تقرير: أوكرانيا نجحت في إعادة توجيه طائرات من دون طيار انتحارية إيرانية الصنع إلى روسيا

تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)
تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)
TT
20

تقرير: أوكرانيا نجحت في إعادة توجيه طائرات من دون طيار انتحارية إيرانية الصنع إلى روسيا

تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)
تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)

قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن أوكرانيا تعلمت كيفية اختراق الطائرات من دون طيار الانتحارية إيرانية الصنع، وإرسالها مرة أخرى إلى روسيا وبيلاروسيا، وفقاً للتقارير.

وتنتج روسيا الآن أكثر من 6 آلاف طائرة من دون طيار من طراز «شاهد» سنوياً، وتطلق قواتها ما بين 30 و80 من المسيرات في اتجاه المدن الأوكرانية كل يوم.

وكان حجم الهجمات يشكل تحدياً لوحدات الدفاع الجوي الأوكرانية، التي تعاني من نقص الصواريخ الأرضية - الجو الغربية المكلفة.

وأطلقت روسيا، يوم الثلاثاء، 188 طائرة من دون طيار من طراز «شاهد» و4 صواريخ باليستية من طراز «إسكندر» باتجاه أوكرانيا، وهو رقم قياسي جديد في 1000 يوم من الحرب، وفقاً للقوات الجوية الأوكرانية.

وتقول أوكرانيا إنها لم تتمكن من إيقاف صواريخ إسكندر لكنها تمكنت من منع 90 في المائة من الطائرات من دون طيار من الوصول إلى أهدافها.

ووفقاً لصحيفة «لوموند» الفرنسية، التي نقلت عن «مصدر مقرب من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية»، تمَّت «إعادة توجيه» 95 طائرة من دون طيار بنجاح من أهدافها الأصلية نحو الأراضي الروسية.

وأكد المصدر أن هذا تم من خلال الاستيلاء على إحداثيات الأقمار الاصطناعية التي تستخدمها الطائرات من دون طيار والصواريخ لتوجيه نفسها عبر المجال الجوي.

ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله: «هذه الطائرات من دون طيار تُرسل عمداً إلى روسيا وبيلاروسيا».

وقالت لوموند إن هذه القدرة لم تعترف بها السلطات الروسية ولا البيلاروسية علناً.

مسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136» خلال العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني بطهران (تسنيم)
مسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136» خلال العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني بطهران (تسنيم)

ويبلغ مدى الطائرة «شاهد» (وهي طائرة من دون طيار يبلغ طول جناحيها 3.5 متر وتحمل شحنة متفجرة تزن 40 - 50 كغم) ما يصل إلى 1000 كيلومتر (621 ميلاً)، وأصبح صوتها المميز الذي يشبه صوت الدراجة النارية مألوفاً بشكل مخيف لدى الأوكرانيين، بعد عامين من القصف.

وتم تصميمها من قبل إيران وسيلةً رخيصةً للتجسُّس، وتم تصنيعها مع بعض التعديلات بموجب ترخيص من روسيا خلال العام ونصف العام الماضيين، تحت اسم «جيران - 2»، وتم تصميم شحنتها المتفجرة في الأصل لتدمير المباني ولكنها تحمل الآن أيضاً شحنات مصمَّمة للقتل، عبر القنابل الحرارية.

وأصبحت الهجمات أكثر عدداً وتعقيداً على نحو متزايد. وبعد كل منها، تنشر مصادر مقربة من القوات الجوية الأوكرانية خرائط توضح مساراتها وكيف تهربت من أنظمة الدفاع المضادة الأوكرانية.

وفي الشهر الماضي، كشفت «تلغراف» أن أوكرانيا تعمل على تطوير الطائرة من دون طيار من نوع «ستينغ»، لتكون قادرة على اعتراض الطائرات «شاهد»، بدلاً من الدفاع الجوي التقليدي، لحماية المدن الأوكرانية ضد القصف الروسي.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي عن اتفاق المعادن مع أميركا: «عادلٌ حقاً»

أوروبا صورة مدمجة تظهر الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

زيلينسكي عن اتفاق المعادن مع أميركا: «عادلٌ حقاً»

رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتفاق المعادن الذي وقعته كييف مع واشنطن، واصفاً إياه بأنّه «عادل حقاً».

