قتلى ومصابون في حادث طعن بألمانيا... وتوقيف شخص في إطار التحقيقات

TT

قتلى ومصابون في حادث طعن بألمانيا... وتوقيف شخص في إطار التحقيقات

عربات للشرطة في موقع حادث الطعن بمدينة زولينغن (أ.ب)
عربات للشرطة في موقع حادث الطعن بمدينة زولينغن (أ.ب)

أعلنت الشرطة الألمانية، السبت، توقيف شخص في إطار التحقيق في الهجوم المميت بسكين الذي وقع مساء الجمعة في مدينة زولينغن غرب ألمانيا. وقالت شرطة دوسلدورف (غرب) إنها تتحقق مما إذا كان للشخص المعتقل «صلة بالجريمة».

من جهته، قال المدعي العام في دوسلدورف، السبت، إن المحققين لا يستبعدون فرضية وجود «دوافع إرهابية» وراء الهجوم.

وعثرت الشرطة على سلاح يشتبه في أنه قد تم استخدامه في هجمات الطعن القاتلة في بلدة زولينغن بغرب ألمانيا في سلة مهملات بوسط البلدة، حسبما أفاد المحققون.

وتنفذ الشرطة حملة مطاردة واسعة للعثور على منفذ الهجوم الذي أثار حالة من الصدمة في البلاد. وأسفر الهجوم عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة، واستهدف مشاركين في مهرجان محلي. وما زالت دوافع منفذه غير معروفة.

كانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أن 5 أفراد أصيبوا بإصابات خطيرة في الهجوم الذي وقع خلال احتفال المدينة بذكرى تأسيسها، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة. ولم تتوفر بعدُ أي معلومات عن هوية الضحايا أو وضعهم الحالي.

ضباط شرطة الطب الشرعي في مكان الحادث بعد هجوم بسكين في مهرجان المدينة في زولينغن بألمانيا (إ.ب.أ)

صدمة

من جهته، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن صدمته إزاء هجوم الطعن الذي وقع، السبت، غرب البلاد.

وكتب على منصة «إكس»: «الهجوم في زولينغن حدث فظيع صدمني جداً». وأضاف المستشار عقب مكالمة هاتفية مع عمدة زولينغن تيم كورتسباخ أن منفذ الهجوم قتل بوحشية أشخاصاً عدة، وأضاف: «نشعر بالحزن على الضحايا، ونقف إلى جانب أقاربهم. أتمنى الشفاء العاجل للجرحى... يجب القبض على الجاني بسرعة ومعاقبته بكل قوة القانون».

وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن السلطات الأمنية تبذل قصارى جهدها للقبض على منفذ الهجوم. وكتبت فيزر على منصة «إكس»: «تحظى الشرطة في ولاية شمال الراين - ويستفاليا بكل الدعم من الحكومة الاتحادية»، موضحة أنها على اتصال مستمر مع وزير داخلية الولاية، هربرت رويل، والسلطات الأمنية. ووصفت فيزر الهجوم بأنه «صادم»، وقالت: «نشعر بالحزن للأشخاص الذين لقوا حتفهم بطريقة فظيعة»، معربة عن مواساتها لعائلات القتلى والمصابين.

ووقع هجوم الطعن خلال الذكرى السنوية الـ650 لتأسيس مدينة زولينغن، وتعد الولاية هي الأكثر اكتظاظاً بالسكان في ألمانيا، وتقع على الحدود مع هولندا. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في ولاية شمال الراين - ويستفاليا، إن الجاني تمكن من الفرار وسط الاضطراب والذعر اللذين انتشرا في البداية بعد ارتكاب الجريمة.

أفراد من الشرطة والطب الشرعي في موقع حادث الطعن (رويترز)

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية أن أشخاصاً عدة قُتلوا عندما طعن رجل المارة عشوائياً خلال المهرجان في زولينغن. وقالت الصحيفة إن الحادث وقع في نحو الساعة 9:45 مساءً بالتوقيت المحلي (19:45 بتوقيت غرينتش).

وأكد رئيس وزراء ولاية شمال الراين - ويستفاليا، هندريك فوست، أن الولاية متحدة في الشعور بالصدمة والحزن بعد الهجوم الذي وقع في مدينة زولينغن. وكتب في منشور على موقع «إكس»: «في هذه الساعات المظلمة، عقول وقلوب سكان ولايتنا وما بعدها في زولينغن؛ حيث ضرب عمل من العنف الوحشي الذي لا مبرر له قلب ولايتنا».

وقال إن كل ولاية شمال الراين - ويستفاليا تقف مع سكان زولينغن؛ خصوصاً الضحايا وعائلاتهم. وأضاف: «شكر كبير للعاملين في مجال الإنقاذ وشرطتنا الذين يكافحون لإنقاذ أرواح الناس في هذه الدقائق».

