الكرملين لا يتوقع «المعجزات» في محادثات الأربعاء مع أوكرانيا

زيلينسكي يجدد عرضه للقاء بوتين ويرسل أوميروف إلى إسطنبول

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو يتفقد خلال زيارته لكييف الاثنين الأضرار في محطة مترو إثر هجوم روسي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو يتفقد خلال زيارته لكييف الاثنين الأضرار في محطة مترو إثر هجوم روسي (أ.ف.ب)
TT

الكرملين لا يتوقع «المعجزات» في محادثات الأربعاء مع أوكرانيا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو يتفقد خلال زيارته لكييف الاثنين الأضرار في محطة مترو إثر هجوم روسي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو يتفقد خلال زيارته لكييف الاثنين الأضرار في محطة مترو إثر هجوم روسي (أ.ف.ب)

أعلن الكرملين أنه لا يتوقع «حدوث معجزات» في محادثات الأربعاء مع أوكرانيا، فيما جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرضه للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكد أن وزير الدفاع الأوكراني السابق والسكرتير الحالي لمجلس الأمن رستم أوميروف سيرأس وفد كييف في الجولة المقبلة من محادثات السلام مع روسيا المقررة في إسطنبول.

وقال الكرملين الثلاثاء إنه لا يوجد أساس لتوقع حدوث معجزات في الجولة الثالثة من محادثات السلام المباشرة بين البلدين، رافضاً إعطاء أي إطار زمني لاتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: «لا يوجد ما يدعو إلى توقع حدوث إنجاز مثل المعجزات، فهذا أمر يكاد يكون مستحيلاً في ظل الوضع الراهن». وأضاف: «نعتزم السعي إلى تحقيق مصالحنا وضمانها والوفاء بالمهام التي حددناها لأنفسنا منذ البداية».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

وذكر الرئيس الأوكراني السبت أن كييف أرسلت إلى موسكو عرضاً لعقد جولة أخرى من محادثات السلام في تركيا هذا الأسبوع، وأنه يرغب في تسريع مفاوضات وقف إطلاق النار.

وعندما سُئل عن رؤية الكرملين حول إطار زمني لإبرام اتفاق سلام محتمل، قال بيسكوف إنه لا يستطيع الإدلاء بتصريحات بشأن التوقيت. وأضاف بيسكوف، بعد يوم من توجيه زيلينسكي الدعوة مجدداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد اجتماع: «هناك كثير من العمل يتعين القيام به قبل أن نتمكن من الحديث عن إمكانية عقد بعض الاجتماعات رفيعة المستوى».

وكان بوتين رفض في السابق عروض زيلينسكي لعقد لقاء مباشر لإنهاء أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن الرئيس الأوكراني يصر على أن الوفود ذات المستوى الأدنى، مثل التي من المقرر أن تجتمع في إسطنبول الأربعاء، لا تتمتع بالثقل السياسي اللازم لوقف القتال، في ظل تمسك كل طرف بمطالبه بشأن إنهاء الاجتياح الروسي.

وكان المفاوض الروسي الرئيس في الجولة السابقة فلاديمير ميدينسكي، المستشار المتشدد لبوتين قد قاد محادثات 2022 الفاشلة، وأعدّ كتباً مدرسية تتضمّن تبريرات للغزو، وشكّك في حق أوكرانيا في الوجود. وعدّته أوكرانيا أنه ليس صانع قرارات.

وقال زيلينسكي، في منشور عبر تطبيق «تلغرام»، إن «أوكرانيا لم ترغب أبداً في هذه الحرب، ويجب على روسيا أن تنهي الحرب التي بدأتها بنفسها». وأثار إعلان زيلينسكي في وقت متأخر، الاثنين، عن انعقاد المفاوضات، آمالاً ضئيلة في إحراز أي تقدم صوب إنهاء الحرب. رغم جهود إدارة ترمب لدفع جهود السلام، التي تعثرت بسبب رفض بوتين التراجع عن مطالبه.

