«هدده بالقتل»... مؤسس «تلغرام» يواجه تحقيقاً في مزاعم تعنيف أحد أطفاله

مؤسس منصة «تلغرام» بافيل دوروف يلقي خطاباً في برشلونة (رويترز)
مؤسس منصة «تلغرام» بافيل دوروف يلقي خطاباً في برشلونة (رويترز)
TT

«هدده بالقتل»... مؤسس «تلغرام» يواجه تحقيقاً في مزاعم تعنيف أحد أطفاله

مؤسس منصة «تلغرام» بافيل دوروف يلقي خطاباً في برشلونة (رويترز)
مؤسس منصة «تلغرام» بافيل دوروف يلقي خطاباً في برشلونة (رويترز)

كشف ممثلو الادعاء الفرنسيون لشبكة «سي إن إن» أنهم طلبوا مزيداً من المعلومات من سويسرا بشأن مزاعم مفادها أن مؤسس منصة «تلغرام» بافيل دوروف ارتكب «أعمال عنف» ضد أحد أطفاله.

وقدمت إيرينا بولغار، الشريكة السابقة للملياردير المولود في روسيا وأم الطفل، المزاعم ضد دوروف. وقد قدمت شكوى قانونية لدى محكمة في جنيف بسويسرا، في مارس (آذار) 2023.

وقالت بولغار لشبكة «سي إن إن» إنها كانت على علاقة بدوروف بين أوائل عام 2013 وعام 2022 وأن لديهما ثلاثة أطفال. وتعيش هي وأبناؤها الآن في سويسرا. وكتبت على «إنستغرام»: «على الرغم من حقيقة أن الزواج لم يتم تسجيله، فقد تم الاعتراف بالأطفال رسمياً ويحملون اسم الأب».

مؤسس منصة «تلغرام» بافيل دوروف (رويترز)

وفي شكوى قانونية اطلعت عليها شبكة «سي إن إن»، قالت المحكمة السويسرية في جنيف إن شريكة دوروف السابقة قدمت شكوى بتهمة العنف ضد أحد أطفالهما الثلاثة. وتواصلت الشبكة مع محامي دوروف بشأن المزاعم والقضية، لكنهم رفضوا التعليق.

وتوضح القضية الجارية أن دوروف آذى ابنه الأصغر 5 مرات بين عامي 2021 و2022. وفي إحدى الحالات، زُعم أنه «هدده بالقتل»، حسبما جاء في الشكوى.

وألقي القبض على دوروف (39 عاماً)، في مطار بورجيه بباريس، يوم السبت، بموجب مذكرة تتعلق بإدارة تطبيق «تلغرام»، حيث تخضع المنصة للتدقيق بسبب استخدامها من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفين.

وجد رجل الأعمال نفسه في قلب عاصفة إعلامية حيث تم وضعه تحت التحقيق الرسمي بتهمة عدة جرائم تتعلق بالنشاط الإجرامي على منصة الرسائل التي أسسها. وفي حين أُطلق سراحه من الحجز يوم الأربعاء، يجب أن يظل في فرنسا تحت الإشراف القضائي، مع تحديد الكفالة بمبلغ 5.56 مليون دولار (5 ملايين يورو).

تسليط الضوء على المعلومات

وفقاً للشكوى السويسرية ضد دوروف، بعد الحوادث المزعومة، كان الطفل في «حالة قلق»، ويعاني من «مشاكل نوم منتظمة»، و«سلس البول» (المصطلح الطبي للتبول اللاإرادي)، وكوابيس.

وتزعم بولغار في الشكوى أنه في نهاية عام 2018 انفصلا عن بعضهما، وتعهَّد دوروف كتابياً بالمساهمة بمبلغ 150 ألف يورو شهرياً لإعالتها وأطفالها.

وتقول الشكوى: «لقد أعطى المذكورة بطاقتين مصرفيتين، مما سمح لها بسحب المبلغ من حساباته الشخصية».

وتضيف الشكوى أن دوروف لم ير أطفاله منذ سبتمبر (أيلول) 2022، وأنه لم يكن يعتني بهم، و«حظر» البطاقات المصرفية.

