هل فشل دي سانتيس في حشد دعم حلفاء أميركا بعد جولته الخارجية؟

انتقد سياسات بايدن تجاه إسرائيل... ودعا إلى وقف إطلاق نار بأوكرانيا

هل فشل دي سانتيس في حشد دعم حلفاء أميركا بعد جولته الخارجية؟
TT

هل فشل دي سانتيس في حشد دعم حلفاء أميركا بعد جولته الخارجية؟

هل فشل دي سانتيس في حشد دعم حلفاء أميركا بعد جولته الخارجية؟

بعد جولة خارجية قادته إلى 4 من أهم حلفاء الولايات المتحدة، لا يزال حاكم فلوريدا رون دي سانتيس يتمهّل في إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية ومنافسة المرشّح الجمهوري الأبرز الرئيس السابق دونالد ترمب.
وسعى دي سانتيس، الذي يحظى باستحسان قاعدة ترمب الشعبية، في زيارته إلى كوريا الجنوبية واليابان وإسرائيل والمملكة المتحدة، إلى حشد الدعم الدولي لسياساته الخارجية، وتقديم نفسه بوصفه رجل دولة جاداً قادراً على حماية مصالح حلفاء أميركا. إلا إن تصريحات الحاكم الجمهوري حول الحرب الروسية - الأوكرانية ألقت بظلالها على برنامجه الخارجي. فقد اضطرّ دي سانتيس إلى التراجع عن وصفه الحرب بأنها «حرب حدود إقليمية»، بعد تعرّضه لموجة من الانتقادات الحادّة من داخل حزبه وخارجه. وشدد الجمهوري على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، محذراً، في حوار مع صحيفة يابانية، من تكرر سيناريو «فيردان»، في إشارة إلى المعركة الأطول في الحرب العالمية الأولى، والتي بدأت بشن القوات الألمانية هجوماً على جبهة فرنسا الغربية.
وإلى جانب موقفه من الحرب في أوكرانيا، كانت حصيلة جولته الخارجية؛ بوصفه مرشّحاً جمهورياً محتملاً للرئاسة، متباينة النتائج. فبدا أن محاولته لطمأنة بعض الحلفاء لم تكن مقنعة، بعدما أشاد بسياسات الرئيس السابق ترمب التي كانت موضع قلق في طوكيو وسيول خصوصاً عندما هدد بسحب القوات الأميركية منهما. في المقابل، استغل دي سانتيس زيارته إلى إسرائيل لتأكيد دعمه الكامل للحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية في التاريخ، وذلك رغم الانقسام الواسع على خلفية المعركة على استقلالية القضاء. وفي مؤتمر صحافي، انتقد دي سانتيس إدارة بايدن وسياساتها تجاه إسرائيل، واقترح على واشنطن أن تتجنب الانحياز إلى أي جانب في النقاش الداخلي الإسرائيلي حول مستقبل القضاء. وقال إنه «يجب علينا في أميركا أن نحترم حق إسرائيل في اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن حكمها».
والسؤال الذي يطرحه كثير من المراقبين هو عمّا إذا كان دي سانتيس قادراً على هزيمة دونالد ترمب. يراهن بعض الجهات في الحزب الجمهوري على فرص دي سانتيس، رغم شعبية ترمب الواسعة... وهناك أمثلة تاريخية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، كصعود جيمي كارتر للتغلب على شخصيات كبيرة في مؤسسة الحزب الديمقراطي، وانتصار باراك أوباما على هيلاري كلينتون، وفوز ترمب على منافسه جيب بوش حاكم فلوريدا السابق الذي كان ينظر إليه على أنه مرشح المؤسسة السياسية للحزب الجمهوري. وللتمكن من هزيمة ترمب، الذي يعول على تراجع شعبية بايدن، يرى مراقبون أن دي سانتيس بحاجة إلى استقطاب قاعدة واسعة من الجمهوريين ومن الليبراليين والوسطيين.
وتلقى حاكم فلوريدا دعوات إلى الابتعاد عن الخلافات الثقافية التي تطغى على الساحة السياسية الأميركية في الوقت الحالي، وتركيزه في المقابل على شخصيته وكفاءته. فيتمتّع دي سانتيس بشخصية قوية، وفرض نفسه حاكماً بارعاً، واعتمد سياسات عُدّت ناجحة في قضايا الميزانية، ونظام الهجرة، ومكافحة الجريمة، وتحديث جهاز الشرطة، وتقليص حجم الحكومة. ووفقاً لأحدث استطلاع رأي لجامعة «هارفارد» عن القضايا الرئيسية التي تواجه البلاد، فإن التضخم جاء بالمرتبة الأولى في الاستطلاع بنسبة 36 في المائة، ثم الهجرة (29 في المائة)، والاقتصاد والوظائف (28 في المائة).

