح القوية التي أصابت مدينة لوس أنجليس (رويترز)

قضى شخصان وتعرّض كثر لإصابات خطرة جراء حرائق غابات عند مشارف مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا، في حين يواصل عناصر الإطفاء مكافحة النيران، وفق ما أعلنت السلطات اليوم (الأربعاء).

وأتت نيران حرائق غابات عدة على أكثر من ألف مبنى في ثاني كبرى مدن الولايات المتحدة، وأرغمت عشرات الآلاف على إخلاء منازلهم.

وأدت رياح قوية إلى تمدد النيران من منزل إلى آخر في منطقة باسيفيك باليسيدس الراقية.

وقال رئيس جهاز الإطفاء في لوس أنجليس أنتوني ماروني لصحافيين: «احترق أكثر من 5 آلاف فدان (نحو ألفي هكتار)، ونطاق الحريق ما زال يتّسع».

وأضاف: «ليست لدينا نسبة مئوية للاحتواء. هناك نحو ألف مبنى مدمّر... وعدد كبير من الإصابات البالغة لدى سكان لم يخلوا منازلهم».

شخص يستخدم خرطوم مياه في محاولة لإنقاذ منزل من الاشتعال في مدينة لوس أنجليس (أ.ف.ب)

واندلع حريق كبير ثانٍ حول ألتادينا، شمال المدينة، حيث أظهرت لقطات ألسنة لهب تلتهم شوارع بأكملها.

وقال ماروني: «حالياً هناك أكثر من ألفي فدان تحترق، ونطاق الحريق يستمر بالاتّساع مع احتواء بنسبة صفر في المائة»، مضيفاً: «هناك أكثر من 500 عنصر تم تكليفهم، ولسوء الحظ، تم الإبلاغ عن حالتي وفاة في صفوف مدنيين، السبب غير معروف حالياً. وهناك عدد من الإصابات البالغة».

كذلك يستنزف حريقان آخران مندلعان في المنطقة الموارد.

وصدرت أوامر إخلاء لنحو 30 ألف شخص وفق السلطات التي حذّرت من أن هبوب الرياح القوية يمكن أن يستمر حتى الخميس، ومن أن سرعتها قد تصل إلى 95 كلم في الساعة.

سيارات الإطفاء تحاول إخماد الحرائق التي اندلعت في مدينة لوس أنجليس (رويترز)

وكانت رئيسة البلدية كارن باس قد حذّرت، الأربعاء، في منشور على منصة «إكس»، من أن «عاصفة الرياح يتوقّع أن تزداد سوءاً خلال النهار».

وأخلى كثر من السكان مساكنهم في حالة ذعر، حاملين معهم عدداً ضئيلاً من متعلقاتهم وحيواناتهم الأليفة.

ووجد كثيرون آخرون أنفسهم عالقين في ازدحام مروري خانق. ومن هؤلاء كيلسي ترينور التي قالت: «لا مكان نذهب إليه. الناس يهجرون سياراتهم» ويهربون سيراً.

وأضافت: «كان الجميع يطلق أبواق السيارات، والنيران تحيط بنا من كل جنب، من اليمين واليسار... كان الأمر مرعباً».

مطلع شتاء شديد «الجفاف»

وأتت النيران على الأشجار والنباتات المحيطة بفيلا غيتي الشهيرة، لكن المبنى ومجموعة الآثار الرومانية واليونانية التي يضمها لم تتضرر، حسبما أعلن المتحف على «إكس».

تأتي حرائق الغابات في أسوأ توقيت بالنسبة للوس أنجليس مع توقع وكالة الأرصاد الجوية هبوب رياح ساخنة وهي ظاهرة معروفة في الشتاء في ولاية كاليفورنيا، بسرعة تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة الثلاثاء والأربعاء.

آليات محترقة في مدينة لوس أنجليس (أ.ب)

وقال دانييل سوين، المتخصص في الظواهر الجوية القصوى: «نتوقع أن يكون ذلك أقوى مرحلة من الرياح الساخنة في المنطقة منذ عام 2011». لكنه أكد أن خطر اندلاع حرائق «أكبر بكثير» راهناً مما كان عليه في تلك الفترة.

فبعد سنتين شهد خلالهما جنوب كاليفورنيا أمطاراً كثيرة أنعشت الغطاء النباتي فيه، تعاني هذه المنطقة من «فصل الشتاء الأكثر جفافاً حتى الآن» ما يحول النبات وقوداً للحريق.

ويشير العلماء بانتظام إلى أن التغيير المناخي يزيد من تواتر الأحوال الجوية القصوى.

وشدد نيوسوم على أنه «لم يعد هناك موسم محدد للحرائق فقد تحصل في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) وقد تحصل طوال السنة».

بقايا منزل على طول المحيط الهادئ احترق بسبب حريق الغابات في ولاية كاليفورنيا (إ.ب.أ)

وأثرت العاصفة على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أتى إلى كاليفورنيا أمس للإعلان عن بدء إنشاء منطقتين محميتين واسعتين في جنوب الولاية.

وأقر الرئيس البالغ 82 عاماً على الفور مساعدات فيدرالية لثاني مدن الولايات المتحدة.

وقالت نائبته كامالا هاريس التي تملك منزلاً في الولاية إنها تصلي من أجل «سكان كاليفورنيا الذين أخلوا منازلهم».

وفي سبتمبر (أيلول)، هدّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي يخلف بايدن في البيت الأبيض، بقطع المساعدة الفيدرالية التي تتلقاها كاليفورنيا لمكافحة حرائق الغابات.