ألمانيا تنشئ «مركزاً مضاداً للمسيّرات» لمواجهة «تهديد متزايد»

رصد مسيَّرات تقوم بالتجسس على بنى تحتية حيوية في ألمانيا (أ.ف.ب)
رصد مسيَّرات تقوم بالتجسس على بنى تحتية حيوية في ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا تنشئ «مركزاً مضاداً للمسيّرات» لمواجهة «تهديد متزايد»

رصد مسيَّرات تقوم بالتجسس على بنى تحتية حيوية في ألمانيا (أ.ف.ب)
رصد مسيَّرات تقوم بالتجسس على بنى تحتية حيوية في ألمانيا (أ.ف.ب)

أكدت مصادر لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، الأربعاء، رصد مسيَّرات الأسبوع الماضي تقوم بالتجسس على بنى تحتية حيوية في ألمانيا، بما في ذلك حوض لبناء الغواصات ومحطة لتوليد الطاقة.

ومن المقرر أن تعلق وزيرة داخلية ولاية شليسفيج - هولشتاين الواقعة في شمال البلاد، زابينه زوترلين - فاك، على هذه المشاهدات أمام برلمان الولاية في كيل، الأربعاء.

جدير بالذكر أن الولاية تقع على الحدود مع الدنمارك، حيث شوهدت كثير من المسيَّرات حول المطارات خلال الأسبوع الماضي؛ ما دفع السياسيين الدنماركيين وحلفاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى إغلاقها بصورة مؤقتة والشعور بقلق بالغ.

وتأتي تلك الوقائع بعد أسابيع من التوترات الشديدة على الجناح الشرقي للتحالف الدفاعي، والتي أدت إلى التوغلات الأخيرة في المجال الجوي للحلف فوق بولندا ورومانيا وإستونيا.

من جانبه، أكّد وزير الداخلية الألماني الأربعاء أن «المركز المضاد للطائرات المسيّرة» الذي تعتزم بلاده إنشاءه يهدف إلى مواجهة «التهديد المتزايد» الذي تمثّله هذه الأجهزة، في أعقاب رصد تحليق فوق مواقع حساسة في شمال البلاد، بحسب وسائل إعلام محلية.

وقال ألكسندر دوبريندت عقب اجتماع حكومي في برلين إن «المركز المشترك للدفاع ضد الطائرات المسيّرة» سيتيح «تبادل المعلومات، تحليل التهديدات، تقييم المخاطر وتنسيق التدابير العملياتية».

وأضاف الوزير أن ألمانيا يجب أن «تتجهز بما يلزم في مواجهة هذا التهديد الجديد المتنامي».

وكان قد أعلن السبت إنشاء هذا المركز «في فترة وجيزة»، بالاعتماد على «بنى قائمة».

وأشار أيضا إلى أنه ينوي تعديل قانون أمن الطيران بما يتيح للقوات المسلحة «إسقاط» هذه المسيرات، بعد رصد «سرب» من الطائرات المسيّرة الجمعة فوق ولاية شليسفيج هولشتاين المحاذية للدنمارك.

وبحسب مجلة «دير شبيغل»، فقد شوهدت مسيّرات فوق محطة كهرباء والمستشفى الجامعي في مدينة كيل ومقر الحكومة الإقليمية في المدينة نفسها، إضافة إلى موقع يتبع للفرع البحري لشركة «تيسنكروب» الصناعية العملاقة، مساء الخميس.

وتقع المنطقة على الحدود مع الدنمارك التي شهدت في الأسبوع نفسه إغلاق مطارات عدة، بينها مطار كوبنهاغن، الأكبر في شمال أوروبا، بعد بلاغات عن مسيّرات.

وقال دوبريندت الأربعاء إن «تقييم» الحوادث في شليسفيج هولشتاين أظهر أن كثيراً من هذه التحليقات كانت «استفزازية»، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك «استجابة مناسبة لكل تهديد محدد».

ويجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الأربعاء في كوبنهاغن لتعزيز دفاعات القارة في مواجهة التهديد الروسي، في وقت زادت المسيّرات الغامضة في الأجواء الدنماركية منسوب التوتر في الأيام الأخيرة.

