وزيرة ألمانية تشرح أسباب فشل ترحيل السوري المشتبه به في هجوم زولينغن

وزيرة شؤون اللاجئين في ولاية شمال الراين - ويستفاليا جوزفين باول (د.ب.أ)
وزيرة شؤون اللاجئين في ولاية شمال الراين - ويستفاليا جوزفين باول (د.ب.أ)
TT

وزيرة ألمانية تشرح أسباب فشل ترحيل السوري المشتبه به في هجوم زولينغن

وزيرة شؤون اللاجئين في ولاية شمال الراين - ويستفاليا جوزفين باول (د.ب.أ)
وزيرة شؤون اللاجئين في ولاية شمال الراين - ويستفاليا جوزفين باول (د.ب.أ)

فيما يتعلق بقضية المهاجم المشتبه به في هجوم الطعن القاتل بمدينة زولينغن الألمانية، قالت وزيرة شؤون اللاجئين في ولاية شمال الراين - ويستفاليا (التي تقع فيها المدينة)، جوزفين باول، إن عدم تنفيذ ترحيل هذا الشخص في الوقت المناسب يرجع إلى تقصير من السلطات المحلية، وعدم توفر رحلات جوية.

وحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، أعلنت الوزيرة، المنتمية إلى حزب الخضر، عن اتخاذ تدابير أولية للتعامل مع هذه القضية.

يُشار إلى أنه في مساء يوم الجمعة الماضي، قُتل 3 أشخاص فى هجمات طعن بسكين خلال احتفال مدينة زولينغن (الواقعة بولاية شمال الراين- ويستفاليا) بذكرى تأسيسها، وأصيب 8 أشخاص، منهم 4 أشخاص في حالة خطيرة.

ويقبع المشتبه به في تنفيذ هذا الهجوم، وهو لاجئ سوري يُدعى عيسى، ويبلغ من العمر 26 عاماً، في الحجز الاحتياطي حالياً.

وكان من المفترض بالأساس ترحيل الجاني من ألمانيا إلى بلغاريا العام الماضي، غير أن هذه المحاولة فشلت.

وكان الرجل دخل ألمانيا عبر بلغاريا، وكان يجب، وفقاً لقواعد اللجوء الأوروبية، أن يُعاد إليها، لكن هذا لم يحدث؛ لأن الرجل لم يكن موجوداً في مركز الإيواء المركزي بمدينة بادربورن في اليوم المحدّد للترحيل في يونيو (حزيران) 2023، وفقاً لما قالته باول.

وأضافت الوزيرة أن المشتبه به ظهر في المركز قبل هذا التاريخ وبعده بفترة قصيرة، ما يعني أنه لم يكن مختبئاً، وذكرت أن إدارة المركز الواقع في بادربورن قصّرت في إبلاغ الهيئة المركزية المسؤولة عن شؤون الأجانب التي تقع في مدينة بيليفيلد بعودة الرجل.

واستطردت الوزيرة أن التقصير الثاني تمثّل في أن الهيئة المركزية المسؤولة عن شؤون الأجانب لم تسجّل رحلة جديدة لترحيل السوري.

وكانت هناك مهلة مدتها 6 شهور لترحيله، وقالت باول إنه بسبب اللوائح البلغارية كان هناك عدد قليل جداً من الرحلات الجوية المتاحة إلى صوفيا، وبالتالي لم يكن من الممكن ترتيب رحلة جوية لترحيله إلا بعد انتهاء المهلة بمدة تتراوح بين 11 إلى 13 أسبوعاً، وصرّحت الوزيرة بأنه لم يكن من الممكن تنفيذ الترحيل عن طريق البر.

ورأت باول أنه على مراكز الإيواء المحلية في المستقبل أن تقوم دائماً بالإبلاغ عندما يظهر طالبو لجوء من جديد بعد فشل محاولات ترحيلهم، كما أنه على السلطات المختصة بشؤون الأجانب أن تقوم في هذه الحالة بحجز رحلة جديدة على الفور.

كما يجب أن تحصل هذه السلطات على حق الوصول إلى نظام الحضور المركزي التابع لمراكز الإيواء، حتى يمكنها التحقق بنفسها من حضور الأشخاص المطلوب ترحيلهم. ودعت باول أيضاً إلى تحسين التنسيق على المستوى الوطني لرحلات الترحيل.


مقالات ذات صلة

المستشار الألماني من موقع عملية الطعن يتعهد بالعمل على «عدم تكرار» الحادث

أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

المستشار الألماني من موقع عملية الطعن يتعهد بالعمل على «عدم تكرار» الحادث

تزداد الضغوط على الحكومة الألمانية لاستنتاج العبر والتصرف بعد الاعتداء الإرهابي بمدينة زولينغن الذي أوقع 3 قتلى بعملية طعن نفذها لاجئ سوري من دير الزور.

