​مبعوث بوتين يرحّب بـ«دينامية إيجابية» مع واشنطن... ويُرجّح اتصالات جديدة «الأسبوع المقبل»

الأمم المتحدة استنكرت «استهتار» روسيا «بأرواح المدنيين» بعد هجوم كريفي ريغ

إطفائيون يحاربون النيران بعد هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في 6 أبريل (أ.ف.ب)
إطفائيون يحاربون النيران بعد هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في 6 أبريل (أ.ف.ب)
TT
20

​مبعوث بوتين يرحّب بـ«دينامية إيجابية» مع واشنطن... ويُرجّح اتصالات جديدة «الأسبوع المقبل»

إطفائيون يحاربون النيران بعد هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في 6 أبريل (أ.ف.ب)
إطفائيون يحاربون النيران بعد هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في 6 أبريل (أ.ف.ب)

أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعني بالشؤون الاقتصادية، الذي عاد من واشنطن مؤخراً، أنه من المحتمل إجراء اتصالات جديدة بين المسؤولين الروس والأميركيين «في الأسبوع المقبل».

ورداً على سؤال من التلفزيون الحكومي حول موعد الاتصالات المقبلة، أجاب كيريل دميترييف، الأحد، أنه يمكن توقع ذلك «في وقت مبكر من الأسبوع المقبل»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». كما رحّب بـ«الدينامية الإيجابية» في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، رغم وجود «خلافات»، بحسب وسائل إعلام روسية.

كيريل دميترييف بعد المحادثات الأميركية - الروسية في الرياض يوم 18 فبراير 2025 (رويترز)
كيريل دميترييف بعد المحادثات الأميركية - الروسية في الرياض يوم 18 فبراير 2025 (رويترز)

وأفادت تقارير بأن الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تنصحه بعدم التحدث مع الرئيس فلاديمير بوتين مجدداً، حتى يلتزم الزعيم الروسي بوقف إطلاق نار كامل في أوكرانيا، وهو أمر أبدى بوتين استعداده له من حيث المبدأ، ولكن بشرط تلبية قائمة طويلة من الشروط.

وصرّح كيريل دميترييف، مبعوث بوتين إلى واشنطن، بأن الحل الدبلوماسي لوقف الحرب الأوكرانية ممكن، لكن لا تزال هناك خلافات قائمة، مضيفاً أنه يرى «دينامية إيجابية» في العلاقات بين موسكو وواشنطن بعدما أجرى اجتماعات استمرت يومين في واشنطن. وأكّد في الوقت ذاته على الحاجة إلى مزيد من الاجتماعات لتسوية الخلافات.

ويخضع دميترييف لعقوبات أميركية منذ 2022، وحصل على تعليق مؤقت لهذه القيود من أجل الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة.

صورة أرشيفية للرئيسين ترمب وبوتين خلال «قمة العشرين» في اليابان يونيو 2019 (أ.ب)
صورة أرشيفية للرئيسين ترمب وبوتين خلال «قمة العشرين» في اليابان يونيو 2019 (أ.ب)

وعندما سُئل المتحدث باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، الجمعة، عما إذا كان بوتين وترمب سيتحدثان هاتفياً قريباً، قال للصحافيين: «لا، لا توجد خطط للأيام القليلة المقبلة. لا يوجد شيء في جدول المواعيد حالياً».

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستعرف في غضون أسابيع ما إذا كانت روسيا جادة بشأن السلام مع أوكرانيا، مضيفاً في بروكسل، أنه إذا لم تكن موسكو جادة، فسوف تضطر واشنطن إلى إعادة تقييم موقفها.

تقدّم روسي ميداني

وفي موازاة الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحقيق تقدّم عسكري بارز، عبر السيطرة على قرية في منطقة سومي الأوكرانية.

جانب من الدمار الذي خلّفه هجوم روسي على كوبيانسك في منطقة خاركيف 6 أبريل (إ.ب.أ)
جانب من الدمار الذي خلّفه هجوم روسي على كوبيانسك في منطقة خاركيف 6 أبريل (إ.ب.أ)

وقالت الوزارة في بيان: «حررت وحدة من مجموعة قوات الشمال خلال عمليات هجومية قرية باسوفكا في منطقة سومي»، مستخدمة الاسم الروسي لقرية باسيفكا القريبة من الحدود مع منطقة كورسك الروسية، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وفي مطلع مارس (آذار)، أكّدت موسكو بالفعل سيطرتها على قرية نوفينكي، وقد كان ذلك التقدم الأول في المنطقة منذ الانسحاب الروسي منها في 2022، لكن كييف أعلنت لاحقاً أن جيشها تصدّى للقوات الروسية في المنطقة. وكانت روسيا احتلت لفترة وجيزة قرى في سومي، عندما بدأت هجومها في عام 2022، وفي فبراير (شباط)، أكّد الرئيس الروسي بوتين أن قواته دخلت الأراضي الأوكرانية انطلاقاً من منطقة كورسك، الأمر الذي نفته أوكرانيا ووصفته بأنه «كذب». ومنذ ذلك الحين، يتحدّث المسؤولون الأوكرانيون عن هجمات روسية معزولة، مؤكدين التصدي لها في كل مرة.

