سيول تشارك في استجواب جنديين كوريين شماليين اعتقلتهما قوات كييف

روسيا تحرز تقدّماً في شرق أوكرانيا وتسيطر على بلدتين

صورة وزّعها حساب زيلينسكي على «تلغرام» لأحد الجنديين الكوريين الشماليين في الزنزانة 11 يناير (أ.ف.ب)
صورة وزّعها حساب زيلينسكي على «تلغرام» لأحد الجنديين الكوريين الشماليين في الزنزانة 11 يناير (أ.ف.ب)
TT

سيول تشارك في استجواب جنديين كوريين شماليين اعتقلتهما قوات كييف

صورة وزّعها حساب زيلينسكي على «تلغرام» لأحد الجنديين الكوريين الشماليين في الزنزانة 11 يناير (أ.ف.ب)
صورة وزّعها حساب زيلينسكي على «تلغرام» لأحد الجنديين الكوريين الشماليين في الزنزانة 11 يناير (أ.ف.ب)

أكدت الاستخبارات الكورية الجنوبية، الأحد، أن أوكرانيا أسرت جنديَّيْن كوريين شماليين في منطقة كورسك الروسية، وأنها شاركت في استجوابهما إلى جانب الأجهزة الأوكرانية.

واتّهمت أوكرانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ، المسلّحة نووياً، بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي لمساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وقالت الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية في بيان، إن جهازها «أكّد من خلال التعاون (...) مع وكالة الاستخبارات الأوكرانية (...) أن الجيش الأوكراني أسر جنديَّيْن كوريين شماليين في 9 يناير (كانون الثاني) في ساحة المعركة بكورسك في روسيا»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

صورة وزّعها مكتب زيلينسكي لزنزانة الجنديين الكوريين الشماليين 11 يناير (أ.ف.ب)

ونشر الجهاز، السبت، مقطع فيديو يُظهر الجنديين في غرفة فيها أسرّة مستشفى. وكشف طبيب من مركز الاحتجاز أن الرجل الأول يعاني من كسر في الساق. وأتت تصريحات الاستخبارات الكورية الجنوبية لتدعم كييف، بينما لم يصدر أي رد فعل من روسيا أو كوريا الشمالية. ولم تؤكد لا موسكو ولا بيونغ يانغ إلى الآن نشر جنود من كوريا الشمالية على الجبهة الأوكرانية.

وكانت أوكرانيا أعلنت السبت أنها أسرت جنديين، قُدِّما على أنهما من كوريا الشمالية، وأنها استجوبتهما في الأسر، من دون تقديم أي دليل مباشر على أنهما يتحدران من كوريا الشمالية.

«خسائر كبيرة»

وقالت الاستخبارات الكورية الجنوبية إن أحد الجنديين الأسيرين كشف أثناء الاستجواب أنه تلقى تدريباً عسكرياً على يد القوات الروسية بعد وصوله في نوفمبر (تشرين الثاني). وأضافت: «ظن في البداية أنه أرسِل للتدريب، ثم أدرك عند وصوله إلى روسيا أنه أرسِل إلى الجبهة». وقال الجندي إن القوات الكورية الشمالية تكبّدت «خسائر كبيرة أثناء المعارك».

صورة أرشيفية للقاء كيم جونغ أون بجنود في معسكر تدريب 13 مارس 2024 (أ.ب)

ووفقاً لوكالة الاستخبارات الأوكرانية، قال الرّجلان لمن استجوبهما إنهما جنديان متمرسان. وكشفت الاستخبارات الكورية الجنوبية أن أحد الرجلين «حُرم من الطعام والماء لمدّة 4 إلى 5 أيام قبل الإمساك به». وأشارت إلى أن الرجلين لا يتكلمان الإنجليزية والروسية، وتجري المبادلات باللغة الكورية بواسطة مترجمين، وبالتعاون مع الجهاز الكوري الجنوبي. وأكدت الاستخبارات الكورية الجنوبية أنها ستواصل العمل مع الاستخبارات الأوكرانية لتشارك معلومات حول المقاتلين الكوريين الشماليين في أوكرانيا. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، السبت، إنه تمّ نقل الجنديين إلى كييف لاستجوابهما، بالرغم من إصابتهما. وأضاف: «لم يكن الأمر باليسير، فعادة ما يُجهِز الروس والجنود الكوريون الشماليون الآخرون على المصابين، ويبذلون كلّ ما في وسعهم لإزالة الأدلّة على مشاركة دولة أخرى، هي كوريا الشمالية في هذه الحال، في الحرب على أوكرانيا».

وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول)، أعلن الرئيس الأوكراني أن جنديين من كوريا الشمالية، مصابين بجروح خطرة، أُسرا في منطقة كورسك الروسية، حيث تحتلّ القوات الأوكرانية منذ أغسطس (آب) 2024 مئات الكيلومترات المربعة. غير أن الجنديين توفيا متأثرين بإصابتهما.

التعاون الروسي - الكوري الشمالي

وتشكّل المشاركة المفترضة لجيش أجنبي تصعيداً كبيراً في الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أمر الرئيس فلاديمير بوتين بشنّه قبل حوالي ثلاث سنوات، والذي يدخل مرحلة حرجة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بعد أيام. وتوطّدت العلاقات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية منذ الحرب على أوكرانيا، حتى لو لم يؤكّد أيّ من الطرفين مشاركة بيونغ يانغ في القتال إلى جانب موسكو.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول 6 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وخلال زيارة إلى سيول، مطلع يناير (كانون الثاني)، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بناء على المعلومات الواردة إلى واشنطن أن روسيا تُوسّع نطاق التعاون الفضائي مع كوريا الشمالية، في مقابل مشاركة الأخيرة في الحرب على أوكرانيا. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في سيول إن كوريا الشمالية «تتلقّى تجهيزات وتدريبات عسكرية روسية. ولدينا أسباب تدفعنا إلى الاعتقاد أن موسكو تعتزم تشارك تكنولوجيات متقدّمة، خاصة باستكشاف الفضاء والأقمار الاصطناعية مع بيونغ يانغ». وكشف مستعيداً تصريحات صدرت عن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - غرينفيلد أن واشنطن تعد أن روسيا «قد تكون على وشك» الاعتراف رسمياً بكوريا الشمالية بصفتها قوّة نووية.

جانب من لقاء جمع بوتين وكيم في بيونغ يانغ 19 يونيو 2024 (أ.ب)

وبينما كان بلينكن يزور الحليف الكوري الجنوبي، أجرت بيونغ يانغ اختباراً لصاروخ جديد فرط صوتي. وفي ديسمبر، كشف زيلينسكي أن نحو 3 آلاف جندي كوري شمالي «قُتلوا أو أصيبوا» في الميدان، في حين تحدّثت سيول عن ألف جندي. وفي الشهر عينه، أبلغت الاستخبارات الكورية الجنوبية عن سقوط «عدّة ضحايا من كوريا الشمالية» في هجمات صواريخ ومسيّرات أوكرانية، وخلال حوادث وقعت أثناء التدريب. وكانت أعلى رتبة بين الضحايا «على مستوى جنرال على أقلّ تقدير». ورصدت هيئة أركان الجيش الكوري الجنوبي من جهتها استعدادات تدفع إلى الاعتقاد أن كوريا الشمالية تتحضّر لإرسال دفعات جديدة من الجنود إلى روسيا، سواء تعزيزات أو للمناوبة، فضلاً عن إرسال مسيّرات.

وقبل فترة وجيزة، دخلت معاهدة دفاع غير مسبوقة أُبرمت بين بيونغ يانغ وموسكو حيّز التنفيذ. وهي تنصّ على «مساعدة عسكرية فورية» في حال تعرّض أحد البلدين لهجوم مسلّح من دولة أخرى. وتُعدّ كوريا الشمالية من كبار مزوّدي الأسلحة لروسيا في حربها على أوكرانيا.