بدوره، أعرب عمدة مدينة زولينغن، تيم كورزباخ، عن صدمته في أعقاب الهجوم المميت. وكتب على صفحة المدينة على موقع «فيسبوك»: «الليلة، كلنا في زولينغن نشعر بالصدمة والفزع والحزن الشديد».

وقال: «أردنا جميعاً أن نحتفل بذكرى تأسيس مدينتنا... والآن نشعر بالحزن على القتلى والمصابين». وأضاف: «أصلِّي من أجل كل الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة». كما أعرب عن تعاطفه مع أولئك الذين شهدوا الهجوم، قبل أن يشكر خدمات الطوارئ والشرطة على خدماتها.


مقالات ذات صلة

سقوط حافلة ركاب بنهر في نيبال ومقتل 27 هندياً

آسيا يتجمع أفراد الإنقاذ في موقع سقوط حافلة تقل ركاباً هنوداً في نهر مارسيانجدي في منطقة تانا هون في نيبال... 23 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

سقوط حافلة ركاب بنهر في نيبال ومقتل 27 هندياً

قال متحدث باسم الشرطة في نيبال، اليوم (الجمعة)، إن 27 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم وأصيب 16 بعد أن سقطت حافلة تقل 43 هنديا في نهر.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)
شمال افريقيا الطريق الدائري يشهد حوادث رغم توسعته (وزارة النقل المصرية)

مصر: حادث مروع بـ«الدائري» يعيد الاتهامات إلى سيارات النقل

أعاد الحادث الذي شهده الطريق الدائري في العاصمة المصرية القاهرة فجر (الأربعاء) الاتهامات بشأن مسؤولية سيارات النقل في الحوادث الكبرى.

أحمد عدلي (القاهرة)
أوروبا عناصر الإنقاذ في المنطقة التي غرق فيها اليخت الفاخر قبالة ساحل بورتيسيلو بالقرب من مدينة باليرمو الصقلية في إيطاليا 20 أغسطس 2024 (رويترز)

العثور على جثتي رائد الأعمال البريطاني لينش وابنته في اليخت الغارق قبالة إيطاليا

تم الإعلان عن العثور على جثتي رائد الأعمال البريطاني مايك لينش وابنته في اليخت الغارق قبالة إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا طائرتان مقاتلتان فرنسيتان من طراز «رافال» تحلقان خلال مناورة عسكرية دولية مع البحرية الهندية في 11 مايو 2017 قبالة سواحل بريست غرب فرنسا (أ.ف.ب)

اصطدام مقاتلتين من طراز «رافال» في شمال شرقي فرنسا

اصطدمت طائرتان مقاتلتان من طراز رافال أثناء تحليقهما في الجو، قبل أن تسقطا على الأرض وتتحطما في شمال شرقي فرنسا، اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الحلوى التي تم توزيعها بنيوزيلندا (أ.ب)

مؤسسة خيرية توزع حلوى مليئة بمستويات مميتة من مخدر الميثامفيتامين بنيوزيلندا

قامت مؤسسة خيرية تعمل مع المشردين في أوكلاند بنيوزيلندا بتوزيع حلوى بطعم الأناناس، مليئة بجرعة قاتلة محتملة من مخدر الميثامفيتامين في طرودها الغذائية.

«الشرق الأوسط» (ويلينغتون)

بليكس: «أخطاء وانحرافات» تسببت في غزو العراق والحرب الروسية الأوكرانية

كبير مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق سابقاً هانس بليكس (96 عاماً) يتحدث خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في منزله باستوكهولم (أ.ف.ب)
كبير مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق سابقاً هانس بليكس (96 عاماً) يتحدث خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في منزله باستوكهولم (أ.ف.ب)
TT

بليكس: «أخطاء وانحرافات» تسببت في غزو العراق والحرب الروسية الأوكرانية

كبير مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق سابقاً هانس بليكس (96 عاماً) يتحدث خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في منزله باستوكهولم (أ.ف.ب)
كبير مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق سابقاً هانس بليكس (96 عاماً) يتحدث خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في منزله باستوكهولم (أ.ف.ب)

رأى هانس بليكس، كبير مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق سابقاً، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يخاطر بالتسبب في كارثة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها قواته في أوكرانيا، وسط مخاوف دولية متزايدة بشأن سلامة هذه المحطة، وهي الأكبر في أوروبا، وذلك في مقابلة أجرتها معه «وكالة الصحافة الفرنسية» في منزله باستوكهولم.

