ضربة روسية على خاركيف... وكييف تعلن إسقاط عشرات المسيّرات

موسكو تقول إنها لن تشارك في أي اجتماع متابعة لـ«قمة سويسرا» للسلام

رجال الإنقاذ يزيلون الركام بعد غارة روسية على بناية في خاركيف الأحد (أ.ب)
رجال الإنقاذ يزيلون الركام بعد غارة روسية على بناية في خاركيف الأحد (أ.ب)
TT

ضربة روسية على خاركيف... وكييف تعلن إسقاط عشرات المسيّرات

رجال الإنقاذ يزيلون الركام بعد غارة روسية على بناية في خاركيف الأحد (أ.ب)
رجال الإنقاذ يزيلون الركام بعد غارة روسية على بناية في خاركيف الأحد (أ.ب)

أوقع هجوم روسي ليلي على مبانٍ سكنية في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا، 21 جريحاً بينهم ثلاثة قصّر تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً، فيما أكدت موسكو أنها لن تشارك في أي اجتماع متابعة لـ«قمة سويسرا» للسلام.

وكتب الحاكم الإقليمي لخاركيف أوليغ سينيغوبوف على تطبيق «تلغرام»، الأحد: «أصيب 21 شخصاً بجروح بينهم فتاة في الـ17 من العمر وطفلة في الثامنة من العمر»، مضيفاً أن ثمانية أشخاص أدخلوا إلى المستشفى بينهم اثنان في حالة خطرة.

رجال الإنقاذ في موقع الهجوم الروسي على خاركيف الأحد (أ.ب)

ووقعت الضربة مساء السبت في أحد أحياء خاركيف في شمال شرقي أوكرانيا، المدينة القريبة من الحدود مع روسيا، وكانت تضم 1.4 مليون نسمة قبل الحرب. وكان عشرات السكان نائمين عند وقوع الضربة، بينما لحقت أضرار بمبنيين سكنيين آخرين.

وتتعرّض خاركيف بشكل دوري للقصف منذ بدء الغزو الروسي مطلع عام 2022، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي إن روسيا «استهدفت مبنى سكيناً عادياً بقنابل جوية».

«هدف ميداني»

وأكد رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف الذي حضر إلى المكان أن الهدف كان مدنياً. وقال: «لا يوجد جنود هنا»، مضيفاً: «في كل يوم، وكل ليلة، تتعرض خاركيف لضربات».

وأعلن سلاح الجو الأوكراني الأحد أن القوات الروسية أطلقت خلال الليل صاروخين و80 مسيّرة تم إسقاط غالبيتها.

وفي وسط البلاد، أعلنت السلطات المحلية أن عشرات من المنازل، أصبحت من دون كهرباء في منطقة بولتافا التي تبعد نحو 350 كيلومتراً جنوب شرقي كييف، في أعقاب هجمات شنتها طائرات مسيرة روسية ليل السبت الأحد على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية. وكتب فيليب برونين، حاكم المنطقة على تطبيق «تلغرام» أن المهندسين يعملون على استعادة الكهرباء، مضيفاً أن لحسن الحظ لم يسفر ذلك عن سقوط أي إصابات.

في المقابل، قالت وزارة الطوارئ الروسية الأحد إن رجل إطفاء قُتل في هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة في منطقة لوغانسك التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا. وذكرت الوزارة عبر «تلغرام» أن مواد متفجرة كانت تحملها الطائرة المسيّرة انفجرت عندما كان فياتشيسلاف غلاغونوف (33 عاماً) يشارك في إطفاء حريق نجم عن سقوط طائرات مسيرة في منطقة نوفوايدار. وأضافت أن اثنين آخرين من رجال الإطفاء أصيبا.

ورداً على هجوم خاركيف والهجمات الأخرى، دعا الرئيس زيلينسكي مجدداً الحلفاء الغربيين إلى تمكين أوكرانيا من استخدام أسلحة بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي. وتطالب كييف بذلك منذ فترة طويلة، لكن بعض الشركاء الغربيين الذين يدعمون أوكرانيا بالسلاح، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، يرفضون السماح بذلك خشية رد الفعل الروسي. وشدّد الرئيس الأوكراني الأحد على أنه «يجب أن نعزز قدراتنا لكي نحمي الأرواح بشكل أفضل ولضمان الأمن»، واعداً بـ«إقناع» الحلفاء.

«احتيال»

وجاءت هذه التطورات الميدانية بعد ساعات على إعلان موسكو أنها لن تشارك في أي اجتماع لمتابعة نتائج قمة السلام التي نظمتها سويسرا في يونيو (حزيران) الماضي، واصفة العملية بأنها ترقى إلى حد «الاحتيال».

