ترمب: لقاء رفيع أميركي روسي أوكراني في السعودية الأسبوع المقبل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هيلسنكي عام 2018 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هيلسنكي عام 2018 (أ.ف.ب)
TT

ترمب: لقاء رفيع أميركي روسي أوكراني في السعودية الأسبوع المقبل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هيلسنكي عام 2018 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هيلسنكي عام 2018 (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الخميس أن اجتماعا سيعقد في السعودية الأسبوع المقبل بين مسؤولين أميركيين وروس كبار ستشارك فيه أوكرانيا.وقال ترمب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الهندي تعليقا على محاولات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية «غدا سيكون هناك اجتماع في ميونيخ.. ثم الأسبوع المقبل سيكون هناك اجتماع في السعودية، ليس معي أو مع الرئيس بوتين، ولكن مع كبار المسؤولين.. وأوكرانيا ستكون جزءا من هذا الاجتماع أيضا.. وسنرى ما إذا كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب».

وقال ترمب للصحفيين في البيت الأبيض إن أوكرانيا سيكون لها مقعد على الطاولة في أي مفاوضات سلام مع روسيا بشأن إنهاء الحرب. وقال «إنهم جزء من الأمر. ستكون أوكرانيا معنا، وروسيا معنا، وسيكون معنا مشاركون آخرون، الكثير من الناس». وحين سُئل عن مدى ثقته في بوتين، قال «أعتقد أنه يرغب في حدوث شيء ما. أثق به في هذا الشأن».

وقال الرئيس الأميركي أيضا إنه يجب إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع. وانتعشت الأسواق المالية الروسية وارتفع سعر ديون أوكرانيا مع احتمال عقد أول محادثات منذ سنوات لإنهاء أشد الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. لكن سعي ترمب الأحادي لمفاتحة بوتين وما ترافق معه من تنازلات فيما يبدو بخصوص مطالب أوكرانيا الرئيسية، أثار قلق كييف والحلفاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي الذين قالوا إنهم يخشون أن يتوصل البيت الأبيض إلى اتفاق بدونهم.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «نحن، باعتبارنا دولة مستقلة، لن يكون من الممكن أن نقبل أي اتفاقيات بدوننا». وأضاف أن بوتين يستهدف جعل مفاوضاته ثنائية مع الولايات المتحدة، ومن المهم عدم السماح بذلك. كما سارعت أوكرانيا إلى نفي هذه الأنباء، وقالت إنه لا محادثات مقررة مع الروس في مؤتمر ميونيخ.

وأكّد ترمب، في وقت سابق الخميس، أن أوكرانيا ستكون طرفاً في المفاوضات لوضع حدّ للحرب مع روسيا، مبدياً اعتقاده أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين «يريد السلام». وقال الرئيس الجمهوري للصحافيين في البيت الأبيض غداة اتصاله بنظيره الروسي: «أعتقد أنّه سيقول لي إذا كان لا يريد» السلام.

وأبدى ترمب رغبة شديدة في عودة روسيا إلى مجموعة السبع، معتبراً أن استبعاد موسكو من هذه المجموعة في 2014، وكان اسمها يومها مجموعة الثماني، كان «خطأ». ورداً على سؤال في البيت الأبيض عن احتمال عودة روسيا إلى المجموعة المذكورة قال الرئيس الأميركي: «أودّ جداً أن أرى عودتها. أعتقد أنّ استبعادها كان خطأ».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هيلسنكي عام 2018 (أ.ف.ب)

كانت وكالة «تاس» الروسية للأنباء نقلت عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله، اليوم الخميس، إن أوكرانيا ستشارك «بطريقة أو بأخرى» في أي محادثات لإنهاء الحرب، لكن سيكون هناك مسار أميركي روسي منفصل للمحادثات.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن بيسكوف قوله إن التحضيرات لعقد اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب ربما تستغرق عدة أشهر، لكن الجانبين اتفقا على أن العاصمة السعودية الرياض هي المكان المناسب للقاء، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأوضح بيسكوف، للتلفزيون الرسمي الروسي: «حتى الآن لم يتم اتخاذ أي قرارات، لا على مستوى العمل ولا على أعلى مستوى. بالطبع، سيستغرق الأمر وقتاً للتحضير لمثل هذا الاجتماع. قد يكون أسابيع، وقد يكون شهراً، وقد يكون أشهراً عدة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدث ترمب وبوتين لأكثر من ساعة، أمس الأربعاء، وهو أول اتصال مباشر معروف بين رئيسين أميركي وروسي منذ أن أجرى بوتين مكالمة مع جو بايدن قبل وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وقال الكرملين، اليوم الخميس، إنه معجب بموقف ترمب بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذكر أن الاستعدادات جارية لعقد اجتماع بين الزعيمين.

