روسيا تستنكر قتل نصر الله وتحذر من «عواقب وخيمة»

متظاهرون يحملون صور حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» بطهران في 28 سبتمبر (أيلول) 2024 (إ.ب.أ)
متظاهرون يحملون صور حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» بطهران في 28 سبتمبر (أيلول) 2024 (إ.ب.أ)
TT

روسيا تستنكر قتل نصر الله وتحذر من «عواقب وخيمة»

متظاهرون يحملون صور حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» بطهران في 28 سبتمبر (أيلول) 2024 (إ.ب.أ)
متظاهرون يحملون صور حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» بطهران في 28 سبتمبر (أيلول) 2024 (إ.ب.أ)

طالبت «الخارجية» الروسية، السبت، إسرائيل بأن توقف الأعمال القتالية على الفور، مستنكرة قتل زعيم «حزب الله».

وأكدت «الخارجية» الروسية أن موسكو «تستنكر بشدة» قتل إسرائيل زعيم جماعة «حزب الله» اللبنانية حسن نصر الله، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وقالت الوزارة، في بيان: «هذا الفعل العنيف ينذر بعواقب وخيمة أشد وطأة على لبنان والشرق الأوسط بأكمله».

وأعلن الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله»، السبت، مقتل حسن نصر الله الأمين العام للحزب، في قصف إسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة.

ومنذ الاثنين، كثّفت إسرائيل وتيرة ضرباتها على «حزب الله» في مناطق مختلفة بلبنان، ما استدعى ردوداً من الحزب، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين غداة اندلاع الحرب بقطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

«السلطة» الفلسطينية تعمّق عمليتها في مخيم جنين: لا تراجع ولا تسويات 

المشرق العربي الشرطة الفلسطينية تفرق متظاهرين يحتجون على الاشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين في مدينة جنين... السبت (أ.ف.ب)

«السلطة» الفلسطينية تعمّق عمليتها في مخيم جنين: لا تراجع ولا تسويات 

بدأت السلطة الفلسطينية، قبل نحو أسبوعين، عمليةً واسعةً ضد مسلحين في مخيم جنين، في تحرك هو الأقوى منذ سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة وفرض السيادة.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي من آثار الصاروخ الذي سقط في تل أبيب (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يقول إنه اعترض مسيّرة آتية من جهة الشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض، اليوم (السبت)، طائرة مسيّرة آتية من جهة الشرق.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا رجل فلسطيني ينظر لجثامين الأطفال الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى الأهلي العربي في وسط غزة (أ.ف.ب)

«هذه قسوة وليست حرباً»... البابا فرنسيس يدين مقتل أطفال في غارة إسرائيلية على غزة

أدان البابا فرنسيس «قسوة» غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من العائلة ذاتها في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلاً مصاباً في غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط غزة (رويترز)

بينهم 7 أطفال.. مقتل 12 شخصاً من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل12 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال، في غارة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنديان من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي ينفي تقريراً حول قتل عشوائي للمدنيين في غزة

رفض الجيش الإسرائيلي ما أوردته صحيفة إسرائيلية بارزة نقلاً عن جنود يخدمون في غزة، عن وقوع عمليات قتل عشوائية للمدنيين الفلسطينيين في ممر نتساريم بغزة.


ألمانيا تحقق في دوافع «مهاجم ماغدبورغ»... وشولتس يدعو إلى الوحدة

TT

ألمانيا تحقق في دوافع «مهاجم ماغدبورغ»... وشولتس يدعو إلى الوحدة

أسفرت عملية الدهس في سوق الميلاد عن 5 قتلى على الأقل و200 مصاب (أ.ب)
أسفرت عملية الدهس في سوق الميلاد عن 5 قتلى على الأقل و200 مصاب (أ.ب)

زار المستشار الألماني أولاف شولتس، السبت، موقع عملية دهس استهدفت، ليل الجمعة، سوقاً لعيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ شرق البلاد، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بينهم طفل، وإصابة أكثر من 200 آخرين، داعياً مواطنيه إلى الوحدة في مواجهة هذه «الكارثة الرهيبة».

