كييف محطة روته الأولى بعد يومين من توليه منصبه أميناً عاماً للناتو

كييف تهاجم قاعدة جوية روسية وموسكو تستهدف 15 منطقة أوكرانية

روته يؤكد لزيلينسكي دعم الحلف لأوكرانيا حتى النصر (أ.ف.ب)
روته يؤكد لزيلينسكي دعم الحلف لأوكرانيا حتى النصر (أ.ف.ب)
TT

كييف محطة روته الأولى بعد يومين من توليه منصبه أميناً عاماً للناتو

روته يؤكد لزيلينسكي دعم الحلف لأوكرانيا حتى النصر (أ.ف.ب)
روته يؤكد لزيلينسكي دعم الحلف لأوكرانيا حتى النصر (أ.ف.ب)

وصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، إلى العاصمة الأوكرانية، الخميس، بعد يومين فقط من تنصيبه. وقال روته إنه من المهم بالنسبة له زيارة كييف في بداية توليه منصبه؛ «ليظهر بوضوح» لجميع المراقبين أن الناتو يقف بجانب أوكرانيا.

وتسلّم روته قيادة الحلف، الثلاثاء، من سلفه ينس ستولتنبرغ، في وقت حساس، مع تقدّم روسيا في ميدان المعركة، فيما يتزايد نفوذ الصين، وقبل أسابيع من انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته وبجانبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)

وتحدث روته، وبجانبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن هذه الزيارة، وقال إنه جاء لطمأنة أوكرانيا إلى دعم الحلف في مواجهة الوضع الصعب على الجبهة، مضيفاً أن معركة أوكرانيا «من أجل الحرية» تعكس مبادئ وقيم الناتو الأساسية، وأن «أوكرانيا قريبة للناتو أكثر من أي وقت مضى، وسوف نستمر في هذا المسار حتى تصبح عضوة بتحالفنا». وكان روته قد زار أوكرانيا في السابق عندما كان يشغل منصب رئيس وزراء هولندا، وزار مدينتي أوديسا وخاركيف. ويعد روته من أشد داعمي أوكرانيا، وتعهد بأن يواصل الحلف دعمها في ظل قيادته.

وتعد الحكومة الهولندية أحد أهم الداعمين الأوروبيين لكييف، وكانت القوة الدافعة وراء تسليم كييف طائرات مقاتلة متطورة من طراز «إف - 16».

وكان الرئيس الأوكراني رحّب بتسلم روته قيادة الحلف الأطلسي، مذكراً إياه بهدف بلاده: الانضمام إلى الناتو بعضوية كاملة. وعرض روته بالتفصيل الأولويات الثلاث لولايته التي تمتد أربع سنوات وهي: دعم أوكرانيا، وتعزيز «دفاعنا الجماعي»، فضلاً عن تطوير الشراكات الدولية التي التزم بها الناتو.

روته يودع ستولتنبرغ أمام طاقم العاملين في المقر الرئيسي للحلف في بروكسل (أ.ب)

وأعلن الرئيس الأوكراني في أثناء استقباله روته أن أوكرانيا تريد «إقناع» حلفائها الغربيين «بإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية» التي تستهدفها، رغم ترددهم. وقال زيلينسكي في المؤتمر الصحافي المشترك مع روته: «سنواصل إقناع شركائنا بضرورة إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية». وأضاف: «نحن ندرك أنه قرار صعب» وأنهم «غير مستعدين بعد».

وستواجه أوكرانيا عدة أشهر حرجة مقبلة، وربما سيكون أصعب شتاء تشهده على الإطلاق في ساحة المعركة. وكانت القوات الروسية تتقدم ببطء عبر الشرق طيلة معظم عام 2024، وتستهدف مركز اللوجيستيات الرئيسي في بوكروفسك. ومع وجود القوات الروسية على بعد أقل من 10 كيلومترات، فإن سقوطها من شأنه أن يعيق بشدة طرق الإمداد الأوكرانية والمواقع الدفاعية في منطقة دونيتسك. كما استهدفت الغارات الروسية شبكة الطاقة في أوكرانيا ودمرت مساحات شاسعة من القدرة على توليد الكهرباء، حيث تستعد كييف لانقطاع التيار الكهربائي الذي قد يدفع الملايين إلى الظلام، ويقطع التدفئة والمياه الساخنة في درجات حرارة تحت الصفر.