ولا تزال الجهة التي تقف وراءها مجهولة، لكن السلطات الدنماركية لم تتأخر في توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا، التي سبق أن اتُّهمت بالوقوف خلف اختراق عشرين مسيّرة للأجواء البولندية مطلع سبتمبر (أيلول)، وثلاث طائرات مقاتلة للأجواء الإستونية بعد أيام قليلة.


مقالات ذات صلة

مسيّرات مجهولة تثير مخاوف بلجيكا من هجمات روسية محتملة

أوروبا لافتة تُظهر منطقة «ممنوع الطائرات المسيّرة» في مطار بروكسل الدولي (أرشيفية-رويترز)

مسيّرات مجهولة تثير مخاوف بلجيكا من هجمات روسية محتملة

يشكّل رصد تحليق طائرات مسيّرة مشبوهة بالقرب من قواعد عسكرية ومطارات، وحتى من محطة طاقة نووية، تحدياً ضاغطاً على السلطات البلجيكية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
خاص النظام التشغيلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الملاحة الدقيقة مثل «ليدار» لتأمين رحلات ذاتية آمنة وموثوقة دون تدخل بشري مباشر (أرامكس)

خاص من جدة... «أرامكس» تختبر أولى عمليات التوصيل الذاتي عبر الطائرات المُسيّرة

تمثل تجربة «أرامكس» في جدة لإطلاق التوصيل عبر الطائرات المسيّرة خطوة سعودية رائدة نحو منظومة لوجستية ذكية، مستدامة، وآمنة تدعم التحول الرقمي لرؤية 2030.

نسيم رمضان (لندن)
أوروبا لافتة كُتب عليها «ممنوع دخول الطائرات المُسيرة» بمطار بروكسل (أ.ف.ب)

رصد مُسيرات فوق محطة للطاقة النووية في بلجيكا

رصدت طائرات مُسيرة مرة أخرى فوق بنية تحتية حيوية في بلجيكا، وهذه المرة فوق محطة للطاقة النووية بالقرب من أنتويرب.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا ركاب ينتظرون في طابور أمام مكتب الخدمات في مطار بروكسل بعد أن أبلغت خدمة مراقبة الحركة الجوية البلجيكية برؤية طائرة مسيّرة في زافينتيم ببلجيكا 4 نوفمبر 2025 (رويترز)

بريطانيا ترسل معدات دفاعية لمساعدة بلجيكا في التعامل مع المسيّرات

قال ريتشارد نايتون، قائد الجيش البريطاني، يوم الأحد، إن بريطانيا بدأت إرسال خبراء ومعدات إلى بلجيكا لمساعدتها في التصدي لطائرات مسيّرة مثيرة للقلق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا لوحة معلومات الرحلات الجوية تعرض الرحلات الملغاة والمتأخرة في مطار بروكسل في زافينتيم... بلجيكا 5 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

تعليق جديد مؤقت للرحلات في مطار لييج البلجيكي بسبب رصد مسيّرات

قالت هيئة المراقبة الجوية البلجيكية، اليوم الجمعة، إن مطار لييج استأنف الرحلات الجوية بعد توقف مؤقت بسبب رصد طائرات مسيّرة في ثاني واقعة من نوعها هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

فرنسا... محكمة الاستئناف تباشر مراجعة قضية ساركوزي في 16 مارس

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (أ.ف.ب)
TT

فرنسا... محكمة الاستئناف تباشر مراجعة قضية ساركوزي في 16 مارس

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (أ.ف.ب)

أعلنت محكمة الاستئناف في باريس، اليوم (الخميس)، أنها ستنظر ما بين 16 مارس (آذار) و6 يونيو (حزيران) المقبلين في الطعن المقدّم بالحكم الابتدائي على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، في قضية التمويل الليبي عام 2007 لحملته الانتخابية.

وقضت محكمة الدرجة الأولى في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي بحبس ساركوزي 5 أعوام، أمضى منها 20 يوماً في السجن، ثم أُطلِق سراحه الاثنين مع إبقائه قيد الرقابة القضائية.

وأدانته محكمة الجنايات في باريس بتهمة السماح عمداً لشركائه بالتواصل مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في ليبيا لطلب تمويل غير مشروع للحملة التي أوصلته إلى الرئاسة الفرنسية عام 2007.

