الشرطة الهولندية تلقي القبض على العشرات في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين

TT

الشرطة الهولندية تلقي القبض على العشرات في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين

الشرطة الهولندية تُصدِر تعليمات للمحتجّين بمغادرة ساحة «دام» الواقعة وسط العاصمة (أ.ف.ب)
الشرطة الهولندية تُصدِر تعليمات للمحتجّين بمغادرة ساحة «دام» الواقعة وسط العاصمة (أ.ف.ب)

ألقت الشرطة الهولندية القبض أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين اليوم (الأحد) بعد تحديهم لحظر على التظاهر في أمستردام عقب اشتباكات اندلعت قبل أيام وشملت مشجعي كرة قدم إسرائيليين.

وحسب «رويترز»، تحدّى مئات المتظاهرين حظر التجمع في ساحة «دام» بالعاصمة الهولندية، وردّدوا هتافات تطالب بإنهاء العنف في قطاع غزة و«الحرية لفلسطين» و«أمستردام تقول لا للإبادة الجماعية».

وتنفي إسرائيل اتهامات بارتكاب جريمة إبادة جماعية في هجومها المستمر منذ أكثر من عام على حركة «حماس».

ولكن بعد أن صدّقت محكمة محلية على الحظر الذي فرضته سلطات المدينة، تدخّلت الشرطة، وأمرت المحتجّين بالمغادرة، وألقت القبض على أكثر من 100 منهم. وشاهد صحافي من «رويترز» أفراد الشرطة وهم يسحبون عدة أشخاص من المكان.

وقالت رامونا فان دين أوختيند، المتحدثة باسم الشرطة، إنه تم وضعهم على متن حافلات وإنزالهم عند مشارف المدينة، من دون تأكيد عدد من تم الإمساك بهم. وتم نقل متظاهر واحد إلى سيارة إسعاف وهو ينزف.

وتم فرض حظر لمدة 3 أيام، اعتباراً من يوم الجمعة، بعد هجمات على مشجّعي كرة قدم إسرائيليين عقب مباراة كرة قدم يوم الخميس بين فريق مكابي تل أبيب الزائر، وفريق أياكس أمستردام الهولندي.

وأُصيب ما لا يقل عن 5 أشخاص في هجمات نددت بها السلطات الهولندية وزعماء أجانب، منهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وظهرت مجموعة كبيرة من أنصار فريق مكابي، في مقطع مصوّر نشره موقع «بندر» الإخباري على الإنترنت، وهم مسلّحون بالعصي والأنابيب والحجارة، واشتبكوا مرتين مع المشجعين المنافسين عندما توجّهوا إلى المدينة بعد المباراة.

ولم يتسنّ لـ«رويترز» التحقّق من صحة المقطع المصوّر.

إسرائيل تحث مواطنيها على تجنب أي فعاليات بالخارج

وحثت إسرائيل مواطنيها اليوم على تجنب حضور أي أحداث ثقافية ورياضية في الخارج يشارك فيها إسرائيليون على مدى الأيام المقبلة. وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن إسرائيل حصلت على معلومات مخابراتية تفيد بأن جماعات مؤيدة للفلسطينيين تعتزم إلحاق أضرار بالإسرائيليين في مدن في هولندا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها.

وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الوقت نفسه أن ماكرون سينضم إلى مشجعي كرة قدم في ملعب فرنسا الدولي يوم الخميس حينما تواجه فرنسا إسرائيل في مباراة بدوري الأمم الأوروبية.

وذكر مكتب ماكرون أن مشاركة الرئيس هدفها توجيه «رسالة أخوة وتضامن عقب الأفعال المعادية للسامية التي لا يمكن التسامح معها والتي أعقبت المباراة في أمستردام».

اعتقالات

قال منظمو المظاهرة في رسالة على منصة «إنستغرام» إنهم غاضبون بسبب وضع الاضطرابات التي تلت المباراة «في إطار» معاداة السامية، ووصفوا الحظر بأنه إجراء بالغ الصرامة.

