اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي السابق بتهمة الاحتيال

القضية تتعلق بأنشطة تجارية في متنزّه «ديزني لاند العسكري»

صورة التقطتها وزارة الدفاع الروسية يناير 2015 تُظهر نائب وزير الدفاع السابق بافيل بوبوف في الصورة الرسمية بموسكو (أ.ب)
صورة التقطتها وزارة الدفاع الروسية يناير 2015 تُظهر نائب وزير الدفاع السابق بافيل بوبوف في الصورة الرسمية بموسكو (أ.ب)
TT

اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي السابق بتهمة الاحتيال

صورة التقطتها وزارة الدفاع الروسية يناير 2015 تُظهر نائب وزير الدفاع السابق بافيل بوبوف في الصورة الرسمية بموسكو (أ.ب)
صورة التقطتها وزارة الدفاع الروسية يناير 2015 تُظهر نائب وزير الدفاع السابق بافيل بوبوف في الصورة الرسمية بموسكو (أ.ب)

أمرت السلطات الروسية باحتجاز مسؤول عسكري روسي سابق بتهمة الاحتيال، اليوم (الخميس)، في أحدث اعتقال رفيع المستوى لمسؤول عسكري كبير، فيما يبدو أنه تحقيق شامل في إساءة استخدام المنصب من أعلى مستويات القيادة العسكرية بالبلاد، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وذكرت وكالات الأنباء الروسية الرسمية، الخميس، أن نائب وزير الدفاع السابق، بافيل بوبوف، يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات إذا تم اتهامه وإدانته بعد احتجازه للاشتباه في ارتكابه احتيالاً.

وتتعلق القضية المرفوعة ضد بوبوف بأنشطة تجارية في متنزّه باتريوت بارك مترامي الأطراف في موسكو، الذي يسمى أحياناً «ديزني لاند العسكري» في روسيا.

تم تصميم باتريوت بارك، وهو مشروع مفضل لوزير الدفاع الروسي السابق سيرغي شويغو، لإلهام الوطنية في الأجيال الشابة بروسيا، حيث تُعرض فيه الأسلحة السوفياتية والروسية.

يحتوي المتنزه على ميدان رماية، وقاعدة جوية، ومتاحف، ومركز مؤتمرات، وكاتدرائية ضخمة باللون الكاكي للقوات المسلحة الروسية، والتي تتميز بفسيفساء للجنود السوفيات والروس. وبحسب الكرملين، تبرع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً بالمال لتكليف الأيقونة الرئيسية للكنيسة.

يُعد بوبوف الآن ثامن شخصية عسكرية رفيعة المستوى يتم اعتقالها بتهمة الاحتيال أو الرشوة أو إساءة استخدام المنصب في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف، الذي تم اعتقاله بتهمة الرشوة في أبريل (نيسان) ثم فصل من منصبه. بدأت الاعتقالات قبل وقت قصير من استبدال بوتين لوزير الدفاع سيرغي شويغو بخبير اقتصادي، أندريه بيلوسوف. ويشير المحللون إلى أن الاعتقالات هي علامة على أن الفساد الأكثر فظاعة في وزارة الدفاع لن يتم التسامح معه بعد الآن.

نائب وزير الدفاع الروسي السابق بافيل بوبوف يتوجه إلى حضور المنتدى العسكري التقني الدولي في منتزه باتريوت التابع للقوات المسلحة الروسية في كوبينكا أغسطس 2022 (أ.ب)

تجديد ممتلكاته على حساب الدولة

وقالت وكالة «تاس» الروسية إن نائب وزير الدفاع السابق، بوبوف، كان مسؤولاً عن تطوير وصيانة منتزه باتريوت، وهو متهم بتجديد ممتلكاته الخاصة في منطقة موسكو على نفقة المنتزه. وهو متهم بالاحتيال إلى جانب مدير المنتزه، واللواء فلاديمير شيستيروف، نائب قسم الابتكارات بوزارة الدفاع الروسية، وكلاهما محتجز بالفعل.

وقالت سفيتلانا بيترينكو من لجنة التحقيق الروسية لوكالة أنباء «تاس» الرسمية، إن بوبوف أجبر الشركات التي كانت لديها عقود مع باتريوت بارك على القيام بأعمال في «شققه خارج المدينة دون دفع ثمنها».

وأضافت بيترينكو أنه بالإضافة إلى قطعة أرض بها منازل خارج موسكو، فإن بوبوف وعائلته يمتلكون «كثيراً من العقارات في مناطق مرموقة بموسكو ومنطقة موسكو ومنطقة كراسنودار» جنوب روسيا.

وقالت بيترينكو لوكالة «تاس» إن العقارات تبلغ قيمتها الإجمالية 500 مليون روبل (5.5 مليون دولار) وأن المحققين يعملون على تحديد ما إذا كان قد تم الحصول عليها بشكل قانوني.

