أوكرانيا تحث حلفاءها على اتخاذ إجراء ضد كوريا الشمالية

ميدفيديف: روسيا ستستخدم الأسلحة النووية إذا تعرض وجودها للتهديد

حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)
حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تحث حلفاءها على اتخاذ إجراء ضد كوريا الشمالية

حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)
حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء أوكرانيا إلى التوقف عن «المشاهدة»، واتخاذ إجراءات للتعامل مع وجود قوات من كوريا الشمالية في روسيا قبل أن تبدأ هذه القوات في مواجهة بلاده في القتال.

وقال زيلينسكي في مقطع مصور نُشر على «تلغرام» إن كوريا الشمالية أحرزت تقدماً في قدرتها العسكرية ونشر الصواريخ وإنتاج الأسلحة، و«الآن ستكتسب خبرة الحرب الحديثة بكل أسف».

وأضاف زيلينسكي: «أول دفعة تضم آلاف الجنود من كوريا الشمالية باتت بالقرب من الحدود الأوكرانية. سيضطر الأوكرانيون للدفاع عن أنفسهم ضدهم. وسيكتفي العالم مرة أخرى بالمشاهدة»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ينتقد وقوف الحلفاء متفرجين على وجود قوات كورية شمالية (رويترز)

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا حددت كل موقع يتمركز فيه جنود كوريا الشمالية في روسيا. لكنه قال إن حلفاء كييف الغربيين لم يزودوها بالأسلحة بعيدة المدى اللازمة للتعامل معهم.

وأضاف: «ولكن بدلاً من تزويدنا بهذه القدرة الضرورية بعيدة المدى، نجد أميركا وبريطانيا وألمانيا تكتفي بالمشاهدة... كل من يريد حقاً على مستوى العالم ألا تتوسع الحرب الروسية ضد أوكرانيا... يجب ألا يكتفي بالمشاهدة. يجب أن يتخذ إجراء. يجب أن يقترن الكلام حول عدم جواز التصعيد وتوسع الحرب بالأفعال».

وتضمن المقطع المصور، الذي تبلغ مدته ثلاث دقائق، تعليقاته مع صور لجنود كوريا الشمالية ومنصات صواريخ، بالإضافة إلى صور للحرب والأمم المتحدة.

وكان زيلينسكي قد حث حلفاء بلاده الغربيين على السماح باستعمال صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وقال زيلينسكي في خطابه المسائي: «نرى كل موقع تحشد فيه روسيا هؤلاء الجنود الكوريين الشماليين على أراضيها، كل معسكراتهم. يمكننا أن نضرب بشكل وقائي، إذا كانت لدينا القدرة على الضرب لمسافة كافية»، متهماً حلفاء كييف «بالانتظار حتى يبدأ الجيش الكوري الشمالي في ضرب الأوكرانيين بدلاً من توفير القدرة بعيدة المدى الضرورية للغاية».

وزيرا خارجية روسيا وكوريا الشمالية في موسكو الجمعة (رويترز)

يأتي المقطع المصور أيضاً بعد حديث لتلفزيون «كيه بي إس» الكوري الجنوبي، الخميس، انتقد فيه زيلينسكي ما وصفه برد «صفر» من حلفائه على استعانة روسيا بقوات من كوريا الشمالية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن هناك عشرة آلاف جندي كوري شمالي في روسيا، منهم ما يصل إلى ثمانية آلاف في منطقة كورسك الجنوبية، التي نفذت فيها القوات الأوكرانية توغلاً في أغسطس (آب). وقالت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي لنظيرها الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، إن بلادها ستدعم روسيا حتى تحقق النصر في حربها ضد أوكرانيا.

ميدفيديف يهدد

نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الذي شغل في السابق منصب رئيس روسيا، قوله، السبت، إن الولايات المتحدة تخطئ إذا اعتقدت أن موسكو لن تستخدم الأسلحة النووية في حال تعرُّض وجودها للتهديد.

وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أوردت مقتطفات منها وكالة «رويترز»، قال ميدفيديف إنه لسبب ما يعتقد الأميركيون أن «الروس لن يتجاوزوا خطاً معيناً». وأضاف: «إنهم مخطئون. إذا تعلق الأمر بوجود دولتنا، وهو ما قاله رئيس بلادنا مراراً وتكراراً، وأقوله أنا، وقاله آخرون، فمن الطبيعي أننا ببساطة لن يكون لدينا أي خيار. كل شخص يتولى منصب رئيس دولة نووية، يتحمل في الأساس هذا الالتزام: الدفاع عن البلاد حتى النهاية. وهذا ينطبق أيضاً على الاتحاد الروسي».

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف يلوّح بالسلاح النووي (أ.ب)

ورأى أن «المؤسسة السياسية الحالية، سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا، تفتقر في هذه المسألة إلى البصيرة والذكاء اللذين كانا يتمتع بهما، على سبيل المثال، (وزير الخارجية الأميركي السابق هنري) كيسنجر» الذي رحل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، السيطرة على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا؛ إذ تسرع من تقدُّم قواتها في الأيام الأخيرة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت الوزارة إن قواتها «حرّرت» قرية كوراخيفكا الكبيرة القريبة من مدينة كوراخوف الصناعية في منطقة دونيتسك الشرقية التي تهدف روسيا إلى السيطرة عليها، كذلك أكّدت أن القوات الروسية سيطرت على قرية بيرشورافنيفي الصغيرة في منطقة خاركيف القريبة من منطقة لوغانسك الشرقية.

وسيطر الجيش الروسي على 478 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو رقم قياسي منذ الأسابيع الأولى للحرب في مارس (آذار) 2022، وفق تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» لبيانات المعهد الأميركي لدراسة الحرب.


مقالات ذات صلة

غوتيريش يبدي «قلقه الشديد» لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

العالم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

غوتيريش يبدي «قلقه الشديد» لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «قلقه الشديد» لوجود قوات كورية شمالية في روسيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا القوات الروسية تسيطر على قرية فيشنيف بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا (رويترز)

تقدم روسي بمنطقة دونيتسك... وأوكرانيا تُقرّ بوقوع قتال

قال الجيش الروسي، الأحد، إن قواته سيطرت على قرية فيشنيف بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، وإنها تواصل تقدّمها صوب المركز اللوجيستي في بوكروفسك.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية مواطن روسي يلتقط صورة بهاتفه لمركبة أميركية خلال نقلها إلى معرض مخلفات الحرب في أوكرانيا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية (إ.ب.أ)

تركيا: إرهاق روسيا وأوكرانيا في الحرب سيؤدي لوضع جديد

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الحرب الروسية - الأوكرانية يجب أن تنتهي على أساس وحدة أراضي أوكرانيا، معتقداً بأن إرهاق الطرفين سيؤدي إلى وضع جديد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية يتابع أحد تدريبات جيشه (وكالة أنباء كوريا الشمالية)

الاستخبارات الأوكرانية: نشر نحو 7 آلاف جندي كوري شمالي قرب الجبهة

ذكرت وكالة الاستخبارات الأوكرانية أنه يبدو أن روسيا نشرت أكثر من 7 آلاف جندي كوري شمالي مسلحين ببنادق هجومية من طراز «إيه كيه 12».

«الشرق الأوسط» (سول)
أوروبا كشافات في سماء كييف حيث يبحث جنود أوكرانيون عن الطائرات المسيرة ويطلقون النار عليها أثناء غارة روسية (رويترز)

هجوم جوي روسي يتسبب بحريق في وسط كييف

شب حريق في العاصمة الأوكرانية بعد هجوم بمسيرات روسية.

