ستارمر يدعو شركات وسائل التواصل الاجتماعي للحد من المحتوى الخبيث

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)
TT

ستارمر يدعو شركات وسائل التواصل الاجتماعي للحد من المحتوى الخبيث

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)

دعا رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر، إلى «محادثة ناضجة» مع شركات وسائل التواصل الاجتماعي للحد من المحتوى الخبيث، الذي أثار أياماً من أعمال الشغب في المملكة المتحدة.

وبدلاً من ذلك، وجد نفسه في مواجهة متصاعدة عبر الإنترنت مع إيلون ماسك، الملياردير المالك لمنصة «إكس».

والآن تدرس المملكة المتحدة خطوات تهدف إلى تشديد القواعد على منصات، مثل منصة «إكس»، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الجمعة).

وتتمثل إحدى الخطوات في إحياء بند رئيسي في «قانون سلامة الإنترنت»، من المقرَّر تنفيذه في وقت لاحق من هذا العام، يعطي السلطات المزيد من الصلاحية لإجبار شركات وسائل التواصل الاجتماعي على الحد من المحتوى الضار، حسب مصادر مطلعة.

وقال صادق خان، عمدة لندن لصحيفة «الغارديان»: «بسرعة جداً أدركتُ الحكومة أن هناك حاجة لتعديل قانون سلامة الإنترنت».

كانت وزيرة العدل البريطانية، هايدي ألكسندر، قد انتقدت بشدة المنشور الذي نشره ماسك، على منصة «إكس»، وقال فيه إن «الحرب الأهلية حتمية» في ظل استمرار أعمال الشغب بالمملكة المتحدة، ووصفته بأنه «غير مسؤول تماماً».

وكان ستارمر قد أكد، أمس (الخميس)، أن السلطات ستواصل حملتها الصارمة ضد أعمال الشغب اليمينية المتطرفة والعنيفة التي اجتاحت شوارع البلاد.

يُشار إلى أن أعمال الشغب اندلعت في البداية، الأسبوع الماضي، جراء تعرُّض ثلاث فتيات صغيرات لطعنات مميتة، وترددت شائعات بأن منفذ الهجوم مسلم وطالب لجوء، قبل أن تتحول هذه الأعمال إلى اضطرابات عنصرية، ومناهضة للهجرة.



توغل كورسك: موسكو تزج بالآليات الثقيلة وسط معارك ضارية... وتعلن الطوارئ

مبنى مشتعل في بلدة سودزا بعد توغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك في 7 أغسطس (رويترز)
مبنى مشتعل في بلدة سودزا بعد توغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك في 7 أغسطس (رويترز)
TT

توغل كورسك: موسكو تزج بالآليات الثقيلة وسط معارك ضارية... وتعلن الطوارئ

مبنى مشتعل في بلدة سودزا بعد توغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك في 7 أغسطس (رويترز)
مبنى مشتعل في بلدة سودزا بعد توغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك في 7 أغسطس (رويترز)

مع دخول المعارك العنيفة في منطقة كورسك الروسية يومها الرابع الجمعة، بدا أن التوغل الأوكراني المباغت عبر الحدود تحول إلى هجوم منظم هو الأوسع في العمق الروسي منذ اندلاع الحرب قبل ثلاثين شهراً. ونجحت القوات الأوكرانية المهاجمة في إحداث حالة إرباك واسعة في صفوف الجيش الروسي، ما دفع موسكو إلى زج قوات وإشراك الآليات الثقيلة والطيران الحربي في الدفاع عن المنطقة الحساسة على الحدود.وتجاوز الهجوم الأوكراني كل التوقعات السابقة، التي رجّحت في البداية أن يكون قد هدف إلى إرباك موسكو ودفعها إلى سحب جزء من قواتها من محيط منطقة خاركيف الأوكرانية لتخفيف الضغط عنها. ومع أن موسكو أعلنت بعد مرور 24 ساعة على الهجوم، الذي بدأ صباح الثلاثاء، أنها سيطرت على الموقف وأوقفت تقدم القوات المتوغلة عبر الحدود، لكن استمرار المعارك الضارية لليوم الرابع، وإعلان القوات الأوكرانية عن تقدّم جديد في المنطقة لتسيطر على نحو 45 كيلومتراً مربعاً، دفعا إلى توقع الأسوأ.

