المحكمة الدستورية في تركيا: تجريد برلماني معارض مسجون من مقعده «باطل ومُلغى»

جلسة سابقة للبرلمان التركي (أرشيف - رويترز)
جلسة سابقة للبرلمان التركي (أرشيف - رويترز)
TT

المحكمة الدستورية في تركيا: تجريد برلماني معارض مسجون من مقعده «باطل ومُلغى»

جلسة سابقة للبرلمان التركي (أرشيف - رويترز)
جلسة سابقة للبرلمان التركي (أرشيف - رويترز)

قضت المحكمة الدستورية في تركيا بأن قرار البرلمان بخصوص تجريد النائب المعارض المسجون جان أتالاي من مقعده «باطل ومُلغى»، الأمر الذي دفع محاميه والمعارضة للمطالبة بالإفراج عنه وإعادته للبرلمان.

وحُكم على أتالاي (48 عاماً) بالسجن عام 2022 بعد إدانته بمحاولة الإطاحة بالحكومة من خلال تنظيم احتجاجات على مستوى البلاد في حديقة جيزي عام 2013، بالتنسيق مع رجل الأعمال عثمان كافالا المسجون أيضاً إلى جانب ستة آخرين. وينفي جميعهم التهم الموجهة لهم.

وفي يناير (كانون الثاني)، جرد البرلمان أتالاي من مقعده بعد صدور حكم قضائي. وانتُخب أتالاي لعضوية البرلمان في مايو (أيار) من العام الماضي، لتمثيل حزب «العمال» التركي، بينما يقضي عقوبته في السجن لمدة 18 عاماً.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، قضت المحكمة الدستورية بأن سجن النائب المنتخب ينتهك حقوقه في الأمن والحرية والترشح للانتخابات.

وأفاد حكم مفصل للمحكمة، نُشر في الجريدة الرسمية التركية، اليوم الخميس، بأن قرار محكمة النقض بعدم تنفيذ حكم المحكمة الدستورية ليس له قيمة قانونية.

وقال أوزجور أوزيل، زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، الحزب المعارض الرئيسي، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، اليوم الخميس: «يجب الإفراج عن أتالاي وأداء اليمين الدستورية بصفته عضواً بالبرلمان. وينبغي أيضاً استعادة جميع حقوقه».

وقال دنيز أوزن، محامي أتالاي، لـ«رويترز» إن حكم المحكمة الدستورية يقضي بأن إبقاء أتالاي في السجن وتجريده من مقعده أمر يخالف القانون.

وقال: «حكم المحكمة يمهد الطريق لإطلاق سراحه»، مضيفاً أن المحكمة الجنائية الثالثة عشرة في إسطنبول ستتخذ القرار النهائي.

وأصدرت المحكمة الدستورية حكمين في أكتوبر وديسمبر (كانون الأول) بأن سجن أتالاي ينتهك حقه في الترشح للانتخابات، لكن رفض محكمة النقض لإطلاق سراحه في المرتين أثار أزمة في المنظومة القضائية.


مقالات ذات صلة

مصادر: تركيا تمنع التعاون بين حلف «الناتو» وإسرائيل بسبب حرب غزة

شؤون إقليمية جندي إسرائيلي يقفز من فوق دبابة على حدود قطاع غزة (أ.ب)

مصادر: تركيا تمنع التعاون بين حلف «الناتو» وإسرائيل بسبب حرب غزة

قالت مصادر مطلعة إن تركيا تمنع التعاون بين حلف شمال الأطلسي وإسرائيل منذ أكتوبر بسبب الحرب في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد سائحون في أحد المراكب بمضيق البوسفور في تركيا يشاهدون الدلافين في الماء (أ.ف.ب)

تركيا تلجأ إلى الضرائب لتمويل موازنتها العامة

فرضت الحكومة التركية ضريبة مقتطعة تتراوح بين 5 و7.5 في المائة على ودائع الليرة، وأعلنت عن زيادة جديدة في أسعار استهلاك الغاز.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خلال مظاهرة ضد قانون يهدف إلى إبعاد ملايين من الكلاب الضالة بالشوارع في تركيا... الصورة في العاصمة التركية أنقرة 29 يوليو 2024 (د.ب.أ)

​تركيا توافق على قانون لإبعاد الكلاب الضالة عن الشوارع

وافق المشرعون الأتراك الثلاثاء على قانون جديد يهدف إلى إبعاد ملايين الكلاب الضالة عن شوارع تركيا وسط مخاوف من استخدام القانون لملاحقة معارضي إردوغان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية سفن حربية تركية حرست سفينة تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط عام 2020 مما أثار توتراً مع اليونان (أرشيفية)

تركيا: صدام بين الحكومة والمعارضة حول «عسكرة السياسة الخارجية»

وقع صدام حاد بين الحكومة التركية والمعارضة، على خلفية التوسع في التدخل العسكري واعتماده بديلاً للسبل الدبلوماسية للبلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا صعَّدت من غاراتها الجوية في الأيام الأخيرة على مناطق في دهوك (إكس)