تقدّم في خاركيف

ميدانياً، أعلنت روسيا، الأحد، السيطرة على بلدتين في شرق أوكرانيا، حيث تُحرز قواتها تقدماً متواصلاً، وإن كان بطيئاً، منذ أشهر أمام القوات الأوكرانية الأقل عدداً. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن وحدات من تجمّع «الجنوب» سيطرت على قرية يانتارني في منطقة دونيتسك (شرق)، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وتقع البلدة على بُعد حوالي 10 كيلومترات جنوب غربي مدينة كوراخوف، التي تُشكّل معقلاً رئيساً للقوات الأوكرانية، التي أعلنت موسكو السيطرة عليها الاثنين، بعد قتال استمر لأسابيع. كذلك أكّد الجيش الروسي السبت التقدم ميدانياً شمال غربي مدينة كوراخوف.

عضوان في قوات الشرطة الخاصة يطلقان قذيفة من مدفع «هاوتزر دي 30» على جنود روس من خطوط الجبهة الأمامية في زابوريجيا 11 يناير (رويترز)

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أنها سيطرت على بلدة كالينوفي في منطقة خاركيف، شمال شرقي البلاد. وتقع البلدة على الضفة الغربية لنهر أوسكيل، الذي أصبح خطّ مواجهة بين الطرفين.

وأعلن مسؤول أوكراني محلّي، الخميس، أن القوات الروسية تمكّنت من إقامة رأس جسر بعبورها نهر أوسكيل. وحاول الجيش الروسي مرّات عدة، خلال الأشهر الماضية، عبور هذا النهر الذي يمُرّ عبر مدينة كوبيانسك ذات الأهمية العسكرية. وتقدّمت القوات الروسية ببطء وبنحو متواصل على خط الجبهة طيلة عام 2024، لكن من دون تحقيق اختراقات كبيرة.

هجمات متبادلة

وبالتزامن، تتواصل الهجمات وكذلك القصف الليلي بطائرات مسيّرة. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 60 طائرة مسيّرة روسية ليل السبت إلى الأحد. وأشار المصدر إلى أن حطام الطائرة المُسيّرة تسبّب في أضرار لحقت بعدة منازل في مناطق خاركوف، وسومي، وبولتافا الأوكرانية، من دون وقوع إصابات.

وفي منطقة خيرسون، جنوب البلاد، أُصيب ثلاثة أشخاص بجروح جرّاء غارات شنّتها طائرات مُسيّرة روسية، وفق ما ذكرت السلطات الأوكرانية المحلية، الأحد. أما في الجزء الذي تسيطر عليه موسكو من المنطقة نفسها، فقد قُتل متقاعد وأصيب رجل آخر في هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية، على ما ذكر المسؤول المحلي الذي عينته موسكو، فلاديمير سالدو، على منصّة «تلغرام». وفي روسيا، شبّ حريق في مستودع وقود في منطقة ساراتوف الروسية، وفق ما ذكر حاكم المنطقة رومان بوسارغين على «تلغرام»، بعد تعرّضه الأربعاء لضربة شنّتها مُسيّرات أوكرانية. وأضاف الحاكم أن عناصر الإطفاء يعملون «على مدار الساعة» لإخماد الحريق الذي، بحسب المصدر، تقلّصت مساحته والدخان المنبعث منه.


مقالات ذات صلة

ترمب سيلتقي مع بوتين «سريعاً جداً» بعد تنصيبه

أوروبا دونالد ترمب يصافح فلاديمير بوتين خلال لقاء على هامش «قمة العشرين» باليابان في يناير 2019 (أرشيفية - د.ب.أ)

ترمب سيلتقي مع بوتين «سريعاً جداً» بعد تنصيبه

قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إنه سيلتقي نظيره الروسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سريعاً جدّاً» بعد تنصيبه الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا قناصة روس يغيِّرون موقعهم لإطلاق النار على القوات الأوكرانية من مكان غير معلوم (وزارة الدفاع الروسية- أ.ب)

أوكرانيا تشن هجوماً ضخماً على روسيا وتستهدف مصنعاً يزوِّد القاذفات الروسية للمرة الثانية

أوكرانيا تشن هجوماً بطائرات مُسيَّرة، استهدف عدة مناطق روسية، وألحق الضرر بكثير من المواقع، منها مصنع كيميائي لوقود الصواريخ والذخيرة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا دبابة أوكرانية بعد أن أصابتها طائرة من دون طيار روسية بالقرب من مستوطنة فوزدفيزينكا شرق أوكرانيا (أ.ب)