انفجار في السماء خلال هجوم روسي بطائرة مسيّرة على كييف (رويترز)

وفي سياق متصل، قال الجيش الأوكراني إنه استخدم صواريخ باليستية من طراز أتاكمز التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب محطة رادار روسية لتقليل قدرة موسكو على «رصد وتتبع واعتراض» الأهداف الباليستية دون أن يذكر توقيتاً محدداً لتنفيذ تلك الضربة.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت قاعدة بورسوجيلبسك الجوية في منطقة فارونيش في الساعات الأولى من صباح الخميس، مستهدفة مخازن القنابل الانزلاقية وطائرات سوخوي مقاتلة وخزانات وقود.

ولم تشر التقارير، التي نقلت الأنباء عن جهاز الاستخبارات الأوكراني، لحجم الضرر الذي تعرضت له القاعدة الجوية، التي تقع على مسافة أكثر من 340 كيلومتراً من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.

غارة أوكرانية على بيلغورود (أ.ف.ب)

وكان ألكسندر غوستاف حاكم فارونيش قد أفاد في وقت سابق بوقوع هجمات أوكرانية بالطائرات المسيرة عبر تطبيق «تلغرام»، قائلاً إنه تم اعتراض 30 طائرة. وأضاف أن الشظايا أضرت بأكثر من 12 منزلاً، كما تم نقل سيدة للمستشفى بعد إصابتها بسبب الشظايا.

وأعلنت السلطات الروسية، في وقت مبكر من الخميس، مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 24 آخرين بجروح في هجمات أوكرانية بالقنابل على منطقة بيلغورود الحدودية الروسية. وقال مدير إدارة الصحة في المقاطعة، أندريه إيكونيكوف، إن من بين المصابين طفلين. وذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، نقلاً عن إيكونيكوف، أن الهجوم الذي وقع، الأربعاء، استهدف مناطق سكنية.

وارتفع عدد الهجمات عبر الحدود في المناطق الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية منذ بداية الحرب الروسية الشاملة ضد أوكرانيا. وبدورها قالت القوات الروسية، كما نقلت عنها «الصحافة الفرنسية»، إنها شنت هجوماً كبيراً بطائرات مسيرة الليلة الماضية على 15 منطقة أوكرانية، مما ألحق أضراراً ببنية تحتية للطاقة وبنايات سكنية. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 78 طائرة مسيرة من أصل 105 أطلقتها روسيا خلال الهجوم، وتأثرت 23 منها على الأرجح بتشويش إلكتروني.

وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية على تطبيق «تلغرام» أن الطائرات المسيرة ألحقت أضراراً بأعمدة وخطوط كهرباء ومعدات ملحقة بالمحطات في مناطق كييف وأوديسا وإيفانو فرانكيفسك في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت السلطات إن الدفاعات الجوية أسقطت نحو 15 طائرة مسيرة فوق كييف ومحيطها خلال فترة تحذيرات من غارات جوية استمرت لما يزيد على خمس ساعات. وذكرت وكالة «تاس» الروسية الرسمية للأنباء، نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، أن القوات ضربت منشآت طاقة أوكرانية تزود عمليات القوات المسلحة الأوكرانية بالكهرباء.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا تحضّ محكمة دولية على إصدار أمر لروسيا بتفكيك جسر في القرم

أوروبا جنود مسلحون ينتظرون بالقرب من مركبات للجيش الروسي خارج نقطة حرس الحدود الأوكرانية في مدينة بالاكلافا بشبه جزيرة القرم يوم 1 مارس 2014 (رويترز)

أوكرانيا تحضّ محكمة دولية على إصدار أمر لروسيا بتفكيك جسر في القرم

حضّت أوكرانيا الخميس أقدم محكمة تحكيم في العالم على إصدار أمر لروسيا بتفكيك الجسر الذي بنته لربط القرم بالبر الرئيسي الروسي.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا مبنى الكرملين في موسكو (رويترز)

 روسيا: المواجهة الحالية مع الغرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ

