تصريحات بوتين بشأن زيادة حركة الشحن عبر بحر الشمال تجدد المخاوف على مستقبل «قناة السويس»

TT

تصريحات بوتين بشأن زيادة حركة الشحن عبر بحر الشمال تجدد المخاوف على مستقبل «قناة السويس»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث في جلسة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي الشرقي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث في جلسة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي الشرقي (رويترز)

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الخميس) خلال كلمة ألقاها في جلسة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي الشرقي أن بلاده تعتزم زيادة حركة الشحن عبر طريق بحر الشمال، وفقاً لوكالة «رويترز».

ودعا بوتين دولاً أخرى للمشاركة في إنشاء منطقة مركزية للنقل في مورمانسك.

وكان حديث شركة «روساتوم» الحكومية الروسية عن مخطط لتطوير «ممر بحر الشمال» الملاحي قد جدّد المخاوف بشأن تأثير الممر الملاحي الذي يمتد عبر الدائرة القطبية الشمالية ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ، على «قناة السويس» المصرية، التي تعد ممراً رئيسياً للتجارة بين آسيا وأوروبا.

ويمتد ممر الملاحة الشمالي من نوفايا زيمليا أقصى الشمال الغربي لروسيا، إلى مضيق بيرنغ في الشرق. وتعمل روسيا على تطوير ممر الملاحة الشمالي منذ سنوات عدة، و«ساهم الاحتباس الحراري وذوبان الجليد في تعزيز طموحات موسكو التي تأمل أن يتحول الممر إلى طريق تجارية رئيسية بين أوروبا وآسيا بحلول 2030 تنافس قناة السويس المصرية»، بحسب مراقبين.

وفي عام 2011، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان آنذاك يشغل منصب رئيس الحكومة، إن «ممر بحر الشمال الملاحي سينافس قناة السويس باعتباره ممراً تجارياً أسرع بين آسيا وأوروبا، فهو أقصر بنحو الثلث، مقارنة بممر الملاحة الجنوبي»، بحسب تصريحات نقلتها «رويترز» آنذاك.

وتعد «روساتوم» قصر الطريق عبر ممر بحر الشمال «ميزة نسبية»، بحسب النشرة الإخبارية للشركة في فبراير (شباط) الماضي. وتقول إن «طول طريق بحر الشمال يبلغ 5600 ميل، بينما تبلغ المسافة الكاملة من مورمانسك إلى المواني الصينية عبر طريق البحر الشمالي 7 آلاف ميل، مقابل 12500 ميل عبر قناة السويس»، بحسب موقع الشركة.

وبين الحين والآخر يتجدد الحديث عن بدائل لـ«قناة السويس». وتصاعد الحديث أخيراً عقب توترات في البحر الأحمر، إثر هجمات نفذتها جماعة «الحوثي» اليمنية على السفن المارة في مضيق باب المندب، تزامناً مع الحرب في غزة. ودفع هذا التوتر المستمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، شركات شحن كبرى إلى تغيير مسارها والدوران حول رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى تراجع عائدات «قناة السويس».

 


مقالات ذات صلة

«طُعم بشري»... كوريا الشمالية تستعد لإرسال المزيد من الجنود إلى روسيا

آسيا قوات كورية شمالية تشارك بعرض عسكري في بيونغ يانغ (رويترز)

«طُعم بشري»... كوريا الشمالية تستعد لإرسال المزيد من الجنود إلى روسيا

حذر تقرير من أن كوريا الشمالية تستعد لإرسال قوات إضافية إلى روسيا، على الرغم من دورها كـ«طعم بشري» في ساحة المعركة.

«الشرق الأوسط» (سيول - موسكو)
بيئة نبات «زهرة الثلج» (أرشيفية)

«زهرة الثلج» تتفتح قبل الأوان... وشتاء موسكو يفقد لسعته المميزة

لم تعد فصول الشتاء الباردة الشهيرة في روسيا كالسابق، بدليل الازدهار المبكر لنبات «زهرة الثلج» وعدم تجمد البحيرات، وكلها علامات غير مرغوب فيها على تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا سفينة تابعة للبحرية الملكية البريطانية تراقب السفينة الروسية «يانتار» في بحر المانش (موقع البحرية البريطانية)