موسكو تتهم كييف بإطلاق صواريخ غربية في هجوم استهدف مصنعاً عسكرياً

أعلن الجيش الروسي اليوم (الثلاثاء) أن أوكرانيا أطلقت صواريخ غربية في هجومها على الأراضي الروسية ليلاً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في كييف (د.ب.أ)

زيلينسكي يناقش مع وزير الدفاع الألماني بناء درع شاملة للدفاع الجوي

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه ناقش مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بناء درع شاملة للدفاع الجوي، وتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

ترمب سيلتقي مع بوتين «سريعاً جداً» بعد تنصيبه

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك (أ.ب)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك (أ.ب)
TT

ترمب سيلتقي مع بوتين «سريعاً جداً» بعد تنصيبه

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك (أ.ب)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك (أ.ب)

مع اقتراب موعد تنصيبه، كرر الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وعوده السابقة بأنه سيضع حدّاً للحرب الأوكرانية، التي قاربت دخول عامها الرابع، قائلاً إنه سيلتقي مع نظيره الروسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سريعاً جدّاً» بعد تنصيبه الأسبوع المقبل، في حين حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، الاثنين، من أنّ أوكرانيا ليست حالياً في موقع قوة لبدء مفاوضات سلام مع روسيا.

لم يُحدد ترمب موعداً للاجتماع الذي سيكون الأول مع بوتين بع تنصيبه (أ.ف.ب)

ولم يُحدد ترمب موعداً للاجتماع الذي سيكون الأول بين رئيسي البلدين منذ بداية حرب روسيا مع أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وقال ترمب لـ«نيوز ماكس» عند سؤاله عن استراتيجية إنهاء الحرب «ثمة استراتيجية واحدة فقط، والقرار بيد بوتين، ولا أتصور أنه سعيد للغاية بالطريقة التي سارت بها الأمور؛ لأنها لم تكن جيدة بالنسبة له أيضاً». وأضاف: «أعلم أنه يريد أن نلتقي، وسيكون اللقاء سريعاً جداً. كنت أود فعل هذا في وقت أقرب... لكن يجب أن أتسلّم الرئاسة لإنجاز بعض الأمور».

وقال مايك والتز، عضو مجلس النواب الأميركي، الذي سيتولّى منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، يوم الأحد، إنه يتوقع مكالمة بين ترمب وبوتين في «الأيام والأسابيع المقبلة».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في غضون ذلك، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، من أنّ أوكرانيا ليست جاهزة وقوية ميدانياً حالياً لبدء مفاوضات مع روسيا. وقال المسؤول الهولندي في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل إنّ «أوكرانيا لم تبلغ هذه المرحلة بعد، لأنّهم (الأوكرانيين) في الوقت الراهن لا يستطيعون التفاوض من موقع قوة». وأضاف: «علينا أن نبذل مزيداً من الجهود لضمان أنهم سيكونون قادرين، من خلال تغيير مسار هذا النزاع، على بلوغ موقع القوة هذا».

فولوديمير زيلينسكي مع لويد أوستن (أ.ب)

ومنذ وصوله إلى الأمانة العامة للحلف مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، يدعو روته لمنح أوكرانيا كلّ القدرات اللازمة، خصوصاً العسكرية منها، لكي تكون في موقع القوة اللازم أمام روسيا، في حال بدأ الطرفان مفاوضات السلام.

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا في غضون 24 ساعة من دخوله البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني). لكنه منذ ذلك الحين أعطى لنفسه مزيداً من الوقت لتحقيق السلام، ما يقارب 6 أشهر، لكنّ طريق المفاوضات قد يُفتح بسرعة، ولا سيّما من خلال لقاء يمكن أن يُعقد بينه وبين بوتين.

دونالد ترمب يتحدث إلى جانب فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

والجمعة، أعلن الكرملين أنّ بوتين «منفتح على التواصل» مع ترمب دون شروط مسبقة، مرحّباً باستعداد الرئيس الأميركي المنتخب «لحلّ المشاكل من خلال الحوار».

