روسيا تُحذّر الغرب من «نفاد صبرها» وسط تصاعد المخاوف من مواجهة مباشرة

موسكو تعزّز تقدّمها شرق أوكرانيا... ولندن تتهم بوتين بـ«التبجّح»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي خلال اجتماع موسع مع وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا بكييف في 11 سبتمبر 2024 (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي خلال اجتماع موسع مع وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا بكييف في 11 سبتمبر 2024 (أ.ب)
TT
20

روسيا تُحذّر الغرب من «نفاد صبرها» وسط تصاعد المخاوف من مواجهة مباشرة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي خلال اجتماع موسع مع وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا بكييف في 11 سبتمبر 2024 (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي خلال اجتماع موسع مع وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا بكييف في 11 سبتمبر 2024 (أ.ب)

اتّهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، بـ«التبجّح»، بعدما حذّر من أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي من شأنه أن يضع حلف شمال الأطلسي «في حالة حرب» مع موسكو. ووصلت التوترات بين روسيا والدول الغربية إلى مستويات خطيرة هذا الأسبوع، في وقت التقى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في البيت الأبيض لمناقشة ما إذا كان ينبغي تخفيف القواعد المفروضة على استخدام كييف الأسلحة التي يوفّرها الغرب لها. وقال لامي لشبكة «بي بي سي»: «أعتقد أنّ ما يقوم به بوتين هو ذرّ للرماد في العيون». وأضاف: «هناك كثير من التبجّح. هذا هو أسلوب عمله. إنه يهدّد بالدبابات، يهدد بالصواريخ، يهدد بأسلحة نووية». ومنذ أشهر، يطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السماح لجيشه باستخدام صواريخ «ستورم شادو» البريطانية و«أتاكمس» الأميركية، لضرب أهداف في العمق الروسي، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأرجأ بايدن وستارمر قراراً بهذا الشأن خلال لقائهما، الجمعة.

تحذير من حرب نووية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر اجتماعاً مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بسانت بطرسبرغ في 12 سبتمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر اجتماعاً مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بسانت بطرسبرغ في 12 سبتمبر 2024 (رويترز)

حذّر بوتين من أنّ إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام هذه الأسلحة «سيعني أنّ دول حلف شمال الأطلسي، الولايات المتحدة والدول الأوروبية، باتت في حالة حرب مع روسيا». وقال: «إذا كان الأمر كذلك، ومع أخذ تبدُّل طبيعة الصراع في الاعتبار، سنتخذ القرارات المناسبة بناءً على التهديدات التي سنواجهها». وكان الرئيس الروسي قد حذّر منذ فترة طويلة الدول الغربية من أنّها تخاطر بالتسبب بحرب نووية على خلفية دعمها أوكرانيا.

ومن جانبه، حذّر دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الأحد، من أن صبر روسيا على عدم الإقدام على ردّ نووي ضد التصرفات الغربية في أوكرانيا يوشك على النفاد. وذكر في رسالة نشرها على قناته في «تلغرام»، نقلتها وكالة «تاس» الروسية، أنه بينما «لا مصلحة لأي طرف في النزاع النووي»، فقد مارست روسيا حتى الآن ضبط النفس، خصوصاً فيما يتعلق بالرد على الضربات الدقيقة في عمق الأراضي الروسية، ولكنه حذر من أن «حتى أعظم مستوى من الصبر له حدود».

وفي ردّه على تصريحات بوتين، قال لامي: «لا يمكن أن نسمح لفاشي إمبريالي بأن يخرجنا عن المسار الصحيح، في حين يريد في الواقع التدخل في الدول كيفما يشاء». وأضاف: «إذا تركناه في أوكرانيا، فصدقوني لن يتوقّف عند هذا الحد». وأوضح لامي أن المحادثات بين ستارمر وبايدن وزيلينسكي بشأن إمكان استخدام صواريخ بعيدة المدى، ستتواصل خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق هذا الشهر.

روسيا تعزز تقدمها

نيران تتصاعد بعد ضربة روسية على منطقة خاركيف في 15 سبتمبر 2024 (رويترز)
نيران تتصاعد بعد ضربة روسية على منطقة خاركيف في 15 سبتمبر 2024 (رويترز)

ميدانياً، أسفرت ضربة روسية، الأحد، على مدينة بوكروفسك، وهي مركز لوجيستي مهم في شرق أوكرانيا تقترب منها القوات الروسية، عن مقتل شخص على الأقل، وفق ما ذكرت السلطات المحلية. وأصبح الجيش الروسي، المتفوق في العديد والعتاد، على مسافة أقل من 10 كيلومترات من بوكروفسك حالياً، وفق مراقبين عسكريين. وانقطعت المياه والغاز عن هذه المدينة جراء المعارك، حسبما أفادت البلدية، وتم توزيع مياه الشرب. وأضافت البلدية أن الضربات الروسية حرمت كذلك مناطق واسعة في المدينة من التيار الكهربائي، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». هذا الأسبوع، أكّدت السلطات المحلية ووسائل إعلام أوكرانية أن الضربات الروسية ألحقت أضراراً بجسرين في بوكروفسك. ومع اقتراب القوات الروسية، تعمد السلطات إلى إجلاء آلاف السكان منذ منتصف أغسطس (آب)، داعية من تبقّى منهم إلى المغادرة. ومطلع سبتمبر (أيلول)، قال حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين إن 26 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل، ما زالوا في بوكروفسك التي كان عدد سكانها يُناهز 53 ألف نسمة قبل اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022. وسيطرت موسكو على مدن أخرى في شرق أوكرانيا، مثل باخموت أو ماريوبول، بعد أن قامت بقصفها بشكل مكثف وحولتها رُكاماً. والجمعة، أقرّ الرئيس الأوكراني من جديد بأن جيشه يواجه «صعوبة بالغة» في منطقة دونيتسك. وتسارع تقدُّم الجيش الروسي في شرق البلاد، في الربيع والصيف، حتى أنه حقق هذا العام مكاسب إقليمية غير مسبوقة منذ خريف عام 2022.

