البرلمان الألماني يصوت على حزمة أمنية جديدة

في أعقاب هجوم يزعم أن له دوافع إسلاموية

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر "متداولة"
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر "متداولة"
TT

البرلمان الألماني يصوت على حزمة أمنية جديدة

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر "متداولة"
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر "متداولة"

يصوت البرلمان الألماني (بوندستاغ)، الجمعة، على حزمة أمنية جديدة اقترحها الائتلاف الحاكم.

وفي أعقاب هجوم يُزعم أن له دوافع إسلاموية في مدينة زولينغن، الذي أودى بحياة 3 أشخاص، بادر الائتلاف الحاكم - المكوَّن من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه المستشار أولاف شولتس وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر - بتقديم اقتراح أمني جديد. وتتضمن الخطة حظراً عاماً على حيازة السكاكين في الفعاليات العامة.

وقد يتم خفض مخصصات الإعانة التي يحصل عليها طالبو اللجوء الملزمون بمغادرة البلاد إذا كانت دولة أوروبية أخرى مسؤولة عنهم، وفقاً لما يُسمى بـ«قواعد دبلن»، ولم تكن هناك عقبات أمام مغادرتهم.

وفي التحقيقات المتعلقة بالإرهاب، تسمح الحزمة الجديدة بإجراء مقارنة بين البيانات البيومترية على الإنترنت، شريطة أن يحصل رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية على موافقة المحكمة. وتواجه الخطط انتقادات حتى من داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، ويرجع ذلك جزئياً إلى تشديد الإجراءات في مجال الهجرة. وسيجري التصويت بإعلان الأسماء. ومن المتوقَّع أن يتم تمرير الحزمة.

الشرطة الألمانية في حالة استنفاربعد هجوم إرهابي (متداولة)

وتنص «الحزمة الأمنية» - من بين أمور أخرى - على تشديد قوانين حيازة الأسلحة، ومطابقة البيانات البيومترية في التحقيقات المتعلقة بالإرهاب، في ظل ظروف معينة؛ ذلك إلى جانب إلغاء الإعانات المقدمة لطالبي اللجوء الملزمين بمغادرة البلاد، وذلك إذا كانت دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي مسؤولة عنهم - وفقاً لما تُسمى «قواعد دبلن» - ولا يوجد ما يمنعهم من المغادرة. واتفقت الكتل البرلمانية لأحزاب الائتلاف الحاكم على حزمة الإجراءات بعد هجوم إرهابي في مدينة زولينغن.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ مقاتل من «داعش» يحمل سلاحاً مع علم التنظيم في أحد شوارع مدينة الموصل يوم 23 يونيو 2014 (رويترز)

الولايات المتحدة وحلفاؤها يدرسون مستقبل محاربة تنظيم «داعش»

بعد مرور 10 سنوات على الإطلاق الرسمي للعملية، التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، اجتمعت واشنطن وحلفاؤها في «الناتو» في بروكسل لمناقشة مستقبل المهمة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أفريقيا سيارة نقل تابعة للشرطة الصومالية تتجه إلى موقع انفجار في مطعم يرتاده عادة ضباط الشرطة بالقرب من معسكر تدريب في مقديشو في 17 أكتوبر 2024  (رويترز)

7 قتلى في تفجير انتحاري بمقديشو تبنته «حركة الشباب»

قالت الشرطة الصومالية، الخميس، إن 7 أشخاص قتلوا، وأصيب 6 آخرون، عندما فجر انتحاري عبوة مجهولة في مقهى خارج مدرسة تدريب تابعة للشرطة بالعاصمة مقديشو.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شؤون إقليمية إردوغان وبارزاني خلال مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء (الرئاسة التركية)

ملفات حرجة في مباحثات إردوغان وبارزاني بأنقرة... وحضور لـ«العمال الكردستاني»

أجرى رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني زيارة لتركيا في توقيت دقيق بالنسبة لأنقرة وأربيل إضافة إلى الوضع الإقليمي المتوتر في ظل توسيع إسرائيل نطاق الحرب

سعيد عبد الرازق (لأنقرة: )
أوروبا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر (متداولة)

الداخلية الألمانية تدعو إلى تمرير «حزمة الأمن»

دعت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، إلى تمرير ما تُسمى «حزمة الأمن» في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، على الرغم من الانتقادات الموجهة للمقترح الحكومي.

