القوات الأوكرانية توسّع توغّلها في كورسك الروسية

بيلاروسيا نشرت ثلث قواتها على الحدود


جنود أوكرانيون على ظهر دبابة في منطقة سومي بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)
جنود أوكرانيون على ظهر دبابة في منطقة سومي بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)
TT

القوات الأوكرانية توسّع توغّلها في كورسك الروسية


جنود أوكرانيون على ظهر دبابة في منطقة سومي بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)
جنود أوكرانيون على ظهر دبابة في منطقة سومي بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)

تواصل القوات الأوكرانية توسيع توغّلها في منطقة كورسك الروسية، وذلك لليوم الـ13 على التوالي، معلنةً تدمير جسر استراتيجي ثانٍ. في المقابل، يحقّق الجيش الروسي تقدّماً في الشرق الأوكراني باتّجاه مدينة بوكروفسك.

ورحّب قائد سلاح الجو الأوكراني، ميكولا أوليشتشوك، أمس (الأحد)، بتدمير جسر ثان ذي أهمية استراتيجية للجيش الروسي في كورسك، وذلك بعد يومين على إعلان مماثل. وجاء في منشور له على منصة «تلغرام» أن «سلاح الجو يواصل حرمان العدو من قدراته اللوجيستية بفضل ضربات جوية دقيقة». من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء «بيلتا» الرسمية عن رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، قوله إن أوكرانيا حشدت أكثر من 120 ألف جندي على حدودها مع بلاده، وإن مينسك نشرت قرابة ثلث قواتها المسلحة على امتداد الحدود بأكملها. ونقلت «بيلتا» عن لوكاشينكو قوله، في حديث للتلفزيون الرسمي الروسي: «جيشنا على طول الحدود بأكملها».


مقالات ذات صلة

تدمير جسرين في كورسك خلال أيام... هل تحتل أوكرانيا أراضي روسية؟

أوروبا جنود أوكرانيون يتدربون في مكان غير معلوم وسط اشتعال القتال مع روسيا (رويترز)

تدمير جسرين في كورسك خلال أيام... هل تحتل أوكرانيا أراضي روسية؟

دمّرت أوكرانيا جسراً رئيسياً في منطقة كورسك الروسية، وقصفت جسراً آخر بالقرب منه، في أقل من أسبوعين على بدء هجومها على الأراضي الروسية عبر الحدود.

«الشرق الأوسط» (كييف)
آسيا جنود روس يطلقون طلقة مدفعية باتجاه القوات الأوكرانية قرب الحدود (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية - أ.ب)

كوريا الشمالية تندد بالتوغل الأوكراني في روسيا: «عمل إرهابي لا يغتفر»

ذكرت وسائل إعلام رسمية أن كوريا الشمالية نددت بتوغل أوكرانيا في روسيا، ووصفته بأنه «عمل إرهابي لا يُغتفر، دعمته واشنطن والغرب».

«الشرق الأوسط» (سول)
أوروبا صورة بالأقمار الاصطناعية لجسر فوق نهر سيم بمنطقة كورسك استهدفته القوات الأوكرانية (رويترز)

أوكرانيا تعلن قصف جسر ثانٍ في كورسك الروسية

قصفت القوات الأوكرانية، الأحد، جسرا ثانيا بمنطقة كورسك الروسية في إطار سعيها إلى تعطيل العمليات القتالية للجيش الروسي في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا (أ.ف.ب)

وكالة الطاقة الذرية تحذر من تدهور السلامة في محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن وضع السلامة في محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا آخذ في التدهور بعد ضربة بطائرة مسيرة

«الشرق الأوسط» (جنيف )
أوروبا كلب آلي ( أرشيفية - أ.ب)

تقرير: الجيش الأوكراني يستعين بكلاب آلية بريطانية في المعارك

زودت شركة بريطانية الجيش الأوكراني بكلاب آلية يمكنها القيام بمهام استطلاع وتوصيل الأدوية للجنود على الخطوط الأمامية للقتال.

«الشرق الأوسط» (لندن )

تخريب وتنصّت ومؤامرة اغتيال... ألمانيا تعيش أجواء الحرب الباردة «الثانية»

المستشار الألماني أولاف شولتس يزور شركة «راينميتال» مع رئيسة وزراء الدنمارك في فبراير الماضي (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس يزور شركة «راينميتال» مع رئيسة وزراء الدنمارك في فبراير الماضي (رويترز)
TT

تخريب وتنصّت ومؤامرة اغتيال... ألمانيا تعيش أجواء الحرب الباردة «الثانية»

المستشار الألماني أولاف شولتس يزور شركة «راينميتال» مع رئيسة وزراء الدنمارك في فبراير الماضي (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس يزور شركة «راينميتال» مع رئيسة وزراء الدنمارك في فبراير الماضي (رويترز)

«العثور على ثقوب غامضة في أسوار قاعدة عسكرية»... «مؤامرة مزعومة لاغتيال رئيس شركة (راينميتال) أكبر شركة مُصنّعة للأسلحة في ألمانيا»... «فضيحة تنصّت على الجيش»... كل هذه الأمور ليست قصصاً مأخوذة من رواية تجسّس تعود إلى ستينات القرن العشرين، بل أحداث واقعية حدثت في ألمانيا هذا العام.

ولا يمكن إلقاء اللوم بشكل قاطع على موسكو في كل هذه الأحداث، لكن ألمانيا في حالة تأهّب قصوى تحسباً لأعمال تخريب روسية محتملة، بسبب دعم برلين العسكري المستمر لكييف في حربها مع موسكو.

