أعرب الرئيس الألماني، فرنك فالتر شتاينماير، عن صدمته عقب هجوم دهس في ميونيخ. وقال شتاينماير على هامش فعالية صامتة في مسرح الجريمة: «وحشية هذا العمل صدمتنا وأذهلتنا»، معرباً عن مواساته لجميع الضحايا وأسرهم.
وأضاف شتاينماير: «الجاني تسبب في إصابة 30 شخصاً، بينهم أطفال، وبعضهم في حالة خطرة. لقد اندفع بسيارته في مظاهرة، على الأرجح لإصابة أو قتل الناس دون تمييز»، متحدثاً عن عمل عنيف مروع، وقال: «تم القبض على الجاني، وسيتم تقديمه للعدالة وفقاً للقانون». ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم احتجاز المشتبه به في الحبس الاحتياطي أو إيداعه منشأة للأمراض النفسية. ومن المنتظر مثوله أمام قاضي التحقيق في وقت لاحق، الجمعة.
في حين أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، اتخاذ إجراءات صارمة.

وقبل ظهوره في حملة انتخابية في مدينة فورت، بولاية بافاريا، قال شولتس: «لا يمكن لهذا الجاني أن يتوقَّع أي تساهل. يجب أن يُعاقَب، ويجب أن يغادر البلاد».
وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي أن مثل هذه الجريمة التي حدثت في ميونيخ لا يمكن التسامح معها أو قبولها. وقال: «لذلك يجب أن يكون واضحاً تماماً أن القضاء سيتصرَّف بصرامة مع هذا الجاني باستخدام جميع الوسائل المتاحة له». وأكد أن «أي شخص (من الأجانب) يرتكب جرائم في ألمانيا لن يُعاقَب فقط بعقوبات صارمة ويدخل السجن، بل يجب أن يتوقَّع أيضاً أنه لن يتمكَّن من الاستمرار في الإقامة في ألمانيا»، لافتاً إلى أن هذا ينطبق أيضاً على الدول التي يكون ترحيل المواطنين إليها صعباً.
كما أعرب شولتس عن صدمته العميقة، ووصف الحادث بأنه «هجوم مروع»، مؤكداً أنه يقف إلى جانب المصابين وأسرهم.
كان طالب اللجوء الأفغاني، فرهاد. ن، داهم بسيارته من الخلف المشارِكين في مظاهرة نقابة «فيردي»؛ ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 28 شخصاً، حالة بعضهم خطرة.
يأتي الحادث بعد مرور أقل من شهرين على قيام طبيب سعودي، يدعى طالب ع. معروف بعدائه للإسلام، بمداهمة جمع من الأشخاص بسيارته في سوق عيد الميلاد في ماغدبورغ في 20 من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة نحو 235 آخرين، إصابة بعضهم خطرة.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الحادث ستكون له تأثيرات على «مؤتمر ميونخ للأمن»، الذي ينطلق الجمعة. ومن المقرر أن يشارك فيه أكثر من 60 من قادة الدول والحكومات، وأكثر من 100 وزير، من بينهم جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني أولاف شولتس. يشار إلى أن المؤتمر سينعقد في فندق «بايريشر هوف» الذي لا يبعد سوى كيلومترين فقط عن موقع الحادث. وأعربت إدارة المؤتمر، في بيان أولي، عن «بالغ تأثرها»، لكنها لم تعلق بعد على احتمال تأثير الحادث على سير المؤتمر، مشيرة إلى أنها على تواصل مع الشرطة.

من جانبه، صرَّح وزير داخلية بافاريا، يواخيم هيرمان، بأن دوافع الأفغاني المشتبه به لا تزال غير واضحة. وتابع السياسي المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري أنه لا توجد حتى الآن أي أدلة تربط الحادث بمؤتمر الأمن.
واستطرد هيرمان أن الشاب الأفغاني كان معروفاً لدى الشرطة؛ بسبب سرقة متاجر، وارتكاب انتهاكات لقانون المخدرات. بدورها، أنشأت الشرطة مركزاً لجمع شهادات الشهود، ودعت عبر منصة «إكس» إلى تحميل أي مقاطع فيديو أو صور تتعلق بالحادث عبر بوابة مخصصة لهذا الغرض. وتولَّت الوحدة المركزية لمكافحة التطرف والإرهاب، التابعة للادعاء العام البافاري، التحقيقات في القضية.