«الشرق الأوسط» (برلين)

ألمانيا تودع بايدن وتشكره على إرساء علاقات متينة عبر «الأطلسي»

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أعلى وسام استحقاق من الدولة الألمانية (أ.ف.ب)
الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أعلى وسام استحقاق من الدولة الألمانية (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا تودع بايدن وتشكره على إرساء علاقات متينة عبر «الأطلسي»

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أعلى وسام استحقاق من الدولة الألمانية (أ.ف.ب)
الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أعلى وسام استحقاق من الدولة الألمانية (أ.ف.ب)

ودّعت ألمانيا الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي اختار أن يزور برلين قبل أشهر قليلة على مغادرته منصبه، في لفتة سريعة رمزية بقدر ما كانت سياسية.

وفي مؤشر إلى مخاوف برلين مما قد تحمله الانتخابات الأميركية المقبلة، بعد قرابة أسبوعين من إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، كرَّر المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس فرنك فالتر شتاينماير، اللذان استقبلا بايدن، عبارات الشكر والدعوات لضرورة إبقاء العلاقات عبر «الأطلسي» متينة.

وفي حفلٍ أقامه شتاينماير لتكريم بايدن بأعلى وسام في الدولة، وهو الصليب الأعظم من رتبة الاستحقاق؛ لـ«تفانيه في التحالف عبر الأطلسي»، قال إنه يأمل «أن يتذكر الأميركيون، في الأشهر المقبلة، أن حلفاءهم لا يمكن الاستغناء عنهم». وفي ذلك إشارة إلى احتمال عودة ترمب، والمخاوف من إعادة توتر العلاقات الأميركية الألمانية، كما حصل خلال إدارة الرئيس السابق.

المستشار الألماني أولاف شولتس مستقبلاً الرئيس الأميركي جو بايدن في برلين (أ.ب)

وأنحى المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترمب باللائمة جزئياً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقال ترمب، في «بودكاست» استمر نحو ساعة ونصف الساعة مع اليوتيوبر باتريك بيت-ديفيد: «لم يكن ينبغي عليه أن يَدَع تلك الحرب تبدأ». كما تساءل ترمب بشأن المساعدات الأميركية لأوكرانيا، كما فعل في السابق.

وأضاف: «أعتقد أن زيلينسكي هو واحد من أعظم مندوبي المبيعات الذين رأيتهم على الإطلاق. كلما جاء، نمنحه 100 مليار دولار - من الذي حصل على هذا القدر من المال في التاريخ؟ لم يحدث ذلك من قبل». وقال إنه لا يعني أنه لا يريد مساعدة أوكرانيا، حيث يشعر «بأسى كبير تجاه هؤلاء الناس». وقد عارض شريك ترمب في الحملة الانتخابية، السيناتور من ولاية أوهايو؛ جي دي فانس، بشدة تقديم أي مساعدة لأوكرانيا. وفي المقابلة، كرر ترمب مزاعمه المتكررة بأنه لو كان رئيساً، لما كانت تلك الحرب قد اندلعت. وأشار إلى أن الحرب لم تحدث خلال سنواته الأربع في البيت الأبيض، «وما كانت لتحدث مطلقاً».

وحرص الرئيس الألماني على ذكر تاريخ الصداقة الطويلة مع بايدن منذ كان «سيناتوراً» وقبل سقوط جدار برلين، وقال إن وصوله إلى البيت الأبيض «أعاد الأمل في العلاقات عبر (الأطلسي) خلال ليلة واحدة». وامتدح شتاينماير التزام بايدن بحلف شمال الأطلسي وبأمن ألمانيا، فيما بدا رسالة مبطّنة لترمب، الذي لم يتوقف عن انتقاد ألمانيا، خلال عهده، بسبب عدم وفائها بالتزاماتها المالية لحلف الناتو، وهدد بوقف دعم واشنطن للحلف ولبرلين التي تعتمد على المظلة الأمنية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

من اليمين: الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني والرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني (رويترز)

وتعهّد بايدن، في الأشهر الماضية، بنشر أسلحة بعيدة المدى على الأراضي الألمانية، في خطوة تؤكد استمرار التزام واشنطن بأمن ألمانيا، رغم أنها لقيت بعض المعارضة من الداخل الألماني.

وبدا بايدن متأثراً بتكريم وكلام الرئيس الألماني له. ووصف هو بدوره ألمانيا بأنها دولة «علّمتنا جميعاً أن التغيير ممكن، وأنه يمكن للدول أن تختار مصائرها». وروى عن زياراته السابقة لبرلين عندما كانت منقسمة وبعد سقوط الجدار. وامتدح بايدن قادة ألمانيا اليوم للخيارات التي اتخذوها؛ في إشارة إلى دعم أوكرانيا، وقال إن هذا الدعم «لا يمكن أن يتوقف الآن، وأنه يجب الإبقاء عليه كي تتمكن كييف من الفوز بسلام عادل».