وألقت الشرطة القبض على الجاني، الذي يدعى وفق تقارير إعلامية طالب عبد المحسن، وهو طبيب سعودي مقيم في ألمانيا منذ عقدين، في مكان الحادث بجوار السيارة التي دهست الحشد، مخلّفة وراءها أضراراً جسيمة وضحايا ودماء.

وتعهّد شولتس، الذي انضم إليه عدد من السياسيين، بأن تردّ ألمانيا «بكل قوة القانون على الهجوم الرهيب»، ودعا إلى الوحدة الوطنية في وقت تشهد فيه ألمانيا نقاشاً حاداً بشأن الهجرة والأمن، مع اقتراب إجراء انتخابات في فبراير (شباط). كما عبّر شولتس عن امتنانه لمشاعر «التضامن من قِبَل عدد (...) من البلدان في جميع أنحاء العالم»، مضيفاً: «من الجيّد أن نسمع أنّنا نحن الألمان لسنا وحدنا في مواجهة هذه الكارثة الرهيبة».

وأدانت السعودية حادث الدهس، معبِّرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا، وأكدت في بيان لوزارة الخارجية، موقفها في نبذ العنف، معبِّرةً عن تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين ولألمانيا حكومةً وشعباً، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.

من جهتها، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أنّ المهاجم «معادٍ للإسلام». وخلال مرافقتها المستشار أولاف سولتس لتفقّد موقع الكارثة، سأل صحافيون الوزيرة عن دوافع المهاجم، فأجابت أنّ «الأمر الوحيد» الذي يمكنها تأكيده حالياً «هو أنّه معاد للإسلام»، وذلك استناداً إلى المواقف التي عبّر عنها.

وقال مصدر سعودي لوكالة «رويترز» إن السعودية كانت قد حذرت ألمانيا عدّة مرات من المنفذ، بعدما أعرب عن آراء متطرفة على منصة «إكس».

دوافع غامضة

في وقت ما زالت الشرطة الألمانية تحقق فيه مع منفذ عملية ماغدبورغ لتحديد دوافعه، بدأت تتكشف خيوط تظهر شيئاً من هذه الدوافع. ونقل موقع صحيفة «بيلد» الألمانية أن منفذ العملية، طالب عبد المحسن، كان تحت تأثير المخدرات لدى ارتكابه الجريمة ودهسه عشرات المارة في سوق الميلاد في مدينة ماغدبورغ في شرق ألمانيا. وأجرت الشرطة فحصاً أولياً بأخذ عينة من مسحة بالفم يمكنها التقاط 7 أنواع مخدرات، وظهرت النتيجة إيجابية. ويعمل عبد المحسن البالغ من العمر 50 عاماً، طبيباً في عيادة الأمراض العقلية بمستشفى في بيرنبورغ، وهو يحمل الإقامة الدائمة، ومقيم في ألمانيا منذ عام 2006. ويجاهر عبد المحسن بكرهه للإسلام على صفحته على منصة «إكس» التي أطلق منها تحذيرات متكررة بأنه يريد قتل ألمان، تم تجاهلها من قِبَل السلطات.

ألمان يضعون وروداً قرب موقع عملية الدهس في ماغدبورغ 21 ديسمبر (رويترز)

ونقلت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أن السعودية أرسلت 3 تحذيرات إلى السلطات الألمانية حول الرجل، تم تجاهلها كلها. ونقلت صحيفة «دي فيلت» أن سيدة سعودية تواصلت العام الماضي مع دائرة الهجرة الألمانية، وأبلغتهم فيها أن عبد المحسن أصبح متطرفاً، ويطلق تهديدات بالقتل، وأنه يريد قتل ألمان، ودعتهم للتحقيق معه، لكن دائرة الهجرة ردت على السيدة بنصحها بالتواصل مع الشرطة الألمانية. وردت السيدة بأنها لا تتحدث الألمانية، وحاولت التواصل مع الشرطة، وأرسلت رسالة نصية لعنوان بريدي، ولكن أرسل إلى الشرطة في برلين بولاية نيوجرسي.