وأضافوا: «نرفض استخدام تهمة معاداة السامية سلاحاً لقمع المقاومة الفلسطينية».

ولا يزال أربعة من المشتبه بهم محتجزين على خلفية اتهامهم بارتكاب أعمال عنف، من بينهم قاصران. وفُرض على 40 آخرين غرامات للإخلال بالنظام العام، إلى جانب 10 آخرين بسبب جرائم من بينها التخريب.

وأظهر مقطع فيديو وتقرير للشرطة أن المشجعين الإسرائيليين أحرقوا علماً فلسطينياً واستخدموا العصي والأنابيب والحجارة في اشتباكات مع مناهضين، فضلاً عن تعرضهم لهجمات ممن وصفتهم فمكه هالسما، رئيسة بلدية أمستردام، بأنهم «مجموعات كر وفر معادية للسامية».

وقال قائد الشرطة أوليفييه دوتليه، للمحكمة، اليوم، إن الحظر لا يزال ضرورياً، إذ تواصلت الحوادث المعادية للسامية، بما في ذلك إخراج أشخاص بالقوة من سيارات أجرة وأمرهم بإظهار جوازات سفرهم ليلة أمس السبت.

وشهدت هولندا زيادة في الحوادث المعادية للسامية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.


مقالات ذات صلة

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يسيرون في شارع غرب مدينة غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل وغزة

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، من جديد إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في لبنان وإسرائيل وغزة، في حين يتوقع إعلان هدنة بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

تسبب الانخفاض الجوي الذي تشهده غزة، هذه الأيام، في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً ويلات الحرب منذ 14 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

شددت السعودية، الاثنين، خلال الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7)، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي)
شؤون إقليمية وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أ.ب)

وزير المالية الإسرائيلي يدعو لخفض عدد سكان غزة للنصف

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الاثنين، إلى خفض عدد سكان قطاع غزة إلى النصف من خلال تشجيع الهجرة الطوعية لتسهيل السيطرة على القطاع.

«الشرق الأوسط» (القدس)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)
المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)
المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

فجّر المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو، الاثنين، مفاجأة مدوية بتصدّره الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، حسب النتائج شبه النهائية، وسينافس سياسية مغمورة في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 8 ديسمبر (كانون الأول).

وبعد فرز أكثر من 99 في المائة من الأصوات، حصل كالين جورجيسكو (62 عاماً) المنتمي إلى اليمين المتطرف، والمعارض لمنح أوكرانيا المجاورة مساعدات والمناهض لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على 22.94 في المائة من الأصوات، متقدماً على إيلينا لاسكوني (52 عاماً)، وهي رئيسة بلدية مدينة صغيرة تترأس حزباً من اليمين الوسط وحلّت في المركز الثاني بـ19.17 في المائة من الأصوات في الانتخابات التي أُجريت، الأحد.

إيلينا لاسكوني (52 عاماً) التي ستخوض الجولة الثانية في أثناء إدلائها بصوتها الأحد (إ.ب.أ)

وتراجع رئيس الوزراء المؤيّد لأوروبا مارسيل شيولاكو الذي كان المرشح الأوفر حظاً، إلى المركز الثالث، بفارق نحو ألف صوت فقط عن لاسكوني (19.15 في المائة).

وحقّق جورجيسكو هذه النتيجة المفاجئة بعد أن أطلق حملة عبر تطبيق «تيك توك» ركزت على ضرورة وقف كل مساعدة لكييف، وحقّقت انتشاراً واسعاً خلال الأيام الماضية.

وعلّق جورجيسكو، الأحد، بالقول: «هذا المساء، هتف الشعب الروماني من أجل السلام، وهتف بصوت عالٍ للغاية».

وكان من المتوقع أن يبلغ الجولة الثانية جورج سيميون (38 عاماً)، زعيم تحالف اليمين المتطرف من أجل وحدة الرومانيين (أور)، لكنه حلّ رابعاً بـ13.87 في المائة من الأصوات. وهنّأ خصمه، معرباً عن سعادته بأن «سيادياً» سيترشح للجولة الثانية.

