في سابقة بفرنسا... ساركوزي يخضع للرقابة عبر سوار إلكتروني لمدة عام

الرئيس الأسبق يعتزم الطعن في الحكم القضائي الفرنسي أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في المحكمة (أ.ب)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في المحكمة (أ.ب)
TT
20

في سابقة بفرنسا... ساركوزي يخضع للرقابة عبر سوار إلكتروني لمدة عام

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في المحكمة (أ.ب)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في المحكمة (أ.ب)

أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بعد الحكم عليه نهائيا اليوم (الأربعاء) بالخضوع للرقابة عبر سوار إلكتروني لإدانته بالفساد واستغلال النفوذ، أنه «سيلتزم» بهذه العقوبة لكنه سيلجأ إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

وقال محاميه باتريس سبينوسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «من الواضح أن نيكولا ساركوزي سيمتثل للعقوبة المعلنة والتي أصبحت الآن نهائية». وأضاف: «في الوقت نفسه، سيلجأ إلى المحكمة الأوروبية في الأسابيع المقبلة، كما يحق له الآن، لضمان الحقوق التي حرمه منها القضاة الفرنسيون». إلا أن اللجوء للمحكمة الأوروبية لا يوقف تنفيذ العقوبة.

ورفضت أعلى محكمة فرنسية اليوم طعن الرئيس الأسبق ساركوزي في قضية التنصت، ما يثبّت الحكم نهائيا عليه بخضوعه للرقابة لمدة عام عبر سوار إلكتروني، وهي عقوبة غير مسبوقة لرئيس دولة سابق في فرنسا.

وبعد إدانته بالفساد واستغلال النفوذ، سيتم استدعاء ساركوزي (69 عاما) للمثول أمام قاضي العقوبات لتحديد الظروف التي سيقضي فيها عقوبته، وفقا لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في المحكمة (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في المحكمة (أ.ف.ب)

وأيّدت محكمة الاستئناف في باريس الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية في 1 مارس (آذار) 2021 بحق الرئيس اليميني السابق، الذي استمع إلى القرار جالساً على مقاعد المُدعى عليهم.

وأصبح نيكولا ساركوزي (68 عاماً) أول رئيس سابق يُحكم عليه بالسجن مع النفاذ، بعدما حكم على سلفه جاك شيراك بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ في عام 2011، في قضية عمل وهمية في مدينة باريس.

يذكر أن ساركوزي كان رئيسا لفرنسا في الفترة من عام 2007 حتى عام 2012 واعتزل الحياة العامة في عام 2017.

الرئيسان الفرنسيان السابقان فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي (رويترز)
الرئيسان الفرنسيان السابقان فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي (رويترز)

وصدر حكمان مماثلان على تياري هرتسوغ (67 عاماً) محاميه التاريخي، وعلى كبير القضاة السابق غيلبرت أزيبير، اللذين أُدينا بعقد «صفقة فساد» مع نيكولا ساركوزي عام 2014 وحُكم عليهما بالعقوبة نفسها.

وأصدرت محكمة الاستئناف أيضاً حكمين بحرمان ساركوزي لثلاث سنوات من حقوقه المدنية، ما يجعله غير مؤهل لأي انتخابات، ومنع هرتسوغ من ممارسة عمله ثلاث سنوات.

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

وفي 13 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، طالبت النيابة العامة بسجن المتهمين الثلاثة لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ. ولطالما نفى المتهمون ارتكاب أي عمليات فساد.

وفي أغسطس الماضي، إعلان جان فرنسوا بونيرت، المدعي العام المختص بالشؤون المالية، مثول ساركوزي للمحاكمة في إطار الاتهامات الموجهة إليه رسمياً بخصوص حصوله على تمويل ليبي لحملته الانتخابية الظافرة في عام 2007.

ساركوزي والقذافي في قصر الإليزيه ديسمبر 2007 (أ.ف.ب)
ساركوزي والقذافي في قصر الإليزيه ديسمبر 2007 (أ.ف.ب)

وأكد المدعي العام أن جلسة أولى للنظر في القضية ستحصل يوم السابع من مارس (آذار) من العام المقبل، على أن تجرى المحاكمة لمدة 4 أشهر بداية عام 2025.