راغدة بهنام (برلين)
آسيا عوائل أفغانية في مخيم بالقرب من بيشاور (المنظمة الدولية للهجرة)

تقرير أممي: 8 ملايين أفغاني غادروا كابل بعد الانسحاب الأميركي

منذ اتفاق الدوحة الذي عُقد بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان»، غادر أكثر من 8 ملايين أفغاني كابل، حيث انتقل 85 % منهم إلى الدول المجاورة، خصوصاً إيران

عمر فاروق (إسلام آباد)
أوروبا علم في شارع بالسويد (رويترز)

عدد المهاجرين من السويد يتجاوز الوافدين للمرة الأولى منذ 50 عاماً

يتوقع أن يتجاوز عدد المهاجرين الذين يغادرون السويد عدد الوافدين إليها في عام 2024، للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، حسبما أعلنت الحكومة المحافظة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
العالم العربي السلطات الليبية تعلن ترحيل نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين (أ.ف.ب)

ليبيا تعلن ترحيل نحو 370 مهاجراً من نيجيريا ومالي

أعلنت السلطات الليبية، اليوم (الثلاثاء)، إعادة نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين إلى هذين البلدين، بينهم أكثر من 100 امرأة وطفل.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
أوروبا مهاجرون يصلون إلى ميناء دوفر على متن سفينة تابعة لقوات الحدود بعد أن تم إنقاذهم أثناء محاولتهم عبور القناة الإنجليزية في دوفر ببريطانيا في 24 أغسطس 2022 (رويترز)

بريطانيا تعتزم الإسراع في ترحيل المهاجرين غير القانونيين

أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم (الاثنين)، عن «برنامج جاد» لإعادة المهاجرين غير المصرح لهم بالبقاء في المملكة المتحدة إلى بلدانهم الأصلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأزمة السياسية في فرنسا تتفاقم... واليسار المتشدّد يدعو للنزول إلى الشارع

الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبِلاً الثلاثاء رئيس وزراء آيرلندا سايمون هاريس على مدخل قصر الإليزيه (رويترز)
الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبِلاً الثلاثاء رئيس وزراء آيرلندا سايمون هاريس على مدخل قصر الإليزيه (رويترز)
TT

الأزمة السياسية في فرنسا تتفاقم... واليسار المتشدّد يدعو للنزول إلى الشارع

الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبِلاً الثلاثاء رئيس وزراء آيرلندا سايمون هاريس على مدخل قصر الإليزيه (رويترز)
الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبِلاً الثلاثاء رئيس وزراء آيرلندا سايمون هاريس على مدخل قصر الإليزيه (رويترز)

فرنسا تغرق أكثر فأكثر في أزمتها السياسية، وبعد أكثر من 50 يوماً على نتائج الانتخابات البرلمانية التي خسرها المعسكر الرئاسي وحلّ تحالف اليسار والخضر في المرتبة الأولى، من غير الحصول على أكثرية مطلقة، ما زالت حكومة غابرييل أتال تدير شؤونها اليومية، وما زال الرئيس إيمانويل ماكرون يشاور رؤساء الأحزاب والمجموعات النيابية؛ للخروج من المأزق السياسي الذي قد يذهب في اتجاهات مُقلِقة.

وجاء في البيان الذي صدر عن قصر الإليزيه، مساء الاثنين، إعلان ماكرون رفضه تكليف مرشحة تحالف اليسار، لوسي كاستيه، تشكيل الحكومة، ودعوته 3 مكونات من جبهة اليسار (الاشتراكيون والشيوعيون والخضر) للانضمام إلى كتلة الوسط الداعمة له واليمين التقليدي من أجل قيام حكومة موسّعة، ليفاقم التوتر.

فهم اليسار باكراً أن ماكرون الذي قام بجولة استشارات أولى استتبعها، الثلاثاء، بجولة ثانية، يناور من أجل تحقيق هدفين متصلَين؛ الأول: استبعاد قيام حكومة منبثقة عن جبهة اليسار، من خلال رفض تكليف كاستيه رسمياً. والثاني: إحداث انقسام داخل الجبهة المذكورة، من خلال عزل حزب «فرنسا الأبية» الذي يمثّل اليسار المتشدد، ويتزعمه المرشح الرئاسي الأسبق جان لوك ميلونشون، وإغراء الاشتراكيين بالخروج منها، وربما أيضاً الخضر.

رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه لدى وصوله الاثنين إلى قصر الإليزيه للتشاور مع رئيس الجمهورية في الأزمة الحكومية (رويترز)

وكان لافتاً أن ماكرون سعى إلى عزل «فرنسا الأبية» من خلال استبعاده من جولة المشاورات الثانية، الثلاثاء، كما استبعد حزب «التجمع الوطني» (اليمين المتطرف) الذي حصل على 143 نائباً في البرلمان الجديد، بحجة أنه خارج «القوس الجمهوري»، وحجة ماكرون الرئيسية عنوانها «الحرص على الاستقرار المؤسّساتي»، حيث شدّد على أن حكومة ترأسها كاستيه ستسقط بالبرلمان في اليوم الثاني لتشكيلها، علماً بأن التقليد المعمول به في فرنسا ينص على أن يدعو رئيس الجمهورية المجموعة السياسية التي نجحت في الحصول على أكبر مجموعة نيابية إلى تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما لم يقم به ماكرون، وما زال يناور لرفضه. والحال، أن الرئيس الفرنسي اعترف بأن مجموعته السياسية المشكّلة من 3 أحزاب (تجدّد وهورايزون، والحركة الديموقراطية) خسرت الانتخابات، وحلّت في المرتبة الثانية بحصولها على 162 نائباً.

مارين لوبن زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مع رئيس الحزب جوردان بارديلا قبل لقائهما الاثنين الرئيس ماكرون في قصر الإليزيه في إطار المشاورات التي دعا إليها الأخير (رويترز)

لا يريد الرئيس الفرنسي أن تأتي حكومة يسارية ذات برنامج انتخابي يسير عكس السياسات الليبرالية التي سار عليها عهده منذ أكثر من 5 سنوات.

وإزاء هذه التطورات كان من الطبيعي أن تأتي ردود اليسار والخضر عنيفة، وأن تنهال الاتهامات على ماكرون، وجاء أول الغيث من خلال قرار الحزب المذكور نقل المعركة إلى الشارع بالدعوة لتعبئة شعبية يوم 7 سبتمبر (أيلول) القادم، وأعلن في بيان «التجاوب مع منظمات الشبيبة واتحاد الطلاب من أجل مظاهرة كبرى رفضاً للانقلاب الذي قام به ماكرون».

ودعا البيان «القوى السياسية والنقابية والجمعيات المتمسّكة بالدفاع عن الديمقراطية» إلى التجاوب مع هذا النداء.

من جانبها، عبّرت كاستيه عن «قلقها العميق» إزاء «الرسالة» التي يحملها قرار ماكرون، ومؤداها إفهام الناخبين أن «تصويتهم لا قيمة له»، وأضافت كاستيه أن ما يقوم به ماكرون «تنكّر للقيم الديمقراطية»، ودعت بدورها للتعبئة ضد أداء الرئيس الفرنسي الذي «لا تعني الديمقراطية شيئاً بالنسبة إليه».

لوسي كاستيه مرشحة جبهة اليسار التي رفض ماكرون تكليفها رئاسة الحكومة لدى مشاركتها في اجتماع لحزب فرنسا الأبية الجمعة الماضي (أ.ف.ب)

وذهبت مارين توندوليه، الأمينة العامة لحزب الخضر، في الاتجاه عينه باتهامها ماكرون بـ«الانقلاب على نتائج الانتخابات»، واتهم أوليفيه فور، الأمين العام للحزب الاشتراكي، ماكرون بـ«زرع الفوضى»، وليس البحث عن الاستقرار، ورفض فور التجاوب مع مطلب ماكرون الالتحاق بالكتلة الوسطية التي يدعو ماكرون لقيامها، كما رفض الذهاب إلى الاستشارات مجدّداً، وهو ما رفضه أيضاً مسؤولو الحزب الشيوعي والخضر، مشيراً إلى أن ما يحصل لا يتعدى كونه «مسرحية هزلية ديمقراطية».

وقال فابيان روسيل، الأمين العام للحزب الشيوعي، إن ماكرون «يرفض الاعتراف بهزيمته في الانتخابات البرلمانية»، مضيفاً أن الفرنسيين «لم يعودوا راغبين بسياسته، والحال أنه يريد حكومة تواصل السياسة نفسها».

وحتى اليوم، ما زالت الأمور ضبابية، ولا أحد يعرف هوية الشخصية التي سيكلّفها ماكرون تشكيل الحكومة على الرغم من التداول حول مجموعة من الأسماء، والثابت أن الأزمة، وإن ولّدت حكومة، سوف تتواصل تحت قبة البرلمان، وفي الشارع أيضاً، لا، بل يرى المراقبون أن المعركة الرئاسية فُتحت منذ اليوم، وأن «الأيام السعيدة» التي عرفها ماكرون في السنوات الـ7 الماضية حيث كان الحاكم بأمره، انتهت إلى غير رجعة.