روسيا رداً على تحذيرات بريطانية: لا نشكل تهديداً للكابلات البحرية

قالت السفارة الروسية في لندن إن روسيا لا تشكل تهديداً للكابلات البحرية في بريطانيا ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا صورة للكرملين في موسكو، روسيا 12 أغسطس 2024 (رويترز)

روسيا: الصراع في أوكرانيا مرتبط بالأمن القومي وليس بأسعار النفط

قال الكرملين، الجمعة، إن الحرب في أوكرانيا مرتبطة بالأمن القومي لروسيا وليس بأسعار النفط، وذلك بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى خفض أسعار النفط.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ NATO Secretary General Mark Rutte gives a joint press conference with Finland's president and Estonia's prime minister during the Baltic Sea NATO Allies Summit in Helsinki, Finland, 14 January 2025.  EPA/KIMMO BRANDT

​قبيل اتصال ترمب ببوتين: موسكو تتشدد في شروطها مقابل دعوات لرفض «إذلال» واشنطن

تصاعدت التصريحات المتبادلة بين واشنطن وموسكو بشأن الشروط التي يستعد الطرفان لطرحها من أجل التوصل إلى وقف للحرب الروسية مع أوكرانيا.

إيلي يوسف (واشنطن)

ألمانيا: مراسم تأبين لضحايا حادث الطعن في أشافنبورغ

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ورئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر يشاركان في مراسم التأبين (رويترز)
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ورئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر يشاركان في مراسم التأبين (رويترز)
TT

ألمانيا: مراسم تأبين لضحايا حادث الطعن في أشافنبورغ

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ورئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر يشاركان في مراسم التأبين (رويترز)
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ورئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر يشاركان في مراسم التأبين (رويترز)

من المقرر أن تقام مراسم تأبين في مدينة أشافنبورغ الألمانية، الأحد، بعد 4 أيام من حادث طعن أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة.

ومن المقرر أن تبدأ المراسم المسكونية في كنيسة شتيفتسكيرشه في الساعة 10:30 صباحاً (09:30 بتوقيت غرينتش).

ومن بين المسؤولين الذين سيحضرون المراسم وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، ممثلةً للحكومة الاتحادية، ورئيس حكومة ولاية بافاريا، ماركوس زودر.

وسيقود المراسم بشكل مشترك أسقف فورتسبورج، فرانز يونج، وأسقف أشافنبورغ البروتستانتي، كريستيان كوب.

ومن الساعة 11:45 إلى 11:50 صباحاً، وقت وقوع هجوم الأربعاء الماضي، ستقرع أجراس جميع كنائس أشافنبورغ.

ومن المقرر أن يلقي عمدة فورتسبورغ، يورجن هيرتسينغ، كلمة. كما سيشارك ممثلون إسلاميون أيضاً.

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ورئيس وزراء ولاية بافاريا ماركوس زودر يحضران مراسم وضع إكليل الزهور على النصب التذكاري بعد مقتل شخصين أحدهما طفل في هجوم بسكين في وقت سابق من هذا الأسبوع في أشافنبورج بألمانيا 26 يناير 2025 (رويترز)

وسيتم بث مراسم التأبين على قناة المدينة على موقع «يوتيوب»، فيما ستعرضها محطة «بايريشن روندفونك» التلفزيونية مباشرة عبر التلفزيون والإنترنت.

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تتحدث للصحافة بجوار رئيس وزراء ولاية بافاريا ماركوس زودر بعد مراسم وضع إكليل الزهور في النصب التذكاري بعد مقتل شخصين أحدهما طفل في هجوم بسكين في وقت سابق من هذا الأسبوع في أشافنبورغ (رويترز)

وتظاهر، السبت، آلاف الأشخاص في مدينة أشافنبورغ بألمانيا احتجاجاً على الانجراف نحو التيار اليميني في السياسة والمجتمع، وتأتي هذه المظاهرة بعد حادثة الطعن التي وقعت في حديقة بالمدينة، الأربعاء الماضي، وأسفرت عن مقتل شخصين أحدهما طفل عمره عامان.

ووفقاً لبيانات الشرطة، شارك 3000 شخص في المظاهرة التي دعت إليها مبادرة «أشافنبورغ متعددة الألوان». وتخلل الفعالية غناء، وسارت بشكل سلمي حيث لم تسجل الشرطة أي حوادث، كما سارت الأمور أيضاً بشكل هادئ في تجمعات صغيرة.