وقال الرئيس زيلينسكي إن بلاده سوف تسعى خلال محادثات إسطنبول إلى ضمان إعادة أسرى الحرب الأوكرانيين والأطفال الذين اختطفتهم روسيا. وسيضم الوفد ممثلين عن الاستخبارات الأوكرانية، ووزارة الخارجية، ومكتب الرئيس.

والتقى الوفدان الأوكراني والروسي في إسطنبول يومي 16 مايو (أيار) و2 يونيو (حزيران)، فيما صعدت واشنطن الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، لكن دون تحقيق أي تقدم يُذكر. واتفق المفاوضون الأوكرانيون والروس فقط على تبادل أسرى وجثث جنود. ومنذ ذلك الحين تشن روسيا هجمات جوية مكثفة على أوكرانيا، واستولت على مزيد من الأراضي على خطوط المواجهة. وقالت كييف إن ازدياد الضغط من جانب موسكو يُظهر عدم جديتها في وقف الهجوم الذي شنته في فبراير (شباط) 2022.

في غضون ذلك، عدّ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الثلاثاء، أن محادثات السلام تُعدّ خطوة إيجابية شرط أن تفضي إلى لقاء بين الرئيسين الأوكراني والروسي بهدف التوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وقال بارو في حديث لإذاعة «فرنس إنتر» من شرق أوكرانيا حيث يقوم بزيارة: «من الجيّد أن تستمر المحادثات لكن بشرط أن تقود إلى لقاء على مستوى رئيسي البلدين، وهو لقاء يمكن أن يُسفر عن وقف لإطلاق النار».

وأضاف بارو، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»: «لقد مضى الآن خمسة أشهر منذ قبلت أوكرانيا وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً لإتاحة المجال أمام المفاوضات، لأن التفاوض لا يمكن أن يجري تحت القصف، وها نحن ننتظر منذ خمسة أشهر موافقة فلاديمير بوتين على المبدأ نفسه».

إطفائيون يعملون على إخماد النار في مبنى سكني بعد هجوم روسي على كييف في 12 يوليو 2025 (د.ب.أ)

وأكد أن العقوبات المفروضة حتى الآن إلى جانب احتمال فرض عقوبات إضافية من الولايات المتحدة أو أوروبا، يجب أن «تدفع فلاديمير بوتين إلى إعادة حساباته والموافقة على وقف لإطلاق النار».

وأقرّ الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي الحزمة 18 من العقوبات على موسكو، مستهدفاً البنوك الروسية، وخفض سقف أسعار صادرات النفط الروسي، في محاولة للحد من قدرتها على تمويل الحرب.

ومنح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 14 يوليو (تموز) روسيا مهلة 50 يوماً لإنهاء الحرب مع كييف، مهدّداً بفرض عقوبات أميركية إضافية في حال عدم الالتزام. وأوضح بارو أن باريس مستعدة «للذهاب أبعد من ذلك» إذا لم يغيّر بوتين موقفه، مضيفاً: «طلبت من فريقي إعداد حزمة جديدة من العقوبات (ذات طابع أوروبي) ستكون أشد صرامة».

ووصل الوزير الفرنسي إلى كييف بعيد انتهاء موجة ضربات جوية استهدفت العاصمة الأوكرانية وأسفرت عن سقوط قتيل واحد على الأقلّ وتسعة جرحى، وفقاً لخدمات الطوارئ.

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ب)

وفي اليوم الأول من زيارته، توجّه الوزير الفرنسي إلى تشيرنوبيل، المحطة النووية السابقة الواقعة قرب العاصمة التي شهدت في أبريل (نيسان) 1986 أسوأ حادث نووي في التاريخ.

وأسهمت فرنسا في إصلاح هيكل احتواء الإشعاعات في هذه المحطة، الذي تقول كييف إنّه تضرّر في فبراير بسبب طائرة روسية من دون طيّار، لكن من دون أن يتسبّب في أي تسرب إشعاعي.