مجموعة السبع

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي لدى وصولهما بالقطار إلى كييف في 11 سبتمبر 2024 (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي لدى وصولهما بالقطار إلى كييف في 11 سبتمبر 2024 (أ.ب)

تستفيد موسكو من دعم عسكري متواصل من كل من بيونغ يانغ وطهران، في حرب مع أوكرانيا. وندّد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، السبت، «بأشد العبارات» بتصدير إيران صواريخ باليستية لروسيا. وقال وزراء الخارجية في بيان: «يتعيّن على إيران أن توقف على الفور كل الدعم للحرب غير القانونية وغير المبررة التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وأن توقف نقل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة والتكنولوجيا ذات الصلة، التي تُشكّل تهديداً مباشراً للشعب الأوكراني، وكذلك الأمن الأوروبي والدولي على نطاق أوسع». وتضم مجموعة الدول السبع كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

نجل مسؤولة بارزة في «CIA» يُقتل أثناء قتاله مع الجيش الروسي في أوكرانيا

الولايات المتحدة​ «إنستغرام»

نجل مسؤولة بارزة في «CIA» يُقتل أثناء قتاله مع الجيش الروسي في أوكرانيا

قُتل مايكل ألكسندر غلوس، نجل نائبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، في أثناء قتاله ضمن صفوف الجيش الروسي في شرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا جندي أوكراني يُحيي ذكرى 4 جنود أوكرانيين في المقبرة العسكرية بمدينة تشيرنيهيف (إ.ب.أ)

الجيش الروسي يؤكد استعادته كامل منطقة كورسك الروسية من الأوكرانيين

أعلن الجيش الروسي استعادته كامل منطقة كورسك الروسية من الأوكرانيين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب لحظة وصوله إلى روما لحضور جنازة البابا فرانسيس (إ.ب.أ) play-circle

ترمب: روسيا وأوكرانيا «قريبتان جداً» من التوصل إلى اتفاق

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، أنّ روسيا وأوكرانيا «قريبتان جداً» من التوصل إلى اتفاق، حاضاً إياهما على الاجتماع لوضع اللمسات الأخيرة عليه.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا الرئيس بوتين مستقبلاً الجمعة المبعوث الأميركي الخاص للملف الأوكراني ستيف ويتكوم في الكرملين في زيارته الرابعة لموسكو (أ.ب)

ويتكوف في موسكو لإنقاذ جهود السلام والكرملين يتطلع لإتمام «عناصر محددة»

مع تصاعد وتيرة الانتقادات الأميركية للطرفين الروسي والأوكراني، وتلويح الرئيس دونالد ترمب بوقف جهود الوساطة لإنهاء النزاع في حال عدم تقدم عملية التسوية السياسية،

رائد جبر (موسكو)
أوروبا قاعدة بيتوفيك الأميركية في شمال غرينلاند (أ.ف.ب) play-circle

الدنمارك تتهم روسيا بالوقوف وراء حملة تضليل بشأن غرينلاند

اتهمت الاستخبارات الدنماركية روسيا بالوقوف وراء حملة تضليل، زعمت أن أحد المشرعين الدنماركيين يسعى للحصول على مساعدة روسية لمنع الولايات المتحدة من ضم غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

الجيش الروسي يؤكد استعادته كامل منطقة كورسك الروسية من الأوكرانيين

جندي أوكراني يُحيي ذكرى 4 جنود أوكرانيين في المقبرة العسكرية بمدينة تشيرنيهيف (إ.ب.أ)
جندي أوكراني يُحيي ذكرى 4 جنود أوكرانيين في المقبرة العسكرية بمدينة تشيرنيهيف (إ.ب.أ)
TT
20

الجيش الروسي يؤكد استعادته كامل منطقة كورسك الروسية من الأوكرانيين

جندي أوكراني يُحيي ذكرى 4 جنود أوكرانيين في المقبرة العسكرية بمدينة تشيرنيهيف (إ.ب.أ)
جندي أوكراني يُحيي ذكرى 4 جنود أوكرانيين في المقبرة العسكرية بمدينة تشيرنيهيف (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الروسي استعادته كامل منطقة كورسك الروسية من الأوكرانيين.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقطع فيديو نشره الكرملين، السبت، إن هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية قد فشل فشلاً ذريعاً، مؤكداً أن ذلك سيمهد الطريق لنجاحات مستقبلية للجيش الروسي.

وظهر بوتين وهو يتلقى تقريراً من رئيس أركان الجيش الروسي، فاليري جيراسيموف، الذي أبلغه أن القوات الأوكرانية طُردت من آخر جزء من منطقة كورسك كانت تسيطر عليه منذ هجوم أغسطس (آب) 2024.

وأكد جيراسيموف لبوتين الدور الذي لعبه جنود كوريون شماليون في النجاحات العسكرية الروسية في كورسك.

وحيا الجيش الروسي «بسالة» المقاتلين الكوريين الشماليين في استعادة كورسك.