للمرة الثانية في أسبوع... تركيا تنفِّذ غارات في كردستان العراق

نفَّذت القوات التركية غارات جوية جديدة على مواقع لحزب «العمال الكردستاني» المحظور، في منطقتي كاره وهفتانين بمحافظة دهوك شمال العراق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

بوتين وصفه بـ«الوطني»... ماذا نعرف عن الروسي كراسيكوف الذي أطلق سراحه في صفقة التبادل؟

فاديم كراسيكوف (وسائل إعلام أميركية)
فاديم كراسيكوف (وسائل إعلام أميركية)
TT

بوتين وصفه بـ«الوطني»... ماذا نعرف عن الروسي كراسيكوف الذي أطلق سراحه في صفقة التبادل؟

فاديم كراسيكوف (وسائل إعلام أميركية)
فاديم كراسيكوف (وسائل إعلام أميركية)

توصلت الولايات المتحدة وأربع دول حليفة، اليوم الخميس، إلى اتفاق مع روسيا بخصوص أكبر تبادل للسجناء بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، في عملية تتضمن إطلاق سراح 24 سجيناً وقاصرين.

وتفاوضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على عملية التبادل المعقدة مع روسيا والعديد من الدول الأخرى سراً لأكثر من عام، ووافقت على إعادة ثمانية سجناء محتجزين في الغرب إلى روسيا، بينهم فاديم كراسيكوف، الذي كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة لقتله معارضاً شيشانياً ويحمل جنسية الجورجية أيضاً في برلين.

فماذا نعرف عن فاديم كراسيكوف؟

تصدّر كراسيكوف قائمة الكرملين لأبرز الشخصيات الروسية التي شملتها عملية تبادل السجناء اليوم. وكان الرئيس فلاديمير بوتين ألمح في وقت سابق من هذا العام إلى أنه مهتم بتحرير كراسيكوف الـ«وطني» المحتجز في ألمانيا.

ووافقت الحكومة الألمانية اليوم على الإفراج عن كراسيكوف، البالغ من العمر 58 عاماً، الذي أدين في 2021 بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل قيادي انفصالي شيشاني سابق في برلين لحساب جهاز الأمن الروسي.

فاديم كراسيكوف (رويترز)

ووفق السلطات الألمانية، قام كراسيكوف بقتل سليم خان خانغوشفيلي في 23 أغسطس (آب) 2019، وهو مواطن جورجي كان يبلغ حينها 40 عاماً، قاتل القوات الروسية في الشيشان، وطلب لاحقاً اللجوء في ألمانيا.

وقُتل خانغوشفيلي بالرصاص من الخلف بالقرب من حديقة بوسط برلين، باستخدام مسدس كاتم للصوت. ورأى شهود عيان المسلح وهو يرمي دراجة وبندقية وشعراً مستعاراً في نهر قريب. وألقت الشرطة القبض عليه قبل أن يتمكن من الفرار على دراجة نارية، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وعند الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2021، قال القضاة الألمان إن كراسيكوف تصرف بناءً على أوامر السلطات الروسية، التي أعطته هوية مزورة وجواز سفر وموارد لتنفيذ عملية القتل.

ويقال إن كراسيكوف خدم في وحدة قوات خاصة تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، وهي الوكالة التي خلفت جهاز الـ«كي جي بي».

المحققين الألمان في الحديقة حيث قُتل سليم خان خانغوشفيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

وبالنسبة لبوتين، وهو من قدامى المحاربين في الاستخبارات السوفييتية، فإن إطلاق سراح العملاء الروس أمر مهم لنجاح المهام السرية المستقبلية، مما يدل على أن موسكو ستتفاوض من أجل إطلاق سراح العملاء حتى لو تم القبض عليهم.

كيف أثرت القضية على العلاقات الروسية الألمانية؟

أثارت القضية عند بدايتها في عام 2019 خلافاً دبلوماسياً كبيراً بين روسيا وألمانيا، بما في ذلك عمليات طرد دبلوماسيين متبادلة.

وطردت ألمانيا الدبلوماسيين الروس بعد أن خلص المدعون إلى أن موسكو قد تكون متورطة في مقتل خانغوشفيلي. وردت روسيا بعدها بالطريقة نفسها وعدّت اتهامات برلين «لا أساس لها ومعادية».

وخلال حديث لبوتين هذا العام، أشار سيد الكرملين إلى كراسيكوف بأنه «وطني» روسي مسجون في «دولة متحالفة مع الولايات المتحدة» بتهمة «تصفية قاطع طريق» قتل جنوداً روساً في أثناء القتال في القوقاز.

تبرير ألماني

ودافعت الحكومة الألمانية عن إطلاق سراح كراسيكوف وإعادته إلى روسيا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، في برلين: «لم تتخذ الحكومة الألمانية هذا القرار بسهولة»، مشيراً إلى أنه «كان هناك تعارض بين المصلحة الوطنية في تنفيذ عقوبة السجن بحق مجرم مدان وبين حرية وسلامة، وفي بعض الحالات حياة، أشخاص أبرياء مسجونين في روسيا بشكل غير عادل لأسباب سياسية». وتابع هيبشترايت أن التضامن مع الولايات المتحدة كان دافعاً آخر وراء اتخاذ هذا القرار، بالضبط مثل واجب حماية المواطنين الألمان.