قال دبلوماسي روسي كبير اليوم الخميس إن المواجهة الحالية بين بلاده والغرب بشأن أوكرانيا لم يسبق لها مثيل في التاريخ وإن أي خطأ قد يؤدي إلى كارثة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا نيكيتا زورافيل (تاس)

روسيا: توجيه تهمة الخيانة لسجين مدان بحرق نسخة من المصحف

وجّه الادعاء الروسي تهمة الخيانة إلى روسي يقضي عقوبة سجن منذ فبراير لإدانته بإحراق نسخة من المصحف، واتهموه بتسليم مقاطع مصورة لتحركات عسكرية إلى أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا انفجار في السماء خلال هجوم روسي بطائرة مسيّرة على كييف (رويترز)

كيف تلتف روسيا على العقوبات الأوروبية؟

فرض الاتحاد الأوروبي 14 حزمة من العقوبات على روسيا لكن هذه التدابير التي تهدف إلى إضعاف آلتها الحربية تصطدم «ببراعة» الروس

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا جانب من الدمار جراء القصف الروسي على مدينة أوغليدار في دونيتسك الأسبوع الماضي (رويترز)

العلم الروسي فوق أطلال أوغليدار... معارك ضارية دمرت الحصن المنيع للأوكرانيين

القوات الروسية تسيطر بشكل كامل على مدينة أوغليدار (فوليدار بالأوكرانية) وترفع العلم الروسي

«الشرق الأوسط» (موسكو)

 روسيا: المواجهة الحالية مع الغرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ

مبنى الكرملين في موسكو (رويترز)
مبنى الكرملين في موسكو (رويترز)
TT

 روسيا: المواجهة الحالية مع الغرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ

مبنى الكرملين في موسكو (رويترز)
مبنى الكرملين في موسكو (رويترز)

قال دبلوماسي روسي كبير، اليوم الخميس، إن المواجهة الحالية بين بلاده والغرب بشأن أوكرانيا لم يسبق لها مثيل في التاريخ، وإن أي خطأ قد يؤدي إلى كارثة.

وبحسب «رويترز»، جاء ذلك رداً على سؤال عن تشبيه الأزمة الحالية بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وأثارت الحرب الأوكرانية المستمرة منذ عامين ونصف العام مواجهة كبرى بين روسيا والغرب، والتي يقول مسؤولون روس إنها تدخل حالياً أخطر مرحلة حتى الآن. وهي أكبر حرب برية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وشبه دبلوماسيون روس الأزمة الحالية بأزمة عام 1962 عندما رأى البعض أن القوتين العظميين في الحرب الباردة على وشك خوض حرب نووية بعد أن نصبت موسكو صواريخ في كوبا سراً.

لكن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال للصحافيين في موسكو اليوم الخميس: «ما يحدث لم يسبق له مثيل».

وذكر ريابكوف، الذي يشرف على عملية الحد من الأسلحة والعلاقات مع أمريكا الشمالية، أنه ينبغي عدم الاستهانة بخطر اندلاع صدام مسلح بين القوتين النوويتين.

وأردف قائلاً إن ارتكاب أي خطأ في المرحلة الحالية قد يؤدي إلى كارثة، لكنه شكك فيما إذا كانت دول الغرب قادرة على «تقييم عواقب مسارها بحكمة».

وحذرت روسيا الولايات المتحدة وحلفاءها قبل أسابيع من أنها لو سمحت لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ غربية فستعدُّ ذلك تصعيداً كبيراً.

ويناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده منذ أشهر السماح لكييف بإطلاق الصواريخ الغربية في العمق الروسي للحد من قدرة موسكو على شن هجمات.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 سبتمبر (أيلول): «إن موافقة الغرب على مثل هذه الخطوة تعني مشاركة دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في حرب أوكرانيا بشكل مباشر».

وغير بوتين عقيدة روسيا النووية ليقلل من شروط استخدام مثل هذه الأسلحة وفقاً للوضع.

ودعا زيلينسكي الغرب إلى التجاوز عما يسمى «الخطوط الحمراء» لروسيا وتجاهلها. وحث بعض الحلفاء في الغرب الولايات المتحدة على القيام بذلك. وتقول روسيا إن هذه حماقة.