ولم توجه دعوة لروسيا لحضور القمة التي شاركت فيها وفود أكثر من 90 دولة، ورفضتها موسكو على اعتبار أنها دون معنى من دون مشاركتها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يأمل في تنظيم اجتماع لمتابعة القمة بحلول نهاية العام بمشاركة روسيا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تطبيق «تلغرام»: «هذه العملية في حد ذاتها لا علاقة لها بالتوصل لتسوية... إنها مظهر آخر من مظاهر الاحتيال من جانب الأنغلو ساكسون وأتباعهم من الدمى الأوكرانيين». وأضافت أن روسيا مستعدة لمناقشة «مقترحات جادة حقاً» تأخذ في الاعتبار «الوضع على الأرض»، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية، رغم أنها لم تحتل أياً منها بشكل كامل.

وقالت المتحدثة إن أوكرانيا وداعميها الغربيين «لا يفكرون في السلام»، مشيرة إلى التوغل الأوكراني في منطقة كورسك بجنوب روسيا الشهر الماضي، ومناشدات زيلينسكي المتكررة للحصول على صواريخ بعيدة المدى من الغرب.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى مغادرته إلى واشنطن السبت (رويترز)

ويأمل زيلينسكي طرح ما يسمى «خطة النصر» لوضع حد للحرب عندما يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل. وقال في وقت سابق إن «الخطة مصممة لقرارات يتعين أن تتخذ من أكتوبر (تشرين الأول) حتى ديسمبر (كانون الأول) ... نرغب بشدة أن يحصل ذلك. ثم نعتقد أن الخطة ستنجح».


مقالات ذات صلة

الكرملين: موقف واشنطن «حاسم وواقعي» في تسوية الأزمة الأوكرانية

أوروبا ضابط شرطة يُطفئ سيارة محترقة في موقع غارة جوية روسية بطائرة مسيَّرة وسط الهجوم على أوكرانيا في زابوروجيا (رويترز)

الكرملين: موقف واشنطن «حاسم وواقعي» في تسوية الأزمة الأوكرانية

قال متحدث باسم الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا لن ترضى بتوقيع أوكرانيا على اتفاقيات سلام ثم الشروع لاحقاً في عرقلتها أو إفشالها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يصل إلى مقر إقامته في برلين (د.ب.أ) play-circle

ويتكوف وكوشنر في برلين لإجراء محادثات حول أوكرانيا بحضور زيلينسكي

وصل مبعوثان أميركيان، الأحد، إلى ألمانيا لإجراء جولة جديدة من المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (إ.ب.أ)

كييف تتهم موسكو بقصف سفينة تركية في البحر الأسود بواسطة مسيّرة

اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها قصفت السبت بواسطة مسيّرة سفينة شحن تركية في البحر الأسود على متنها 11 مواطناً تركياً، وذلك غداة ضربة جوية روسية

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة جماعية في البيت الأبيض تضم الرئيسين دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين 18 أغسطس 2025 بمناسبة محادثات حول أوكرانيا (رويترز) play-circle

برلين تستضيف مفاوضات سلام متوترة على وقع تصعيد روسي كبير

من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيين في برلين

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (إ.ب.أ)

زيلينسكي: بدء سريان عقوبات ضد نحو 700 سفينة «تستخدمها روسيا لتمويل الحرب»

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (السبت) بدء سريان العقوبات التي فرضتها بلاده ضد نحو 700 سفينة تقول إن روسيا تستخدمها لتمويل الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

​أوكرانيا تتخلى عن طموح انضمامها إلى «الناتو»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
TT

​أوكرانيا تتخلى عن طموح انضمامها إلى «الناتو»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)

استبق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مشاركته في جولة الحوار الجديدة في العاصمة الألمانية برلين، الأحد، بالإعلان عن تخلي بلاده عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مقابل ضمانات أمنية غربية في حل وسط لإنهاء الحرب مع روسيا.

كما قال زيلينسكي إنه يأمل في إقناع الولايات المتحدة بدعم فكرة تجميد خطوط القتال على الجبهة في أوكرانيا بمواقعها الحالية. وأدلى الرئيس الأوكراني بهذه التصريحات قُبيل محادثات له مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسؤولين أوروبيين في برلين. ويمثل تخلي أوكرانيا عن الانضمام إلى «الناتو»، تحولاً كبيراً لهذا البلد الذي ناضل من أجل الانضمام إلى الحلف العسكري الغربي، بوصفه ضمانة في مواجهة الهجمات الروسية، وأدرج هذا الطموح في دستوره. وتلبي هذه الخطوة أيضاً أحد أهداف روسيا في الحرب، رغم أن كييف متمسكة حتى الآن بموقفها الرافض للتنازل عن الأراضي لموسكو.