«طوارئ فيدرالية»

وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية، الجمعة، حالة «الطوارئ الفيدرالية» في منطقة كورسك، ما عكس مستوى الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي في هذه المنطقة.

وللتوضيح، فإن السلطات المحلية كانت أعلنت حالة طوارئ إقليمية في كورسك منذ اليوم الأول، وهو إجراء يُتخذ عادة لمواجهة مشكلات أو أوضاع طارئة تقع في المنطقة، لكن إعلان «الطوارئ الفيدرالية» التي تعني أعلى درجات التحذير من خطر داهم، يعكس اتّساع مستوى المخاوف وتحوّل الوضع إلى تهديد على سلامة الأراضي الروسية.

جانب من إجلاء سكان بلدة ريلسك في منطقة كورسك الروسية في 9 أغسطس (أ.ف.ب)

وكانت التقديرات الروسية أشارت إلى أن نحو ألف جندي أوكراني شاركوا في الهجوم، وأعلنت السلطات الأمنية الخميس أن قوات روسيا قضت على 660 منهم وأعطبت عشرات الآليات التي استهدفوها للتوغل إلى عمق يراوح بين 10 و20 كيلومتراً في مناطق عدة على طول الحدود مع منطقة كورسك.

ومع تأكيد استيلاء القوات الأوكرانية على 11 موقعاً، بينها قرى وبلدات صغيرة، انشغلت القوات الروسية بمحاولة منع المهاجمين من توسيع رقعة سيطرتهم، وضرب مواقعهم الخلفية، خصوصاً في منطقة سومي الحدودية الأوكرانية التي انطلق منها الهجوم، وتتمركز فيها نقاط الإمداد.

وكانت القوات الأوكرانية قد توغلت أكثر من مرة في السابق إلى داخل مناطق حدودية روسية، وخصوصاً في منطقتي بيلغورود وكورسك، لكن الفارق أن التوغلات السابقة كانت خاطفة ولم تهدف إلى السيطرة على مناطق روسية، فضلاً عن أن المهاجمين في المرات السابقة كانوا من «الفيلق الروسي»، وهو يضُمّ مجموعات من المقاتلين الروس الذين يتعاونون مع كييف. لكن في هذه المرة، اتّضح أن الهجوم مُنظّم بشكل جيد وقامت به قوات نظامية أوكرانية مدعومة من بعض المجموعات التي تناهض روسيا، وبينها مجموعات من المتطوعين الجورجيين وفقاً لتقارير روسية.

تباين رسمي

بوتين مترئساً اجتماعاً حول الوضع بكورسك في 9 أغسطس (سبوتنيك - أ.ف.ب)

اللافت أن حجم الإرباك الذي أصاب موسكو بدا واضحاً من خلال تباين التصريحات على المستويين السياسي والعسكري. وفي مقابل إعلان الكرملين عن مواجهة «استفزاز واسع النطاق»، أصرّ المستوى العسكري منذ اليوم الأول على أن «الوضع تحت السيطرة».

في المقابل، بدا الجانب الأوكراني حذراً في تحديد أهداف الهجوم. واعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن روسيا «جلبت الحرب» إلى بلاده، وعليها أن تشعر بتداعيات ما قامت به، مُتعهداً بتقديم معلومات إضافية في وقت لاحق. ومع استمرار المعارك الجمعة، لجأت موسكو إلى إجلاء سكان عدد إضافي من القرى والبلدات في محيط منطقة المعارك، وسط توقعات بأن الجيش الروسي يواجه صعوبات جدية في السيطرة على الموقف. كما عملت السلطات على تعزيز الأمن والقدرة على مواجهة تطورات محتملة. وعلى وجه الخصوص، قررت السلطات تجهيز جميع محطات الوقود في منطقة كورسك بمعدات الحرب الإلكترونية والدروع الواقية، في خطوة رأى فيها مراقبون تجهيزاً لمواجهات قد تمتد لفترة أطول من المتوقع.

وطلب الرئيس فلاديمير بوتين، خلال اجتماع عسكري حضره حاكم المنطقة، توسيع التحرك لمواجهة الوضع الحالي. وخاطب الحاضرين بالقول: «يجب تسريع العمل على مختلف المستويات، بالتعاون مع الزملاء من مختلف الإدارات، بما في ذلك وزارة حالات الطوارئ، يجب تنفيذ هذا العمل. وهذا يتعلق أيضاً بفقدان الممتلكات والسكن». وقال بوتين: «كل هذا يجب أن يتم على نطاق واسع».