وكان بوبوف نائباً لوزير الدفاع الروسي من عام 2013 إلى يونيو (حزيران) من هذا العام، عندما تم فصله بموجب مرسوم رئاسي. ويأتي اعتقاله بعد وقت قصير من اعتقال نائب وزير الدفاع السابق الجنرال دميتري بولغاكوف بموسكو في يوليو (تموز).

ووفقاً لوكالة «تاس»، فإن بولغاكوف متهم بالاختلاس على نطاق واسع. وبحسب ما ورد، أشرف بولغاكوف على إنشاء نظام لتوريد حصص غذائية منخفضة الجودة للقوات الروسية بأسعار مُبالغ فيها. وإذا ثبتت إدانته، فإنه يواجه عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن.

وكان بولغاكوف نائباً لوزير الدفاع من عام 2008 إلى سبتمبر (أيلول) 2022، عندما تم فصله. وكان مسؤولاً عن الخدمات اللوجستية بالجيش في ذلك الوقت.


مقالات ذات صلة

روسيا تطرد دبلوماسياً بريطانياً بتهمة التجسس

أوروبا امرأة تمشي خارج مبنى السفارة البريطانية في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)

روسيا تطرد دبلوماسياً بريطانياً بتهمة التجسس

أعلنت روسيا، الثلاثاء، أنها طردت دبلوماسياً بريطانياً بتهمة التجسس، في أحدث ضربة للحالة المتدهورة بالفعل للعلاقات بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أضرار في موقع هجوم صاروخي روسي ضرب مبنى إدارياً لبنك متوقف عن العمل جنوب غربي أوكرانيا 25 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

روسيا تستهدف البنية التحتية الأوكرانية بأكبر هجوم مسيّرات منذ بدء الحرب

قال مسؤولون أوكرانيون، الثلاثاء، إن القوات الروسية شنّت أكبر هجوم لها على الإطلاق بطائرات مسيّرة على أوكرانيا الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

عبر جعل التهديد النووي عادياً، وإعلانه اعتزامه تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، نجح بوتين في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا أوكراني في منطقة دمّرها هجوم صاروخي في أوديسا الاثنين (رويترز) play-circle 01:26

الكرملين: دائرة ترمب تتحدّث عن سلام وبايدن يسعى للتصعيد

أكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أشار مراراً إلى أن روسيا مستعدة للحوار بشأن أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ما مدى احتمال استخدام روسيا أسلحتها النووية؟

تتبادل الولايات المتحدة وروسيا معلومات بشأن صواريخهما النووية طويلة المدى الاستراتيجية بموجب معاهدة «ستارت» الجديدة التي سينتهي العمل بها عام 2026

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركات صينية تدعم روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)
TT

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركات صينية تدعم روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

كشف تقرير صحافي أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على عدة شركات صينية يُزعم أنها ساعدت شركات روسية في تطوير طائرات مسيرة هجومية تم استخدامها ضد أوكرانيا.

وبحسب التقرير الذي نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فإن المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تدرس فرض قيود على عدد إضافي من ناقلات النفط الروسية للحد من قدرة موسكو على التحايل على التدابير التقييدية القائمة.

وتنظر المفوضية في إدراج أكثر من 50 فرداً ونحو 30 كياناً إلى قائمة العقوبات التي يفرضها الاتحاد منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وتجميد أصولهم وفرض حظر على سفرهم. وتشمل القائمة المستهدفة في الغالب الشركات المصنعة للأسلحة والأدوات العسكرية الروسية، فضلاً عن مجموعة صغيرة من الشركات الصينية التي يزعم أنها تتعاون مع الكيانات الروسية لصنع طائرات مسيرة هجومية، وتزودهم بمكونات رئيسية مثل المحركات.

كما يدرس الاتحاد الأوروبي إضافة مواطن صيني، يسيطر على شركة انتهكت القيود التجارية للاتحاد الأوروبي، إلى برنامج العقوبات، وشركة مقرها هونغ كونغ زودت شركات عسكرية روسية بمكونات إلكترونية دقيقة محظورة، ومسؤولي دفاع كوريين شماليين متورطين في قرار البلاد بنشر قوات لمساعدة روسيا، بحسب التقرير.

وتأتي المقترحات في الوقت الذي من المقرر أن يتعهد فيه وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى المجتمعون في إيطاليا هذا الأسبوع باتخاذ «تدابير مناسبة» ضد الصين ودول أخرى تدعم جهود الحرب الروسية في أوكرانيا.

وستتطلب تدابير الاتحاد الأوروبي دعم جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين.

ولطالما سعى الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى تصوير بكين على أنها محايدة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.

وانتقدت بكين مراراً وتكراراً العقوبات الغربية، وقالت إنها لن تقدم مساعدات قتالية لأي من الجانبين.