وفي ألمانيا، هناك عدد كبير من دوائر الشرطة المحلية والفيدرالية، ومقسمة وفق تلك التي تعنى بالجرائم أو الإرهاب، وغيرها. وتلقت عدة دوائر من الشرطة الألمانية، بحسب فيلت، عدداً من الشكاوى من أشخاص أبلغوا عن الرجل بسبب التهديدات التي كان يطلقها على «إكس»، وانتهت إحدى هذه الشكاوى إلى فتح الشرطة في ولاية «ساكسونيا انهالت» التي يسكن فيها عبد المحسن، تحقيقاً أغلقته سريعاً بعد أن استنتجت بأن التهديدات التي يطلقها لا تثير القلق.

لم تتضح بعد دوافع مرتكب جريمة الدهس في سوق الميلاد (أ.ف.ب)

وفي ديسمبر العام الماضي، كتب الرجل على منصة «إكس»: «أؤكد لكم 100 في المائة أن الانتقام قادم، حتى ولو على حساب حياتي. على ألمانيا أن تدفع الثمن، ثمناً باهظاً». وكان غالباً يشكو من مشاكل له مع الشرطة، ويعبر عن أفكار متطرفة ومعادية للإسلام، ويقول إن هناك مساعٍ لـ«أسلمة أوروبا»، ويُعبّر عن إعجابه بأفكار حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف المعادي للمسلمين، ويقول إنه الحزب الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا.

وقبل 4 أشهر، أي في أغسطس (آب) الماضي، كتب على حسابه على «إكس»، بحسب «دي فيلت»: «هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا من دون تفجير سفارة ألمانية أو قتل مواطنين ألمان بشكل عشوائي؟ أنا أبحث عن هذا المسار السلمي منذ عام 2019 ولم أجده بعد». وفي 14 أغسطس، كتب باللغة العربية على حسابه على «إكس»: «إذا أرادت ألمانيا حرباً فنحن لها. إذا أرادت ألمانيا أن تقتلنا فسوف نذبحهم وندخل السجن بكل فخر؛ لأننا استنفدنا كل الوسائل السلمية، فما لقينا من الشرطة وأمن الدولة والنيابة والقضاء ووزارة الداخلية الفيدرالية إلا المزيد من الحرائق ضدنا. فالسلم معهم لا ينفع».

ونقلت صحف أخرى عن المستشفى الذي كان يعمل به، أنه كان يتغيب كثيراً في الأشهر الماضية، وأنه كان يحضر إلى الاجتماعات من دون تحضير.

الجاني اصطدم بعائلته مبكراً

وفقاً للمعلومات المتوفرة، نشأ عبد المحسن بقرية القارة في محافظة الأحساء (شرق السعودية) وسط عائلة متدينة، في بيئة عائلية شديدة الصرامة والمحافظة، كانت تولي أهمية لمراقبة سلوك الأبناء، وفي مرحلة مبكرة فقد والده، لكنه أظهر في شبابه تمرداً على تقاليد أسرته، وفيما بعد اصطدم بهم جميعاً.

شولتس لدى زيارته سوق الميلاد حيث وقعت عملية الدهس (أ.ب)

في أواخر التسعينات من القرن الماضي، تزوج لكن لم يعمّر ذلك أكثر من تسعة أشهر، فتم الطلاق. وقع هذه العلاقة المضطربة ألقى بظلاله على استقراره النفسي فيما بعد، بحسب زملاء له في تلك الفترة.

وأتيح له السفر إلى ألمانيا للحصول على الدكتوراه، بعدما درس الطبّ النفسي بجامعة الملك سعود في الرياض، وابتعث لنيل الماجستير في كندا. تضاربت الأنباء بين سفره إلى ألمانيا بين عامي 2006 و2008، وهناك أعلن إلحاده، مما دفع عائلته إلى إصدار بيان تتبرأ منه، وهنا بدأ يشنّ حملة ضد أسرته وأبناء عمومته، عبر منصة «إكس».

يقول أحد أصدقائه السابقين لـ«الشرق الأوسط»: «طالب كان هادئ الطبع، وكان الجميع يتقبل على مضض انتقاداته التي كانت ترتفع وتيرتها ضد التقاليد الدينية ما برحت أن تناولته فيما بعد الأصول الاعتقادية وحتى الرموز الكبرى في الإسلام». في ألمانيا، نشط عبد المحسن في مساعدة فتيات من السعودية والخليج للهروب من بلدانهن وتقديم اللجوء في البلدان الأوروبية تحت مسمى الخوف من الاضطهاد الجندري أو الديني.