ولا تزال مدينة أشافنبورغ الواقعة بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا تعيش أجواء الحزن بعد هجوم يوم الأربعاء الماضي. وتجمع العديد من الأشخاص ظهراً في الحديقة نفسها التي شهدت مقتل الطفل الصغير والرجل. وأكد متحدث باسم الشرطة أن مظاهر التعاطف لا تزال كبيرة، حيث وضعت الزهور وأشعلت الشموع في المكان.

يذكر أن هجوم الطعن أسفر أيضاً عن إصابة شخصين آخرين بإصابات خطيرة. وتم القبض على المشتبه به وهو لاجئ أفغاني، 28 عاماً، معروف للشرطة. ووفقاً للسلطات، كان من المفترض أن يتم ترحيل هذا اللاجئ منذ فترة طويلة.

وأثارت هذه الجريمة المروعة تبادلاً للاتهامات بين ولاية بافاريا والحكومة الاتحادية، إلى جانب تصعيد النقاش حول سياسة الهجرة.

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تحضر مراسم وضع إكليل الزهور على النصب التذكاري بعد مقتل شخصين أحدهما طفل في هجوم بسكين في وقت سابق من هذا الأسبوع في أشافنبورغ (رويترز)

في غضون ذلك، طالبت زعيمة حزب «البديل من أجل ألمانيا»، اليميني المتطرف، أليس فايدل، بإجراء تصويت برلماني فوري على غلق حدود البلاد، في أعقاب الهجوم المميت الذي وقع في بلدة أشافنبورغ بولاية بافاريا، جنوبي البلاد.

وقالت فايدل، مرشحة الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات الألمانية المقررة يوم 23 فبراير (شباط)، إن تكتل المعارضة المحافظ، المتمثل في التحالف المسيحي (المؤلف من «الحزب المسيحي الديمقراطي» و«الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري»)، يجب أن يتخلى عن «جدار الحماية» الخاص به في التعاون مع حزب «البديل من أجل ألمانيا»، من أجل تمرير تشريع بشأن «غلق الحدود وإعادة المهاجرين غير الشرعيين».

وقالت فايدل عبر منصة «إكس»، الخميس، بعد يوم واحد من الحادث الذي شهد مقتل صغير يبلغ من العمر عامين، ورجل، 41 عاماً، على يد طالب لجوء أفغاني، 28 عاماً، لديه سجل من الأمراض العقلية: «يجب ألا يكون هناك المزيد من الوفيات الناتجة عن (جدار الحماية)».

يشار إلى أن زعيم «الحزب المسيحي الديمقراطي»، المحافظ، في ألمانيا، فريدريش ميرتس، استبعد مراراً التعاون مع حزب «البديل من أجل ألمانيا»، الذي يحتل المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي. وكانت ألمانيا طبقت العام الماضي عمليات تفتيش على الحدود، رغم القواعد الخاصة بمنطقة الانتقال الحر (شينغن).

من جهة أخرى، طالب زعيم «الحزب المسيحي الديمقراطي»، المحافظ، في ألمانيا، فريدريش ميرتس، بإجراء تغييرات جذرية في سياسة الهجرة، وبزيادة كبيرة في عمليات الترحيل، بعد حادث الطعن المميت الذي وقع في بلدة أشافنبورغ الواقعة بولاية بافاريا في جنوب ألمانيا.

وقال ميرتس، المرشح الأوفر حظاً لمنصب مستشار ألمانيا في الانتخابات المقررة يوم 23 من فبراير المقبل، الخميس: «تم أخيراً الوصول إلى الحد الأقصى، في أعقاب الهجوم الأخير، الذي شهد مقتل صغير يبلغ من العمر عامين، ورجل، 41 عاماً، على يد طالب لجوء أفغاني لديه سجل من الأمراض العقلية. وفي إشارة إلى قرار المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، بالسماح لمئات الآلاف من طالبي اللجوء بدخول ألمانيا خلال أزمة المهاجرين في عام 2015». وقال ميرتس في برلين: «إننا نواجه فوضى لسياسة اللجوء والهجرة التي كانت تنطوي على سوء تقدير في ألمانيا على مدار 10 أعوام».