«ضمانات أمنية»

وقال زيلينسكي، الأحد، إن القبول بالضمانات الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيون وغيرهم من الشركاء، بوصفها بديلاً عن عضوية أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي، هو بمثابة حل وسط من جانب أوكرانيا. ورداً على أسئلة صحافيين عبر «واتساب»، قال زيلينسكي: «منذ البداية، كانت رغبة أوكرانيا هي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي... هذه ضمانات أمنية حقيقية. لكن بعض الشركاء من الولايات المتحدة وأوروبا لم يدعموا هذا الاتجاه». وأضاف زيلينسكي: «وبالتالي، فإن الضمانات الأمنية الثنائية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، والضمانات الشبيهة بالمادة الخامسة المقدمة لنا من جانب الولايات المتحدة، والضمانات الأمنية من الزملاء الأوروبيين، وكذلك دول أخرى مثل كندا واليابان، هي فرصة لمنع غزو روسي آخر». وتابع: «هذا بالفعل حل وسط من جانبنا»، مشيراً إلى أن الضمانات الأمنية يجب أن تكون ملزمة قانونياً.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين الأحد (إ.ب.أ)

«تجميد خطوط القتال»

وقال الرئيس الأوكراني أيضاً إنه يأمل في إقناع الولايات المتحدة بدعم فكرة تجميد خطوط القتال على الجبهة في أوكرانيا بمواقعها الحالية. وأكد استعداده «للحوار» في أحدث جولة مباحثات رفيعة المستوى بين المبعوث الأميركي والقادة الأوروبيين الداعمين لأوكرانيا حول سُبل إنهاء الحرب مع روسيا. وقال زيلينسكي للصحافيين قبيل وصوله لبرلين: «أرى حالياً أن الخيار الأكثر عدلاً هو أن يبقى كلّ حيث هو. وهذا صائب إذا ما كنا نتكلّم عن وقف لإطلاق النار... وأنا أدرك أن روسيا لا تنظر لهذا الأمر بإيجابية، لكن أتمنى أن يؤيدنا الأميركيون في هذا الصدد».

ووصل الرئيس الأوكراني، الأحد، إلى برلين للمشاركة في جولة الحوار الجديدة، مع وفد أميركي وآخر أوروبي، بشأن وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا. وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس في استقبال الرئيس الأوكراني، بمقر المستشارية. كما وصل إلى العاصمة الألمانية أيضاً وزير الدفاع الأوكراني السابق رستم عمروف، ورئيس هيئة الأركان أندريه هناتوف، واستقبلهم في مقر المستشارية غونتر زاوتر، مستشار شؤون السياسة الخارجية والأمنية لدى ميرتس.

ومن المزمع استئناف المحادثات التي جرت بين ممثلي الولايات المتحدة وأوكرانيا لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية في البداية بمشاركة أوروبية على مستوى المستشارين، خلف أبواب مغلقة. ولم يتم الإعلان على الفور عن مقترحات ملموسة مطروحة حالياً على طاولة النقاش.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبل انطلاق جولة الحوار في برلين الأحد (رويترز)

ويسعى زيلينسكي، خلال لقائه في برلين مع ويتكوف، إلى أن يركز محادثاته على أحدث مقترحاته المتعلقة بخطة السلام التي طرحها الرئيس ترمب. وقال زيلينسكي، بحسب وسائل إعلام أوكرانية، رداً على أسئلة صحافيين، إنه لم يتلق حتى الآن أي رد أميركي على مقترحات التعديل التي قدمها. وكان زيلينسكي صرّح مسبقا بأنه يرى أن أوكرانيا في موقع تفاوضي قوي. وأضاف زيلينسكي أن خطة السلام لن تبدو بالشكل الذي يرضي الجميع، مشيراً إلى وجود مقترحات للتوصل إلى حلول وسط. وتابع قائلاً: «الأهم على الإطلاق هو أن تكون الخطة عادلة قدر الإمكان، ولا سيما بالنسبة لأوكرانيا. والأهم أن تكون فعالة».

ويمارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً كبيرة على كييف للتوصّل إلى اتفاق منذ تقديمه الشهر الماضي خطّة لإنهاء الحرب عُدّت مراعية لروسيا، خصوصاً فيما يتعلّق بمطلب تخلّي أوكرانيا عن بعض أراضيها. وأثار المقترح الأميركي حراكاً دبلوماسياً متسارع الوتيرة بين واشنطن وحلفاء أوكرانيا الأوروبيين. وكشف مسؤولون أوكرانيون في الفترة الأخيرة أنهم قدّموا لواشنطن نسخة معدّلة من الخطّة. وشدّد الرئيس الأوكراني على «أهمّية القمّة في برلين، حيث نلتقي كلّا من الأميركيين والأوروبيين... وهذه الاجتماعات في برلين تجري اليوم وغداً». وأكّد مسؤول في البيت الأبيض يوم الجمعة أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيجتمع بزيلينسكي والقادة الأوروبيين في نهاية الأسبوع للتطرّق إلى مفاوضات السلام. ورأى زيلينسكي، الأحد، أن «أكثر ما يهمّ هو أن تكون الخطّة منصفة قدر المستطاع لأوكرانيا في المقام الأوّل؛ لأن روسيا هي من بدأت الحرب».

وتنص «خطة ترمب» على انسحاب الجيش الروسي من مساحات صغيرة غزاها في مناطق سومي وخاركيف ودنيبروبيتروفسك (شمال وشمال شرق ووسط شرق)، مع احتفاظه بالسيطرة على أراضٍ أكبر في خيرسون وزابوريجيا (بالجنوب). ومساء الجمعة، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الأوروبيين والأوكرانيين يطالبون الأميركيين بأن يقدموا لهم «ضمانات أمنية» قبل أي تفاوض بشأن الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا. من جانبه، أفاد مسؤول كبير بأنّ خطة السلام الأميركية تلحظ انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بدءاً من يناير (كانون الثاني) 2027، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». غير أنّ هذا الانضمام يبدو غير مرجّح خلال المهلة المذكورة، لأسباب عدة من بينها المعارضة المحتملة من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تربطها علاقات متوترة مع أوكرانيا، مثل المجر.

دمار أمام بقالة في زابوريجيا بعد غارة نفذتها طائرة مسيّرة روسية الأحد (إ.ب.أ)

وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية المتسارعة لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف منذ غزو روسيا أوكرانيا في 2022 في ظلّ ضربات جوية جديدة استهدفت كييف. ومع استمرار تبادل الهجمات بين الطرفين، وسقوط مزيد من الضحايا، أبدى ترمب انزعاجاً واضحاً بشأن عدم إحراز تقدم في المحادثات المرتبطة بخطته لحل النزاع الذي اندلع في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الآلاف. وأعلنت موسكو أنها ضربت منشآت للصناعة والطاقة في أوكرانيا ليل السبت بصواريخ فرط صوتية، في هجوم قالت: إنه يأتي رداً على هجمات أوكرانية أصابت «أهدافا مدنية» في روسيا. وحسب سلاح الجوّ الأوكراني، أطلقت روسيا 138 مسيّرة وصاروخاً باليستياً في الليل. وأصابت مسيّرة روسية «أحد المستشفيات في خيرسون»، ما أسفر عن جرح شخصين، وفق ما أفادت الإدارة الإقليمية على «تلغرام». وأصيب 11 شخصاً على الأقلّ في ضربات على زابوريجيا، وفق حاكم المنطقة إيفان فيدوروف.


ميلوني: على أوروبا أن تتقبل استراتيجية ترمب للأمن القومي الجديدة

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال حديثها في مهرجان «أتريو» الذي ينظمه حزبها «إخوة إيطاليا» (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال حديثها في مهرجان «أتريو» الذي ينظمه حزبها «إخوة إيطاليا» (أ.ف.ب)
TT

ميلوني: على أوروبا أن تتقبل استراتيجية ترمب للأمن القومي الجديدة

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال حديثها في مهرجان «أتريو» الذي ينظمه حزبها «إخوة إيطاليا» (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال حديثها في مهرجان «أتريو» الذي ينظمه حزبها «إخوة إيطاليا» (أ.ف.ب)

وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، استراتيجية الأمن القومي الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأنها بمثابة دعوة للاستيقاظ لأوروبا، في حين قللت من شأن التوترات داخل حكومتها، وأكدت من جديد على دعم إيطاليا لأوكرانيا.

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية، في تصريحات شملت موضوعات واسعة خلال فعالية حزبية في روما، اليوم الأحد: «نريد لإيطاليا أن تظل وفية لشركائها، لكن دون أن تخضع لأحد»، وفقاً لما ذكرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وأضافت ميلوني: «لهذا وقفنا مع أوكرانيا منذ اليوم الأول، ولهذا سنواصل الوقوف معها، من منطلق شعور بالعدالة، ولكن في المقام الأول للدفاع عن مصالحنا الوطنية وأمننا»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأوضحت ميلوني، خلال حديثها في مهرجان «أتريو» الذي ينظمه حزبها «إخوة إيطاليا»، إن استراتيجية ترمب، التي أثارت قلق القادة الأوروبيين، تؤكد رغبة واشنطن في الانسحاب من القارة وإجبار أوروبا على تعزيز دفاعاتها بنفسها.