فريق إنقاذ أوكراني يصل إلى موقع هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في 6 أبريل (إ.ب.أ)
فريق إنقاذ أوكراني يصل إلى موقع هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في 6 أبريل (إ.ب.أ)

وهذا التقدم في منطقة سومي يبدو مرتبطاً بالاختراق الذي حققه الجيش الروسي في منطقة كورسك، حيث بدأت القوات الأوكرانية هجوماً مباغتاً في صيف 2024، وتمكنت القوات الروسية من استعادة جزء كبير من الأراضي التي احتلتها كييف. ويقتصر وجود القوات الأوكرانية حالياً في روسيا على جيب مساحته 80 كيلومتراً مربعاً، أي 6 في المائة من المساحة التي سيطرت عليها بعد بدء هجومها، بحسب تقديرات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى ملفات ينشرها المعهد الأميركي لدراسة الحرب بشكل يومي، معتمداً على معلومات يكشفها الطرفان، وتحليل صور من الأقمار الاصطناعية.

ضغط «غير كافٍ»

من جانبه، لفت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إلى ازدياد الضربات الجوية الروسية التي تستهدف بلاده في الآونة الأخيرة، عادّاً ذلك مؤشراً على أن الضغط على موسكو «غير كافٍ».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور صفوف القتال الأمامية في منطقة دونيتسك يوم 22 مارس (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور صفوف القتال الأمامية في منطقة دونيتسك يوم 22 مارس (إ.ب.أ)

وقال زيلينسكي على «فيسبوك» إن «عدد الهجمات الجوية يزداد»، مشيراً إلى أن ذلك يظهر أن «الضغط على روسيا لا يزال غير كافٍ». وأضاف: «بهذه الطريقة، تكشف روسيا عن نياتها الحقيقية: مواصلة بث الرعب ما دام سمح العالم بذلك». واتّهم القوات الروسية بإطلاق «أكثر من 1460 قنبلة جوية موجهة، ونحو 670 طائرة هجومية مسيّرة، وأكثر من 30 صاروخاً» على أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي. وتدعو كييف خصوصاً إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على موسكو. كما ندّدت أوكرانيا، الأحد، بـ«هجوم هائل» روسي على أراضيها، أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين في العاصمة كييف، بالإضافة إلى ضحية أخرى في جنوب البلاد. كما قضى 18 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال، في ضربة طالت الجمعة مدينة كريفي ريغ مسقط رأس زيلينسكي.

«استهتار» بأرواح المدنيين

أدان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأحد: «الاستهتار اللامحدود بأرواح المدنيين»، عقب القصف الروسي على مدينة كريفي ريغ. وقال فولكر تورك في بيان إن «استخدام روسيا الاتحادية لسلاح متفجر واسع النطاق في منطقة مكتظة بالسكان، وفي غياب أي وجود عسكري واضح، يظهر استهتاراً غير محدود بأرواح المدنيين»، مشيراً إلى احتمال أن يُشكّل الهجوم جريمة حرب.

فريق إنقاذ في موقع الهجوم الروسي على كوبيانسك بمنطقة خاركيف 6 أبريل (إ.ب.أ)
فريق إنقاذ في موقع الهجوم الروسي على كوبيانسك بمنطقة خاركيف 6 أبريل (إ.ب.أ)

وزار فريق من المفوضية السامية موقع القصف السبت، أي في اليوم التالي للهجوم، وقام بتوثيق الأضرار والتأكد من أسماء وهويات الأطفال القتلى. وأضاف تورك: «هذا هو الهجوم الأكثر دموية ضد الأطفال الذي سجله المفوض السامي منذ بدء الغزو واسع النطاق في فبراير 2022». وتابع: «هذا رعب لا يمكن تصوره: قُتل تسعة أطفال، معظمهم أثناء اللعب في حديقة، بشظايا من السلاح العسكري الذي انفجر فوقهم». وقال إن «انفجاراً واحداً أدّى إلى مقتل 18 شخصاً في مساء يوم جمعة دافئ في كريفي ريغ، بينما كانت عائلات تتجمع قرب ملعب ومطعم ومبان سكنية». كما رفض المفوض السامي مزاعم روسيا بوجود قادة عسكريين في المنطقة. وجاء في بيانه أن «جميع الشهود أكّدوا أنه لم يكن هناك وجود عسكري في المطعم أو في المنطقة وقت الضربة»، مضيفاً أنه حتى لو كان قادة عسكريون حاضرين، فإنه يتوجب على طرفي النزاع التحفظ على القيام بأعمال عسكرية بوجود مدنيين. ودعت المفوضة السامية إلى إجراء تحقيق «سريع وشامل ومستقل».