وتلقّت أوكرانيا أكثر من سبعة مليارات يورو مساعدات عسكرية ومالية فرنسية منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها في 2022، وفقا لأرقام معهد كيل الألماني للأبحاث.

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (إ.ب.أ)

ومن ناحية أخرى، شنت القوات الروسية هجمات استهدفت ثلاث مدن أوكرانية خلال الليل، مما أسفر عن مقتل طفل، حسبما أعلن مسؤولون. وأعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان عبر تطبيق «تلغرام» الثلاثاء، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت 33 من أصل 42 طائرة مسيرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل تم إطلاقها من منطقة بريمورسكو - أختارسك الروسية، وكذلك من كيب تشودا وبلدة هفارديسكي بشبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتاً، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم».

وأضاف البيان أن وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية ووحدات المسيرات وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين، صدت الهجوم.

من جانبه، أعلن الجيش الروسي، الثلاثاء، أن وحدات من مجموعتي «الغرب» و«الشرق» التابعتين للقوات الروسية، دمرتا 77 نقطة تحكم للطائرات المسيرة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.

وقال المتحدث باسم قوات مجموعة «الغرب» الروسية، ليونيد شاروف، إنه «تم اكتشاف وتدمير 56 نقطة تحكم للطائرات المسيرة»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأشار شاروف إلى أن العسكريين دمروا في الوقت نفسه 27 طائرة مسيرة.

الدفاعات الجوية الأوكرانية تتصدى لمسيرات روسية فوق مدينة كييف فجراً (أ.ف.ب)

بدوره، أوضح رئيس المركز الصحافي لمجموعة «الشرق»، ألكسندر جوردييف، أنه تم تدمير 21 نقطة تحكم للطائرات المسيرة. وبحسب أحدث بيانات وزارة الدفاع الروسية، حيدت مجموعة «الغرب» في يوم واحد أكثر من 230 جندياً معادياً في منطقتي تورسكوي في جمهورية دونيتسك الشعبية وكوبيانسك في مقاطعة خاركوف. بالإضافة إلى ذلك، استهدفت مجموعة «الشرق» القوات المسلحة الأوكرانية في مناطق عدة بجمهورية دونيتسك الشعبية، وفي مقاطعة زابوريجيا، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 215 جندياً. ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.


مقالات ذات صلة

أوروبا زيلينسكي داخل مكتبه الرئاسي بكييف يوم 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

زيلينسكي يبحث هاتفياً مع ويتكوف وكوشنر «تفاصيل» خطة السلام مع روسيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أنه تحدث هاتفياً مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر 

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا طفل يشارك في احتفالات عيد الميلاد ويبدو قرب دبابة روسية مدمرة في كييف يوم 25 ديسمبر (إ.ب.أ)

روسيا تدين المحاولات الأوروبية لـ«نسف» تقدم محادثات السلام

روسيا ترى تقدماً «بطيئاً ولكنه ثابت» في محادثات السلام الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن - باريس)
أوروبا صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»

روسيا: هناك تقدم بطيء لكنه ثابت في محادثات السلام الأوكرانية

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن ‌روسيا ترى ‌تقدماً ‌بطيئاً ⁠لكنه ​ثابت ‌في محادثات السلام مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لشاحنة استعملت لإطلاق مسيرات أوكرانية هاجمت القواعد الجوية الروسية بمنطقة إيركوتسك (أ.ب)

اشتعال خزانين للمنتجات النفطية بعد هجوم أوكراني على ميناء تيمريوك الروسي

اشتعلت النيران، اليوم (الخميس)، في خزانين للمنتجات ‌النفطية ‌في ‌ميناء ⁠تيمريوك ​بجنوب ‌روسيا بعد ما قالت السلطات المحلية في ⁠منطقة كراسنودار ‌إنه ‍هجوم ‍أوكران

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أوكرانيا تستخدم صواريخ «ستورم شادو» البريطانية لاستهداف مصفاة نفط روسية