تصعيد في سومي وليبيتسك

في الوقت ذاته، صعّدت موسكو ضرباتها الجوية الجمعة بشكل غير مسبوق على منطقة سومي، التي تنطلق منها خطوط الإمداد للمهاجمين الأوكرانيين. واستخدمت موسكو الطيران الحربي بشكل مُكثّف لضرب مواقع تجمع ومنصات دفاع صاروخية تمّ نقلها أخيراً إلى المنطقة، في إطار التحضير لهذا الهجوم.

وذكرت وزارة الدفاع أن «الضربات الجوية والقوات الصاروخية ونيران المدفعية والعمليات النشطة التي قامت بها الوحدات التي تغطي حدود الدولة لمجموعة القوات في اتجاه كورسك، منعت العدو من التقدم في عمق أراضي الاتحاد الروسي».

مبنى أصيب بالقصف الأوكراني على منطقة كورسك في 6 أغسطس (أ.ب)

اللافت أن القوات الأوكرانية سعت إلى توسيع المعركة، عبر توجيه ضربات واسعة النطاق بمُسيّرات توغّلت داخل العمق الروسي لمئات الكيلومترات. ومع أن المسيّرات الأوكرانية كانت ضربت في أوقات سابقة مناطق عدة في روسيا، لكن محلّلين عسكريين ربطوا الهجوم الذي استهدف مدينة ليبيتسك (غرب) بالتوغل في منطقة كورسك الحدودية.

وأعلنت موسكو أن هجوماً «ضخماً» بطائرات من دون طيّار وقع ليل الخميس إلى الجمعة في منطقة ليبيتسك الروسيّة، التي لا ترتبط بحدود مع أوكرانيا. ووفقاً للمعطيات الأولية فقد ألحق الهجوم أضراراً بمحطّة كهربائيّة، حسبما أعلن حاكم المنطقة. وكتب الحاكم إيغور أرتامونوف على «تلغرام» أن ليبيتسك «تعرضت لهجوم ضخم بطائرات من دون طيّار». وأضاف في رسالة لاحقة أنّ «بنية تحتيّة للطاقة تضرّرت»، ما أدّى إلى انقطاعات في التيّار الكهربائي، مشيراً إلى أنّ الكهرباء عادت في وقت لاحق إلى معظم المنازل التي تأثّرت. وأعلن الحاكم حالة الطوارئ في بلديّة ليبيتسك، وأمر بإخلاء أربع قرى محيطة «لضمان سلامة السكّان». لكن الهدف الرئيسي للهجوم، كما اتضح لاحقاً، تركز على قاعدة جوية عسكرية في ليبيتسك، حسبما ذكرت وكالتا أنباء «تاس» و«نوفوستي» الروسيتان الرسميتان. ونقلت الوكالتان عن الوزارة الإقليمية لحالات الطوارئ أن «حريقاً اندلع في مطار عسكري في منطقة ليبيتسك»، من دون تحديد ما إذا كان الحريق اندلع بسبب هجوم أوكراني أم لا.

أجلت السلطات آلاف السكان من بلدات في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا في 9 أغسطس (إ.ب.أ)

وتقع مدينة ليبيتسك على بعد نحو 200 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا. كما أُبلِغ عن هجوم أوكراني آخر بطائرات من دون طيّار في منطقة بيلغورود، قرب الحدود الأوكرانية. ووفقاً للحاكم الإقليمي فياتشيسلاف غلادكوف، أسقط الدفاع الجوّي الروسي 29 طائرة من دون طيّار، وتسبّب الهجوم بأضرار مادّية، لكن لم تُسجّل إصابات.

وفي سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014، أبلغ الحاكم ميخائيل رازفوجاييف عن هجمات بمُسيّرات جوّية وبحريّة. ورأى خبراء عسكريون أن هذه الضربات ترتبط بهدف موحد، يقوم على إرباك موسكو وهزّ معنويات الجيش الروسي، الذي كان قد حافظ خلال الأسابيع الماضية على مواقعه في محيط دونيتسك وخاركيف، وأحرز تقدماً محدوداً في بعض الحالات. ورغم أنه محدود، فإنه حمل تأثيرات رمزية بالغة الأهمية، خصوصاً لجهة تأكيد «فقدان كييف القدرة على شن هجمات مضادة».