وعاد بايدن وكرر شكره لألمانيا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شولتس؛ لوقوفها إلى جانب أوكرانيا، وتقديمها أكبر دعم عسكري لكييف بعد واشنطن. وامتدح، مرة جديدة، «حكمة» قادة ألمانيا، وتحدّث عن «نقطة التحول» التي طبعت مرحلة جديدة في ألمانيا ما بعد الحرب الأوكرانية، تمثلت بتغيير مبدأ عدم تقديم أسلحة لدول في نزاعات.

وفي إشارة كذلك إلى خليفته المحتمل ترمب، شكر بايدن المستشار؛ لموافقته على إنفاق 2 في المائة من ناتج ألمانيا الإجمالي على الدفاع، ودعا برلين «للاستمرار في ذلك».

وبقدر احتفاء شتاينماير ببايدن، شكر شولتس كذلك الرئيس الأميركي الذي أعاد الدفء للعلاقات الألمانية الأميركية بعد رئاسة ترمب. وعاد شولتس، وشدد على تلازم خطوات برلين مع واشنطن فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وأكد الاستمرار بالوقوف إلى جانب كييف، «مهما تطلّب الأمر»، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أخطأ في حساباته ولن ينجح بالجلوس والانتظار» كي يتعب الحلفاء ويوقفوا دعمهم.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين إلى ممارسة «ضغط مشترك على روسيا»، بعد أيام من تقديم خطة «النصر» لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وفي تفسير جديد لرفضه خطة السلام التي حملها الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي معه إلى بروكسل قبل يوم وطرحها أمام القمة الأوروبية، قال شولتس إنه «منذ بداية الحرب نسّقنا معاً»، مع الولايات المتحدة، «ومع الناتو للتأكد من أن حلف الأطلسي لا يصبح طرفاً في الحرب منعاً لأن تتحول إلى كارثة أكبر». ومن النقاط التي طرحها زيلينسكي على القادة الأوروبيين، تسليم برلين صواريخ طوروس بعيدة المدى لكييف، وأن هذه الأسلحة قد تدفع، وفقاً لزيلينسكي، موسكو إلى طاولة المفاوضات.

لكن شولتس رفض الفكرة في بروكسل قبل يوم، وقال إنه لا يعتقد «أنها فكرة جيدة»، معرباً عن مخاوفه، مرة جديدة، من أنها قد تؤدي إلى توسع الحرب. كما رفض شولتس كذلك نقطة ثانية في خطة زيلينسكي تتعلق بمنح أوكرانيا عضوية فورية في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وقال المستشار الألماني إنه متمسك بما جرى الاتفاق عليه في قمة الحلف بواشنطن في الصيف، حيث تعهدت الدول الأعضاء بأنها «لم يعد بإمكانها ثَنْيها عن الانضمام» لـ«الناتو»، لكنها اشترطت ذلك بإصلاحات في مجالات الديمقراطية والاقتصاد والأمن.

وكان من المفترض أن يزور بايدن برلين، الأسبوع الماضي، حيث كان مخططاً لقاء زيلينسكي كذلك، ومشاركته بمؤتمر حلفاء أوكرانيا في رامشتاين؛ القاعدة الأميركية العسكرية في غرب ألمانيا، لكنه أجَّل الزيارة بسبب إعصار فلوريدا. وكان من المفترض بأن يقدم زيلينسكي خطة السلام في ذلك المؤتمر، لكنه عاد وطرحها أمام القادة الأوروبيين في قمة بروكسل، وكذلك أمام وزراء دفاع «الناتو».

وبهذا الخصوص عقد بايدن لقاء رباعياً حول أوكرانيا مع شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر؛ لإجراء محادثات بشأن الصراع في الشرق الأوسط.

الرباعي بايدن وماكرون وشولتس وستارمر في برلين (أ.ف.ب)

وإلى جانب أوكرانيا، تطرَّق القادة إلى الحرب في غزة ولبنان، ووصف بايدن مقتل قائد حركة «حماس» يحيى السنوار، بأنه «لحظة عدالة»، ووصفه بأنه يحمل «كثيراً من الدماء على يديه». ودعا بايدن إلى تحويل «هذه اللحظة إلى فرصة لسلام في غزة من دون (حماس)».

ودعا شولتس إلى استغلال لحظة مقتل السنوار لوقف النار في غزة، والتوصل لاتفاق يؤدي لإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس»، قائلاً: «الآن، من المهم قبل أي وقت مضى، منع تدهور الوضع». وأشار إلى دعم ألمانيا الجهود الأميركية في المنطقة، ومن بينها حل الدولتين. وأشار إلى استمرار العمل الدبلوماسي في لبنان؛ «لوقف الحرب في أسرع وقت»، مضيفاً أن «لبنان يستحق الأمن والاستقرار وحق تقرير المصير».