في حديقة «نوفوديفيتشي» بموسكو، مَعْلم غير عادي أصبح محطة توقُّف منتظمة في جولات مشاهدة معالم المدينة، لما يمثله من رمز للصداقة بين روسيا والولايات المتحدة، وفق تقرير لشبكة «سكاي ينوز».
والمَعْلم عبارة عن مجموعة من 9 تماثيل قصيرة - بطة أم وصغارها الثمانية يتجولون خلفها - وهو نسخة طبق الأصل من منحوتة في بوسطن ماساتشوستس في أميركا، وتم تقديمها إلى موسكو في عام 1991 من قِبل السيدة الأميركية الأولى آنذاك باربرا بوش، بعد أن قيل إن نظيرتها رايسا غورباتشوف (زوجة الرئيس الأول والأخير للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف) أُعجبت بذاك الموجود في بوسطن.
وعلى اللوحة الموجودة بجوار البط كُتب: «هدية لأطفال الاتحاد السوفياتي».
وسألت «سكاي نيوز»: هل لا تزال دبلوماسية البط قائمة؟ هل يعتقد الروس أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قادر على وقف الحرب الروسية مع أوكرانيا؟
وفي هذا المجال رأت السيدة الروسية أولغا، في حديث لـ«سكاي نيوز»، بينما كانت تأخذ استراحة من المشي حول البركة المتجمدة في الحديقة، «أن المفاوضات الأميركية ليست هي التي ستؤدي إلى نهاية العملية العسكرية، بل مصالحنا الروسية فقط».
وفقاً لها، أيُّ ذوبان للجليد في العلاقات سيكون بشروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقالت: «إذا حققنا ما حدده قادتنا - بالمناسبة أنا أؤيده - فإن العملية العسكرية الخاصة ستنتهي على الأرجح».
تتوقف حافلة أخرى أمام مجموعة من السياح يتبعون مرشدهم إلى تماثيل البط، يلتقط البعض صور «سيلفي» إلى جانب البطة الأم وصغارها، لكن وفق الشبكة، من غير الواضح ما إذا كان اهتمامهم برمزية التمثال أم بحداثته.
وقالت فاليريا لـ«سكاي نيوز»، وهي من ضمن هذه المجموعة مع ابنها الصغير، بعد أن سافرت إلى موسكو من بيرم. وكانت قد دفنت زوجها أليكسي الذي قُتل وهو يقاتل في أوكرانيا في ديسمبر (كانون الأول)، إن كل ما تريده هو أن تنتهي الحرب.
وأضافت: «أعتقد أن كل شيء سينتهي قريباً. المكالمة بين بوتين وترمب سبب للتفاؤل... آمل ذلك حقاً، لأن زوجي مات بمفرده؛ لذا ما زلنا نأمل أن تنتهي [الحرب] يوماً ما».
وفي مطعم «California Diner»، وهو مطعم نادر من المطاعم الأميركية في العاصمة الروسية، تتقاسم الصديقتان، فيكتوريا وناتاليا، طاولة واحدة، ولكن وجهتي نظرهما مختلفتان بشأن المفاوضات، وفق الشبكة.
ورأت فيكتوريا أن «الأمر لا يعتمد على رئيسين فقط»، معتقدة أنه تجب دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الطاولة أيضاً.
وقالت: «يجب أن يكون هناك 3 جوانب على الأقل. يجب أن يوافق الجانب الآخر أيضاً على هذا».
لكن بحسب ناتاليا، فإن أي اتصال أفضل من لا شيء، حتى لو تم استبعاد كييف من الاجتماع بين بوتين وترمب.
وقالت ناتاليا: «أنا حقاً أحب أن يتم بناء الجسور على الأقل لهذه المفاوضات»، وأضافت أنها ستكون سعيدة إذا قبِل ترمب دعوة بوتين لزيارة موسكو.
وقالت وهي تبتسم: «إذا كان دونالد ترمب سيزور موسكو، فإنني أتساءل أي موقع يفضل رؤيته - البط أم المطعم؟».