شن جنود كوريون شماليون «هجمات انتحارية» على القوات الأوكرانية الموجودة في منطقة كورسك استعداداً لهجوم روسي يهدف إلى استعادة السيطرة على المنطقة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وكانت القوات الأوكرانية استولت على المنطقة جراء هجوم مفاجئ شنته في أغسطس (آب).
وشبّه ضابط أوكراني الهجمات الانتحارية لقوات كوريا الشمالية بالهجوم الإلكتروني الذي قد يُعطّل موقعاً إلكترونياً مع محاولات جماعية للدخول عليه.
وقال الضابط لـ«إندبندنت»: «لقد واجهنا موجات بشرية تهاجم مواقعنا، وقتلنا ثمانية من كل عشرة كوريين شماليين، ولكن في بعض المناطق لم يكن لدينا سوى أعداد قليلة من القوات، فواصلوا القتال حتى اجتاحوا المنطقة».

ووفقاً للصحيفة، أُجبرت أوكرانيا الآن على الانسحاب من معظم كورسك. وتسارعت وتيرة الهجوم عندما مُنعت أوكرانيا من استخدام معلومات الاستخبارات الأميركية عقب خلاف في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أسبوعين، كما تستخدم القوات الروسية طائرات مسيّرة بعيدة المدى تتحكم بها عن طريق كابلات، مما يجعلها محصنة ضد التشويش.
وقال الضابط الأوكراني إن «مدى هذه الطائرات غير مسبوق؛ إذ يصل إلى 25 كيلومتراً (15 ميلاً)».
وكانت هجمات «الموجة البشرية» التي شارك فيها جنود كوريون شماليون جزءاً من العمليات التي مهدت الطريق للهجوم الروسي، مما سمح لهم بإجبار القوات الأوكرانية على الانسحاب من قرى صغيرة، ولكن فقط بعد مقتل مئات الكوريين الشماليين.
ومع وصول المفاوضين الأميركيين إلى موسكو لإجراء محادثات مع روسيا بشأن اقتراح وقف إطلاق النار المتفق عليه بين واشنطن وكييف، انسحبت القوات الأوكرانية إلى حدودها، مع أوامر بوقف التقدم الروسي هناك.

وأضاف الضابط أن القوات الروسية التي نشرت وحداتها الأكثر نخبة من القوات الخاصة ومشاة البحرية والمظليين في كورسك، اتبعت خلال الأيام الثلاثة الماضية تكتيكات مختلفة تماماً عن تلك التي استخدمها الكوريون الشماليون في الموجة الأولى من الهجمات؛ إذ «يقترب الروس بأعداد قليلة جداً، حاملين الكثير من الإمدادات، ويحاولون التسلل إلى أراضينا والبقاء هناك لتعزيز قواتهم، وبعضهم يلجأ للتمويه، مما يجعل العثور عليهم صعباً للغاية».
ولفت إلى محاولة عبور الحدود باستخدام الدراجات الرباعية، وقال: «تعرضنا لهجمات باستخدام 18 دراجة رباعية، كل منها تحمل ثلاثة رجال، ودمّرنا أغلبها بطائرات مسيّرة والمدفعية».
وقال الضابط الأوكراني: «إذا تحدثنا عن التكتيكات الكورية، فالسؤال هو: كم عدد الأشخاص الذين هم على استعداد للتضحية بهم من أجل إحراز تقدم للقوات الروسية؟».