وبعد إطلاق سراحه، قال ساركوزي: «تمّ تطبيق القانون. سأستعد الآن لمحاكمة الاستئناف. تركيزي منصبّ فقط على هدف واحد هو إثبات براءتي. الحقيقة ستنتصر. إنّه درس واضح تعلّمه الحياة».

وغادر ساركوزي سجن «لا سانتيه» في باريس، حيث احتجز 20 يوماً، وذلك في سيارة زجاجها داكن، ترافقها دراجات نارية تابعة للشرطة.

وخلال جلسة النظر في طلب الإفراج، كانت النيابة العامة قد أوصت أيضاً بالإفراج المشروط برقابة قضائية عن ساركوزي الذي شارك في الجلسة عبر تقنية الفيديو من سجن «لا سانتيه» في باريس.

وتشكل إطلالة ساركوزي عبر الشاشة الاثنين بسترة زرقاء داكنة وقميص أول صورة في التاريخ لرئيس جمهورية فرنسي سابق في السجن.


مسيّرات مجهولة تثير مخاوف بلجيكا من هجمات روسية محتملة

لافتة تُظهر منطقة «ممنوع الطائرات المسيّرة» في مطار بروكسل الدولي (أرشيفية-رويترز)
لافتة تُظهر منطقة «ممنوع الطائرات المسيّرة» في مطار بروكسل الدولي (أرشيفية-رويترز)
TT

مسيّرات مجهولة تثير مخاوف بلجيكا من هجمات روسية محتملة

لافتة تُظهر منطقة «ممنوع الطائرات المسيّرة» في مطار بروكسل الدولي (أرشيفية-رويترز)
لافتة تُظهر منطقة «ممنوع الطائرات المسيّرة» في مطار بروكسل الدولي (أرشيفية-رويترز)

يشكّل رصد تحليق طائرات مسيّرة مشبوهة بالقرب من قواعد عسكرية ومطارات، وحتى من محطة طاقة نووية، تحدياً ضاغطاً على السلطات البلجيكية، ويعزز المخاوف من استهداف روسي لهذه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.

وتزايدت البلاغات عن رصد مسيّرات في أجواء بلجيكا منذ أول تقرير في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) فوق معسكر إلسنبورن العسكري، في أعقاب حوادث مماثلة في دول عدة من بينها ألمانيا والدنمارك.

واشتد القلق في بلجيكا، عندما أدى تحليق ليلي لمسيّرات إلى تعطيل حركة الطيران في عدة ليال على التوالي، متسبباً بإلغاء عشرات الرحلات الجوية في 4 و5 نوفمبر (تشرين الثاني) بمطار بروكسل - زافينتيم، الأكبر في البلاد.

وأعلنت النيابة العامة الفيدرالية الأربعاء أنها تحقق في 17 حادثة لمسيّرات متفاوتة الأحجام في مختلف أنحاء بلجيكا، يُحتمل أن تكون مرتبطة بمحاولات تدخل أو تجسس أو زعزعة استقرار.

وأقرّت النيابة العامة أن «من الصعوبة بمكان غالباً التمييز بين ما إذا كان وراء تحليق المسيّرة مجرّد فرد من السكان المحليين يرتكب مخالفة للقواعد المرعية الإجراء، أو محاولة من جهة في دولة أخرى لزعزعة الاستقرار».

أما الحكومة البلجيكية، فرأت أنه عمل منسّق «من الواضح أن وراءه دولة»، لكنها امتنعت عن توجيه أصابع الاتهام رسمياً إلى روسيا، مع أن كل الترجيحات تشير إليها.

فمنذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، اتهمت أوروبا موسكو بشن «حرب هجينة» تتصاعد حدتها، تشمل أعمال تخريب وهجمات إلكترونية وتدخلات، لكنها تُنفّذ بطريقة مستترة تتيح إنكارها.

ومن جملة الأسباب التي تجعل بلجيكا تحديداً عُرضة للاستهداف في هذه المرحلة، أنها مقر لعدد من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وكذلك لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويناقش الاتحاد الأوروبي منذ سبتمبر (أيلول) منح قرض جديد بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا، باستخدام أصول مجمدة عائدة للبنك المركزي الروسي، يُحتفظ بجزء كبير منها في مؤسسة «يوروكلير» المالية ببروكسل.