في منشور على «إنستغرام»، بتاريخ 30 يوليو (تموز)، قالت بولغار إنها التقت دوروف في عام 2012 وكانا يعيشان معاً كـ«عائلة كاملة»، منذ عام 2013، في سانت بطرسبرغ، حيث وُلِد أطفالهما الثلاثة. وأضافت أنها تعيش مع أطفالها في سويسرا منذ عام 2020.

وكتبت: «بينما كنا نعيش في بلدان مختلفة، ظلَّت علاقتي مع بافيل أشبه بالعائلة».

وأشارت بولغار أيضاً إلى أن دوروف كان يزورها وأطفالها في سويسرا مع والدته وشقيقه. وأضافت أنها لم تنشر المعلومات حول عائلتها لتجنب جذب الانتباه إليها أو إلى أطفالها. لكنها غيرت رأيها، لأن أطفالها كانوا يسألون عن سبب عدم وجود معلومات عنهم على الإنترنت: «على عكس طفلَيْ والدهم الأكبر سناً»، كما قالت.

وتابعت بولغار: «قررت تسليط بعض الضوء على هذه المعلومات».

أثار القبض على دوروف خلافاً حول حرية التعبير، وتسبب في مخاوف خاصة في كل من أوكرانيا وروسيا، حيث تحظى منصة «تلغرام» بشعبية كبيرة، وأصبحت أداة اتصال رئيسية بين العسكريين والمواطنين خلال حرب موسكو على جارتها.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا تهدد بوقف مرور صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا

الاقتصاد مخازن وأنابيب نفطية ضمن خط دروجبا في دولة التشيك (رويترز)

أوكرانيا تهدد بوقف مرور صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا

قال مسؤول أوكراني إن بلاده ستوقف شحن النفط والغاز الروسيين من خلال خطوط أنابيبها إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (د.ب.أ)

خلال زيارة بوتين لمنغوليا... هل ستُقلق مذكرة التوقيف الدولية الكرملين؟

أكدت الرئاسة الروسية، الجمعة، أن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق فلاديمير بوتين لا تثير قلقها خلال زيارته المقبلة لمنغوليا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود مسلحون ينتظرون بالقرب من مركبات للجيش الروسي خارج نقطة حرس الحدود الأوكرانية في مدينة بالاكلافا في شبه جزيرة القرم يوم 1 مارس 2014 (رويترز)

السجن 8 سنوات في روسيا لصحافي نشر «معلومات كاذبة» عن الجيش في أوكرانيا

حكمت محكمة في مدينة غورنو ألتايسك الروسية في ألتاي، اليوم (الجمعة)، على الصحافي المحلي سيرغي ميخائيلوف بالسجن ثماني سنوات لانتقاده الجيش الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو (رويترز)

الرئيس البيلاروسي: قواتنا لن تقاتل خارج البلاد

أكد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو أن قوات بلاده لن تقاتل في الخارج، وسط مخاوف من أن تنضم الدولة المتحالفة مع روسيا إلى الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (مينسك)
تحليل إخباري جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية، وسط هجوم روسي على أوكرانيا، بالقرب من الحدود الروسية في منطقة سومي، أوكرانيا، 16 أغسطس 2024 (رويترز)

تحليل إخباري ما أسباب ضعف استجابة الكرملين للتوغّل الأوكراني في كورسك الروسية؟

بعد 3 أسابيع من القتال في منطقة كورسك الروسية، لا تزال روسيا تعاني لطرد القوات الأوكرانية من هذه المنطقة، فما أسباب بطء الاستجابة الروسية للتوغّل الأوكراني؟

شادي عبد الساتر (بيروت)

هل تتخلى سويسرا عن حيادها التاريخي؟... تقرير يوصي بالتقارب مع «الناتو» والاتحاد الأوروبي

أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مع رئيس الاتحاد السويسري إيغناسيو كاسيس خلال زيارة له إلى سويسرا قبل يومين (إ.ب.أ)
أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مع رئيس الاتحاد السويسري إيغناسيو كاسيس خلال زيارة له إلى سويسرا قبل يومين (إ.ب.أ)
TT