وفي كلمته في بروكسل، دعا روته النواب الأوروبيين إلى إنفاق مزيد على الدفاع في مواجهة التهديد الروسي، بما يتجاوز المستوى الحالي، بما في ذلك عبر خفض «جزء صغير» من النفقات الاجتماعية في أوروبا.

وحذّر روته النواب قائلاً: «نحن آمنون الآن، لكنّنا لن نكون آمنين بعد 4 أو 5 سنوات». وبنبرة ملؤها السخرية، قال روته لأعضاء البرلمان الأوروبي: «بالتالي، إذا لم تفعلوا ذلك، فابدأوا بتعلّم اللغة الروسية، أو اذهبوا إلى نيوزيلندا».

زيلينسكي مع وزير الدفاع الألماني (أ.ب)

من جانب آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أنه ناقش مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم أوكرانيا، واحتمال «نشر وحدات» من العسكريين الأجانب في البلاد، وهي فكرة اقترحها حلفاء كييف في الأشهر الأخيرة.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي على مواقع التواصل الاجتماعي: «كانت المحادثة طويلة ومفصلة جداً. ناقشنا الدعم الدفاعي، وأنواعاً مختلفة من الدفاع، وحزمات أسلحة لأوكرانيا».

كما أكد أنهما ناقشا «الاستثمارات في شراء قذائف لأوكرانيا»، وقال: «ناقشنا أيضاً نشر وحدات شريكة وتدريب جيشنا».

وطُرحت فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا عدة مرات في الأشهر الأخيرة، على خلفية تكهنات باحتمال انعقاد محادثات سلام مستقبلية بين روسيا وأوكرانيا.

ويهدف نشر هذه الوحدات إلى ضمان المحافظة على وقف إطلاق النار في حال حدوثه. وعدّ زيلينسكي الأسبوع الماضي أن انتشار قوات غربية في أوكرانيا «هو واحد من أفضل الأدوات» لـ«إجبار روسيا على السلام».

ماكرون وترمب وزيلينسكي عند اجتماعهم في قصر الإليزيه خلال 7 ديسمبر 2024 (رويترز)

ورفضت روسيا هذه الفرضية التي أثارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في منتصف ديسمبر (كانون الأول) ووصفتها بأنها «سابقة لأوانها».

وناقش زيلينسكي وماكرون، الاثنين، تدريب جنود أوكرانيين في فرنسا، في حين تهز فضيحة كتيبة «آن كييف» منذ عودتها إلى أوكرانيا الشهر الماضي، بعدما قامت فرنسا بتدريبها وتجهيزها جزئياً. وتشهد هذه الكتيبة حالات فرار من الخدمة، وتواجه شبهات بإساءة قائدها استخدام السلطة، ويخضع لتحقيق من جانب محققين أوكرانيين حالياً. وأعلن زيلينسكي في ديسمبر أنه سيتم تدريب كتيبة ثانية في فرنسا قريباً.

وحذّر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، من التراجع في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وفي مستهل محادثات مع 4 من نظرائه الأوروبيين في إحدى ضواحي العاصمة البولندية وارسو، قال بيستوريوس، الاثنين: «سنواصل دعم أوكرانيا، ما دام ذلك ضرورياً. هذا لا يزال سارياً».

زيلينسكي في جولة ميدانية 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

وأضاف الوزير المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: «الهدف هو تحقيق سلام عادل ودائم في النهاية. سلام لا يتم التفاوض عليه مع أي طرف على حساب الأوكرانيين، بل يكون سلاماً عادلاً ومستداماً، ويمكن ضمانه».

ووصل بيستوريوس، إلى العاصمة كييف الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع الحكومة الأوكرانية، في زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً لأسباب أمنية. ولدى وصوله، قال بيستوريوس، لـ«وكالة الأنباء الألمانية» في كييف، إنه يريد أن يبحث خلال الزيارة تعزيز المساعدات والاطلاع على وضع الجيش.

وأضاف بيستوريوس: «من المهم بالنسبة لي أن أظهر من خلال هذه الزيارة أننا نواصل دعم أوكرانيا بفاعلية». وقال بيستوريوس: «إنها إشارة إلى أن ألمانيا، بصفتها أكبر دولة عضو في حلف شمال الأطلسي في أوروبا، تدعم أوكرانيا».