السجن 18 سنة غيابياً لمعارض روسي بارز

ضمن التهم إنشاء جماعة متطرفة وإشراك قاصرين في ارتكاب جرائم

المعارض الروسي ليونيد فولكوف - بون 2 أغسطس 2024 (غيتي)
المعارض الروسي ليونيد فولكوف - بون 2 أغسطس 2024 (غيتي)
TT

السجن 18 سنة غيابياً لمعارض روسي بارز

المعارض الروسي ليونيد فولكوف - بون 2 أغسطس 2024 (غيتي)
المعارض الروسي ليونيد فولكوف - بون 2 أغسطس 2024 (غيتي)

أصدرت محكمة روسية الأربعاء حكماً غيابياً بالسجن المشدد لمدة 18 سنة على المعارض البارز ليونيد فولكوف، الذي كان مقرباً من زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني الذي كان يوصف بأنه «العدو رقم واحد» للرئيس فلاديمير بوتين.

ليونيد فولكوف كبير مساعدي أليكسي نافالني الراحل غادر روسيا في عام 2019 بعد أن فتحت السلطات قضية جنائية ضده (رويترز)

ورأت المحكمة أن فولكوف الذي يقيم خارج روسيا منذ عام 2019 مذنب في كل بنود الاتهام التي وجهتها النيابة العامة الروسية، وهي 9 بنود، بينها إنشاء جماعة متطرفة، وإشراك قاصرين في ارتكاب جرائم، والتخريب لأسباب سياسية، والترويج لإعادة تأهيل النازية، ونشر معلومات كاذبة عن تصرفات الجيش الروسي، وإنشاء منظمة غير ربحية تنتهك شخصية وحقوق المواطنين، بالإضافة إلى تمويل أنشطة متطرفة.

لكن هذه الاتهامات لا تُعدّ الوحيدة التي يُلاحَق بسببها فولكوف منذ سنوات، فقد كانت وزارة العدل أدرجته في وقت سابق على لائحة «العملاء الأجانب»، وظهر اسمه بعد ذلك على اللائحة السنوية لمؤسسة «روس فين مونيتورينغ»، ضمن «الأشخاص المتورطين في دعم وتبرير الإرهاب والتطرف».

ونص الحكم على حبس المعارض 18 سنة، كما غُرّم بمبلغ مليونَي روبل، وحظرت المحكمة عليه القيام بأي نشاط لإدارة مواقع أو منصات إلكترونية لمدة 6 سنوات.

ورغم أن الحكم لا يُعدّ نهائياً إلا بعد القبض على فولكوف وإعادة محاكمته حضورياً، فإن مقربين منه قالوا إن المحكمة استجابت لكل طلبات الادعاء؛ ما يعني أن الحكم سوف يجري تثبيته في حال نجحت السلطات في اعتقاله.

ورُفعت القضية الجنائية ضد فولكوف أمام المحكمة في أوائل أبريل (نيسان)، وتضمنت 45 تهمة، الجزء الأعظم منها مرتبط بشكل أو بآخر بالحرب الأوكرانية، وبالنشاط السابق لفولكوف في إطار «صندوق مكافحة الفساد» الذي نشط من خلاله إلى جانب نافالني في إعداد تحقيقات استقصائية عن فساد رجالات الدولة. بالإضافة إلى اتهامات تتعلق بتحريض القاصرين على الانضمام لتحركات احتجاجية غير مرخصة قانوناً.

وسخر فولكوف من القرار، وكتب على منصة «تلغرام»: «لقد حكموا علي بـ18 عاماً من الحراسة المشددة، تماماً كما طلب المدعي العام. لكن الغرامة كانت بمثابة صفعة خفيفة: مليوني روبل فقط. ولم يمنعوني من استخدام الإنترنت! حسناً، سوف أواصل استخدامه».

وحمل التعليق إشارة إلى مطلب النيابة العامة بحظر استخدام الإنترنت على فولكوف لمدة 10 سنوات، وهي عقوبة لم يتم إدراجها في حكم المحكمة.

كان فولكوف لوحق قضائياً منذ عام 2021 بتهم تتعلق بإشراك قاصرين في مظاهرات. وفي صيف 2022، فُتحت قضية جنائية أخرى ضده بتهمة «تبرير الإرهاب». لكن التهم الحالية التي أُدين فيها حالياً تتعلق بالدرجة الأولى بنشاطه بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

كان فولكوف سابقاً رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة مكافحة الفساد (المُصنّفة في روسيا عميلاً أجنبياً) وتم حظر نشاطها سابقاً. أُنشئت هذه المنظمة من قِبل فريق المعارض الراحل أليكسي نافالني عام 2022.