وحتى قبل ظهور المسيّرات، نبّه رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر إلى أن استخدام الأصول المودعة لدى «يوروكلير» قد يثير غضب روسيا ضد بلده.

«لا تلمسوا الأصول»!

بعد التحليق المتكرر لمسيرات فوق مواقع بلجيكية حساسة، ربط وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الأمر مباشرة بمسألة الأصول الروسية المودعة في بلجيكا.

ورأى بيستوريوس أن تحرّكات هذه المسيّرات توجه رسالة مفادها «لا تفكروا حتى في لمس الأصول!». وأضاف: «لا يوجد تفسير آخر. جميعنا ندرك هذا، والبلجيكيون يدركونه أيضاً».

وشرح الخبراء أن استخدام الطائرات المسيّرة وسيلة فاعلة وفي الوقت نفسه منخفضة التكلفة لزعزعة استقرار العدو.

وأوضح مانويل أتوغ، الخبير في مجموعة عمل ألمانية معنية بالبنية التحتية الاستراتيجية، أن «هذه الطلعات الجوية تهدف إلى إثارة الخوف لدى السكان، وبالتالي إلى زعزعة استقرار البلد بأكمله. وتُستخدم كذلك لمراقبة مستوى استعداد العدو ومعداته».

وأضاف هذا المحلل المستقل: «بهذه الطريقة، يُمكن بالفعل إلحاق ضرر اقتصادي، من خلال تعطيل الحركة الجوية على سبيل المثال».

وأعرب وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، في 7 نوفمبر عن أسفه للعواقب «الوخيمة» المحتملة على الاقتصاد في حال تكرار إغلاق المطارات كإجراء احترازي.

وتلقت الحكومة البلجيكية قبل أسبوع دعماً لوجستياً من جيوش ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بهدف تعزيز قدراتها على التصدّي لهذه المسيرات.

كذلك نال وزير الدفاع ثيو فرانكن موافقة على صرف مبلغ 50 مليون يورو بشكل طارئ لشراء أسلحة وأنظمة دفاع جوي مختلفة، وهي «دفعة أولى» في إطار «خطة شاملة لمكافحة الطائرات المسيّرة» تُقدر بنصف مليار يورو، وفقاً لمكتبه.

أما الاتحاد الأوروبي، فيسعى إلى إنشاء شبكة لكشف المسيّرات واعتراضها، لكنّ الأولوية في الإفادة من هذه الشبكة ستُعطى للدول الواقعة على الجانب الشرقي لروسيا، وسيستغرق تنفيذها سنوات.


روسيا: أوكرانيا ستضطر للتفاوض معنا عاجلاً أم آجلاً

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (د.ب.أ)
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (د.ب.أ)
TT

روسيا: أوكرانيا ستضطر للتفاوض معنا عاجلاً أم آجلاً

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (د.ب.أ)
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (د.ب.أ)

أعلن الكرملين، اليوم (الخميس)، إن أوكرانيا ستضطر للتفاوض مع روسيا «عاجلاً أم آجلاً» وتوقع أن يزداد موقف كييف التفاوضي صعوبة يوماً بعد يوم.

واتهمت موسكو المسؤولين الأوكرانيين برفض الدخول في محادثات سلام. لكن كييف تقول إن شروط موسكو لإنهاء الحرب غير مقبولة وهي بمثابة طلب الاستسلام.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، اليوم، إن روسيا لا تزال منفتحة على تسوية سياسية ودبلوماسية وتريد السلام.

وتحاول القوات الروسية جاهدة السيطرة على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا.

وأفاد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أمس (الأربعاء)، بأن الجيش الروسي استولى على 3 بلدات في منطقة زابوريجيا جنوبي أوكرانيا، في إطار توسيع موسكو لعملياتها الهادفة إلى السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية.

وأوضح الجنرال أولكسندر سيرسكي أن الضباب الكثيف أتاح للقوات الروسية التسلل إلى مواقع أوكرانية في زابوريجيا، مشيراً إلى أن الوحدات الأوكرانية تخوض «معارك طاحنة» لصد الهجوم الروسي. وأضاف أن أعنف المعارك تدور في مدينة بوكروفسك المحاصرة، في منطقة دونيتسك شرقي البلاد. كما شهدت مدينتا كوبيانسك وليمن في منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تصاعداً في وتيرة القتال مؤخراً.