رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، أن مشاركة القوات العسكرية الكورية الشمالية في الغزو الروسي لأوكرانيا، جعلت «هذه الحرب دولية وتتجاوز حدود البلدين».
وقال زيلينسكي إنه تحدث مع رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، واتفق معه على تعزيز الاستخبارات وتبادل الخبرات وتكثيف الاتصالات على جميع المستويات.
وقال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي إن يون وزيلينسكي اتفقا على عقد مشاورات استراتيجية للرد بشكل مشترك على التعاون العسكري «غير القانوني» بين موسكو وبيونغ يانغ الذي يشمل نشر قوات كورية شمالية. وأضاف أن الزعيمين أجريا مكالمة هاتفية وأدانا بشدة إرسال كوريا الشمالية أسلحة وقوات لدعم روسيا.
وفي سيول، قال النائب الكوري الجنوبي لي سيونغ كوون، استناداً إلى معلومات استخباراتية إن جنرالات من كوريا الشمالية قد يذهبون إلى الجبهة الروسية مع أوكرانيا.
وذكر النائب لي سيونغ كوون في ختام جلسة إحاطة مع جهاز الاستخبارات الوطني أن الجهاز «ينظر في احتمال أن يتوجه بعض الجنرالات الرفيعي المستوى إلى مناطق خط الجبهة»، وفق وثيقة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكانت واشنطن قالت إن كوريا الشمالية أرسلت 10 آلاف جندي لتلقي تدريب في روسيا، فيما حذرت سيول، الثلاثاء، من أن التعاون العسكري المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ يشكل «تهديداً أمنياً كبيراً للمجتمع الدولي».
ونفت كوريا الشمالية إرسال قوات للقتال على الجبهة، لكن في أول تعليق لوسيلة إعلام رسمية الأسبوع الماضي، قال نائب وزير خارجيتها إنه في حال حدوث ذلك، فسيكون متوافقاً مع القانون الدولي.
ووصلت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية، تشوي سون هوي، إلى روسيا في زيارة رسمية، على ما نقلت وكالات الأنباء المحلية عن مصادر دبلوماسية روسية.
ومن المنتظر أن تتوجه الوزيرة، التي وصلت إلى فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا، إلى موسكو الأربعاء، بحسب وكالات الأنباء الروسية.
وتأتي هذه الزيارة في حين يندد الغرب بنشر آلاف الجنود الكوريين الشماليين بالقرب من أوكرانيا، محذراً من أن مشاركتهم في الحرب ستكون بمثابة تصعيد خطير في هذا النزاع.
والخميس الماضي صوّت النواب في مجلس الدوما الروسي بالإجماع لصالح المصادقة على «معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة» مع كوريا الشمالية.
ويتعين عرضها على مجلس الاتحاد (الشيوخ) للموافقة عليها في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني).
تم التوقيع على هذه المعاهدة بين روسيا وكوريا الشمالية في 19 يونيو (حزيران) خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغ يانغ، وهي مثال على التقارب المتسارع بين البلدين.
وتنص المعاهدة في المادة الرابعة منها على «مساعدة عسكرية فورية» في حال وقوع عدوان مسلح من بلد ثالث.
ورداً على سؤال حول هذه المعاهدة وطريقة تطبيقها، تجنب بوتين، الذي أنجز تقارباً دبلوماسياً وعسكرياً متسارعاً مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون منذ عام 2022، الإجابة بشكل مباشر، وقال: «هذا شأننا».
تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي الروسية منذ بدء هجومها المفاجئ في مطلع أغسطس (آب) في منطقة كورسك. فيما تواصل القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا.
وأحرز الجيش الروسي تقدماً في الأراضي الأوكرانية وسيطر على 478 كيلومتراً مربعة منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، هو الأكبر على مدى شهر منذ مارس (آذار) 2022، بحسب تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين، استناداً إلى بيانات معهد دراسات الحرب الأميركي.
تقدم ميداني
وأعلن الجيش الروسي، الثلاثاء، سيطرته على مدينة سيليدوفي في شرق أوكرانيا، ما من شأنه زيادة الضغط على القوات الأوكرانية في منطقة بوكروفسك، وهي محور لوجيستي رئيسي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان مقتضب على «تلغرام»، إن مدينة سيليدوفي التي كان عدد سكانها نحو 20 ألفاً قبل الحرب: «حُرِّرت بفضل العمليات الناجحة للتشكيلات والوحدات العسكرية».
وكانت الوزارة أعلنت من قبلُ السيطرة على ثلاث بلدات في المنطقة ذاتها، هي غيرنيك وكاترينيفكا وبوغويافلنكا.
وتقع سيليدوفي على مسافة نحو 15 كيلومتراً جنوب شرقي بوكروفسك، المدينة التي كانت تعد 60 ألف نسمة قبل الحرب. وهي تؤوي منجم الفحم الوحيد الذي تسيطر عليه أوكرانيا وتحتاج إليه لصناعة الصلب.
تدريبات نووية
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إجراء تدريبات نووية استراتيجية جديدة، وقال إن كبار المسؤولين سيراجعون إجراءات التحكم في عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز النووية.
وقال بوتين في مقطع فيديو نشره الكرملين: «اليوم نجري تدريبات أخرى لقوات الردع الاستراتيجية».
وأضاف بوتين: «سنعمل على ترتيب عمل المسؤولين للتحكم في استخدام الأسلحة النووية فيما يتعلق بالإطلاق الفعلي للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز».
وذكر أن روسيا لن تكون طرفاً في أي سباق تسلح، لكنها بحاجة إلى الحفاظ على جاهزية قواتها النووية.