وكان والد ليونيد ميخائيل فولكوف قد لوحق قضائياً أيضاً في روسيا منذ أبريل (نيسان)، بعدما وجهت إليه اتهامات تتعلق بتبرير الإرهاب والمساهمة في تمويل ودعم أنشطة متطرفة.


مقالات ذات صلة

مسلّح يقتل شخصاً ويصيب سيدة في النمسا قبل أن ينتحر

أوروبا يقوم رجال الشرطة بتأمين المنطقة القريبة من مسرح الجريمة التي أطلق فيها مسلّح النار على رجل وأصاب امرأة بجروح خطيرة في تراسكيرشين بجنوب فيينا 13 يوليو 2025 (أ.ف.ب)

مسلّح يقتل شخصاً ويصيب سيدة في النمسا قبل أن ينتحر

قالت الشرطة في النمسا إن رجلاً لقي حتفه وأُصيبت سيدة، صباح الأحد، في هجومٍ لمسلّح أقدم على الانتحار لاحقاً.

«الشرق الأوسط» (فيينا )
أوروبا الشرطة البريطانية «غيتي»

لندن: العثور على 9 أجهزة مشبوهة بعد إطلاق نار على رجل

عثرت الشرطة البريطانية على 9 أجهزة مشبوهة على الأقل في مكان حادث، حيث أطلقت النار على رجل كان يحمل

«الشرق الأوسط» (لندن )
الولايات المتحدة​ لاجئون أفغان عائدون من إيران المجاورة يتجمّعون في مخيم مؤقت على حدود إسلام قلعة بولاية هرات الأفغانية... 11 يوليو 2025 (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة: 3 ملايين أفغاني قد يعودون إلى بلادهم هذا العام

أفاد مسؤول أممي، الجمعة، بأن 3 ملايين أفغاني قد يعودون إلى بلادهم هذا العام، محذراً من أن هذا التدفق في العائدين نتيجة سياسات الترحيل سيُشكِّل ضغطاً على كابل.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) - كابل )
أفريقيا ينتظر الناس تسلم التبرعات الغذائية من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في داماساك شمال شرقي نيجيريا 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

نيجيريا تعلن سجن 44 شخصاً بتهمة تمويل الإرهاب

أصدرت نيجيريا السبت أحكاماً بالسجن تصل إلى 30 عاماً بحق 44 جهادياً من تنظيم «بوكو حرام» بتهمة تمويل أنشطة إرهابية، وفقاً لما ذكره متحدث باسم «وكالة مكافحة»

«الشرق الأوسط» (كانو (نيجيريا))
شؤون إقليمية مقاتلات من حزب العمال الكردستاني في أثناء تسليم أسلحتهن في السليمانية (أ.ف.ب)

«العمال الكردستاني» ينزل من الجبل لإنهاء تمرد دام 47 عاماً

بعد نحو 5 عقود من التمرد، سلَّم فصيل تابع لحزب العمال الكردستاني أسلحته في عملية رمزية تدشن عملية أوسع لإلقاء كامل العناصر أسلحتهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة) «الشرق الأوسط» (السليمانية (شمال العراق))

بوتين: المصالح الجيوسياسية هي أساس التناقضات بين روسيا والغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

بوتين: المصالح الجيوسياسية هي أساس التناقضات بين روسيا والغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأحد)، إن الجانب الجيوسياسي هو أساس التناقضات بين روسيا والغرب، رغم أنه كان يبدو سابقاً أن الآيديولوجية الشيوعية للاتحاد السوفياتي تعيق العلاقات الطبيعية.

وأضاف بوتين -في مقابلة مع مراسل التلفزيون الروسي الحكومي، بافيل زاروبين- أن «كثيراً من الأشخاص يعتقدون -وأنا أيضاً كنت أعتقد- أن التناقضات كانت في الغالب بسبب الآيديولوجية (الشيوعية السوفياتية)»، حسبما ذكرته وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وقال بوتين: «ومع ذلك، استمر تجاهل المصالح الاستراتيجية للاتحاد الروسي» حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وأضاف الرئيس الروسي: «وأصبح واضحاً لي أن الآيديولوجية ربما تلعب دوراً ما، ولكن في النهاية، هذه التناقضات نابعة من المصالح الجيوسياسية».

وقال بوتين إن بريطانيا وفرنسا وإمبراطوريات سابقة أخرى تواصل إلقاء اللوم على روسيا في تفكيك قوتها الاستعمارية، مضيفاً أنه لا يزال يشعر بهذا الموقف التاريخي السلبي تجاه بلاده.

وأوضح بوتين: «لكن المشكلة تكمن في أن الولايات المتحدة هي أيضاً، بعد الحرب العالمية الثانية، تعاونت مع الاتحاد السوفياتي في هدم تلك الإمبراطوريات، إلى حد ما. فقد عمل البلدان على مساعدة المستعمرات في استعادة استقلالها وسيادتها».