هل تتخلى سويسرا عن حيادها التاريخي؟... تقرير يوصي بالتقارب مع «الناتو» والاتحاد الأوروبي

أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مع رئيس الاتحاد السويسري إيغناسيو كاسيس خلال زيارة له إلى سويسرا قبل يومين (إ.ب.أ)
أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مع رئيس الاتحاد السويسري إيغناسيو كاسيس خلال زيارة له إلى سويسرا قبل يومين (إ.ب.أ)

بعد قرون من التمسك بالحياد وعدم التحالف، تواجه سويسرا تحدياً غير مسبوق يدفعها إلى إعادة النظر في موقفها الدفاعي التاريخي.

ووفقاً لتقرير أصدرته مجموعة من الخبراء، الخميس، ونشرته شبكة «بوليتيكو»، أوصى بتعزيز التعاون العسكري مع الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو»، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الحياد السويسري الذي استمر لأكثر من 500 عام.

وفقاً للتقرير، فإن التهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أمن أوروبا بأكملها، إلى جانب انخفاض مبيعات الأسلحة السويسرية، يدفعان البلاد لإعادة تقييم استراتيجيتها الدفاعية.

التقرير يقترح مراجعة سياسة الحياد التي اتبعتها سويسرا منذ عام 1515، مشدداً على الحاجة إلى قدرة دفاعية مشتركة مع حلفائها الأوروبيين.

التغيرات في المشهد الأمني الأوروبي

يشير التقرير إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، أحدث تحولات جذرية في الأمن الأوروبي، حيث تخلت كل من السويد وفنلندا عن حيادهما التاريخي وانضمتا إلى حلف «الناتو».

هذه التغيرات دفعت الخبراء إلى دعوة الحكومة السويسرية لمراجعة موقفها والاستعداد للتعاون مع «الناتو» والاتحاد الأوروبي في مجالات مثل التدريب المشترك والدفاع الصاروخي.

تأثير الحياد على صناعة الأسلحة

تأثر قطاع صناعة الأسلحة السويسري بشكل ملحوظ بسياسة الحياد، حيث تراجعت صادرات الأسلحة، العام الماضي، بنسبة 27 في المائة لتصل إلى أقل من 700 مليون فرنك سويسري (800 مليون دولار). ويُعزى هذا الانخفاض إلى القوانين الصارمة لتصدير الأسلحة، والتي تعرقل بيعها للدول التي تخوض نزاعات. كما أثرت هذه السياسات على علاقات سويسرا مع الدول الأوروبية التي تسعى لتسليح أوكرانيا بمكونات سويسرية الصنع.

مقترحات تفجيرية وتحديات داخلية

التقرير، الذي أعده مجموعة من الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين السابقين، أثار جدلاً حتى قبل نشره. ووُصف بأنه تفجيري في الأوساط السياسية السويسرية، حيث يُتوقع أن يواجه مقاومة شديدة في البرلمان، خاصة من الأحزاب اليسارية المسالمة واليمين المتطرف القومي.

ويركز التقرير أيضاً على التهديدات غير التقليدية مثل الهجمات السيبرانية والتضليل الإعلامي، داعياً إلى الدفاع الشامل الذي يتطلب إشراك المجتمع بأكمله في الاستعداد لمواجهة أي صراع محتمل.

خطوات نحو التقارب

في ظل هذه التحولات، يبدو أن الحكومة السويسرية تمهد الطريق لتقارب أكبر مع حلف «الناتو» والاتحاد الأوروبي. فقد شارك وفد سويسري مؤخراً في اجتماع مع وكالة دعم وتوريد الناتو (NSPA)، كما وافقت الحكومة على المشاركة في مشاريع تعاونية ضمن الاتحاد الأوروبي، تتعلق بالدفاع السيبراني والتنقل العسكري.

يبقى السؤال المطروح: هل ستتخلى سويسرا عن حيادها التاريخي لتنضم إلى التحالفات العسكرية الغربية؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة عن هذا السؤال الذي قد يعيد رسم خريطة الأمن في أوروبا.