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرح، بعد المكالمة التي جرت بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأن بلاده لا يمكن أن تقبل «أي اتفاقيات تتم من دوننا».

وأكّد وزراء خارجية ست دول أوروبية وأوكرانيا خلال اجتماع في باريس، ليل الأربعاء، أن أوروبا وكييف ينبغي أن «تشاركا في أيّ مفاوضات» لوقف الحرب بين موسكو وكييف، وذلك إثر توافق الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين على بدء محادثات «فورية» بهذا الشأن.

وأعلن وزير القوات المسلحة الفرنسي سيباستيان لوكورنو، الخميس، أن بلاده قلقة من أن «تتنازل» إدارة ترمب «عن كلّ شيء» لروسيا في مفاوضات السلام حول أوكرانيا. وقال لوكورنو في تصريح لقناة «بي إف إم تي في» التلفزيونية، إنه «في الوقت الذي يقول فيه الرئيس ترمب يجب علينا التفاوض، يجب علينا فرض السلام بالقوة، فإنّ قلقنا في باريس هو أنّ هذه القوة ما هي سوى ضعف»، مضيفاً: «ما يقلقنا هو أن تتنازل الإدارة الأميركية في النهاية عن كل شيء».


مقالات ذات صلة

روسيا تتّهم أوكرانيا باستهداف منشآت طاقة

أوروبا رجل يقف بجوار حفرة انفجار في موقع غارة بطائرة مسيّرة في خاركوف (أ.ف.ب) play-circle

روسيا تتّهم أوكرانيا باستهداف منشآت طاقة

اتّهمت روسيا، الخميس، أوكرانيا بإطلاق مسيّرات استهدفت مواقع للطاقة تابعة لها في منطقة بريانسك الحدودية والقرم التي ضمتها موسكو.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في باريس يوم 17 فبراير 2025 (رويترز)

«حلفاء أوكرانيا» يبحثون في باريس ضمانات أمنية دعماً لكييف

يشارك 31 رئيس دولة وحكومة في «قمة السلام والأمن لأوكرانيا»، التي تستضيفها باريس الخميس، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون وبالتنسيق مع رئيس الوزراء البريطاني.

ميشال أبونجم (باريس)
خاص محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية في 11 مارس 2025 (رويترز)

خاص «الخارجية» الأميركية: مفاوضات الرياض جعلتنا أقرب إلى السلام

شدّد مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» على نجاح مفاوضات الرياض في تحقيق اختراق، مقدراً الدور السعودي في دفع جهود الدبلوماسية المستمرة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
أوروبا إيغور جوفكفا (أ.ف.ب)

كبير المفاوضين الأوكرانيين: نحتاج إلى قوات أوروبية «جاهزة للقتال» لا لقوات حفظ سلام

أفاد مستشار رفيع للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم بأن بلاده تحتاج من الاتحاد الأوروبي إلى القيام بمساهمة «جديّة» عبر تأمين قوات جاهزة للقتال.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج محادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)

«محادثات الرياض» تحقق اختراقاً على طريق السلام الأوكراني

حققت المحادثات التي رعتها الرياض خلال اليومين الماضيين بين الوفدين الأميركي والروسي من جهة، والوفدين الأميركي والأوكراني من جهة أخرى، اختراقاً على طريق السلام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) رائد جبر (موسكو)

قصر باكنغهام: الملك تشارلز يعاني من آثار جانبية بعد العلاج الطبي

الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
TT

قصر باكنغهام: الملك تشارلز يعاني من آثار جانبية بعد العلاج الطبي

الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
الملك البريطاني تشارلز (رويترز)

أعلن قصر باكنغهام، في بيان، أنه تم نقل الملك تشارلز الثالث، الخميس، إلى المستشفى للبقاء تحت المراقبة بعد تعرضه «لآثار جانبية مؤقتة» تتعلق بعلاج السرطان الذي يخضع له، وتم إلغاء جميع ارتباطات تشارلز بعد ظهر يومي الخميس والجمعة.

وقال القصر: «عاد الملك الآن إلى كلارنس هاوس. وكإجراء احترازي، بناء على نصيحة طبية، ستتم أيضاً إعادة جدولة برنامجه اليومي غداً».

وأضاف القصر أن «الملك يرغب في إرسال اعتذاره إلى جميع من قد يشعرون بالضيق أو خيبة الأمل نتيجة لذلك».

الملك البريطاني تشارلز (أ.ب)

يشار إلى أن تشارلز الثالث 76 عاماً، يخضع للعلاج من نوع لم يكشف عنه من السرطان لأكثر من عام.

وواصل الملك أداء واجباته الحكومية، مثل مراجعة الأوراق الحكومية والاجتماع مع رئيس الوزراء، رغم أنه أخذ الراحة لبعض الوقت من الواجبات العامة.