وتابعت ميلوني، في خطاب استمر نحو ساعة: «لقد أثار الأمر القلق، لأن دونالد ترمب أوضح أكثر من سابقيه أن الولايات المتحدة تعتزم الانسحاب من القارة القديمة، وأنه يجب على الأوروبيين تنظيم أنفسهم للدفاع عن أنفسهم بمفردهم».

وأضافت ميلوني: «ماذا أقول؟ صباح الخير يا أوروبا. صباح الخير. لقد فوضنا أمننا للولايات المتحدة لمدة 80 عاماً، معتقدين أن هذا اليوم لن يأتي أبداً. والأهم من ذلك، أننا تظاهرنا بأن هذا التفويض مجاناً».

وظلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني واثقة، رغم العقبات القانونية، من أن مراكز ترحيل المهاجرين في ألبانيا، التي تروج لها حكومتها اليمينية، ستعمل وفق المخطط المرسوم.

وقالت ميلوني: «الأمر يسير بالضبط كما أخبرتكم دائماً: المراكز في ألبانيا ستعمل». وأشارت إلى وجود اتفاق داخل الاتحاد الأوروبي على تبني موقف أكثر تشدداً بشأن الهجرة. وقد اتفقت دول الاتحاد مؤخراً في بروكسل على زيادة الضغط على طالبي اللجوء المرفوضين وترحيلهم بشكل أكثر فاعلية.


الكرملين: موقف واشنطن «حاسم وواقعي» في تسوية الأزمة الأوكرانية

ضابط شرطة يُطفئ سيارة محترقة في موقع غارة جوية روسية بطائرة مسيَّرة وسط الهجوم على أوكرانيا في زابوروجيا (رويترز)
ضابط شرطة يُطفئ سيارة محترقة في موقع غارة جوية روسية بطائرة مسيَّرة وسط الهجوم على أوكرانيا في زابوروجيا (رويترز)
TT

الكرملين: موقف واشنطن «حاسم وواقعي» في تسوية الأزمة الأوكرانية

ضابط شرطة يُطفئ سيارة محترقة في موقع غارة جوية روسية بطائرة مسيَّرة وسط الهجوم على أوكرانيا في زابوروجيا (رويترز)
ضابط شرطة يُطفئ سيارة محترقة في موقع غارة جوية روسية بطائرة مسيَّرة وسط الهجوم على أوكرانيا في زابوروجيا (رويترز)

قال متحدث باسم الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا لن ترضى بتوقيع أوكرانيا على اتفاقيات سلام ثم الشروع لاحقاً في عرقلتها أو إفشالها.

ونقلت قناة «آر تي» التلفزيونية الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله إن موسكو تعتمد في تسوية الأزمة الأوكرانية على الولايات المتحدة وليس أوروبا، مؤكداً أن موقف واشنطن «حاسم وواقعي».

وأكد أن تسوية الأزمة الأوكرانية تتطلب وضع نظام محدد يضمن تنفيذ كييف للاتفاقيات بوصفه شرطاً أساسياً للتوصل إلى حل.

وفي السياق، قال الكرملين إن تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، حول الاستعداد للحرب مع روسيا غير مسؤولة، وتُظهر أنه لا يدرك حقاً الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية. وقال روته في كلمة ألقاها في برلين يوم الخميس، إن الحلف يجب أن يكون «مستعداً لحجم الحرب التي تحملها أجدادنا وأجداد أجدادنا»، مضيفاً: «نحن هدف روسيا المقبل».

ونفى الكرملين مراراً اتهامات حلف شمال الأطلسي وبعض القادة الأوروبيين بأن روسيا تخطط لمهاجمة أحد أعضاء الحلف، ووصفها بأنها «هراء» يستخدمه القادة الأوروبيون لإثارة المشاعر المعادية لروسيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لمراسل التلفزيون الرسمي بافل زاروبين: «هذا التصريح يبدو أنه صدر عن ممثل لجيل تمكن من نسيان ما كانت عليه الحرب العالمية الثانية في الواقع».

وأضاف: «إنهم لا يدركون (ما كانت عليه الحرب). وللأسف، فإن السيد روته، بإدلائه بمثل هذه التصريحات غير المسؤولة، لا يعي ببساطة ما يتحدث عنه».