وعدَّ بليكس بوتين «عقلانياً جداً ويدرك ما يقوم به»، كما قارن بين «خطأين» يفصل بينهما عقدان من الزمن: حرب الولايات المتحدة على العراق، وحرب روسيا على أوكرانيا.

وتولى وزير الخارجية السويدي السابق الذي أتم السادسة والتسعين من العمر، منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، بين عامي 1981 و1997. وارتبط اسمه بشكل وثيق بالعراق؛ حيث قاد فريقاً من المفتشين الذين عملوا على التحقق مما إذا كان نظام الرئيس السابق صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل.

لكن الفريق الدولي لم يعثر على أسلحة كهذه، رغم المزاعم الأميركية بامتلاك صدام حسين لها، والتي كانت من الأسباب التي عرضتها الولايات المتحدة لتبرير غزوها العراق في عام 2003.

ورأى بليكس أن ما جرى كان «خطأ فادحاً من جانب الولايات المتحدة، مبنيّاً على معلومات خاطئة وغطرسة، بأن الاستخبارات الأميركية تعرف أكثر مما نعرف»؛ مشيراً إلى أن «حرب العراق كانت انحرافاً».

ورأى أن الولايات المتحدة لم تكن تواجه خطر تدخل روسيا أو الصين، وأخذت واشنطن ولندن على عاتقيهما أن تكونا «شُرطيتَي العالم».

ندم بوتين

لكن الدبلوماسي المخضرم يبدو أكثر تفاؤلاً بشأن مصير النزاعات في العالم. ونشر العام الماضي كتاب «وداعاً للحروب». ويقرّ بأن عنوانه «شديد الاستفزاز» نظراً إلى الرياح الجيوسياسية التي تهبّ في العالم؛ خصوصاً مع الحربين في أوكرانيا وغزة.

وكما عبَّر عن غزو الولايات المتحدة للعراق، اعتمد بليكس التوصيف نفسه (انحراف) في الحديث عن الغزو الروسي لأوكرانيا، بدءاً من فبراير (شباط) 2022. وأضاف: «بوتين ارتكب خطأ، وأنا واثق بأنه نادم عليه».

وحذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 17 أغسطس (آب) من أن وضع السلامة في محطة زابوريجيا «يتدهور» بعد ضربة غير بعيدة منها بطائرة دون طيار.

وسيطر الجيش الروسي على المحطة في مطلع الحرب، وتعرّضت لهجمات تبادل طرفا النزاع الاتهام بالمسؤولية عنها.

إلا أن بليكس الذي كان يشرف على الوكالة الذرية الدولية لدى وقوع كارثة مفاعل تشرنوبيل الأوكراني عام 1986، أعرب عن اعتقاده بأن روسيا لن تهاجم المحطة النووية عمداً.

وقال: «لا أعتقد أن الروس سيقومون بذلك عمداً، كلا... سأفاجأ للغاية في حال لم يكن الروس قد أصدروا تعليمات لجيشهم بتجنب إلحاق ضرر بالغ» بالمحطة.

كما أن بليكس ليس قلقاً من تلميحات بوتين المتكررة منذ بدء الحرب في أوكرانيا، للسلاح النووي، في مواجهة الغرب الذي يمد كييف بالدعم العسكري.

وأوضح أن بوتين «يلوِّح بالأسلحة النووية ويهدِّد؛ لكنه ليس غبيّاً... ما بقي احتمال الضربة الثانية قائماً، فثمة خطر تصعيد».

وشدد على أن «القوى الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين) لا تريد بلوغ وضع مواجهة مباشرة فيما بينها».

«العودة» إلى أوروبا والعالم

يبقي بليكس على تفاؤله لما بعد الحرب الأوكرانية، وهي نزاع لم تشهد أوروبا له مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية.

يراها معادلة بسيطة: على روسيا في نهاية المطاف «أن تعود إلى العالم وأوروبا»، رغم أن ذلك «سيتطلب وقتاً».

وأضاف: «ليس هذا كل ما في الأمر؛ بل ربما... سيكون ثمة شعور بأن علينا الآن بطريقة ما، أن نصحِّح الوضع ونحسِّنه».

يؤمن بليكس بـ«تعددية الأطراف» في السياسة الدولية، ويضيف بابتسامة سنوات الخبرة المتراكمة في الدبلوماسية: «ثمة كمية من المشكلات في عالم مُعولَم لا يمكن إدارتها (في حال كنت) معزولاً» عن بقية الدول.

ويؤكد المسؤول السويدي السابق أن على المجتمع الدولي التعاون لمواجهة التحديات الكبرى، بما فيها الاحترار المناخي الذي يثير قلقه «بشكل أكبر» من مخاطر الحروب، إضافة إلى الأوبئة ومواجهة شبكات الجريمة المنظّمة.