جندي بريطاني يمر أمام صاروخ «ستورم شادو» في معرض فارنبورو للطيران بلندن في 17 يوليو 2018 (أ.ف.ب)
جندي بريطاني يمر أمام صاروخ «ستورم شادو» في معرض فارنبورو للطيران بلندن في 17 يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تستخدم صواريخ «ستورم شادو» البريطانية لاستهداف مصفاة نفط روسية

جندي بريطاني يمر أمام صاروخ «ستورم شادو» في معرض فارنبورو للطيران بلندن في 17 يوليو 2018 (أ.ف.ب)
جندي بريطاني يمر أمام صاروخ «ستورم شادو» في معرض فارنبورو للطيران بلندن في 17 يوليو 2018 (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الأوكراني أنه استخدم صواريخ ستورم شادو البريطانية لاستهداف مصفاة نفط روسية الخميس.

وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الصواريخ أصابت مصفاة نوفوشاختينسك وسُجلت «انفجارات عديدة». وسبق لأوكرانيا أن استخدمت هذه الصواريخ البريطانية لضرب مواقع صناعية داخل روسيا. وجاء في البيان «نجحت وحدات من القوات الجوية الأوكرانية في استهداف منشأة نوفوشاختينسك للمنتجات النفطية في منطقة روستوف بروسيا الاتحادية، بصواريخ كروز ستورم شادو التي تطلق من الجو».

وأوضحت القوات المسلحة الأوكرانية أن منشأة نوفوشاختينسك تعد من أهم موردي المنتجات النفطية في جنوب روسيا «وتساهم بشكل مباشر في تزويد القوات المسلحة الروسية» بوقود الديزل والكيروسين. وتسعى أوكرانيا التي تواجه هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة يوميا، إلى الرد بشن هجمات داخل روسيا تستهدف منشآت الطاقة والبنية التحتية.


موسكو تعلن تقديم «اقتراح» لباريس بشأن باحث فرنسي سجين

الباحث الفرنسي لوران فيناتييه المسجون في روسيا (أ.ب)
الباحث الفرنسي لوران فيناتييه المسجون في روسيا (أ.ب)
TT

موسكو تعلن تقديم «اقتراح» لباريس بشأن باحث فرنسي سجين

الباحث الفرنسي لوران فيناتييه المسجون في روسيا (أ.ب)
الباحث الفرنسي لوران فيناتييه المسجون في روسيا (أ.ب)

أعلنت موسكو، الخميس، أنها قدمت لباريس «اقتراحاً» بشأن الباحث الفرنسي لوران فيناتييه المسجون في روسيا منذ يونيو (حزيران) 2024، الذي يواجه احتمال المحاكمة بتهمة التجسس.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يأتي الإعلان بشأن فيناتييه في وقت تتبادل روسيا وفرنسا تصريحات علنية بشأن الحاجة إلى حوار مباشر بين الرئيسين فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون، بعدما بلغت العلاقة بين البلدين أدنى مستوياتها عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا مطلع عام 2022.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمره الصحافي اليومي الذي حضرته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «جرت اتصالات ملائمة بيننا وبين الفرنسيين».

وأضاف: «قدمنا لهم اقتراحاً بشأن فيناتييه... الكرة الآن في ملعب فرنسا»، ممتنعاً عن تقديم تفاصيل إضافية لأن «هذا مجال شديد الحساسية».

وفي باريس، قال مكتب ماكرون إن الرئيس «يبذل قصارى جهده» مع بقية أجهزة الدولة المعنيّة لتأمين الإفراج عن فيناتييه «في أسرع وقت ممكن»، مشدداً على أن الباحث محتجز «بشكل تعسفي».

وأعربت عائلة الباحث على لسان محاميها، عن أملها أن يُفرج عنه خلال فترة الأعياد التي تنتهي في السابع من يناير (كانون الثاني)، يوم تحيي الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي عيد الميلاد.