مقالات ذات صلة

«الناتو»: روسيا تدرس نشر أسلحة نووية في الفضاء

أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (د.ب.أ)

«الناتو»: روسيا تدرس نشر أسلحة نووية في الفضاء

أبدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» قلقه من إمكانية استخدام روسيا أسلحة نووية في الفضاء قريباً.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ مسؤولان بالجيش الأميركي يسيران بالقرب من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك (أ.ب)

ترمب يتحرك لتوسيع سيطرة الجيش على الأراضي القريبة من الحدود المكسيكية

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب توجيهاً بتوسيع سيطرة الجيش على الأراضي الاتحادية القريبة من الحدود الأميركية مع المكسيك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توانا لوني المرأة الخمسينية المتحدرة من ألاباما التي خضعت لعملية زرع كلية خنزير معدلة وراثياً (أ.ب)

بعد 4 أشهر من عملية الزرع... استئصال كلية خنزير لدى مريضة أميركية

استأصلت امرأة أميركية كلية خنزير كانت زرعت لها قبل أكثر من أربعة أشهر، وهي مدة قياسية، لأنّ جسمها بدأ يرفض العضو، على ما أعلن المستشفى الذي أجرى العملية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرفع قبضته أثناء نزوله من طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش الدولي بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

ترمب يطالب الكونغرس بجعل التوقيت الصيفي دائماً

طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الكونغرس أمس الجمعة جعل التوقيت الصيفي دائماً، وإلغاء تغيير التوقيت مرتين سنوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية (ا.ب)

ترمب: الدولار سيبقى «دائماً» العملة المرجعية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، أن الدولار سيظل «العملة المرجعية»، وذلك في وقت تشهد العملة الخضراء تراجعاً في الأسواق متأثرة بسياسة الرسوم الجمركية.


أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)
مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)
TT
20

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)
مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل، بينما قال متحدث باسم المنظمة إن المحادثات جرى تعليقها حتى يوم الثلاثاء.

ويهدف الاتفاق، الذي يجري التفاوض عليه بصعوبة منذ ثلاث سنوات، والذي سيكون ملزما قانونا، إلى تعزيز دفاعات العالم ضد مسببات الأمراض الجديدة بعد أن أودت جائحة كوفيد-19 بحياة الملايين في الفترة ما بين 2020 و2022.

وقال مصدر مشارك في المناقشات في جنيف لـ«رويترز»: «استمرت (المحادثات) طوال الليل وحتى الساعة التاسعة صباحا (اليوم السبت) لكنها لم تتمكن من حل مسائل أخيرة».

وأضاف مصدر دبلوماسي في جنيف: «أُحرز تقدم كبير... وجرى الاتفاق على جميع بنود المعاهدة تقريبا مع وجود بعض القضايا العالقة لكنها حاسمة».

وأخفقت المحادثات في الالتزام بمهلة نهائية العام الماضي على الرغم من امتداد عدة جولات من النقاش حتى ساعات متأخرة من الليل.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» في وقت سابق من اليوم عن الرئيس المشارك لهيئة التفاوض قوله إن أعضاء «منظمة الصحة العالمية» توصلوا إلى اتفاق «من حيث المبدأ».

وتأخرت الولايات المتحدة في الانضمام إلى المحادثات المبكرة، ثم انسحبت من المناقشات هذا العام بعدما أصدر الرئيس دونالد ترمب أمرا تنفيذيا في فبراير (شباط) بالانسحاب من «منظمة الصحة العالمية» ومنع المشاركة في المحادثات.

أما الدول الأعضاء الأخرى التي انضمت إلى المناقشات، وعددها 192، فسيكون لها حرية التصديق على الاتفاق من عدمه بعد اعتماده رسميا.

وواحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بين الدول الغنية والنامية هي كيفية تقاسم الأدوية واللقاحات بشكل عادل لتجنب أخطاء عصر كوفيد-19.

وشهدت المفاوضات توترا مستمرا بسبب حديث معلقين يمينيين، بعضهم في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، عن أن منح صلاحيات واسعة لوكالة تابعة للأمم المتحدة قد يقوض السيادة الوطنية.

وينفي تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لـ«منظمة الصحة العالمية» هذه التصريحات، ويقول إن الاتفاق سيساعد الدول على حماية نفسها من تفشي الأوبئة بشكل أفضل.

واحتجت مجموعة صغيرة من النشطاء على المحادثات الأسبوع الماضي في جنيف، ورفع أحدهم لافتة عليها ثعبان ذو أنياب يتحرر من رمز «منظمة الصحة العالمية»، كتب عليها «من أنتم لتسلبوا حرياتي!».

وسيمثل الاتفاق، حال إتمامه، انتصارا تاريخيا للمنظمة. ولم تتفق الدول الأعضاء في «منظمة الصحة العالمية» على معاهدة إلا مرة واحدة في تاريخها الممتد على مدار 75 عاما، وهي اتفاقية مكافحة التبغ عام 2003.