زيلينسكي: مشاركة القوات الكورية الشمالية دوّلت حرب أوكرانيا

تقدم روسي جديد على الجبهة... وتدريب نووي استراتيجي

زيلينسكي يلقي كلمة في اجتماع مجلس الشمال في ريكيافيك الثلاثاء (إ.ب.أ)
زيلينسكي يلقي كلمة في اجتماع مجلس الشمال في ريكيافيك الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: مشاركة القوات الكورية الشمالية دوّلت حرب أوكرانيا

زيلينسكي يلقي كلمة في اجتماع مجلس الشمال في ريكيافيك الثلاثاء (إ.ب.أ)
زيلينسكي يلقي كلمة في اجتماع مجلس الشمال في ريكيافيك الثلاثاء (إ.ب.أ)

رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، أن مشاركة القوات العسكرية الكورية الشمالية في الغزو الروسي لأوكرانيا، جعلت «هذه الحرب دولية وتتجاوز حدود البلدين».

وقال زيلينسكي إنه تحدث مع رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، واتفق معه على تعزيز الاستخبارات وتبادل الخبرات وتكثيف الاتصالات على جميع المستويات.

وقال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي إن يون وزيلينسكي اتفقا على عقد مشاورات استراتيجية للرد بشكل مشترك على التعاون العسكري «غير القانوني» بين موسكو وبيونغ يانغ الذي يشمل نشر قوات كورية شمالية. وأضاف أن الزعيمين أجريا مكالمة هاتفية وأدانا بشدة إرسال كوريا الشمالية أسلحة وقوات لدعم روسيا.

وفي سيول، قال النائب الكوري الجنوبي لي سيونغ كوون، استناداً إلى معلومات استخباراتية إن جنرالات من كوريا الشمالية قد يذهبون إلى الجبهة الروسية مع أوكرانيا.

بوتين بضيافة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ في 19 يونيو 2024 (د.ب.أ)

وذكر النائب لي سيونغ كوون في ختام جلسة إحاطة مع جهاز الاستخبارات الوطني أن الجهاز «ينظر في احتمال أن يتوجه بعض الجنرالات الرفيعي المستوى إلى مناطق خط الجبهة»، وفق وثيقة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت واشنطن قالت إن كوريا الشمالية أرسلت 10 آلاف جندي لتلقي تدريب في روسيا، فيما حذرت سيول، الثلاثاء، من أن التعاون العسكري المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ يشكل «تهديداً أمنياً كبيراً للمجتمع الدولي».

ونفت كوريا الشمالية إرسال قوات للقتال على الجبهة، لكن في أول تعليق لوسيلة إعلام رسمية الأسبوع الماضي، قال نائب وزير خارجيتها إنه في حال حدوث ذلك، فسيكون متوافقاً مع القانون الدولي.

ووصلت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية، تشوي سون هوي، إلى روسيا في زيارة رسمية، على ما نقلت وكالات الأنباء المحلية عن مصادر دبلوماسية روسية.

ومن المنتظر أن تتوجه الوزيرة، التي وصلت إلى فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا، إلى موسكو الأربعاء، بحسب وكالات الأنباء الروسية.

وتأتي هذه الزيارة في حين يندد الغرب بنشر آلاف الجنود الكوريين الشماليين بالقرب من أوكرانيا، محذراً من أن مشاركتهم في الحرب ستكون بمثابة تصعيد خطير في هذا النزاع.

عمال أوكرانيون يرفعون الأضرار في منطقة سكنية في كييف استهدفها القصف الروسي الثلاثاء (إ.ب.أ)

والخميس الماضي صوّت النواب في مجلس الدوما الروسي بالإجماع لصالح المصادقة على «معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة» مع كوريا الشمالية.

ويتعين عرضها على مجلس الاتحاد (الشيوخ) للموافقة عليها في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني).

تم التوقيع على هذه المعاهدة بين روسيا وكوريا الشمالية في 19 يونيو (حزيران) خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغ يانغ، وهي مثال على التقارب المتسارع بين البلدين.

وتنص المعاهدة في المادة الرابعة منها على «مساعدة عسكرية فورية» في حال وقوع عدوان مسلح من بلد ثالث.

ورداً على سؤال حول هذه المعاهدة وطريقة تطبيقها، تجنب بوتين، الذي أنجز تقارباً دبلوماسياً وعسكرياً متسارعاً مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون منذ عام 2022، الإجابة بشكل مباشر، وقال: «هذا شأننا».

تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي الروسية منذ بدء هجومها المفاجئ في مطلع أغسطس (آب) في منطقة كورسك. فيما تواصل القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا.

بوتين في الكرملين يشاهد تدريباً للقوات النووية الروسية الثلاثاء (إ.ب.أ)

وأحرز الجيش الروسي تقدماً في الأراضي الأوكرانية وسيطر على 478 كيلومتراً مربعة منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، هو الأكبر على مدى شهر منذ مارس (آذار) 2022، بحسب تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين، استناداً إلى بيانات معهد دراسات الحرب الأميركي.