«الشرق الأوسط» (كييف موسكو)

شاهد... ناجون من فيضانات إسبانيا يرشقون الملك ومسؤولين بالطين والبيض

ملك إسبانيا فيليبي السادس أثناء زيارته لفالنسيا (أ.ف.ب)
ملك إسبانيا فيليبي السادس أثناء زيارته لفالنسيا (أ.ف.ب)
TT

شاهد... ناجون من فيضانات إسبانيا يرشقون الملك ومسؤولين بالطين والبيض

ملك إسبانيا فيليبي السادس أثناء زيارته لفالنسيا (أ.ف.ب)
ملك إسبانيا فيليبي السادس أثناء زيارته لفالنسيا (أ.ف.ب)

اضطر ملك إسبانيا فيليبي السادس، والملكة ليتيسيا، ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز، إلى قطع زيارتهم -الأحد- إلى جنوب شرقي إسبانيا المتضرر من فيضانات أودت بـ217 شخصاً على الأقلّ، بعدما قامت حشود ساخطة برشقهم بالطين والبيض.

وأفادت هيئة الإذاعة الوطنية الإسبانية بأن الهجوم وقع في فالنسيا، وهي من المدن الأكثر تأثّراً بالفيضانات، وتضمَّن أيضاً إلقاء بعض الحجارة وأشياء أخرى، وأن اثنين من الحراس الشخصيين عولجا جراء إصابتهما؛ حيث شوهد أحدهما وهو مصاب بجرح نازف على جبهته.

وردد الحشد في بلدة بايبورتا شعارات مثل: «اخرجوا! اخرجوا!» و«قتلة!» بين إهانات أخرى.

واضطرت الشرطة إلى التدخل بجنود على ظهور الخيل، لإبعاد الحشد الذي قُدر بعدة عشرات، بعضهم يحمل مجارف وعِصياً.

وكان التأثُّر واضحاً على الثنائي الملكي، حيث حرصا على التحلِّي برباطة جأش، وحاولا التحدّث مع السكان لنحو ساعة للتهدئة من روعهم قبل المغادرة. وقد ألغيت زيارة كانت مقررة لهما إلى بلدة أخرى.

وسرعان ما سحب عناصر الأمن رئيس الوزراء سانشيز ورئيس الحكومة المحلية في فالنسيا، اليميني كارلوس مازون، اللذين تعرَّضا لسيل من الشتائم من وسط الحشود لاصطحابهما إلى مكان آمن. وبثَّ التلفزيون الوطني مشاهد لمركبة يغطيها الوحل كُسر زجاجها الخلفي، قال إنها السيارة الرسمية لسانشيز.

وفي تصريح موجز بُعيد الحادثة، أكّد سانشيز أنه يتفهّم ما يكابده المنكوبون من «خشية ومعاناة»، مندّداً بأي «نوع من أنواع العنف» وعدَّ هذه الأفعال «هامشية بالمطلق».

ومساءً، أكَّد ملك إسبانيا في تسجيل على «إكس» أنه لا بدّ من «تفهُّم الغضب والاستياء لدى كثيرين بسبب ما قاسوه».

وطالب بـ«إعادة الأمل لهم، وضمان وجود الدولة بكلّ أركانها» إلى جانبهم.

وتُتّهم الحكومة الإقليمية في فالنسيا بأنها تأخّرت جدّاً في إرسال رسالة نصية تحذيرية للسكان مساء الثلاثاء، في حين كانت وكالة الأرصاد الجوية قد وضعت المنطقة تحت «إنذار أحمر» منذ الصباح.

ويلوم المتضرّرون الذين يشعرون بأن الدولة تخلّت عنهم، رئيس الوزراء سانشيز، على بطء إيصال المساعدات إليهم.

وحسب أحدث حصيلة، لقي 217 شخصاً على الأقل حتفهم في هذه الفيضانات، من بينهم 213 في منطقة فالنسيا وحدها، وثلاثة في كاستيا-لا-مانشا؛ حيث عثر على جثّة امرأة سبعينية مفقودة منذ الثلاثاء، فضلاً عن شخص قضى في الأندلس.

ومن بين ضحايا الفيضانات، مواطنان صينيان، حسب السفارة الصينية في مدريد، في حين لا يزال آخران في عداد المفقودين.

وتتوقّع السلطات ارتفاع حصيلة الضحايا، إذ «لا تزال المياه تغمر طوابق سفلية ومرائب ومواقف سيارات، ينبغي رفع الأنقاض منها، ولا يُستبعد العثور على جثث فيها»، حسبما قال وزير النقل أوسكار بوينتي.