وجاء قرار إرسال ساركوزي إلى المحاكمة أمام المحكمة الجنائية في باريس من قاضيين وافقا على الطلب المقدم سابقاً من المدعي العام وبالاتهامات نفسها المسوقة ضد الرئيس الأسبق، والتي تتناول الفساد السلبي وتشكيل عصابة إجرامية وتمويلاً غير قانوني للحملة الانتخابية وإخفاء اختلاس أموال عامة ليبية.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

عودة وارن إيمري إلى التمارين الجماعية لسان جيرمان

رياضة عالمية وارن زاير إيمري (أ.ف.ب)

عودة وارن إيمري إلى التمارين الجماعية لسان جيرمان

عاد لاعب الوسط الدولي وارن زاير إيمري إلى التمارين الجماعية لسان جيرمان متصدر الدوري الفرنسي لكرة القدم، بعد تعرضه لإصابة في كاحله الأيسر.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ب)

إنريكي: عندما تلعب بقلبك يتوقف عقلك عن العمل!

أبدى لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان عدم إعجابه بأداء فريقه في المرحلة الأخيرة من الفوز المثير 3-2 على ملعب أولمبيك ليون في دوري الدرجة الأولى الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية فيليب ديالو رئيس الاتحاد الفرنسي (رويترز)

تصريحات رئيس مرسيليا حول الفساد التحكيمي تثير غضب الاتحاد الفرنسي

انضم فيليب ديالو رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم للحكام الفرنسيين وأدان التصريحات التي أدلى بها بابلو لونغوريا رئيس نادي أولمبيك مرسيليا بشأن وجود فساد تحكيمي

«الشرق الأوسط» (مرسيليا)
رياضة عالمية الهولندي آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول (أ.ف.ب)

سلوت: مواجهة سان جيرمان صعبة!

اعترف الهولندي آرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، بصعوبة المواجهة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية قرعة مثيرة للأدوار الإقصائية من دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

«قرعة ثمن نهائي أبطال أوروبا»: باريس يتحدى ليفربول... وديربي مدريد يخطف الأنظار

أجريت الجمعة في مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بمدينة نيون السويسرية مراسم قرعة دور 16 في دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025.

«الشرق الأوسط» (نيون)

ستارمر يزور واشنطن لحث ترمب على إشراك أوكرانيا وأوروبا بمفاوضات السلام

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)
TT
20

ستارمر يزور واشنطن لحث ترمب على إشراك أوكرانيا وأوروبا بمفاوضات السلام

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)

من المقرر أن يزور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر البيت الأبيض، اليوم (الخميس)، في محاولة لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن السلام الدائم في أوكرانيا لن يتحقق إلا إذا كانت كييف والقادة الأوروبيون جزءاً من المفاوضات الجارية مع موسكو.

وتأتي رحلة ستارمر بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مما يعكس تصاعد القلق الأوروبي من أن دفع ترمب القوي لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا قد يشير إلى استعداده لتقديم تنازلات كبيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ترمب، الأربعاء، خلال أول اجتماع لمجلس وزرائه في ولايته الثانية: «سنحاول التوصل إلى أفضل صفقة ممكنة للطرفين. سنبذل جهداً كبيراً للتوصل إلى اتفاق جيد لأوكرانيا، حتى تستعيد أكبر قدر ممكن من أراضيها».

لكن تقارب الرئيس الأميركي مع روسيا يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين في أوروبا، الذين وجدوا أنفسهم في موقف دفاعي مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض بعزيمة على إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأميركية جذرياً بما يتماشى مع رؤيته «أميركا أولاً».

وعقدت إدارة ترمب محادثات مع روسيا، الأسبوع الماضي، دون مشاركة أوكرانيا أو أي من الحلفاء الأوروبيين، كما رفضت هذا الأسبوع التصويت لصالح مشروع قرار في الأمم المتحدة يلقي باللوم على روسيا في الحرب.

ومع ذلك، تدافع الإدارة الأميركية عن نفسها ضد الاتهامات بتجاهل أوروبا أو الاندفاع المفرط نحو محادثات تسوية مع بوتين.