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم واشنطن وكييف توقعان اتفاقاً لاستغلال المعادن والنفط والغاز في أوكرانيا (أ.ف.ب)

ماذا نعرف عن اتفاق المعادن بين واشنطن وكييف؟

وقّعت واشنطن وكييف الأربعاء اتفاقاً لاستغلال المعادن والنفط والغاز في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ اجتماع بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في «الإليزيه» 17 أبريل (أ.ف.ب) play-circle

اتفاق المعادن استثمار أميركي «رادع» طويل الأجل في أوكرانيا

وقعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقاً لتقاسم المعادن والموارد الطبيعية الأوكرانية، في استثمار أميركي طويل يكون «رادعاً»، مع أنه لا يقدم ضمانات أمنية أميركية.

علي بردى (واشنطن)
تحليل إخباري ستيف ويتكوف وماركو روبيو في باريس في 17 أبريل 2025 (أ.ب)

تحليل إخباري ستيف ويتكوف رجل المهمات الصعبة في عهد ترمب الثاني

يصف البعض مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بـ«وزير خارجية الظل»، فالدور الذي لعبه حتى الساعة في إدارة ترمب يحاكي تقليدياً دور وزير الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب يتحدثان بـ«كاتدرائية القديس بطرس» في الفاتيكان (إ.ب.أ) play-circle

كيف غيّر زيلينسكي موقف ترمب من بوتين؟

شكَّل لقاء زيلينسكي والرئيس الأميركي منعطفاً في لهجة ترمب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الصحة النفسية مرتع جديد للمعالجين المزيفين في فرنسا

الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)
الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)
TT
20

الصحة النفسية مرتع جديد للمعالجين المزيفين في فرنسا

الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)
الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)

يغزو أشخاص يدّعون أنهم «مدربون نفسيون» أو «مستشارون نفسيون» أو غير ذلك قطاع الصحة النفسية في فرنسا، مستغلين الطلب المتزايد وغياب التنظيم، ما ينذر بمخاطر كبيرة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

«هذه المعالجة كادت تدمر حياتي»... بهذه العبارة تصف ماري (ليس اسمها الحقيقي)، البالغة 25 عاماً، وضعها. فهذه الشابة التي تعاني مشكلات نفسية تؤثر على حياتها الجنسية، أحالها إخصائي في العلاج الطبيعي كانت ترتاد عيادته إلى معالجة «تساعد النساء على استعادة أجسادهن».

هذه الأخيرة، وهي عالمة سوفرولوجيا (علم يستخدم تقنيات التنفس والحركة والتصورات للمساعدة في علاج الاضطرابات النفسية)، تمارس التنويم المغناطيسي. وخلال الجلسة الثانية، ظهرت لماري صورة غريبة، إذ تخيلت نفسها في سنّ السنتين، فيما جدّها يلمس جسمها.

وتقول: «لقد صُدمتُ تماماً. سألتها ماذا يعني ذلك، فأجابت، لقد كنتِ ضحية سفاح القربى، لا شكّ في ذلك».

بعد جلسة أخرى تحدثت خلالها المعالِجة عن وجود «قدرة على التواصل مع الأرواح» لدى ماري، قطعت الأخيرة علاقاتها مع عالمة السوفرولوجيا، وأكملت مسيرتها وحيدة «مع هذا التشخيص».

وبعد 8 أشهر، فقدت كل شيء، فاستشارت طبيبة نفسية. وتقول ماري: «غضبَت على الفور، وقالت لي: التنويم المغناطيسي ليس علماً حقيقياً! قد يرسل إليك عقلك ذكريات كاذبة، لذا عليك أن تكوني حذرة للغاية».

وبعد متابعة مكثفة، باتت ماري تعتقد أنها كانت ضحية لتفعيل ذكريات كاذبة مفتعلة.

الذكريات الكاذبة المستحثة مفهوم معقد، وهي تنجم عن علاجات «قد تكون غير مناسبة أو منحرفة حقّاً»، وفق تحذيرات البعثة الوزارية لمكافحة الانتهاكات الطائفية (ميفيلوديس) في أحدث تقرير لها بعدما تلقت الكثير من البلاغات عن حالات مماثلة في السنوات الأخيرة.