ويؤيد 81 في المائة من جميع الناخبين خطة لتحقيق التوازن في الميزانية؛ بمن فيهم من الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين. وقد يكون هذا هو حجر الزاوية لخطة اقتصادية ذكية يعتمدها دي سانتيس في حال قرر خوض سباق الرئاسة. حتى الآن، يتأرجح دي سانتيس نحو المحافظين الاجتماعيين؛ الأمر الذي أدّى إلى نفور الناخبين الوسطيين والليبراليين منه. كما لم ينجح دي سانتيس حتى الآن في استقطاب قاعدة ترمب الشعبية، التي أكّدت دعمها المستمر له في مواجهة لائحة الاتهامات التي تعرض لها في نيويورك أخيراً. لكن من غير الواضح إلى متى يستمر هذا الدعم أو كيف يمكن أن يصمد في حال وجود لوائح اتهام أخرى، رغم أن ترمب اكتسب بالتأكيد قوة أكبر في الأسابيع الأخيرة، ترجمت في استطلاعات الرأي.



مدان بغوانتانامو يرفع دعوى قضائية لوقف خطة أميركية لإرساله إلى السجن في العراق

عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
TT

مدان بغوانتانامو يرفع دعوى قضائية لوقف خطة أميركية لإرساله إلى السجن في العراق

عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)

يُحتجز عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا منذ أكثر من 20 عاماً. وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً والأضعف جسدياً في السجن العسكري.

جندي أميركي خارج أسوار معسكر غوانتانامو (متداولة)

العراقي، أقر بذنبه في تهمة قيادة متمردين ارتكبوا جرائم حرب في أفغانستان، وهناك دعوى أمام محكمة فيدرالية، يوم الجمعة، في محاولة لوقف نقله من السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا إلى سجن في العراق. كشفت العريضة التي قدَّمها محاموه عن مفاوضات علنية كانت جارية منذ بعض الوقت لنقل عبد الهادي العراقي (63 عاماً) إلى عهدة الحكومة العراقية رغم وجود احتجاجات من طرفه ومن قِبل محاميه بأنه قد يتعرض لسوء المعاملة والرعاية الطبية غير الكافية. وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً وأكثرهم إعاقة في موقع الاحتجاز البحري نتيجة مرض أصاب العمود الفقري بالشلل، فضلاً عن إجراء 6 عمليات جراحية في القاعدة. وكان قد أقر بذنبه، عام 2022، في اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وقبول المسؤولية عن تصرفات بعض القوات الخاضعة لقيادته، في اتفاق لإنهاء عقوبته عام 2032. تَضَمَّنَ الاتفاق إمكانية أن يقضي عقوبة السجن في عهدة دولة أخرى أكثر ملاءمة لتوفير الرعاية الطبية له. وقال محاموه إن الخطة الأميركية تتمثل في أن تقوم الحكومة العراقية بإيوائه في سجن الكرخ خارج بغداد، وهو الموقع السابق لعملية اعتقال أميركية تسمى «كامب كروبر»، كان فيها مئات السجناء في السنوات السابقة.

معسكر «العدالة» في خليج غوانتانامو بكوبا العام الماضي (نيويورك تايمز)

وقال المحامون في ملفهم المكوَّن من 27 صفحة: «بسبب إدانته هنا والمشكلات التي لا تُعد ولا تحصى التي يعاني منها نظام السجون في العراق، لا يمكن إيواء السيد التمير بأمان في سجن عراقي». وأضافوا: «إضافة إلى ذلك، فإنه لا يعتقد أن الحكومة العراقية يمكن أن توفر الرعاية الطبية التي يحتاجها لحالته التي تفاقمت بسبب الرعاية الطبية غير الكافية أثناء وجوده في غوانتانامو». وتسعى الدعوى إلى إحباط صفقة هي جزء من محاولة إدارة بايدن لتقليل عدد المحتجزين في السجن قبل أن يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه. وقد أُعيد 4 سجناء إلى الوطن خلال أقل من شهر، من بينهم رجلان ماليزيان أقرا، مثل عبد الهادي، بذنبهما في ارتكاب جرائم حرب. وخلافاً لعبد الهادي، لم يعترض أي من هؤلاء الرجال الأربعة، بمن فيهم مواطن تونسي ومواطن كيني، على تسليمهم إلى أوطانهم. من غير المعروف متى تعتزم وزارة الدفاع الأميركية تسليم عبد الهادي إلى العراق. بيد أن وزارة الدفاع أبلغت الكونغرس بالخطة في 13 ديسمبر (كانون الأول). وإذا التزمت الإدارة الأميركية بالاشتراط القانوني المتمثل في إخطار الكونغرس قبل 30 يوماً، فيمكن نقله من غوانتانامو في الأسبوع الذي يصادف 12 يناير (كانون الثاني) 2025.

