روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

انتهاء فترة عمل سفير موسكو لدى الولايات المتحدة وسط توتر العلاقات

عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
TT

روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)

أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيَّرة، ليل السبت - الأحد، على العاصمة الأوكرانية كييف والبنية التحتية لميناء أوديسا المطل على البحر الأسود. ويأتي هذا التصعيد قبل أيام من اجتماع الحلفاء الغربيين في قاعدة رامشتاين الأميركية بألمانيا، حيث يُفترض أن يقدِّم الرئيس الأوكراني «خطته للنصر».

وذكرت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، الأحد، أن شخصاً واحداً أُصيب، بينما لحقت أضرار بمستودعات وشاحنات بضائع في أوديسا بسبب الهجوم الذي أبقى معظم أنحاء البلاد في حالة تأهُّب ساعات عدة.

87 مسيّرة روسية

قال سلاح الجو الأوكراني إن الجيش أسقط 56 طائرة مسيَّرة من أصل 87 أطلقتها روسيا فوق مناطق مختلفة من البلاد، مضيفاً أن 25 طائرة أخرى «فُقدت» بسبب التشويش الإلكتروني دون أن يذكر تفاصيل.

وقال سيرغي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت جميع الطائرات المسيَّرة التي كانت تستهدف العاصمة. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وأضاف بوبكو أن صفارات الإنذار من الغارات الجوية على العاصمة ومحيطها انطلقت 3 مرات، الليلة الماضية، لتستمر أكثر من 5 ساعات في الإجمال.

بدوره، قال هينادي تروخانوف، رئيس بلدية مدينة أوديسا على البحر الأسود عبر تطبيق «تلغرام»، إن روسيا استهدفت المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، الليلة قبل الماضية، ووردت تقارير عن وقوع انفجارات عدة، ولم ترد معلومات عن وقوع أضرار أو إصابات هناك.

كما قال أولكسندر بروكودين حاكم منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، صباح الأحد، عبر تطبيق «تلغرام» إن مدنياً واحداً قُتل، وأصيب 15 آخرون في هجمات روسية على المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولم يتسنَّ التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها بغزو واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، لكنها تطلق بانتظام صواريخ وطائرات مسيَّرة وقنابل على المناطق السكانية خلف جبهة القتال.

وتعرضت أوكرانيا إلى انتكاسة كبيرة في ساحة المعركة، يوم الأربعاء، عندما استولت القوات الروسية على مدينة فوليدار بشرق البلاد بعد عامين من المقاومة.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يستمع إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع بقاعدة رامشتاين في 6 سبتمبر (د.ب.أ ـ أ.ب)

«خطوات محددة»

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن بلاده ستطرح «خطة النصر» لحلفائها خلال اجتماع في ألمانيا، الأسبوع المقبل؛ ما يمثل اختباراً لدعم رؤية كييف لإنهاء الحرب مع روسيا. وكتب زيلينسكي في منشور على «تلغرام»: «سنطرح (خطة النصر)، وهي خطوات واضحة ومحددة لإنهاء الحرب على نحو عادل».

وسيلتقي زيلينسكي بالرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء آخرين في اجتماع دوري لحلف شمال الأطلسي والحلفاء الآخرين لكييف في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية بألمانيا في 12 أكتوبر (تشرين الأول).

وتابع الرئيس الأوكراني في خطابه الليلي، عبر الاتصال المرئي، أن حكومته والمسؤولين العسكريين والدبلوماسيين سيبذلون «كل ما بوسعهم» في الأيام المقبلة لضمان أن يصبح اجتماع رامشتاين «إيجابياً لدفاعنا، ولرؤيتنا بشأن كيفية إنهاء الحرب».

وقدَّم زيلينسكي الخطة للرئيس الأميركي وكذلك للمرشَّحَيْنِ الرئيسيَّيْنِ في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كامالا هاريس ودونالد ترمب عندما زار واشنطن في الآونة الأخيرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الخطة تتضمن «عدداً من الخطوات البناءة» التي ستتعاون الولايات المتحدة مع أوكرانيا بشأنها، لكن مسؤولاً أميركياً وصف الخطة بأنها طلب مُعادٌ للحصول على مزيد من الأسلحة، ورفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى، وقال المسؤول إن الخطة تفترض هزيمة روسيا في الحرب في نهاية المطاف، ويرى بعض المسؤولين أن هذا الهدف غير واقعي.

في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن سفير روسيا لدى الولايات المتحدة عاد إلى موسكو بعد انتهاء فترة عمله في واشنطن في توقيت بلغ فيه التوتر في العلاقات بين البلدين أشده على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وذكرت وكالة «تاس» للأنباء، نقلاً عن وزارة الخارجية: «السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي إيفانوفيتش أنتونوف ينهي مهمته في واشنطن، ويتجه عائداً لموسكو».

ويُعْرف عن أنتونوف (69 عاماً)، المولود في سيبيريا، دفاعه المستميت عن نهج الكرملين، وهو دبلوماسي مخضرم يُنظر إليه بوصفه محافظاً قادراً على التوصل إلى تسويات. وتولى هذه المهمة من 2017، وقال في يوليو (تموز) إنها اقتربت من نهايتها.