وقالت ماري: «أنا غاضبة جداً منها. كان ينبغي عليها أن تُحذّرني».

دعم بـ3900 يورو

تحدثت «ميفيلوديس» عن «مخاوف متزايدة في مجال الصحة العقلية الذي لا يخضع للتنظيم الجيد».

وبحسب المنظمة التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، فإن الصحة العقلية أصبحت «سوقاً سريعة التوسع، يُعتمد فيها على نطاق واسع على مستشارين أو مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية نفسية غير منضبطة يمكن أن تسبب أضراراً نفسية فادحة».

وباتت الصحة العقلية مجالاً مفضلاً لدى المتمرسين في العلوم الزائفة منذ جائحة «كوفيد».

يقول ميكائيل وورمز إيرمينجر، وهو طبيب صحة عامة متخصص في الاضطرابات العقلية: «على الشبكات المهنية والترفيهية، يزعم عدد كبير من الناس أنهم قادرون على علاج مشكلات الصحة العقلية من خلال تقديم علاجات كالعلاج النفسي المنظم، من دون أن يكونوا قد خضعوا لأي تدريب».

ويدعي البعض أنهم قادرون على علاج اضطرابات القلق ونقص الانتباه، في حين أن البعض الآخر يعالج مرض التوحد، أو الفصام، أو الاضطراب ثنائي القطب.

ولاحظت «ميفيلوديس» تضاعف «التقارير الواردة على مدى السنوات العشر الماضية على صعيد حالات التوحد»، استناداً إلى خيارات العلاج البديلة، مثل: «المكملات الغذائية، أو القنب، أو بروتوكولات الاستخلاب» التي تدعي إزالة السموم من الجسم عن طريق إزالة المعادن الثقيلة منه، وفق ما قال رئيس الهيئة دوناسيان لو فايان لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتشكل الصحة والرفاهية موضوع العدد الأكبر من التقارير التي تلقتها هيئة «ميفيلوديس» بين عامي 2022 و2024 (37 في المائة)، وكان 80 في المائة من الحالات يرتبط بأشخاص غير متخصصين في المجال الصحي.

في الآونة الأخيرة، ظهرت تجارة جديدة تتعلق بالإرهاق لدى الأمهات، وتستهدف الأمهات الشابات المنهكات.

تتحدث «ميفيلوديس» عن حالة «مدرِّبة زائفة» تستغل الأمهات «الهشات والمكتئبات» اللواتي يتم تشخيصهن بأنهن «حساسات للغاية»، قبل أن تتيح لهن الحصول على دعم عبر الإنترنت... مقابل 3900 يورو.

«كثير من الارتباك»

يزدهر نشاط هؤلاء الأشخاص الذين يسمون أنفسهم معالجين نفسيين، في ظل غياب التنظيم على صعيد الألقاب المعترف بها من الدولة، حيث ألقاب عالم النفس والطبيب النفسي والمعالج النفسي فقط هي التي تحظى بالحماية.

يقول لو فايان: «يمكن لأي شخص أن يطلق على نفسه لقب مدرب نفسي أو مستشار نفسي... هذا لا يشمله القانون، ولكنه يسبب كثيراً من الارتباك».

ويلفت ميكائيل وورمز إيرمينجر إلى أن هذه الأسماء «تشير إلى وجود صلة مشروعة بعلم النفس».

ويرى فرانك بيليفييه، المندوب الوزاري للصحة العقلية والطب النفسي، أن السلطات الصحية يجب أن تستمر في «التواصل بشكل فعّال» لمكافحة «الجهل» الذي يدفع الناس نحو هذه الممارسات.

وتقول كاترين كاتز، القاضية السابقة ورئيسة الاتحاد الوطني للدفاع عن أسر وأفراد ضحايا الطوائف: «علينا التخلص من الصورة الفولكلورية للمعلم الروحي». وتضيف: «المعلم الروحي في الزمن الراهن لديه خيال لا حدود له».

ويشير ميكائيل وورمز إيرمينجر إلى أن التصحر الطبي قد يصبّ أيضاً في مصلحة «مدربين من شتى الأنواع»، في حين قد تبلغ «أوقات الانتظار» مستويات «مخيفة» للحصول على رعاية نفسية «مكلفة».