وقال المحامي فريدريك بولو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن العائلة «متفائلة بحذر»، مضيفاً «لدينا ملء الثقة بالدبلوماسية الفرنسية التي تقوم بكل ما في وسعها».

وأمل أن يُبحث مصير فيناتييه في أي اتصال قد يجري بين بوتين وماكرون.

وكان بوتين قال خلال مؤتمره الصحافي السنوي الأسبوع الماضي، إنه ليس مطلعاً على القضية ويسمع بها للمرة الأولى، وذلك رداً على سؤال من مراسل فرنسي.

وأضاف: «أعدكم بأنني سأستوضح الأمر. وإذا توافرت أدنى فرصة لحل هذه المسألة إيجاباً وإذا أجازت القوانين الروسية ذلك، فسنفعل ما في وسعنا».

وقضت محكمة روسية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بسجن فيناتييه ثلاثة أعوام لعدم تسجيل نفسه كـ«عميل أجنبي»، بينما كان يجمع «معلومات عسكرية» قد تستخدم ضد «أمن» روسيا.

وأقر المتهم بالوقائع، لكنه دفع بجهله بما كان يتوجب عليه القيام به.

وفي أغسطس (آب)، مثل فيناتييه أمام محكمة روسية ليواجه تهم «تجسس» قد تؤدي في حال إدانته، إلى تشديد عقوبته. وقال في حينه إنه لا يتوقع «أي أمر جيد، ولا أي أمر إيجابي».

وقال والداه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في حينه إن نجلهما «سجين سياسي» تستخدمه روسيا بمثابة «بيدق» من أجل «الضغط».

وألقت روسيا القبض على عدد من الرعايا الأجانب لأسباب شتى منذ بدأت الحرب في أوكرانيا مطلع عام 2022، وأجرت خلال الأشهر الماضية عمليات تبادل أسرى مع الولايات المتحدة.

وفيناتييه البالغ 49 عاماً، باحث متخصص في ملف الفضاء ما بعد الحقبة السوفياتية، وكان يعمل على الأراضي الروسية مع مركز الحوار الإنساني، المنظمة السويسرية غير الحكومية التي تتوسط في النزاعات خارج الدوائر الدبلوماسية الرسمية.


محكمة روسية تصدر حكماً بالسجن 6 سنوات ضد ناشط مؤيد للحرب ومعارض لبوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
TT

محكمة روسية تصدر حكماً بالسجن 6 سنوات ضد ناشط مؤيد للحرب ومعارض لبوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)

أدانت محكمة روسية، اليوم الخميس، ناشطاً مؤيداً للحرب ومعارضاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتهمة تبرير الإرهاب، وحكمت عليه بالسجن ست سنوات.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، كان قد جرى اعتقال سيرغي أودالتسوف، زعيم حركة الجبهة اليسارية المعارِضة لبوتين والمرتبط بالحزب الشيوعي، العام الماضي.

ووفق موقع «ميديا زونا» الروسي الإخباري المستقل، فإن التهم الموجهة ضد أودالتسوف جاءت نتيجة مقالٍ نشره على الإنترنت دعماً لمجموعة أخرى من النشطاء الروس المتهمين بتشكيل منظمة إرهابية.

وجرت إدانة هؤلاء النشطاء، في وقت سابق من هذا الشهر، وحُكم عليهم بالسجن لمُدد تتراوح بين 16 و22 عاماً.

ونفى أودالتسوف التُّهم الموجهة إليه وعَدَّها مُفبركة. وأفاد موقع «ميديا زونا» بأن أودالتسوف ندَّد، اليوم الخميس، بالحكم ووصفه بأنه «مُخزٍ» وأعلن إضرابه عن الطعام.

ووفق حكم المحكمة، سيقضي الناشط عقوبته في مستعمرة عقابية شديدة الحراسة.

وكان أودالتسوف شخصية معارِضة بارزة، خلال الاحتجاجات الجماهيرية في روسيا في عاميْ 2011 و2012، والتي اندلعت نتيجة تقارير عن تزوير واسع للانتخابات البرلمانية.