«العدو سيُهزم»

ولم يُعْرف بعدُ من الذي سيخلُف أنتونوف سفيراً لروسيا لدى الولايات المتحدة. وأظهرت مواقفه حيال حرب روسيا في أوكرانيا تأييداً راسخاً لقرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال أنتونوف في تعليق على سيطرة القوات الروسية على بلدة فوليدار الأوكرانية في منشور أرسله على تطبيق «تلغرام»: «من الواضح لنا أن العدو سيُهزم، والنصر سيكون حليف روسيا». كما شغل من قبل منصب نائب وزير الدفاع خلال فترة ضمت فيها روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، وكان مُدْرجاً على قوائم العقوبات الأوروبية عندما عيَّنه بوتين سفيراً لروسيا لدى الولايات المتحدة.

وتَسَبَّبَ غزو روسيا لأوكرانيا الذي بدأ في 2022 في أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.


مقالات ذات صلة

روسيا وأوكرانيا تتبادلان جثث مئات الجنود

أوروبا جنازة جندي أوكراني قتل خلال المعارك في كورسك (أ.ب)

روسيا وأوكرانيا تتبادلان جثث مئات الجنود

سلمت موسكو جثث 502 من الجنود الأوكرانيين الذين لقوا حتفهم في المعارك ضد القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا مدير جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور (رويترز - أرشيفية)

المخابرات البريطانية: روسيا تنفّذ حملة تخريب «متهورة» في أوروبا

قال مدير جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور، إن روسيا تنفّذ حملة تخريب «متهورة» في أوروبا، وإن بوتين لن يتوقف عند حد تحويل أوكرانيا إلى دولة خاضعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا مواطنون يشترون فاكهة بأحد المتاجر الكبرى في موسكو (أ.ب)

هل تساعد أزمة الزبدة بـروسيا في جلب السلام إلى أوكرانيا؟

سلَّطت صحيفة «تلغراف» البريطانية الضوء على انتشار سرقة الزبدة في روسيا بسبب ارتفاع الأسعار جراء الحرب، وقالت إن بعض أصحاب المتاجر الكبرى لا يعرضون ألواح الزبدة

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)

تقرير: أوكرانيا نجحت في إعادة توجيه طائرات من دون طيار انتحارية إيرانية الصنع إلى روسيا

قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن أوكرانيا تعلمت كيفية اختراق الطائرات من دون طيار الانتحارية الإيرانية الصنع وإرسالها مرة أخرى إلى روسيا وبيلاروسيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع، أندريه بيلوسوف، وصل إلى كوريا الشمالية، (الجمعة)؛ لإجراء محادثات مع القادة العسكريين والسياسيين في بيونغ يانغ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

فرنسا ترفض توضيح موقفها من توقيف بوتين بموجب مذكرة «الجنائية الدولية»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي في كازاخستان (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي في كازاخستان (رويترز)
TT

فرنسا ترفض توضيح موقفها من توقيف بوتين بموجب مذكرة «الجنائية الدولية»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي في كازاخستان (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي في كازاخستان (رويترز)

أحجمت فرنسا، اليوم الخميس، عن الإفصاح عن استعدادها لاعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية من عدمه، في وقت تتعرض فيه باريس لضغوط بسبب موقفها من مذكرة اعتقال مماثلة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الأسبوع الماضي، مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، والقائد العسكري في حركة «حماس» محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الصراع في قطاع غزة.

وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا، من الموقعين لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لكن باريس قالت، الأربعاء، إنها تعتقد أن نتنياهو يتمتع بحصانة من إجراءات المحكمة؛ لأن إسرائيل لم توقع نظام المحكمة.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أيضاً مذكرة بحق بوتين، واتهمته بارتكاب جريمة حرب تتمثل في ترحيل مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا، وذلك على الرغم من أن روسيا ليست من الدول الموقعة لظام روما الأساسي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان، الخميس، إن الموقف القانوني لفرنسا بشأن مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق بوتين ونتنياهو يظل واحداً بشكل أساسي، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكر لوموان، للصحافيين: «ربما كنا أقل تحديداً عند التعليق على قضية بوتين مقارنة بالقضية الحالية، لكن موقفنا يظل متطابقاً على أي حال».

ورداً على سؤال عما إذا كان هذا يعني أن فرنسا لن توقف بوتين إذا وطئت قدماه الأراضي الفرنسية، أجاب لوموان: «في ما يتعلق بفلاديمير بوتين، فإن كل من ارتكب جرائم لا يمكن أن يفلت من العقاب. تجب محاسبتهم على أفعالهم، وقلنا دائماً إننا سنطبق القانون الدولي في جميع جوانبه».

لكنه أضاف أن مسألة الحصانة، التي ذكر أنها منصوص عليها في نظام روما الأساسي، «معقدة»، وأن وجهات نظر الدول تختلف أحياناً بشأن هذه القضية.