فشل صاروخ روسي يُروَّج له بوصفه «أشد الأسلحة فتكاً في العالم» في الانطلاق للمرة الرابعة، حيث انفجر أثناء إعادة تزويده بالوقود في قاعدة بليسيتسك الفضائية على بعد 500 ميل شمال موسكو.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن صاروخ سارمات «آر إس - 28» القادر على حمل رؤوس نووية، والملقب بـ«الشيطان 2»، وترك حفرة على منصة الإطلاق، مع ظهور أضرار مرئية للطرق والمباني المحيطة، حسبما أوردت صحيفة «تلغراف» البريطانية.
وقال مشروع «MeNMyRC»، وهو مشروع تحقيق مفتوح المصدر: «انفجر الصاروخ في الصومعة، مخلفاً حفرة ضخمة ودمر موقع الاختبار». وأضاف المشروع أن 4 سيارات إطفاء تم تصويرها في موقع الاختبار كانت «تستجيب لحريق غابات»، ربما كان مرتبطاً بالإطلاق الفاشل.
وعدّ المشروع أن «صاروخ (سارمات) يعمل بالوقود السائل، لذا فإن هذا الحادث ربما وقع منفصلاً عن نشاط الإطلاق الفعلي».
وجاءت عملية الإطلاق الفاشلة بعد أسبوع من تحذير أحد أعضاء مجلس الأمن التابع لفلاديمير بوتين من أن صاروخ «سارمات» قد يضرب البرلمان الأوروبي بستراسبورغ في أقل من 4 دقائق.
وقال فياتشيسلاف فولودين رداً على تصويت الاتحاد الأوروبي الذي أوصى بالسماح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ غربية: «لعلمكم، فإن زمن طيران صاروخ (سارمات) إلى ستراسبورغ هو 3 دقائق و20 ثانية».
ورفض الكرملين التعليق على الحادث، لكن بافيل بودفيغ، الباحث البارز في معهد الأمم المتحدة لدراسات نزع السلاح، أكد أن صاروخ «سارمات» انفجر قبل إطلاق تجريبي، وقال: «يبدو أن اختبار سارمات لم يكن ناجحاً تماماً، بعبارة ملطفة. إنها حفرة كبيرة».
ولم يُطلق صاروخ «سارمات» إلا مرة واحدة بنجاح، في أبريل (نيسان) 2022.
وروج الكرملين لبرنامج «سارمات» بوصفه صاروخه النووي الأساسي، حيث أنتج مقاطع فيديو باستخدام رسومات تم إنشاؤها بواسطة الكومبيوتر، تُظهر أنه يلحق الموت بمئات الآلاف من الناس على الجانب الآخر من العالم في غضون دقائق من إطلاقه.
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الصاروخ في عام 2018، بديلاً للصاروخ الأصلي الأصغر «الشيطان». وكان الهدف من ذلك دعم وعده بشن حرب نووية إذا تم تجاوز «خطوطه الحمراء»، على الرغم من أن المحللين قللوا من أهمية هذه التهديدات.
وقال كارل بيلت، رئيس الوزراء السويدي السابق والرئيس المشارك الآن لمؤسسة أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: «هذه علامة على أن التصنيع الروسي يتدهور بشكل خطير».
وتم تصميم صاروخ «سارمات» صاروخاً عابراً للقارات «ثقيل»، ويبلغ مداه 11100 ميل، ويمكنه حمل ما يصل إلى 16 رأساً نووياً، وفق صحيفة «تلغراف».