ومع احتدام الحرب الضارية بين روسيا وأوكرانيا، هناك مخاوف من انزلاق أوروبا إلى حرب باردة جديدة، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ويقول مارك جاليوتي، الزميل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (مركز أبحاث في مجال الدفاع والأمن، يقع مقره الرئيسي في لندن): «عندما نفكّر في الحرب الباردة، فإننا نميل إلى التفكير في السبعينات، عندما أصبحت قواعد اللعبة واضحة... وبطريقة ما، نحن الآن في أوائل الحرب الباردة (الخمسينات والستينات)، وبالتالي فهي فترة أصعب بكثير».

لكن كيف تبدو الحرب الباردة، إذا اشتعلت من جديد، بالنسبة لأكبر اقتصاد في أوروبا، والدولة التي كانت ذات يوم مقسّمة إلى نصفين بفعل الستار الحديدي؟

وقعت أكبر أزمة الشهر الماضي عندما ذكرت شبكة «سي إن إن» أن مسؤولين أميركيين أبلغوا برلين بمؤامرة روسية مزعومة لقتل الرئيس التنفيذي لـ«راينميتال»؛ أكبر شركة أسلحة ألمانية. ونفى الكرملين التقرير، لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك انتقدت روسيا بسبب «شنّها حرباً عدوانية هجينة».

وتُنتج «راينميتال» قذائف المدفعية والمركبات العسكرية لأوكرانيا، ولو نجحت مؤامرة قتل رئيسها التنفيذي أرمين بابرجر، البالغ من العمر 61 عاماً، لتسبّب ذلك في «موجات من الصدمة» في العالم الغربي، وفق «بي بي سي».

وقبل ذلك بفترة وجيزة سمح خطأ أمني للجواسيس بالتنصّت على محادثة حساسة للغاية بين كبار مسؤولي القوات الجوية الألمانية، وتم بثّها لاحقاً على التلفزيون الروسي، وهو ما كان سبباً لإحراج شديد لبرلين، وقد أثارت هذه الأمور اتهامات بأن ألمانيا «كانت منذ فترة طويلة حلقة ضعيفة» داخل ملف مكافحة التجسّس الأوروبي.

وبعد قضية التجسّس بأسابيع أُلقي القبض على مواطنين ألمانيين روسيين؛ للاشتباه في تخطيطهما لتخريب منشآت عسكرية أميركية في بافاريا. واستدعت بيربوك السفير الروسي للشكوى، وقالت: «لن نسمح لبوتين بجلب إرهابه إلى ألمانيا».

وخلال الأسبوع الماضي عُثِر على ثقوب في أسوار منشآت المياه التي تزوّد قاعدتين عسكريتين في ولاية شمال الراين - وستفاليا، مع مخاوف من أن هناك من يسعى إلى تلويث الإمدادات.

ولا تُعدّ ألمانيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تستهدفها أعمال تخريبية واضحة، لكنها الدولة التي تحتضن كثيراً من القواعد العسكرية الأميركية التي أُنشئت في أعقاب الحرب العالمية الثانية. ويعتقد مارك جاليوتي أن موسكو تنظر إلى ألمانيا بوصفها قوةً كبيرة، ولكنها «مترهلة»، ما يجعلها نقطة ضغط مثالية.

نورد ستريم

في المقابل، يُعدّ أعظم عمل تخريبي معروف أثّر على ألمانيا في السنوات الأخيرة هو «تفجير خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم»، التي تمر تحت بحر البلطيق من روسيا، في عام 2022. وانتشرت التكهنات حول الجهة التي أمرت بالهجوم منذ ذلك الحين، ولكن في تطوّر مثير أصدرت ألمانيا مذكرة اعتقال بحق مدرّب غوص أوكراني.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي أن العملية «المحدودة» تم تمويلها من القطاع الخاص، لكن تم الإشراف عليها من أوكرانيا، ورفضت كييف التقرير، ووصفته بأنه «هراء».

وأثارت حقيقة أن الشخصيات الأوكرانية أصبحت الآن تحت الأضواء بسبب تفجيرات «نورد ستريم» انتقادات جديدة من أجنحة سياسية مألوفة داخل ألمانيا، حول دعم الحكومة لكييف.

ودعت أليس فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، إلى وقف «مدفوعات المساعدات» لكييف، و«تحميل» أوكرانيا الأضرار التي لحقت بمشروع «نورد ستريم».

خطط «مثيرة للجدل»

لذا، فبينما يحوم شبح الحرب الباردة فوق القارة الأوروبية، تجدّدت سياسات تلك الفترة أيضاً في ألمانيا بطريقة صارخة وغير متوقعة، ففي محاولة لتعزيز الأمن تعمل الحكومة الألمانية على قانون جديد، يهدف إلى تعزيز مرونة البنية التحتية الحيوية. وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إنه يجب أن يكون هناك «أقصى قدر من إجراءات الحماية في جميع المجالات».

وبالإضافة إلى ذلك هناك أيضاً خطط «مثيرة للجدل» متمثّلة في قيام الولايات المتحدة بنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا بدءاً من عام 2026، وعندما بدأ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا وعد المستشار أولاف شولتس بنقطة تحوّل في سياسة الدفاع والأمن الوطنية الألمانية.

ولكن أنصار الحكومة ومنتقديها على حد سواء يعترفون بأن عكس اتجاه سنوات من نقص الاستثمار في الدفاع سوف يستغرق وقتاً، مثلما سوف يستغرق تعديل العقلية التي تأثرت كثيراً بماضي ألمانيا العسكري. ويقول مارك جاليوتي إن الأمر لا يقتصر على إعادة بناء الدفاع فحسب، بل أيضاً تحسين الأمن السيبراني والاستخبارات المضادّة، ويضيف: «التخطيط الأمني ​​لا يحدث على مدى أسابيع أو أشهر، بل على مدى سنوات».