رئيس الوزراء المؤيّد لأوروبا مارسيل شيولاكو يلقي خطاباً وهو محاط بكبار المسؤولين في بوخارست الأحد (إ.ب.أ)

وعوّل سيميون المعجب بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، على خطاباته القومية، للاستفادة من غضب مواطنيه الذين يعانون الفقر بسبب التضخم القياسي.

كما أراد أن يُظهر نفسه معتدلاً؛ لكن ذلك «انعكس عليه سلباً بين الأكثر تطرفاً»، وفق ما قاله المحلل السياسي كريستيان بيرفوليسكو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

تصويت مناهض للنظام

وأشار المحلل بيرفوليسكو إلى أن «اليمين المتطرف هو الفائز الأكبر في هذه الانتخابات»؛ إذ نال أكثر من ثلث الأصوات، متوقعاً أن تنعكس هذه النتائج لصالح اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل. لكن حصول ذلك يؤشّر إلى مفاوضات صعبة لتشكيل ائتلاف.

جورج سيميون (38 عاماً) زعيم تحالف اليمين المتطرف يتحدّث للإعلام في بوخارست الأحد (إ.ب.أ)

ويحكم الديمقراطيون الاشتراكيون، ورثة الحزب الشيوعي القديم الذي هيمن على الحياة السياسية في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، حالياً في ائتلاف مع الليبراليين من حزب التحرير الوطني الذي هُزم مرشحه أيضاً.

وبات الرومانيون يعوّلون على المرشحين المناهضين للنظام، في ظل صعود الحركات المحافظة المتشددة في أوروبا، بعد عقد من حكم الليبرالي كلاوس يوهانيس، وهو من أشد المؤيدين لكييف. وتراجعت شعبيته لا سيما بسبب رحلاته المكلفة إلى الخارج المموّلة بالمال العام. ويرى خبراء أن اليمين المتطرف استفاد من مناخ اجتماعي وجيوسياسي متوتر في رومانيا المنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وبات لهذه الدولة الواقعة على حدود أوكرانيا دور استراتيجي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا؛ حيث ينتشر على أراضيها أكثر من 5 آلاف جندي من حلف «الناتو»، وتشكّل ممراً لعبور الحبوب الأوكرانية.

وتُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا المجاورتين. ويشغل رئيس الجمهورية منصباً فخرياً إلى حد كبير، لكنه يتمتع بسلطة معنوية ونفوذ في السياسة الخارجية. وتباينت المواقف حيال هذه النتائج في شوارع بوخارست، الاثنين. ورأى البعض فيها مفاجأة سارّة، مثل المتقاعدة ماريا شيس (70 عاماً) التي عدّت أن جورجيسكو «يبدو رجلاً نزيهاً وجاداً ووطنياً وقادراً على إحداث التغيير». وأوضحت أنها أُعجبت بمقاطع الفيديو التي نشرها على «تيك توك» مشيراً فيها إلى موقفه من الحرب في أوكرانيا وتعهّده بـ«السلام والهدوء». وأضافت: «انتهى الخنوع للغرب، وليُفسح المجال لمزيد من الاعتزاز والكرامة».

في المقابل، أعرب آخرون، مثل أليكس تودوز، وهو صاحب شركة إنشاءات، عن «الحزن وخيبة الأمل أمام هذا التصويت المؤيّد لروسيا بعد سنوات عدة في تكتلات أوروبية أطلسية». وعدّ أنه بمثابة تصويت ضد الأحزاب التقليدية التي لحقت بها حملة «تضليل» على الشبكات الاجتماعية أكثر من كونه موقفاً مؤيداً لـ«الكرملين». وحول الجولة الثانية، فقد أعرب عن خشيته من أن «الرومانيين ليسوا مستعدين لانتخاب امرأة (لاسكوني)»؛ لصد اليمين المتطرف في هذا البلد؛ حيث لا تزال النعرات الذكورية راسخة.