مدخل معسكر «دلتا» في غوانتانامو حيث يُحتجز سجناء «القاعدة» و«طالبان» (نيويورك تايمز)

ووافق المحامون الحكوميون على سرعة معالجة هذا التحدي، وأخطروا القاضي إيميت جي. سوليفان من المحكمة الجزئية الأميركية في مقاطعة كولومبيا بأنهم يودون الرد على مسألة الأمر القضائي الأولي بحلول يوم الأربعاء. رفض المتحدثان باسم وزارتي الخارجية والعدل مناقشة القضية. مثّل عبد الهادي في الالتماس كل من بنجامين سي. ماكموراي وسكوت كيه. ويلسون، المحاميان العامان الفيدراليان في ولاية يوتاه. كما وقَّعت عليها السيدة سوزان هنسلر، وهي محامية تعمل في وزارة الدفاع، وتمثله منذ عام 2017. واستشهد المحامون بتقرير وزارة الخارجية لعام 2023 حول المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق والذي ذكر على وجه التحديد «ظروف السجن القاسية والمهددة للحياة». وطلبوا من المحكمة أن تمنع مؤقتاً نقله إلى حين النظر في القضية. «إن الضرر الدائم يبرر إصدار أمر أوَّلي بمنع النقل الفوري للسيد التمير إلى سجن عراقي لقضاء عقوبته». وُلد عبد الهادي في الموصل، بالعراق، عام 1961.

فرَّ من العراق عام 1990

وفرَّ من العراق عام 1990 لتجنُّب التجنيد في جيش صدام حسين لما كان أول غزو أميركي للعراق، ثم استقر في أفغانستان. في عامي 2003 و2004، في وقت مبكر من الغزو الأميركي، استخدمت قوات «طالبان» و«القاعدة» تحت قيادته بشكل غير قانوني غطاء المدنيين في الهجمات التي قتلت 17 من القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان.

على سبيل المثال، طلبت قواته من مقاتل أن يتنكر في هيئة سائق سيارة أجرة في سيارة محملة بالمتفجرات. في غوانتانامو، اعتمد على كرسي متحرك ومشاية ذات 4 عجلات، وهو محتجَز منذ سنوات في زنزانة مجهَّزة بمرافق لإيواء المعاقين.

وقال محاموه في ملفهم إن المسؤولين الأميركيين أبلغوهم بخطة إعادة عبد الهادي «قبل أسبوع من رأس السنة»، مضيفاً أن «المسؤولين الحكوميين أبلغوا محامي الدفاع بأنهم خلصوا إلى أن العراق هو الخيار (الوحيد)». اعترض كل من السجين والمحامين على النقل، وفقاً لما جاء في الملف، مشيراً إلى التزامات الولايات المتحدة بموجب القانون الدولي والدستوري بعدم إرسال شخص إلى بلد قد يتعرض فيه لسوء المعاملة. قال سكوت روهم من مركز ضحايا التعذيب، وهو منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان، إنه يدرك أن «كبار المسؤولين في وزارة الخارجية قد قرروا سابقاً أنه لا يمكن إرسال السيد التمير إلى سجن عراقي من دون انتهاك الحظر المفروض على التعذيب».

حواجز معسكر «دلتا» في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

وأضاف أن «تقارير حقوق الإنسان الخاصة بوزارة الخارجية، التي تتفق مع هذا القرار، ترى أن السجون العراقية مليئة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب. إذا كانت الحكومة الآن لديها وجهة نظر مختلفة، فيتعين عليها أن تفسر السبب، من خلال نشر تحليلها علناً».

* «نيويورك تايمز»