تقدم ميداني

وأعلن الجيش الروسي، الثلاثاء، سيطرته على مدينة سيليدوفي في شرق أوكرانيا، ما من شأنه زيادة الضغط على القوات الأوكرانية في منطقة بوكروفسك، وهي محور لوجيستي رئيسي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان مقتضب على «تلغرام»، إن مدينة سيليدوفي التي كان عدد سكانها نحو 20 ألفاً قبل الحرب: «حُرِّرت بفضل العمليات الناجحة للتشكيلات والوحدات العسكرية».

وكانت الوزارة أعلنت من قبلُ السيطرة على ثلاث بلدات في المنطقة ذاتها، هي غيرنيك وكاترينيفكا وبوغويافلنكا.

وتقع سيليدوفي على مسافة نحو 15 كيلومتراً جنوب شرقي بوكروفسك، المدينة التي كانت تعد 60 ألف نسمة قبل الحرب. وهي تؤوي منجم الفحم الوحيد الذي تسيطر عليه أوكرانيا وتحتاج إليه لصناعة الصلب.

تدريبات نووية

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إجراء تدريبات نووية استراتيجية جديدة، وقال إن كبار المسؤولين سيراجعون إجراءات التحكم في عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز النووية.

وقال بوتين في مقطع فيديو نشره الكرملين: «اليوم نجري تدريبات أخرى لقوات الردع الاستراتيجية».

وأضاف بوتين: «سنعمل على ترتيب عمل المسؤولين للتحكم في استخدام الأسلحة النووية فيما يتعلق بالإطلاق الفعلي للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز».

وذكر أن روسيا لن تكون طرفاً في أي سباق تسلح، لكنها بحاجة إلى الحفاظ على جاهزية قواتها النووية.


مقالات ذات صلة

ماذا بعد سقوط حماة؟

تحليل إخباري أحد مقاتلي الفصائل المسلحة السورية يطلق النار في الهواء احتفالاً بالسيطرة على مدينة حماة 5 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ماذا بعد سقوط حماة؟

إذا كان الطريق الدولي إم - 5 العمود الفقري لأهم المدن السورية، من حلب وحتى درعا، مروراً بحمص ودمشق، فإن حماة هي مركز ثقل هذه المدن في البعد الجغرافيّ

المحلل العسكري
تحليل إخباري جثمان المصور الصحفي السوري أنس الخربوطلي خلال جنازته في إدلب بعد مقتله بغارة جوية على مدينة مورك بريف حماة (إ.ب.أ)

تحليل إخباري هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

رغم ما يراه معلقون أن تركيا قد تكون هي التي تقف وراء اندلاع هجوم المعارضة المسلحة في سوريا، فإنهم يلاحظون وجود «غض نظر» من إدارة بايدن على الحدث.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي سيارة تمر بجوار معدات ومركبات عسكرية تابعة للجيش السوري تم التخلي عنها على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق بالقرب من بلدة صوران شمال مدينة حماة (أ.ف.ب)

روسيا: هجوم الفصائل في سوريا لم يكن ممكناً دون دعم وتحريض من الخارج

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم، إن موسكو تدعم إجراءات القيادة السورية لمواجهة هجمات يشنها من وصفتهم بأنهم «جماعات إرهابية».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع في مقر إقامة الدولة نوفو أوغاريوفو خارج موسكو بروسيا في 2 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

بوتين يبلّغ إردوغان رغبته بنهاية «سريعة» لهجوم الفصائل في سوريا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، إنه يرغب في نهاية «سريعة» للهجوم الذي شنته الفصائل المسلحة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا التدريبات الروسية لإطلاق صواريخ في شرق البحر الأبيض المتوسط (رويترز)

روسيا أجرت تدريبات لإطلاق صواريخ في شرق البحر المتوسط

أعلنت موسكو، الثلاثاء، أنها أجرت تدريبات تتضمن إطلاق صواريخ، من بينها صواريخ فرط صوتية، في شرق البحر الأبيض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لافروف يؤكد استعداد روسيا لاستخدام «كل الوسائل» كي لا تهزم في أوكرانيا


وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ب)
TT

لافروف يؤكد استعداد روسيا لاستخدام «كل الوسائل» كي لا تهزم في أوكرانيا


وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ب)

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة بثّت الخميس، أنّ بلاده مستعدة لاستخدام «كل الوسائل» المتاحة أمامها كي لا تُهزم في أوكرانيا.

وقال لافروف في مقابلة أجراها معه في موسكو الإعلامي الأميركي تاكر كارلسن، المقرّب من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، إنّه يتعين على الولايات المتّحدة وحلفائها «أن يفهموا أنّنا مستعدّون لاستخدام كل الوسائل لمنعهم من تحقيق ما يسمّونه هزيمة استراتيجية لروسيا».

وأعرب لافروف، عن أمله في أن يكون الغرب قد «أخذ على محمل الجدّ» استخدام روسيا صاروخها الجديد ضدّ أوكرانيا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال: «نحن نرسل إشارات ونأمل في أن تكون الإشارة الأخيرة التي أرسلناها قبل أسبوعين» حين أطلق الجيش الروسي على أوكرانيا صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي، قد "أُخذت على محمل الجدّ».

من جهة أخرى، قال متحدث باسم البيت الأبيض، إن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، وأندري يرماك، أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ناقشا اليوم تحسين موقف كييف في حربها مع روسيا وضمان دخولها أي مفاوضات مستقبلية من موقع قوة.